ام صبحي .. والدم العراقي


حامد الحمراني
الحوار المتمدن - العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 17:02
المحور: كتابات ساخرة     


في بلد مثل العراق كان رئيسهم الاوحد يعلم وزرائه الدروس المكتشفة من نظرية حزبه القائد التابع للقائد الصامد واهمها الفروق السياسية والقومية والوطنية بين ان يغسل وزرائه ايديهم قبل الاكل بالماء والصابون وبين غيرهم الذين يغسلون ايديهم بعد القتل بالصابون والماء ، تلك النظرية التي اذهلت العالم العربي في وقتها واصبح حينها يدعى بالقائد الضرورة.
اقول عندما يتم تغير هذا النظام بشكل او بأخر ويتبخر اعوانه واصحابه ونظرياته المذهلة في القتل بالكيمياوي والمقابر الجماعية فان الحرية والانصاف والعدل والديمقراطية وبناء المؤسسات يبقى رهين الاعلام والاقلام الشابه وفتاوى سعيد الحافي . وما حدث ويحدث هذه الايام شىء غريب وما غريب الا الشيطان والارهاب وبعض فقرات قانون المسائلة والعدالة وخاصة فيما يخص بفدائيي اخو هدلة اعلاه .
فاليوم عند البعض الجيش العراقي ميليشيا كفرة ، والشرطة الاتحادية صفيون مشركون ، والقوات الخاصة هنود حمر وليس زيتوني مرتدون واهل ذمة ، بالرغم من ان اغلب النواب لم يكشفوا عن ذممهم المالية ، وبعضهم ياخذ راتبه ومخصصاته وحوافزه السياسية التحريضية منذ خمسة اشهر وهو ( يداوم) في خيمة صفوان العزة والكرامة بمحافظته ، ولا احد يحاسبه عن الغياب والحضور ، فلا بصمة ولا رقابة ولا هم يحزنون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
ومنذ ان اختفى هذا القائد الضرورة والعراقيون يذبحهم الذباحون بسيارات المجاهدين المفخخة واصحاب الزيتوني ( السيبندية) ويعتبر بعض السياسيين ان ذلك امر طبيعي جدا فلا تنديد ولا استنكار ولا شجب ولا هم غاضبون وانما يحّملون ( ام صبحي ) مسؤولية الجريمة ويطالبونها بشطارة بالتحقيق الفوري والحفاظ على ارواح العراقيين الابرياء . هم يتهجمون على ام صبحي في كل مناسبة وبدون مناسبة ويتهمونها بالعمالة والخيانة والتامر والتخريب والانحياز الى ريال مدريد احيانا ، واحيانا اخرى الى برشلونة ويريدون تدميرها وازاحتها بشتى الوسائل ولكن عندما يحدث خرق بسبب تصريحاتهم ومواقفهم الطائفية فانهم يقلبون الدنيا ولن تنقلب بمشيئة الله.
اكثر من نصف مليون شهيد عراقي استشهد طيلة العشر سنوات الماضية ( سنة وشيعة) وجميع المكونات ، فان الارهاب ديمقراطي في القتل ولا يفرق بين احد واحد ، ومع ذلك لا تنديد ولا شجب ولا استنكار ، لان القاتل مجهول ، وان اعلن مسؤوليته في الانترنيت ، وان اعلن تحمله مسؤولية المفخخات.
اما اذا ما تم اعتقاله او اعدامه ، فياويل حقوق الانسان ، وياويل الشفافية والمواطنة ، سيخرج علينا احدهم من الفضائيات قائلا : ماذا نفعل هل نقتل جميع المجرمين والبعثيين والمفخخيين ؟ ويجيب: اذا تم قتلهم واعدامهم جميعا فمن ذا الذي يطالب بحقوقنا ؟.
هم يدافعون عن بعض العراقيين بحجة ان دمهم (FM ) بينما اغلبية الشعب العراقي ( OM) !!!
والمجرم ليس انسان ايها السادة ، بل هو ليس حيوان ايضا ، فهو عدم وهو خارج منظومة الكائنات الحية ، واما قتل الانسان فهو اكبر عند الله من حرمة الكعبة المشرفة ، هذا ما قاله نبي الرحمة امام المسلمين ، وقال لهم بلسانه الفصيح وقلبه النبوي الكريم وروحه التي البسها الله من نوره ليكون رحمة للعالمين (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، فلم يقل لهم من يفخخ الناس يتعشى معي ، وانما قال صلى الله عليه واله (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) ، ويعني ذلك بالعراقي يا اهل الالسن الطويلة ويا اهل الامكانيات القوية والدولارات غير المزورة والمناصب الرفيعة كفوا المسلمين والناس البسطاء المساكين الفقراء شّركم وشر لهاثكم على المناصب والكراسي .