أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - سلام بدون سلام














المزيد.....

سلام بدون سلام


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)

خلال الأيام القليلة الماضية أعادت وسائل الاعلام الاسرائيلية إلى الذاكرة مرور 25 سنة على توقيع اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل ، والتي تُعرف باتفاقية وادي عربة ، وباعتراف وسائل الاعلام جميعها فإن هذه الذكرى رغم أهميتها مرت بصمت وهدوء خاصة من الجانب الأردني، فقد تناولت بعض الصحف الأردنية هذه الذكرى من باب اسقاط الواجب وبأسلوب النعي بدلا من أسلوب الحفاوة والاحتفال.
اعترفت وسائل الاعلام لدى الطرفين الإسرائيلي والأردني بأنه لم يتم تبادل أي تهاني علنية بين المسؤولين في الدولتين ، ولم تتم لقاءات للتعبير عن الاحتفال بهذه المناسبة رغم أهميتها ، والحقيقة أن موقف وسائل الاعلام في الأردن وعدم اكتراثها وبرودها بالتعبير عن موقفها من هذه الذكرى، إنما تعكس رأي الغالبية العظمى من الشعب الأردني ، الذي رفض هذه الاتفاقية ولا يزال يرفضها ويطالب بالغائها ، وقد طالب مجلس النواب الأردني بأغلبية أعضائه من الحكومة في عمان إغلاق السفارة الإسرائيلية ، أكثر من مرة ، لكن النظام الملكي كان يحبط هذا الطلب ويمنع الحكومة من تنفيذ قرارات مجلس النواب ، لأن سلطة الملك وحاشيته أعلى من سلطة الشعب وبيده الحل والربط في كل شيء ، والقاصي والداني يعرف بأن الأسرة المالكة في عمان تعتبر اتفاقية وادي عربة خطوة استراتيجية وتاريخية وحلم تحقق، لأنه يوجد لهذه الاتفاقية أبعاداً هامة ، أهمها المحافظة على حاضر ومستقبل هذه الأسرة .
كما أن مثل هذه القرارات الحاسمة في قطع العلاقات مع إسرائيل لا يقررها ملك الأردن وحده ، بل هناك من هو معني باستمرار العلاقات الإسرائيلية الأردنية بصورة علنية مع أكثر ما يمكن من التعاون، وهذا – الهناك – أمريكا التي تعتبر نفسها حاضنة للأردن ومعنية بعدم اغلاق أي باب من أبواب التطبيع .
لقد استجاب النظام في الأردن لمطالب أمريكية لا تقل أهمية من الناحية السياسية على اتفاقية السلام مع إسرائيل، ما قدمه الأردن من خدمة للمصالح الامريكية الإسرائيلية له أبعاد استراتيجية هامة ، لها علاقة بالمحافظة على أمن إسرائيل ، ولها علاقة بالمحافظة على استمرارية اتفاقية أوسلو التي وقعت عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية .
الخدمات التي قدمها الأردن بعد أوسلو إقامة معسكرات على أراضيه استخدمت للأعداد وتدريب عشرات الآلاف من رجال الأمن الفلسطينيين بتمويل أمريكي، وربما إسرائيلي ، تحت قيادة الجنرال الأمريكي دايتون ، وقد حل رجال الأمن هؤلاء مكان المقاتلين الفلسطينيين جنود الثورة الأوائل الذين عادوا إلى الوطن مع قيادة منظمة التحرير ، وبعد عودتهم تم تسريح غالبيتهم من الخدمة كي يحل مكانهم من عُرفوا بجنود دايتون.
أم الخدمة الثانية التي قدمها النظام الأردني لأمريكا وإسرائيل إقامة قواعد لاحتضان وتدريب العصابات الإرهابية فوق أراضيه، وقد سمح لهؤلاء بعد تدريبهم وتسليحهم بالدخول إلى سوريا لتدميرها واسقاط النظام الممانع فيها ، وقد أدار هذه القواعد التي عُرفت باسم " غرفة الموك " وهي غرفة عسكرية خارجية مقر قيادة وتنسيق وإصدار أوامر تديرها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأردن وإسرائيل وبعض دول الخليج، وقد أقيمت عام 2013 وتطورت أكثر في الأعوام التي تلت هذه السنة .
كانت هذه الغرفة تحرك عصابات الإرهابيين باتجاه مدينة درعا للوصول إلى احياء في دمشق ، ومقابل هذه الأعمال حصلت عمان على بعض الفتات من واشنطن ومن السعودية ودولاً أخرى ، وما استمرار النظام في الأردن بالتمسك باتفاقية وادي عربة إلا جزء من هذه الخدمات الذي يقدمها لأمريكا .
ان صمت النظام وعدم تفاعله مع ذكرى اتفاقية السلام لم يعكس موقف النظام من هذه الاتفاقية ، لأنه متمسك بها ولا يستطيع الاستغناء عنها ، لم يكن الاتفاق في وادي عربة عام 1994 هو الأول الذي جمع زعماء من الأردن مع زعماء من إسرائيل ، وقد كُشف هذا أثناء اللقاء بين إسحاق رابين وبين الملك حسين على هامش هذا الاتفاق فقد سأل أحد الصحفيين إسحاق رابين هل هذا اللقاء الأول بينكما ، أجاب رابين : بأن هذا اللقاء يحمل الرقم 21 ... سارع الملك حسين وقال : عذراً صديقي رابين هذا اللقاء يحمل رقم 22 ، لكن الفرق بين اللقاءات التي تحدث عنها رابين والملك حسين ولقاءات اليوم ، أن الأولى كانت سرية ، تتم تحت غطاء أمريكي ، أما اليوم فإن اللقاءات أصبحت علنية .
اعترفت أوساط إسرائيلية بأن الأردن كان ينتظر بحرارة شديدة فرصة توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل ، لهذا السبب هلل النظام في عمان لاتفاق أوسلو بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ، كي يجد مبرراً لتحقيق أحلامه بالصلح مع إسرائيل، لأن الأردن كان يعرف أنه ليس من مصلحته عقد سلام مع إسرائيل قبل الفلسطينيين، لأن غالبية الشعب بالأردن من أصل فلسطيني، وقد كشف بعض المؤرخين في الأردن أن العائلة المالكة في الأردن كانت تعتبر وتتهم الفلسطينيين بانهم الصخرة التي تحول دون عقد اتفاق صلح بين الأردن وإسرائيل ، الجدير بالذكر أن الملك عبد الله جد الملك حسين قرر عقد صلح مع إسرائيل في أوائل الخمسينات – قبل اغتياله – رغم معارضة الجامعة العربية ، وأيضاً بريطانيا اشارت اليه بأن يتراجع عن هذا القرار الخطير آنذاك، لأنه ليس من مصلحة الأردن ، واكتفى الأردن باللقاءات السرية .
من أجل ذلك دخل الأردن من أبواب أوسلو إلى تل أبيب علناً واعتبر الملك حسين أوسلو نقله نوعية لخدمة السلام في الشرق الأوسط ولمصلحة الشعب الفلسطيني .
يتبع



