أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم النجار - همسات مقدسة-المعرض الشخصي الأول للفنانة ابتسام الخليفة في لندن














المزيد.....

همسات مقدسة-المعرض الشخصي الأول للفنانة ابتسام الخليفة في لندن


كريم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 761 - 2004 / 3 / 2 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


تحت عنوان (همسات مقدسة) أقامت الفنانة العراقية ابتسام الخليفة معرضها الشخصي الأول على قاعة المركز البولندي "بوسك" في لندن مؤخرا.

يضم المعرض 26 عملا هي حصيلة رؤيتها الفنية بعد دراستها التصميم الفني في لندن مما أثر على أسلوبها ومعالجاتها البصرية، حيث اعتمدت الخليفة التعبيرية التجريدية بأقصى حالاتها للتعبير عن دواخلها في فهم البيئة والمحيط وثقل الأشياء التي تحيط بالمدينة العصرية (لندن كمثال). فهي هنا ترصد الحركة النابضة بسرعتها الضوئية أمام الهياكل الصماء التي تثقل بكتلها على المدينة بتفجرات لونية متداخلة ببعضها لتعطينا صورة بصرية متعددة الأوجه والأبعاد.

وبقدرتها على استدراج اللون وكثافته للتعبير عن همساتها وحوارها المتداخل مع أضواء وفوضى المدينة الضاجة كتعبير مقدس لهذا الحوار واستنطاق مضمونه الإنساني وما خفي في المهمل منه، كرؤية إعادة تركيب الصور المعمارية، وتدفق تلك الصور عبر خيال خصب يجهد لترتيب هذه الأشياء المبعثرة، تعطينا مثالا للعلاقة الروحية بين الكائن ومكانه.. ربما تتلمس غربتها الدائمة وفقدانها للمدينة البعيدة هناك التي حلمت بها ولم تطأ قدمها أرضها السحرية، حيث بقيت عيونها شاخصة نحو (بغداد) التي تركتها طفلة لا تتجاوز العامين من العمر ولم تكتشف أسرارها التي ظلت تؤرقها طوال غربتها ومنافيها لأكثر من عشرين عاما، هي خلاصة عمرها الفتي.

مجرد التمعن في أعمالها يعطي للرائي دفقا لا شعوريا للاسترخاء واستدراج الذات وحوارها عبر الرموز والعلامات المكثفة التي تضخها بسخاء في ثنايا كتلها وصورها المتداخلة.. رموز لعلامات نعيشها في تفاصيل حياتنا اليومية بصور تتداخل ببعضها.. أثر لعجلات حافلة مطبوع على أسفلت الشارع دلالة لخطا سائرة دون توقف.. كتل صماء في ساحة أو حديقة هي النقيض لحركة العجلات والأقدام، خطوط خشنة تركها عابر على حائط مهمل، شجر يقاوم العاصفة، مساقط ضوء تهندس ثقوب الفضاء.

كما تسري الموسيقى بين ثنايا أعمالها لتلامس الروح وتنبض الوانها بهارموني متسامي ومتساوق مع صورها المتدفقة بتواليات لا نهائية، هي أقرب للصور الشعرية منها للرسم، وكأن تداخل غير قصدي مازج بين اللون والموسيقى والشعر في وحدة حساسية نادرة التجسد. 

لا غرابة أن تكون انطلاقة الفنانة ابتسام الخليفة بهذا الوعي الفني وحسها العالي بتجسيد الأشياء المحيطة حولها ومحاولة تفسيرها بإعادة تفكيكها وفض رموزها كي تعيد التوازن المختل في معادلة الوجود والمكان والواقع المعاش، إذا علمنا أن لها تجارب ومشاركات فنية منذ الصغر، حيث شاركت في معارض شبابية في الجزائر وانكلترا زادتها خبرة ودربة بدراستها لفن التصميم.
ويبقى حلم الفنانة الخليفة أن يكون معرضها القادم على إحدى القاعات في بغداد.. تلك المدينة التي تختزن في ذاكرتها وتعرش فيها كلما تناهى سمعها شيئا منها.

غادرت الفنانة ابتسام الخليفة وهي طفلة مع والديها العراق عام 1980 إلى الجزائر.
تقيم في لندن منذ 15 عاما.
درست فن التصميم وتعمل في مجال التصميم الالكتروني التلفازي في لندن.        
    



#كريم_النجار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح للشاعر سعدي يوسف لأجل الحوار
- صرخة من فضاء بعيد
- الفنانة مي شوقي قررت أن أصمت حتى لا أشارك في الإساءة للفن
- مشاهد وشواهد من الفن التشكيلي العراقي في أوروبا - هولندا مثا ...
- في أعمال الفنان كريم فرحان التدوين بقوة الرسم
- الفنان التشكيلي العراقي محمد قريش فنان مولع بخلق حيوات غير م ...
- الفنان كاظم الخليفة بحث لأجل لوحة.. وتفاصيل في فوضى الواقع
- الذاكرة والمكان في أعمال الفنان جون نقاشيان
- الفنان صالح حسن ممثل يتحدث بلغة الجسد على خشبة المسرح
- الضوءُ يشفُّ عَنكِ
- الوضع العراقي الراهن.. بين خيار الفوضى والاستقرار
- بلاد خلف أبعادها تهوي
- ليس انتصاراً لجاسم المطير بل من أجل الحقيقة- دعوة للتسامح


المزيد.....




- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم النجار - همسات مقدسة-المعرض الشخصي الأول للفنانة ابتسام الخليفة في لندن