|
المفكرة التشكيلية العراقية
كريم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 01:50
المحور:
الادب والفن
المفكرة التشكيلية.. سلسلة كتابة ببلوغرافيا فنية، ومحاولة لقراءة سريعة واستعراضا لأعمال الفنانين التشكيليين العراقيين، بمختلف إبداعاتهم وفي أي مكان كانوا فيه، وكذلك محاولة للتواصل وهدم الفاصل الزمني والنفسي الذي أصاب الإبداع العراقي بكل فنونه كحال المفاصل الحياتية الاخرى التي تضررت بفعل الحروب والاضطهاد والهجرات. ومن الأهمية أن نعرف ونستكشف قيمة وأهمية الفننون التشكيلية العراقية، والفنانون الحقيقيون الذين قدمو جهدا ابداعيا كبيرا طوال عقود من الزمن، داخل العراق وخارجه، لكن للأسف الشديد حالت الضروف المذكورة دون معرفة نتاج الغالبية من الفنانين ومشاركاتهم في المعارض المحلية والدولية، هنا محاولة للأضاءة والتوثيق، وقراءة مختصرة للمنجز الإبداعي للفنان.
الفنان التشكيلي حسام العقيقي
تحيلنا أعمال الفنان حسام العقيقي إلى مسألة مهمة تتعلق بدلالة الفكرة والحساسية المتقدة، فهو يأخذ جانبا من الحياة يكون فيها الإنسان وحيدا أمام كوابيسه وظله.. ثمة فضاء هندسي مهول، وفواصل عمودية وأفقية كأنها وحدات زمنية ضاغطة على روحه وكيانه تبعثر الاتجاهات وتواجه فردانيته إزاء عالم متحرك غير مبالٍ بالأسئلة. تبرز وحدة الكائن ومحاولته محاورة الفراغ الصارخ الذي يحيط به، يتمثل هنا بحدة اللون ورمزيته الواضحة كلعبة بصرية توائم بين التخطيط العنيف وانسيابية الفضاء المؤطر له.. والعقيقي لا يستطيع هنا خلع رداء النحات الذي تلبسه لزمن طويل بتشريحه للكتلة وإبرازها بقوة في الرسم كصيغة معادلة للتجسيد المكاني الحي في أعماله الرسومية تلك التي عرضها في عدة معارض داخل هولندا وبعض الدول الاوروبية في السنوات الاخيرة. يرسخ الفنان هنا فكرة الرسم على الكومبيوتر، بكل تقنيات اللوحة الحديثة، ربما هو يستخدم هذا الاسلوب نتيجة وضعه الصحي وأثر الاصباغ وروائحها عليه، لكنه وبهذه الممارسة يؤكد على تطويعه الرسم الالكتروني وعدم اختلافه عن اللوحة المشغولة بألوان المزج اليدوي، ومن هنا تأتي فرادته وقوة انشاءاته التعبيرية التي يجسدها بخطوطه وفكراته المشغولة بعناية فائقة. لكن مفهوم الفن لدى العقيقي، سواء (رسم أو نحت) هو عمل متأصل وله شروطه الابداعية، فمنذ تخرجه من اكاديمية الفنون الجميلة- بغداد عام 1971 وهو يواصل بحثه المستمر، في تطويع خامته النحتية ليجسد فيها السؤال الإنساني في الوجود، والصراع القاسي مع الحياة وكل ما يهدف لتدمير هذه الحياة. كان يجب أن تأخذ منحوتات حسام العقيقي مكانتها الحقيقية في النحت العراقي، وان يكون لها نصيب بارز على صعيد النصب والتماثيل داخل بغداد أو غيرها، لما تمتلكه من سحر واتقان ومغايرة، لكن غربته المبكرة عن العراق وعدم استقراره المكاني، حيث تنقل ما بين ايطاليا واليمن وليبيا.. ليستقر أواخر تسعينات القرن الماضي في هولندا، بعد أن أرهقته هذه الغربة الثقيلة وأوهنت جسده الذي لا قدرة لديه مرة أخرى في مواصلة مشروعه النحتي، لما يتطلبه النحت، إضافة للإبداع، قوة بدنية كي تصارع الحجر والحديد والمواد الاخرى.
