انا من جماعة ( العودة)

سائق التاكسي ايام( اخو هدله) معروف بتبعيته للحزب القائد المنحل الصامد من خلال شواربه التي ترمز الى 7 نيسان وحواجبه التي رسمها على شكل 12 اغسطس وتسريحة شعره التي يمكن قراءة 17 الى 30 تموز فيها ، وانت تخاف تتكلم معه عن اي شىء ، فهو الذي يبدأ الحديث وينهيه وما عليك الا الصمت وعدم تحريك راسك سواء بالايجاب او بالسلب، فان اخطأت فان مصيرك الاستخبارات او الامن العامة ، واذا شعر انك احدهم يبدأ باستفزازك فيسمعك قهرا مجموعة من اناشيد المولدة (اسف الاناشيد الوطنية) وفي مقدمتها (العزيز انت ) مرورا (هذا القائد قائدنا ... داده انت منين ) وانتهاءا( احنا مشينا للحرب).
تذكرت ذلك النموذج امس وانا منشغل في قراءة سورة الواقعة في صباحية ربنا كما يقول اخونا المصري بعد ان تأبطت اضبارتين متوجها هناك علني احصل على (مليون دينار).
واشرت الى اول تاكسي، قال (وين) تريد ؟ قلت له الى الحارثية
وين بالضبط؟ قلت هناك حيث يتجمع اصدقائي في مكتب ( العودة) فرمقني بنظرة ملئها الحقد الدفين على الحزب القائد المنحل الصامد ولكنه لم يجرأ ان ( يسبني) فما دمت لم تدفع الاجرة فانت مواطن تملك الحصانة الدستورية ، اما اذا استلم منك الاجرة او اقترب من المكان الذي تريد فان اللهجة بالتاكيد سوف تختلف ، ويبدو اني اول الزبائن ( استفتاح) فقال بلهجة مصرية خافته ( الي اختشو ماتو ) ولكني لا اعرف سبب انزعاجه مني .
اتفقنا على الاجرة وقبل وصولنا بدقائق اردف قائلا : وماذا تريديون انتم جماعة (العودة) ؟ فقلت له بتلقائية نريد تعويضات !!
وانتنظر لحين استلامه الاجرة عندها بدأ يتكلم معي بطريقة ملئها السباب والشتم والتهجم قائلا : الا تستحون ؟ لقد دمرتم البلاد وادخلتمونا في حروب صبيانية وحصار غاية في القساوة وملئتم بيوت العراقيين بالخوف والفقر وهجّرتم من هجرتم ، والآن تريديون تعويض!!
واضاف :تعويض عن ماذا؟ عن فشلكم في ادارة البلاد وقيادتكم للدولة المتوحشة ؟ ام تعويض عن هزيمتكم وتسليم بغداد الحبيبة للمحتلين الغزاة ؟ ام تحالفكم مع الشياطين لقتل العراقيين؟ من اجدر بالتعويض انتم ام ضحاياكم في حلبجة والانفال والانتفاضة الشعبانية ومن كان في المعتقلات ومن سفرتموهم قسرا خارج الحدود؟
وشعرت ان الرجل فسر كلمة ( العودة) بانها حزب العودة التي يستخدمها جماعة الزيتوني فقلت له يااخي انت فهمتني خطأ.
وبدأت اشرح له ، قلت له انا (نازح) بالدور الثاني لكن السيد محافظ كربلاء لم يقبلني كنازح وقبلني كسائح ما ساعد الاخوة الاعداء بمصادرة جميع اثاثي حتى( الحنفية) اضافة الى ان اجرائه هذا منع علينا استلام هوية المهجرين وضاعت حقوقنا وتعويضنا ، وقبل ايام اصبحتُ (عائد) بثلاث دروس الى منطقتي الاصلية ولقد اصدروا تعليمات بان الذي لم يستلم هوية يحق له اجراء معاملة للتعويض وهذه معاملتي .
فبدأ يعتذر ويقدم الكلمات التي من شانها تهدئتي وابدى استعداده لمساعدتي، ومن ضمن مساعداته الديمقراطية ، قال عندي احد الاصدقاء (المعّقبين) سيوفر لك الوقت والجهد لكنه ياخذ على المعاملة (عشرة اوراق= الف دولار) ثم قال لي كم هو مبلغ تعويضك؟ قلت له (ثمانية اوراق = ثمانمائة دولار).
فقال لانك مواطن نازح بالدور الثاني كما تدعي ساوصيه ياخذ منك الثمان اوراق عند استلامك مبلغ التعويض وتبقى اربع اوراق تدفعها له بالاقساط !!