أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - فرمان الخليفة أردوغان الأول














المزيد.....

فرمان الخليفة أردوغان الأول


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 08:19
المحور: كتابات ساخرة
    


"يمكننا أن نجعل الدخول إلى كاتدرائية "أيا صوفيا" مجانياً، بالإضافة إلى ذلك، بعد الانتخابات البلدية، ستعود إلى وضعها الأصلي، ويتم تغييرها من متحف إلى مسجد، عندما يعلن الرئيس الأميركي ترامب أن القدس هي عاصمة إسرائيل ومرتفعات الجولان هي أرض إسرائيلية، فإن تركيا ستقدم الجواب المناسب كرئيس مؤقت لمنظمة التعاون الإسلامي".
هذه العبارة ترجمة ما قاله الخليفة المرتقب أردوغان لكسب أصوات الناخبين قبل الانتخابات البلدية، وعبارته هذه تؤكد عدة شهادات كتبتها سابقاً (رغم انني أكره أن أستشهد بما قلته) عن عودة الطائفية دولياً وعودة أقطابها ومماحكاتهم ولاهوتهم وحروبهم البغيضة للسيطرة على العالم.
الخليفة المرتقب أردوغان الأول لم يرد عليه، حتى كتابة المقال، بابا الأرثوذكس في روسيا أو البابا تواضروس ولا بابا روما ولا حتى شيخ الأزهر، وهم نجوم مؤتمرات حوارات الأديان، فهل اعتبر هؤلاء القادة الدينيين تصريح أردوغان مجرد زلة لسان أو مزايدة في حملة انتخابية بلدية لا تستحق عناء الرد عليها؟ أم أنه شأن سياسي والمسيحية والإسلام لا شأن لهما بسياسة الدول؟
على أية حال، تصريح أردوغان الأول يتناسب مع عصور محاكم التفتيش المسيحية، ويلائم عصور ما قبل الانترنت حين كانت الاخبار غير متاحة للجميع.
عقلية المتحدثين باسم الله على الأرض وحكام هذه العصور كافة لم تعد تليق بعصرنا، ورغم ذلك يطلع علينا شهريار جديد، لكن ببدلة وربطة عنق باريسية، ويُطلق فرمانات عثمنلية ويطارد المعارضة ويفبرك انقلابا تحت السيطرة ويسجن الصحافيين ويطالب بأكبر معارض تركي (صديقه الحميم ومعلمه ومرشده في دُنيا السياسة الدينية أو الدين السياسي سابقاً) في الخارج ليضع رقبته تحت سيف مسرور السيّاف، ولكي تكتمل أركان حكايات شهر زاد، فرك أردوغان الأول مصباحه قبل "انتخابات بلدية" ليشتت انتباه الناس عن فساده وفساد أولاده الذين تاجر أحدهم ببترول بلد عربي وقع تحت سيطرة تنظيم الدولة وبمساعدة هذا التنظيم، وأعلن استفزازاً دينياً من خلال الجِن (الاعلام بلغة عصرنا) رداً على قراريّن سياسيين، فقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس سياسي بحت لم يمس مطلقاً سلطة أي كنيسة أو معبد يهودي أو مسجد.
لو هدد أردوغان الأول بشن غارات جوية على إسرائيل في الجولان، أو فرض حصاراً بحرياً على الدولة العبرية، أو لوّح بتجويع الولايات المتحدة بفرمان من حضرة خليفة الباب العالي، أو عمل على خفض سعر الدولار عالميا بواسطة قوة ديون دولته، لكانت هذه القرارات الخنفوسياسية (خنفشارية سياسية) مقبولة، لكن أن يهدد بتحويل متحف دولي يدر مدخولا سياحيا إلى مسجد، فهو أمر دون كيخوتي غير مقبول على الاطلاق، لأنه قد يدفع إلى قرار معاكس من اليمين المتطرف، ضد قرار سمو سلطان حضرة عظمة خديوي بك باشا ولي أمر المسلمين وحامي الديار الإسلامية والمسؤول الأول والأخير عن مقدسات الامة الحقيقي منها والمبلوع والغيور على حريمها برهان الخواقين وأمير الامراء وسلطان السلاطين وأعلى حضرة أقدس همايون متوِّج الملوك وظل الله على الارضين وسلطان البحرين وقاتِل الكفار على الخوازيق الخليفة أردوغان الأول، الذي يرفع اليمين المتطرف ضغط عظمة جلالته كما هو بيّن.
