أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - اليقظة والحذر من دموع التماسيح، فدموع الطائفيين الفاسدين خديعة كبرى!!!















المزيد.....

اليقظة والحذر من دموع التماسيح، فدموع الطائفيين الفاسدين خديعة كبرى!!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من تسنى له الاستماع إلى الكلمة التي ألقاها هادي العامري، رئيس منظمة ميليشيا بدر الطائفية المسلحة، ورئيس قائمة فتح، في الحفل الخطابي بمناسبة الذكرى السنوية لثورة العشرين، يدرك بأن قادة المليشيات الطائفية المسلحة والأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية، مثل بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله وعشرات غيرها زرعتها إيران بالعراق في فترات مختلفة، يشعرون بضيق كبير من نتائج الانتخابات العامة، رغم إنها لم تغير الكثير من الأمور، ومن المظاهرات الشعبية المستمرة والمتصاعدة منذ فترة في جميع مراكز محافظات وأقضية جنوب العراق ووسطه، ويتلمسون بوضوح بأن وعي الناس أخذ يغتني ويتبلور تدريجيا ويتعرف أكثر فأكثر على طبيعة وسلوكيات الأحزاب الإسلامية السياسية وميليشياتها الطائفية المسلحة ويكتشف كل المخزيات فيها والتي مورست خلال السنوات الـ 15 المنصرمة وهم على رأس السلطة والفساد والإرهاب، ويدركون أنهم، وليس غيرهم، المقصودون بقوة وزخم واستمرارية هذه المظاهرات التي ارتفعت فيها شعارات "باسم الدين باگونة الحرامية" و"باسم الله هتكونة الشيلاتية"، إلى جانب المطالبة الملحة بالتغيير لنظام سياسي طائفي محاصصي مقيت، مرَّغ كرامة الشعب بالأرض وتَسَببَ في هدرِ دماء مئات الآلاف من العراقيات والعراقيين، إضافة إلى جرحى ومعوقين اكثر من ذلك بكثير، وإلى احتلال مدن وقرى وأراضي عراقية واسعة يعيش فيها الملايين من البشر، وحرمهم من خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء الصافي للشرب والنقل وفرص العمل ومعالجة الفقر ومحاكمة الفاسدين والمفسدين والإرهابيين بمختلف أصنافهم، كما لم يوفر لهم والأمن والاستقرار. أدرك هؤلاء الحكام، إلى حدود واضحة، جعلتهم يذرفون الدموع الكاذبة، التي يطلق عليها "دموع التماسيح"، ويعلنوا توبتهم عن الجرائم التي ارتكبوها خلال العقد والنصف من السنين العجاف والمريرة المنصرمة، وعن "القصور والتقصير" اللذين صاحبا عملهم، بأمل أن يقبل الشعب توبتهم ويصدق كذبهم ودموعهم. إنهم في سرهم يضحكون بملء الأشداق ويعتقدون بأن هذا الشعب قصير الذاكرة وينسى بسرعة الجرائم والأخطاء الفاحشة التي ارتكبوها خلال الفترة المنصرمة، ويغفر لهم ذلك ويسكت عنهم ويؤيد استمرار وجودهم في حكم العراق، هذا الحكم الذي لم يعرف العراق مثيلاً له خلال العصر الحديث، بسبب استخدامه المفرط وبكل وقاحة للدين الإسلامي والأنبياء والأولياء الصالحين، وهم منهم براء، ثم براء، ثم براء، ليتمتعوا بثلاث مسائل: السلطة والمال والجاه وبصورة غير شرعية! "يا ذئاباً فتكت بالناس ألاف السنين اتركيني أنا والدين فما أنت وديني!!
لقد قال واحداً من أبرز وأكبر وأخطر مجرمي العصر الحديث، الذي تسبب في الحرب العالمية الثانية، والتي راح ضحيتها بين 62-78 مليون قتيل، عدا الجرحى والمعوقين والخسائر المالية والتراثية والحضارية، إنه أدولف هتلر، وردد معه غوبلز وهملر وكل الجوقة النازية: "اكذبوا، ثم اكذبوا، ثم اكذبوا، لعل بعض أكاذيبكم تعلق بأذهان الناس!". إن العامري يتحدث، وأنا أعتذر قبل غيري، ولكنه يسعى بوضوح إلى رمي ثقل القضية وما حصل في العراق على عاتق الآخرين فتباً لك ولأمثالك من الفاسدين!
لقد تعرف هادي العامري على مسألتين هما: أن نسبة عالية من الشعب العراقي لم تذهب للتصويت في الانتخابات العامة الأخيرة عقابا لهم، أولاً، وأن المظاهرات هي ضدهم بشكل مباشر ثانياً. ولكن هذا الرجل لم يفهم ولا يريد أن يفهم بأن الشعب جزع من أعمالهم وهو غاضب أشد الغضب عليهم ولا يريدهم، بل هو يعلن توبته واعتذاره، باسمه وباسم اتباعه ومن معه، عما فعله وفعلوه بالشعب المستباح بطائفيتهم وفسادهم وإرهابهم خلال الأعوام المنصرمة، لا ليكف عن السياسة ويركن إلى إراحة الشعب العراقي منه وممن معه، بل لكي يستمر في الحكم ويواصل ذات السياسة، تماماً كما أعلن قبل ذاك رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي حين قال المستبد بأمره في لقاء صحفي متلفز ما يلي نصاً:
