|
زيارة ملك اسبانيا الى المغرب
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6145 - 2019 / 2 / 14 - 13:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدعوى من ملك المغرب محمد السادس ، قام ملك اسبانا بزيارة للمغرب . وحتى الآن كل شيء مر على ما يرام ، وطبقا للبروتوكول . لكن الملفت للنظر ، ان الزيارة وان كانت عائلية ، بين عائلة ملِكين ، فهي شملت التوقيع على عدة اتفاقيات تهم مجالات متعددة . إذن ما المشكل ؟ . بالنسبة لنوع الملكية السائدة في المغرب ، وهي ملكية مطلقة ، يستحوذ فيها الملك طبقا لنص الدستور الممنوح على كل السلط ، لأنه هو المنفذ الأول ، والمشرع الأول ، والقاضي الأول ، وطبقا لعقد البيعة الغير مكتوب ، الذي يعطيه سلطات استثنائية تفوق سلطات الدستور الممنوح ، لأنها مستمدة من الله ، ومن القرآن ، ومن الدين ، بحيث يصبح استثناء فوق الجميع ، وكإله صغير ، فتوقيع الاتفاقيات هي امر عادي وجاري به العمل ، بمنطوق الدستور ، وبتنزيلات عقد البيعة الغير مكتوب . لكن السؤال الذي هو اصل المشكل ، يخص توقيع ملك اسبانيا للاتفاقيات . والسؤال هل الدستور يمنح للملك حق ، وسلطات توقيع الاتفاقيات المخولة قانونا للحكومة المنتخبة من قبل الشعب الاسباني . ويصبح السؤال : هل الملكية في اسبانيا ملكية مطلقة مثل الملكية المغربية ، ام انها ملكية برلمانية ، علما ان الملكية البرلمانية الاسبانية ، تختلف عن نظيراتها الهولندية ، والبلجيكية ، وملكيات الدول الاسكندنافية ، وتشتبه نوعا ما مع الملكية البرلمانية الإنجليزية بالنسبة لبعض الاختصاصات الاستثنائية ، وليس العامة ؟ وهنا السؤال يوجه الى الحكومة الاسبانية . اين رئيس الحكومة ، وأين الحكومة نفسها ، وهل ما قام به ملك اسبانيا من توقيع منصوص عليه في الدستور الاسباني ، ام انه زلة تصرفات تؤكد سطوة الملكية الاسبانية على اختصاصات لا تعود اليها دستوريا ؟ نعم لقد وقع ملك اسبانيا كسلطة تنفيذية على اختصاصات حكومية ، فاصبح مجال اشتغال الملك ، لا يقتصر فقط على البروتوكول ، بل اضحى مساهما مباشرا في الاشتغال بالشأن العام . وهنا الم يكن خطاب ملك اسبانيا فاصلا في التأثير على حراك إقليم كتالونية ؟ الم يكن خطاب الملك رادعا لمشروعات الانفصال المعادية لوحدة الاتحاد الاسباني ؟ وكيف كان الحال ، هل نجح ملك المغرب الذي يتربع على عرش ملكية مطلقة ودكتاتورية ، في تحويل الملكية الاسبانية من ملكية برلمانية ، الى ملكية مطلقة ودكتاتورية ، يستحوذ فيها الملك على اختصاصات الحكومة المحددة بالتفصيل بمقتضى الدستور ؟ هناك ملاحظة أخرى اثارت انتباهي : الزيارة التي قام بها الملك الاسباني هي زيارة عائلية بين عائلتي ملكيتين . الى هنا المسألة عادية . لكن كيف يمكن تصور تحويل النظام المغربي زيارة عائلية خاصة ، الى زيارة عمل توقع فيها الاتفاقيات المختلفة ؟ فهل ملك اسبانيا قبل مجيئه الى المغرب ، لم يكن يعلم ان زيارته ستكون عائلية وضمن البروتوكول المعهود ، ام انه كان يعلم بما سيترتب على الزيارة من مباشرة اختصاصات ، هي ملكا للحكومة الاسبانية بمقتضى الدستور ، ولا تدخل في مجال اختصاص الملك ؟ فقبول ملك اسبانيا بممارسة اختصاصات الحكومة وهو في زيارة عائلية الى المغرب ، هل حصل بمحض الصدفة ، ام انه مقلب ورطه فيه النظام المغربي الذي كان يرى في الزيارة أشياء أخرى لا علاقة لها بالصداقة بين العائلتين ، وخاصه وان الزيارة جاءت مباشرة بعد توقيع البرلمان الأوربي على تجديد اتفاقية الصيد مع المغرب ؟ ان هذه الزيارة العائلية لملك اسبانيا الى المغرب ، والتي لم تكن زيارة عمل ، تذكرنا بما جرى بعد موت الحسن الثاني ، حيث ان مصر التي كانت تربطها علاقات مع المغرب من خلال اللقاء الثنائي بين البلدين ، فكان كل سنة يعقد في دولة ، وتحت الرعاية والاشراف المباشر للملك ولرئيس الجمهورية . لكن عندما مات الحسن الثاني ، جمد ، إن لم نقل الغى حسني مبارك اللقاء السنوي بين البلدين لأسباب تخصه . ونظرا لما طرحه تحول مبارك من استفسارات تم جمعها من خلال عملية التنصت على هواتف الناس ، نظمت مجموعة القصر برئاسة فؤاد الهمة خطة لاستدراج مبارك للمجيئ الى المغرب . هكذا وجه له الملك دعوى شخصية ليقوم بزيارة عائلية ، فجاء ملبيا الدعوة طبقا للبروتوكول مع زوجته وابناءه . لكن لما وصل الرباط ، تم تحويل وبشكل سلس الزيارة من زيارة عائلية ، الى زيارة عمل ، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي ظلت جامدة منذ التوقيع عليها باسم اللقاء الثنائي السنوي بين المغرب ومصر . وهنا لا ننسى قبل هذه الزيارة ، ان اثناء عقد لجنة القدس برئاسة الملك بالمغرب ، لم يحضر مبارك ، ولم يحضر وزير خارجيته ، بل حضر شخص من مستوى مدير ، وهذه لها دلالة ما بعدها دلالة . الخلاصة : هل يمكن حكم بلد فقط بالظهور، وبالطاووسية ، وبالصورة المزيفة ، والواقع ناطق بما فيه ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل . البرلمان الاوربي يصادق على تجديد اتفاقية الصيد البحر
...
-
إذا دهبت الصحراء حتما سقط النظام
-
اربعة واربعون سنة مرت على نزاع الصحراء الغربية
-
حول مداخلة مستشار الامن القومي السيد جون بولتون بنزاع الصحرا
...
-
هل سيزور بنجامين نتانياهو المغرب ؟
-
جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 2 )
-
ألم أقل لكم أن جبهة البوليساريو اصبحت مثل الناقة العمياء تخب
...
-
جبهة البوليساريو تُصاب بالاكتئاب
-
جمال عبدالناصر --- ابعاد النظرية الناصرية . ( 1 )
-
عبداالاله بنكيران ومقاضاة الملك .
-
أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية والمذهبية في الدولة الاس
...
-
الحرب على ايران على الابواب . خطييييييييييييييييييييييييير .
-
ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم تنتظرون ؟
-
مساهمة بسيطة كي تخرج جبهة البوليساريو من الجمود .
-
الاطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية ( 5 )
-
سؤال وجيه الى قيادة جبهة البوليساريو
-
رسالة الرئيس الامريكي دونالد ترامب -- الانسحاب من سورية الأب
...
-
النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية ( 4 )
-
الاحتفال باعياد المسيح .
-
أسباب نفخ الاسلام في النعرة القبلية والمذهبية ( 3 )
المزيد.....
-
العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا
...
-
الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب
...
-
الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق
...
-
المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
-
المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين
-
ضابط أمريكي: القوات الروسية دخلت أراضي خالية من هياكل دفاعية
...
-
قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال
...
-
مادورو: واشنطن تمهد لخلق صراع بين غويانا وفنزويلا كما فعلت م
...
-
مسعفون: مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين في قصف إسرائيلي على رفح
...
-
اعتداء رجال شرطة أميركيين على طالبة مؤيدة لفلسطين.. حقيقة ال
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|