علموهم مالايعلمون


عفراء الحريري
الحوار المتمدن - العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 05:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

لم ولن تهزمنا الجيوش الإسرائيلية بحجم هزيمتنا في مواقف حكام هذه الأمة " وكنتم خير أمة أخرجت للناس "
لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصة فهل يحصل المواطن العربي في ظل هذا الوضع لغزة وفي ظلال هذه الانظمة العربية على هذا الحق ؟ . أنها العبارة االاولى في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وفي جميع الصكوك الدولية ، تلك المنظومة العالمية لتي أثبت الحرب على غزة عدم مصداقيتها ، وفقدان الأمم المتحدة لهويتها الإنسانية في حمايتها ودفاعها صيانتها لحقوق الإنسان / الأجدر بهذه الهيئة بأن تغلق بوابتها الواسعة المحصنة ومنافذها المتعددة وتعفى من وظيفتها ، وأما أن تخصص أسمها – هيئة الأمم المتحدة لحماية إسرائيل والحفاظ على مصالح أمريكا – أو تسمى هيئة الأمم باستثناء الأمة العربية ، بلى تلك الأمة التي لم تستطع حماية نفسها من ظلم أنظمتها ولم تصون كرامتها وهي تتغزل بماضيها بعد أن أصبح أطلال .
عار علينا ما يحدث في غزة ! عار علينا بأن نكتفي بالكتابة ، بالمسيرة المنددة والمشجبة والمبخرة !عار علينا بأن نكتفي ببيان وبالبكاء بالعويل ، عار علينا بأن نلتزم الصمت مع حكامنا ونرضى ؟؟؟ أنكم تعلمون كما أعلم بأن النفط لتشغيل آليات الدمار الإسرائيلية تضخ من آبارنا ؟ ويستمدون قوتهم من صمت حكامنا العرب " ولاة الأمر فينا " / وصمت البكر قبول ؟! والعار كل العار بأن يكون ذلك القبول بمهر عروس من دماء أخوتنا وأبناءنا وأمهاتنا وأبناءنا ومن ثروات هذه الأرض الممتدة من ضفاف البحر وحتى نهاية الصحراء ، ومن كرامة أمة كان لها تاريخ وحضارة ، ولها لسان بلغة القرآن الكريم ، ورسول عظيم "صلى الله عليه وسلم " بعث لهم من ذريتهم ونسلهم وشفيعهم وقد جاء ليتمم مكارم الأخلاق في كل أنحاء البسيطة !.. فماذا أبقينا؟ وبماذا احتفظنا ؟ وعلى ماذا سنتحدث فيما بعد لأولئك القادمون والقادمات من أجيال اللاهوية واللانتماء ؟؟ عن تاريخ أمة هزمتها نخوة الدفاع عن كرامتها وهويتها وتاريخها ؟ عن أمة بكت على حالها الأمم ؟ أمة هانت واستهانت ، هزمت فاستكانت ؟ أنكم تعلمون كما أعلم بأن لدينا مخزون بلا حساب لكل أنواع الأسلحة في الممالك والجمهوريات والإمارات والجزر( 22 دولة بما فيها الصومال ) تمتلك من الأسلحة مالا تمتلكه إسرائيل ، ولديها جيوش ضعف أضعاف الأضعاف من أعداد الجيش الإسرائيلي / علاما ولمن ولماذا وكيف ؟ لحروبها الصغيرة فيما بينها لتهديدات وهمية من دول كوكب المريخ ، وشعوب القمر والمشترى ؟ أنكم تعلمون كما أعلم بأنها لحرب تلك الأمة / لضرب وانتهاك واغتصاب واعتقال وتشريد وسحق وإبادة شعوبها بلا تفنيد بين الرجال والنساء والأطفال والكهول والشيوخ /" هذه هي الأمة " التي تقتلها وتقاتلها أسلحة وجيوش حكام الدول العربية - معذرة أقصد الدول العربية – ؟
علموهم بأننا أصبحنا نعلم أن صكوك حقوق الإنسان هي حق خالص لديمقراطية أمريكا حماية لإسرائيل ومصالحهم وأننا خارج هيئة الأمم المتحدة ولا تشملنا آلياتها – بوكالاتها ولجانها ومحكمتها ومجلسها وفروعها ودعمها- ولا. ولن تشملنا عضويتها ؟ علموهم بأننا تعلمنا هذه المرة من دم الأبرياء ودموع الثكالى وبطولات الشهداء بأننا أمة ستظل أبدا الدهر تحافظ على مناصبهم وتحمي عروشهم / وبأننا نكتفي بكل ما تحتويه المولات والبقالات والسوبر ماركات والفنادق والمتنزهات والملاعب الترفيهية والنوادي الرياضية والصيدليات بكل ما فيها من مهدئات ومسكنات / علموهم بأننا نعلم بأنهم يريدونا بأن نشاهد مثلهم ذات الجرائم والألم والوجع والحزن ونحفظ شهادتنا لأننا سنشهدها – فربما نعيشها- قبل أن تصدأ الأسلحة وتهرأ الجيوش علموهم مالا يعلمون بأننا لا. ولن ننسى إيماننا بالله وبالنصر، لن ننسى خديعة الصكوك الدولية لحقوق الإنسان في فلسطين والعراق وغزة وكامل الوطن العربي... وبأننا شهود عليهم وعلى عار صمتهم وأن يعلمون فقط بأنهم باقون ببقائنا معهم .