أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بلمزيان - جاذبية مدينة فاس














المزيد.....

جاذبية مدينة فاس


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6287 - 2019 / 7 / 11 - 04:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعد أكثر من ثلاثين سنة تشاء الصدف أن تتاح لي فرصة المقارنة والجولان بين ذاكرة الماضي والحاضر، من أجل استعادة جزء من مرحلة الشباب الطافح بالحيوية والعنفوان المعتق بنبرة القفز نحو الغد المشرق الآتي، حينما انطلقت في جولة شفقسفر عبر سيارتي المتواضعة قاطعا ما يربو ثلاثمائة كلمترا، حاملا معي أفرادا من عائلتي نحو مدينة فاس المغربية، التي كنت سنة 1988 تلميذا مسجلا في ثانوية ابن حزم بحي لا فياط، وهي الثانوية التي اتخدت موقعها على أنقاض بناية كانت مقرا لمهام عسكرية فرنسية خلال الفترة الإستعمارية، قادما اليها من ثانوية إمزورن بعد طرد تعسفي وتنقيل قسري من قبل طاقم إداري فاسد كان وراء قرار طائش ومزاجي لم يخل من جهل مطبق بمفهوم الإدارة الحكيمة والرشيدة لقطاع التعليم والتربية،وانتهاج أساليب عقابية قاسية في حق كل الأصوات التلاميذية المناضلة التي كانت تحمل مشغل المبادرة واقتحام الأسئلة الحارقة التي كان التعليم يئن تحت وطأتها. كانت زيارة ليست كمثيلاتها الى مدينة فاس التي عرفتها ووطأت قدمي لأول مرة سنة 1986،خلال زيارى خاطفة لبعض الأيام بمعية صديقين قادمين من مدينة وجدة على متن قطار،ونحن مفعمين بالحيوية لمعرفة مايجري في حلقيات الجامعة النهارية والمسائية ومحاولة متابعة ما يغور اسسفي الجسد المجتمعي من آهات ومعاناة تعكسها الساحة الجامعية من خلال حلقياتها المفتوحة التي كانت بالنسبة لنا دافعا ومحركا لمزيد من الحماس والتشجيع باعتناق الفكر اليساري التقدمي كسبيل لمعرفة الحاضر وسبر اغوار الماضي القريب والسحيق، من خلال استلهام التجارب النضالية للشعوب عبر القارات الخمس التي كنا نعشقها ونقدس طقوسها في رسم معالم طريق الحرية وبناء الديمقراطية والتحرر .زيارتي الى مدينة فاس هذه المرة وبعد ما يفوق عن ثلاثة عقود من الزمن الأغبر، اكتشفت خلالها حقائق صادمة كنت أتخيلها مع نفسي، وكنت الإجابة عنها فيما يشبه المونولوغ الداخلي حينما، واستمزاج آراء الآخرين حينا آخر، من مدينة مضيافة تحتضن الغريب وتدمج الضعيف وتستوي مع متطلبات كل الفئات الإجتماعية بغض الطرف عن انتمائها الطبقي ، الى مدينة حزينة وحركات بشرها على إيقاع سريع وغير عادي كحال عرباتها المتنقلة بسرعة فائقة غير آبهة بحركة الراجلين، خاصة في بعض الشوارع الشهيرة الضيقة كشارع محمد الخامس الذي يعرف اختناقا مروريا حادا أحيانا، هذا التذمر سرعان ما ينجلي بمجرد الإٌنعراج على شارع الحسن الثاني الفسيح الطويل ببساتينه وأشجار نخله الباسقة ونافواراته الباهرة وكارسيه الفسيحة وهوائه البهي في أوج حرارته المرتفعة التي تنعش النفوس المنقبضة من الطقس الحار التي تتميز بها مدينة فاس، بعد تنقلي للكثير من أحيائها التي اعتدت على زيارتها مثل الملاح والبطحاء والسعاذة والأدارسة والدكارات وبن سودة وواد فاس وليكاراك وسيدي ابراهيم ولابيطا والأطلس وباب الفتوح وباب ادريس ومونفلوري وعين قادوس السيء الذكر وبين الطلعة الكبرى والصغري ينكشف عبق التاريخ العريق لهذه المدينة كلما توغلت الى متاهات المديمة القديمة بتقاليدها وحرفها ونشاطها الذي يأبى الإنشطار على ماضيه بأسواره العريضة والعالية وأبراجه السامقة، انها مدينة فاس التي تحتضن الفقير والغني رغم التفاوت الطبقي الصارخ، ورغم الإنفلاتات الأمنية التي تقع بين الفينة والأخرى في بعض أحيائها الهامشية، لكنها متميزة بأسعار خضرواتها المنخفضة ومائها العذب الزلال النقي سايس فاس الذي ينطف أغلب خطايا بعض انحرافاتها ويعطي لها معنى خاص وطعم لا يفارق ماء حرازم وحمامات جبل يعقوب المسحور بضياء وسخونة مائه الدائم



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمل المتردد
- معارض الكتاب بين الإنصاف والحيف
- صمت بدون نهاية
- الفعل الثقافي وإنتاج الإبتذال
- قف هنا مناضلو السرعة القصوى
- عبق شاطيء السواني
- الملكيات المشتركة بين الواقع والمأمول .
- على نفس الدرب
- ظاهرة اجتماعية أو منظومة تربوية ؟
- زمن دائري
- العمل الجمعوي وعوائق إنتاج النخب
- قبل الرحيل
- الهجرة والعمران
- أضغاث أحلام
- ظواهر اجتماعية أم انفعالات شخصية ؟
- نسغ الحياة
- متاهة الأيام
- فن إدارة الحوار بين الممكن والمقلب
- على هامش الإحتفالات باليوم العالمي للمرأة (مساهمة التلميذات ...
- حول التحالفات السياسية الهجينة


المزيد.....




- -لكلماته علاقة بأيام الأسبوع-.. زاخاروفا تعلق على تصريحات ما ...
- سيارة وجمال.. هدايا مقدمة لسعودي أنقذ مواطنيه من سيل جارف (ف ...
- -المسيرة-: 5 غارات تستهدف مطار الحديدة الدولي غرب اليمن
- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية
- وثيقة سرية تكشف عن أن قوات الأمن الإيرانية تحرشت جنسيا بفتاة ...
- تقارير مصرية تتحدث عن تقدم بمفاوضات الهدنة في غزة و-صفقة وشي ...
- الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم
- مشاهد جديدة من موقع انهيار طريق سريع في الصين أدى إلى مقتل ا ...
- سموتريتش يشيد بترامب في رفض حل الدولتين
- -وفا-: إسرائيل تحتجز 500 جثمان فلسطيني بينهم 58 منذ مطلع الع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بلمزيان - جاذبية مدينة فاس