الفنان في سطور: ولد عام 1946 تخرج من اكاديمية الفنون الجميلة- بغداد- عام 1971 تخرج من اكاديمية الفنون روما-ايطاليا- عام 1974 1975 المعرض الشخصي الاول على قاعة P.T. Galerie في روما 1976 معرض شخصي على قاعة Galerie 2000 في نابولي 1977 معرض شخصي على قاعة Venizia Galerie في دوزلدورف في المانيا 1979 معرض شخصي في صنعاء- اليمن 1986 معرض شخصي على قاعة C.C.F. Galerie في المغرب 1993-1996 معرضين شخصيين على قاعة بيت الفن في ليبيا 2000 معرض شخصي في مدينة Waddinxveen هولندا 2002 معرض شخصي على قاعة Agnieten Kapel هولندا 2004 مشاركة في مهرجان الفن العراقي على قاعة متحف لاهاي- هولندا 2004 مشاركة في معرض kunst-in-ahoy في روتردام- هولندا 2005 مشاركة في معرض shell internasionalفي رايزفايك- هولندا 2005 مشاركة في معرض iq-experience kunstbeurs في زفولا- هولندا 2006 معرض في غالري 325 في اوترخت- هولندا ومشاركات ومعارض شخصية اخرى اقامها في الآونة الاخيرة. تنقل بين ايطاليا والمانيا واليمن والمغرب وليبيا، ومقيم حاليا في هولندا www.adabfan.com
#كريم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهرجان الثقافة والفنون العراقية في متحف العالم في روتردام
-
الفنان التشكيلي مهند العلاق في لوحتي ثمة نوافذ للإطلال عبرها
-
هو المتجذر في جوهره
-
همسات مقدسة-المعرض الشخصي الأول للفنانة ابتسام الخليفة في لن
...
-
مقترح للشاعر سعدي يوسف لأجل الحوار
-
صرخة من فضاء بعيد
-
الفنانة مي شوقي قررت أن أصمت حتى لا أشارك في الإساءة للفن
-
مشاهد وشواهد من الفن التشكيلي العراقي في أوروبا - هولندا مثا
...
-
في أعمال الفنان كريم فرحان التدوين بقوة الرسم
-
الفنان التشكيلي العراقي محمد قريش فنان مولع بخلق حيوات غير م
...
-
الفنان كاظم الخليفة بحث لأجل لوحة.. وتفاصيل في فوضى الواقع
-
الذاكرة والمكان في أعمال الفنان جون نقاشيان
-
الفنان صالح حسن ممثل يتحدث بلغة الجسد على خشبة المسرح
-
الضوءُ يشفُّ عَنكِ
-
الوضع العراقي الراهن.. بين خيار الفوضى والاستقرار
-
بلاد خلف أبعادها تهوي
-
ليس انتصاراً لجاسم المطير بل من أجل الحقيقة- دعوة للتسامح
المزيد.....
-
وفاة مؤلف أشهر أغنيات أفلام -ديزني- ريتشارد شيرمان عن 95 عام
...
-
إعلان 2 مترجمة ح 162.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 162 الجزء 5
...
-
الإعلان الأول حصري ح 162.. عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 162
...
-
رحيل الشاعر الأردني زياد العناني عن 62 عاما
-
حفل ختام مهرجان كان السينمائي: عودة أمريكية قوية وموضوعات نس
...
-
مهرجان كان بنكهة شرقية.. جوائز وتكريم لفيلم مصري ومخرجين من
...
-
الثقافة العربية والإسلامية بين الأمس واليوم
-
طرابلس اللبنانية -عاصمة للثقافة العربية-
-
شروط التسجيل في مسابقة الترجمة وزارة العدل 2024 بالجزائر
-
الفيلم الأمريكي -أنورا- يتوج بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|