الانتخابات و(اخوة هدله)


حامد الحمراني
الحوار المتمدن - العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 15:02
المحور: كتابات ساخرة     

ام صبحي خرجت من بيتها بعد سماعها اصوات الانفجارات، قائلة الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الحرية وتاب علينا من دكتاتورية الحزب الواحد وجعلنا نقيل هذا ونقبل ذاك من خلال صناديق الاقتراع ، وام صبحي ( لفت جرغدها) واستعاذت بالله من الارهابيين وعبواتهم اللاصقة و( اخوة هدله) واحزمتهم الناسفة وتأبطت العلم العراقي واندست بين الناس لتنتخب برلمانا عراقيا جديدا بالرغم من الزعيق واللغط والمزايدات وسماعها بعض الفضائيات التي زفت البشرى قبل بدأ الانتخابات من باب (الهنبلة) وشككت بالنتائج ( كبل الكبال).
ام صبحي ، كانت متوترة بعد ثلاثة ايام عطلة امضتها وهي تراقب الفضائيات ما عدا يوم الصمت الاعلامي ، فقد مرت امام ذاكرتها ايام الفتن والاضطرابات ابتداءا من شهداء جسر الائمة الى استهداف قبة الاماميين العسكريين مرورا بالمقابرالجماعية الى قصف حلبجة والقتل على الهوية والشعارات الزيتونية ( هذا انا والدرب ابعيد ، او بالروح بالدم نفديه ياهو الجان).
وهي تملك ذاكرة قوية كما صرحت هي بذلك مرارا وتختزن فيها تاريخ العراق السياسي ، تقول قبل وصولها الى صناديق الاقتراع تذكرت كيف كان النظام السابق يضحك على المثقفين في الداخل وجعلهم تكنوقراط في ( الجنابر دبل فاليوم) ومن لا يقبل بهذا بمصيره الجوع والتهجير والغربة .
قبل ان تصل الى صناديق الاقتراع تجمعت في ذاكرتها جميع التناقضات فهي فرحة لانها بدات ترى مستقبل العراق الزاهر( ولو بعد حين) وهي حزينة اذ هجمت عليها الهواجس في امكانية ضعف المرشحين امام المال والسلطة ، وهي متفائلة فان الحزب الواحد لن يحكم البلاد ، وهي خائفة لان الحرية تحتاج الى رجال لا تلهيهم مناصب ولا اموال عن خدمة الناس الذين انتخبوهم .
تقول انها رأت بام عينهيا العراقيين في دول العالم وهم فرحون بعرس الديمقراطية وكيف ان عراقية في دمشق تمشي كالطاووس شامخة بحرية الانتخابات التي جعلتها مواطنة من الدرجة الاولى ، صحيح ان ام صبحي ليس لديها صديقات في الدول العربية ولكنها تقول انها تعلم ان الشعوب العربية يسيل لعابها لهذا العرس الشعبي بالرغم من البطيخ والتفخيخ .
اقتربت ام صبحي من صناديق الاقتراع بعد ان حزمت امرها في انتخاب ذلك الوطني الذي تقول انه اتصف بالامانة والصدق والتفاني في خدمة الناس، فهي تعرفه جيدا انه من الغنى بحيث لا يحتاج الى اموال الحكومة وهو من الصدق والامانة ما يكفي للوثوق ببرامجه .
لم يكن امام ام صبحي صعوبة في الاختيار فانها تضع ثقتها بجميع المرشحين ما عدا اهل المقابر الجماعية واصدقاء ( اخو هدله) واصحاب الخطاب الطائفي .