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 4 -
- لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 3 -
- لماا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين عام 1973 ( 2)
- لماذا أغفل العرب ور العراق في حرب تشرين 1973
- لا يوجد للسياسة مقياس ، يوجد مصالح
- السنة التي امتدت سنوات طويلة - 3 - الاخيرة
- قانون جديد يضاف الى كومة قوانين العنصرية
- السنة التي امتدت سنوات طويلة
- الانتخابات الاسرائيلية بين القديم والجديد
- الذاكرة الفلسطينية تتحدى مشاريع الاسرلة
- مهما تغيرت أسماء الأحزاب السياسية في اسرائيل تبقى صهيونية
- حرية الصحافة لا تقل أهمية عن التعددية الحزبية
- ارتفاع منسوب مخزون العنف في داخلنا
- تموز يا تكوز عد الى الوراء وتجدد
- لا جديد تحت شمس المذابح الصهيونية
- القدس تركل ترامب وتصيب نتنياهو بخيبات الامل
- أوجه الشبه بين نظم الانكشارية والفكر الصهيوني
- من أول السطر إلى آخره - الحل هو القائمة المشتركة
- أكثر من وجهة نظر
- السيسي وصفقة القرن


المزيد.....




- ماذا نعرف عن المقترح المصري القطري الذي قبلته -حماس- بشأن وق ...
- وسائل إعلام: توقيف مسؤول أمني أوكراني للاشتباه بتسريبه معلوم ...
- -أوكسفام-: لا مصداقية لادعاءات إسرائيل بإجلاء آمن للمدنيين م ...
- أمير الكويت يزور تركيا لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- سويني خلفا لحمزة يوسف في قيادة الحزب الوطني الاسكتلندي
- مراسل RT: الطيران الإسرائيلي يستهدف محيط معبر رفح على الحدود ...
- بعد أيام من اختراق الجيش الألماني.. قراصنة يخترقون وزارة دفا ...
- مصر: لا توجد محاولات نزوح لفلسطينيين لأراضينا من معبر رفح
- مسيرة الفوج الخالد في لبنان
- تركيا تفتتح رسميا كنيسة ومتحف -خورا- البيزنطي كمسجد (صور)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - سلام بدون سلام