"المتصدين من السياسيين، والشعب يعلم، وأنا أعتقد بأن هذه الطبقة السياسية، وأنا منهم، ينبغي ألا يكون لها دور في رسم خريطة العملية السياسية، لأنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، وأنا منهم. ينبغي أن يبرز جيل آخر بخلفية الوعي لما حصل وبخلفية الأخطاء التي ارتكبوها..،". والسؤال العادل: هل تخلى هذا المفتون بنفسه عن العمل السياس وانتحى جانبا ليريح الشعب من ويلاته؟ كلا، فهو لا يزال يصول ويجول ويسعى إلى تشكيل الكتلة الأكبر ليعيد الأجواء التي ارتكبت في "عهده الميمون!!!" أبشع الجرائم والتجاوزات على الدستور وحقوق الإنسان والحق في الحياة. إنه يريد أن يعود ومعه قادة المليشيات الطائفية المسلحة وكل الذين يعتذرون اليوم ليكذبوا على الشعب المستباح بهم، ليمارسوا ذات السياسة التي مارسوها طيلة السنوات المنصرمة، وليسمحوا لدول الجوار على التدخل الفظ في الشأن العراقي ومصائر الناس فيه.
أتمنى ألا تمر هذه الأكاذيب، وهذه الادعاءات بالتوبة والاعتذار عما ارتكبوه من جرائم وما سرقوه من أموال وما اقترفوه من تجاوزات، حتى على الدستور الذي وضعوه ووقعوا عليه، على الشعب العراقي أو على الغالبية العظمى منه لكيلا يفسحوا لهم المجال لممارسة ما مارسوه في السنوات المنصرمة. إن قصة توبة هادي العامري، وقبل ذاك نوري المالكي، تذكرني بتوبة الثعلب الذي جاء بلباس الواعظين وأعلن بأنه تاب عن التهام الدجاج والخراف، واقسم بأنه بنى بيتاً له ولهم وسقفه قوي يضمهم جميعاً ويحميهم من كل المخاطر، في حين أنه كان قد هيأ كل شيء ليلتهمهم على وجبات بعد أن يدخلوا بيته، لأنه هو الذي يشكل الخطر الأكبر على الدجاج والخراف!! قال أحمد شوقي بهذا الصدد ما يلي:
برز الثعلب يوماً في شعار الواعظينا
فمشى في الأرض يهدي ويسبُّ المـاكرينـــا
ويقول: الحمد للـــ ـه إله العالمينـــــا
يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
مخطيٌّ من ظن يوماً أنَّ للثعلب دينــــا
في الوقت الذي يتحدث رئيس الوزراء عن حق الشعب في التظاهر السلمي على وفق الدستور العراقي، تقوم المليشيات الطائفية المسلحة، وفي مقدمتها ميليشيا عصاب الحق ورئيسها قيس الخزعلي بحملة اعتقالات للمتظاهرين في النجف وفي عدد آخر من مدن العراق ويمارسون بذلك دور قوات الأمن العراقية دون وجه حق، إن هذه المليشيات تشكل خطراً مباشراً على الأمن والاستقرار في العراق.، إن للمتظاهرين مطالب عادلة ومشروعة، سواء كان بتغيير النظام المحاصصي الطائفي أم بتوفير الخدمات الأساسية المتدهورة. فهل هذا هو "عربون الصدق!"، على وفق العهد الذي قطعه العبادي إلى الشعب بحماية المتظاهرين. هل هو استمرار لعمليات القتل التي طالت 18 مواطناً من المتظاهرين في أكثر من مدينة في جنوب ووسط العراق، أم إنها البداية لقمع أوسع على أيد المليشيات الطائفية المسلحة؟ لنرفع صوت الاحتجاج ونطالب بإطلاق سراح جميع من اعتقل من المتظاهرين في الفترة الأخيرة لأنها اعتقالات غير شرعية وظالمة ومخالفة للدستور!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي السمة المميزة لانتفاضة الشعب في العراق، وما الموقف منه ...
- هل يتعلم حكام العراق من تجارب الماضي المريرة مع المستبدين؟
- أيتها النخب الحاكمة الفاسدة... الشعب يمهل ولا يهمل!!
- الإشاعة الكاذبة والتآمر على مصالح الشعب ديدن النخب الحاكمة ف ...
- شكر وامتنان واعتزاز
- من المستفيد في إعادة كتابة التاريخ على طريقة صدام حسين؟
- لماذا يُمارس التخوين بديلا عن النقاش السياسي الديمقراطي؟
- هل من توزيع أدوار بين الأحزاب الإسلامية السياسية والمراجع ال ...
- التحالفات العراقية والدور الإيراني
- الرؤية المريضة للبروفيسور سعد الفاضل حول العرب وأهل السودان!
- العدوان التركي المستمر على استقلال وسيادة العراق
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ...
- سبيل التعامل الديمقراطي بين الرأي والرأي الآخر!!
- الحركة القرمطية
- الانتخابات في الدولة الفاسدة بسلطاتها ونخبها الحاكمة
- الاستنتاجات والمعالجات: محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبي ...
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ...
- سيبقى الحزب الشيوعي العراقي شوكة في عيون أعداء الشعب والوطن!
- العراقيون الزرادشتيون
- هل تريد إسرائيل السلام حقاً، أم تسعى للصراع والنزاع والتوسع؟


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - اليقظة والحذر من دموع التماسيح، فدموع الطائفيين الفاسدين خديعة كبرى!!!