كان مقبولا في عصور لم تكن متاحة فيها انتشار الأخبار للجميع على الانترنت خلال لحظات، أن تُسرق قبة كنيسة في دمشق وتوضع على مسجد في أرض كنعان، وأن يدخل بونابرت الازهر بخيوله لكن علشان خاطر ربنا أعلن إسلامه وصداقته لخليفة المسلمين، وأن يحوّل السلطان محمد الفاتح ثاني أكبر كنيسة في العالم إلى مسجد، لكن هذه الامور غير مقبولة إطلاقاً في زمن الانترنت، وسكان الكوكب التعيس الذين تخطوا سبعة مليار نسمة، الذي تقولوا عنه أن الله خلق البشرية عليه ليقتلوا بعضهم بعضا في سبيله. كل كتبة الادبيات الإبراهيمية، ما عدا المسيح، قالوا ذلك وبشروا به بكلمات صريحة واضحة جدا وجاءت بعد ذلك تفسيرات تؤيدها في مجلدات.
كنيسة آيا صوفيا أكبر كنيسة شيدتها الإمبراطورية الرومانية الشرقية في القسطنطينية، وتم فيها تتويج الحكام الرومان، وحملت أسماء "الكنيسة الكبيرة" و"أيا صوفيا" أو "الحكمة المقدسة"، وظلت تمثل الكنيسة الرسمية للدولة المسيحية البيزنطية وجوهرة عاصمتها القسطنطينية رغم تهدمها واحتراقها أكثر من مرة، إلى أن فتح السلطان العثماني محمد الفاتح المدينة عام 1453 فغير اسمها إلى "إسلام بول" (الأغلبية للإسلام، لكن الاسم حُرف في ما بعد إلى اسطنبول) بعدما دخل كنيستها الكبيرة وقتل المحتمين فيها بدون سلاح تحت كنف الرب، ثم صلى فيها أول جمعة بعد الفتح، وجعلها مسجدا كبيرا يرمز لقوة الباب العالي وسطوته، إلى أن جاء مصطفى كمال أتاتورك الذي أنهى حكم الخلافة العثمانية عام 1923 وأعلن قيام جمهورية علمانية، ثم حول المسجد سنة 1935 إلى متحف فني يضم كنوزا أثرية إسلامية ومسيحية، لأن اللياقة وحسن الجوار مع أوروبا تقتضي عدم استفزاز المسيحيين.
- مسرور سيّاف! هات ورقة هذا أتاتورك .. مُستكين مسكين علماني إبليس رئيس شرير.. قص رقبة ورقة أتاتورك بسيفك البتّار. متحف يوك .. كنيسة يوك.. أيا صوفيا مفيش.. تعايش حقير.. هذا قرار جلالتنا عظيم.
- لكن يا مولاي انا ائتمر فقط من السلطان شهريار.
- ولد ..كلب.. خرسيس.. شهريار؟ مين هذا شهريار؟ حرس عظمتنا! اضربوا رشاشات .. طلقات.. رصاص على مسرور سياف. سلطان غيري يوك.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة سفاح نيوزيلند إلى العلمانيين والمتزمتين (2)
- رسالة سفاح نيوزيلند إلى العلمانيين والمتزمتين (1)
- لماذا لا يطلق السيسي وبوتفليقة لحيتيهما؟
- مطلوب سحب صفة الانسانية مع الجنسية
- رواية -عواصم السماء-
- كل سنة وأبطال العلمانية بخير
- القتيل الأغلى سنة 2018
- قتلنا الفرعون.. اهرب بارك الله فيك!
- التستر على القاتل نفاقاً
- حرب نصف الألفية الاولى
- رسالة إلى حامد عبد الصمد
- ما المانع أن يكون مسلماً كاهنا؟!
- الملاك الذي طار من البلكون
- كتاب -امام العرش مرة أخرى-
- الخطر ليس في تآكل الديموقراطية بل زوال التنوير
- نظرية الثقب الاسود الدينية
- مانديلا: وقائع وراء الاسطورة
- العقوبات بأثر رجعي ومفعول ابدي
- الدعوات لم تشفع لخير الفرق
- -عوالم خفية- وراء صناعة الفساد


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - فرمان الخليفة أردوغان الأول