الكهرباء والحمار التركي


حامد الحمراني
الحوار المتمدن - العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 16:43
المحور: كتابات ساخرة     

وصل نائب في برلمان- الشطر التركي- من قبرص إلى مبنى البرلمان على ظهر "حمار"، وذلك احتجاجا على رفع أسعار الوقود وقرار الحكومة بشراء سيارات جديدة للوزراء .
وذكرت صحيفة تركية، أن هذا النائب أبلغ الصحفيين خارج مبنى البرلمان بأنه يود بخطوته تلك الاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود، وأيضا على قرار شراء السيارات.
وعقب حديثه مع الصحافيين، غادر المكان على ظهر الحمار؛ الذي كانت تلتف حول عنقه لوحات ارقام سيارة(منفيست) .
بهذا المشهد ابتدأت ام صبحي حقيبتها الاخبارية لهذا اليوم من بغداد ومن على منصة الكية وعلى الهواء مباشرة .
واضافت “انا متأكدة من ان حكومة هذا البرلماني ستلغي قرارها الخاص بشراء سيارات للوزراء وستقرر خفض اسعار الوقود ؛ وذلك لمعرفتي ان الشعوب تملك قوة ضغط على الحكومة والبرلمان والوزراء لسبب بسيط ان الشعب هم الذين انتخبوهم ، وان الشعب هم الذين سيغيرونهم اذا ما فشلوا في تحقيق مطاليبهم .
ام صبحي استغلت هذا الخبر لكي ( تهنبل براحتها) أمام انتباه وتحمس اغلب ركاب الكية الذين يكرهون كل شيء ولا يحبون أي شيء، فتسائلت : ماذا لو سمحنا لخيالنا الديمقراطي العراقي بالتحليق والتمدد ابعد من فعاليات ساحة التحرير ، وتصورنا ان احد اعضاء برلماننا الموقر دخل قاعة مجلس النواب وبيده ( فانوس) اقصد (لاله) اعتراضا على الانقطاع الكهربائي المستمر ، وشاهدنا آخر تضامن معه وجلب معه ( بعوضة - ثري فيس) في اشارة الى ان انقطاع الكهرباء يتيح للبعوض حرية الحركة والتصرف في لسع المواطنين الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم ، واذا ما انضم معهما نائب ثالث وجلب معه ( شمعة) دبل فاليوم مغّلفة بقطعة قماش مكتوب عليها ( بدلاً عن ان تلعن الكهرباء اسكب دمعة ) ، أقول " اذا ما تحقق هذا المشهد ونقلته وكالات الانباء وجميع شاشات التلفزة المحلية والاقليمية والدولية فهل ستتحسن الكهرباء وتنتهي ميليشيات البعوض المتغطرسة ؟ .
يبدو ان هذا المشهد وخبر ام صبحي فتح شهية الآخرين بالتحليق بخيالهم الديمقراطي ، حيث قال احدهم اذا تم بقدرة قادر وتغيرت الكهرباء امام ضغط ( الفانوس واللالة ) ، اقترح ان يقوم احد اعضاء البرلمان بمفاجأة مجلس النواب بعد انتهاء العطلة التشريعية ويدخل وبيده كيلو طحين اسمر (طوخ) ويتقافز داخله ( النمل) الاسود الذي لا ينفع في اليوم الابيض ، فعسى ان تتاثر وزارة التجارة وتغير منافذها في توفير الحصة التموينية ؟ .
الكية اقتربت من الباب الشرقي ، ما اثر سلبا على المخيلة الديمقراطية للركاب ، الا ان احدهم قطع هذا الخوف وقال على عجل : ماذا لو دخل احد نوابنا وبيده اليسرى نصف طماطة وفي يده اليمنى نصف (راس خس) معلنا الانتفاضة الشعواء وحملة المقاطعة العلنية على الخضراوات المستوردة بجميع أنواعها وتخفيض الاسعار وانصاف الفلاحين.
الا ان سائق الكية قبل ان يصل بالركاب الى النهاية ادلى بدلوه هو ايضا قائلا "انا اقترح ان يدخل احد اعضاء البرلمان ويمتنع عن الجلوس على الكرسي المخصص له ويجلس على الارض ؛ عسى ان تكون هذه ( اللقطة) حافزاً لبناء مدارس حديثة وشراء ( رحلات) تستوعب اعداد الطلبة بدلاً من جلوسهم على الارض الطيبة .