أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6149 - 2019 / 2 / 18 - 10:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


احد تلك الاسباب الرئيسية هو ان العصر الاموي كان على الظروف الداخلية ذاتها التي كانت عليها المجتمع الاسلامي و العربي من سيطرة الجنس العربي على القوميات و المكونات الدينية الاخرى في المجتمع الاسلامي. وحتى عرف المسلمون من غير العرب في حدود سلطة الخلافة( خاصة الفرس) بالموالي. مع اسمتهم الا انه كما كانت حال الاديان فرض عليهم الجزية الى الخلافة الاسلامية, بمعنى اخر، سبب بقاء الحالة الفكرية في هذا العصر على شكلها البسيط و البدوي، هو سيطرة الثقافة العربية و عدم مشاركة الاجناس غير العربية المسلمة في تلك السلطة. و لكن بمجيء السلطة العباسية و التي في اساسها تسنموا السلطة بدعم الشعوب الايرانية و الفارسية و عائلة البرامكة بشكل خاص، هذا المزج الثني و الانفتاح مع القومية الفارسية فتح باب الثقافة مع الثقافة الفارسية و السريانية و بعدها الاغريقية و حتى جميع الثقافات و المعطيات الفكرية الاخرى و عند وصولنا الى ترجمة المؤلفات الاجنبية الى الغة العربية و ظهور الفلسفة الاسلامية ستتوضح لدينا تلك الحقيقة .
في القرن الثامن ستُرى هذه الحقيقة بمجيء ابن خلدون كحقيقة اجتماعية و تاريخية، لانه يثعرّف العرب كشعب عديم العلم و متخلف و على العكس يعتبر اليونان و الفارس و الهند كامثلة على الشعوب المتقدمة و اصحاب العلم العقلي الرفيع. في جزء مستقل و هو جزء الحادي و العشرين و تحت عنوان ( العرب ابعد الاشخاص عن الصناعة) يقول ان السبب في ان العرب قدماء و بدويون و بعيدون عن التعمير المدني(18) و بعكسه سبب وجود العلم و الصناعة المختلفة في الشعوب الاخرى و خاصة الشرقيين من امثال الفارس مع اليونان و الروم كما هو ما يدعيه، كان بسبب ان هذه الشعوب اصحاب المدن و حياة المدنية و بعيدون عن البداوة، لذا الطريقة الاولى لتعرّف العرب على المهن المختلفة عبارة عن مجيء تلك العلوم من( الدول الاخرى). و في جزء اخر و هو جزء الجلوسي و تحت عنوان( اكثرية حملة العلم في الاسلام هم من العجم) يقول( المستغرب و الواقعي ان اكثرية حاملي العلم في الاسلام من العجم، في العلوم الشرعية و العقلية عدا الاقلية الخاصة) (19). و كما هو الحال في هذا الجزء ايضا يربط السبب ببداوة العرب و تخلفه مما حدا به ان لا يحتاج الى العلم، و حتى كانت اكثريتهم من الاميين. انعكست هذه الامية على مجتمع الاصحاب حتى الجيل لمابعدهم، و لكن بخلط الامم و الحضارات الاخرى مع المجتمع الاسلامي و ظهور المدن الكبرى، وفّر فرصة لمجيء تلك العلوم الى المجتمع الاسلامي و خاصة مرحلة السلطة العباسية التي انشغلت العرب بالسلطة و ادارة الشؤون السياسية و اهتم العجم بتطور و تقدم و كتابة العلوم العقلية و النقلية، كما يفسره ابن خلدون في الجزء ذاته.
و بهذا الحال و براي ابن خلدون، كما كانت العرب في البداية بعيدين عن العلم لبعدهم عن المدينة و الاعمار، بنفس الشكل و في المرحلة الاولى للتعرف على المهن و العلوم، كانت الاكثرية الساحقة من اساتذة تلك المجالات من غير العرب، مع انه العرب كتبت نتاجات في التفسير و العقائد و الشريعة و جمع الاحاديث و اقرار القواعد و القوانين اللغوية مع العلوم الدينية الاخرى و حتى العلوم العقلية مثل الكيمياء و الطب و الفلسفة و الكلام و النجوم و الجغرافيا و علوم اخرى(10). و هذا تكرار للحقيقة التاريخية كما راينا عند صاعدي، عندما قال من بين الفلاسفة في الاسلام( فقط الكندي و حسن الهمداني) كانوا من العرب. المرحلة الثالثة كما يشير اليها هي العصر الذي اعتاد فيه العجم على الحياة البدوية ايضا، و فقد العجم العلم بشكل عام، بسبب ما اصابهم من البداوة، وكان العلم يخص المناطق المتمدنة التي كانت فيها الحضارة (21). الاكثر تمدنا عنده هو في عصره هي المصر، بسبب وجود المدينة و التمدن الكبير و الكثافة السكانية و اختلاط الامم و القوميات. و في النهاية لابد ان نقول ان فقدان الفلسفة في البيئة العربية قبل مجيء الاسلام، و كذلك الاكثرية التي كانت مهتمة بعلوم الكلام في الاسلام و كانت الفلاسفة هم من غير العرب.
و حُسب هذا كتهمة ايديولوجية و استخفاف للعرب، و بهذا السبب ايضا طُرحت تفسيرات غير لائقة و غير حقيقية لهذه الحقيقة التاريخية.و كان يكون هذا طبيعة ثابتة و جوهر عربي ثابت، في الوقت مع انه وراء هذا الفهم ماكنت عليه الطبيعة الاجتماعية، اي عدم الاهتمام بالعلوم و الفلسفة و المهنة، كما يتحدث عنه ابن خلدون، و لكن هذا لا يعني ايضا ان العرب و بسبب جنسهم( كما تحدث به ارنست رينان) او اللغة ( كما فسرها الجابري) انهم كانوا بعيدين عن الفلسفة، و لم يتمكنوا من الابداع في الفلسفة. و نتحدث فيما بعد عن المراحل التي ازدهرت فيها الحضارة الاسلامية و العربية و تقدمت عقليا و علميا و فكريا في جميع العالم، في الوقت الذي عاشت اوربا و العالم اجمع في الظلام و الجهل الكبير.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (12)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (11)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (10)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا
- متى نصل الى نقطة نعمل فيها بقدر ما نتتقد؟
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ ( 5 )


المزيد.....




- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...
- العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق ...
- المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
- المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)