أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سبيل التعامل الديمقراطي بين الرأي والرأي الآخر!!














المزيد.....

سبيل التعامل الديمقراطي بين الرأي والرأي الآخر!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صديقي العزيز
قرأت رسالتك الكريمة المليئة بالآلام والشجون والخشية على العراق القادم، التي تزيد كثيراً ما تزيد من ألام الجسد المنهك الذي نحمّله الكثير. لا شك في أن لك رأي، ولي رأي، وللآخر أو الآخرين رأي آخر، وليس هناك من يحكم على صواب هذا الرأي أو ذاك سوى الأيام. المنهج والتجربة والواقع يساعدان على التحليل السليم شريطة ممارسة المنهج التحليلي بشكل صائب، وكذلك القراءة السليمة للواقع والفهم المدقق للتجربة. وهي مسائل تختلف من واحد إلى آخر، ومن حزب إلى حزب، وعلى وفق الكثير من المؤشرات. يتعذب البعض لأن الآخر أو الآخرين لم يأخذوا برأيه ومارسوا رأيهم، وربما تنشأ عن ذلك كارثة. ولكن الآخر أو الآخرين، الذين لهم رأي آخر، ربما يفكرون بنفس الطريقة، وبالتالي، من هو الصحيح؟ لا يمكن البت بذلك سوى الواقع الحياتي التي يمكن ان يدلل على صواب أحد الرأيين أو يقع بين بين!
غالباً ما كنت في حياتي السياسية والعامة أفكر بطريقة أشعر بأنها ضرورية بعد مرور 83 عاما من عمري وما يقرب من 70 عاما في الحركة الطلابية والوطنية والشيوعية. أفكر باني على صواب والآخر مخطئ، ولكن أضع مجالاً في ان يكون الآخر على صواب وانا المخطئ، ولو بقدر معين! أشعر بأن ليس هناك لونين فقط أسود وابيض، بل هناك أطياف لونية اخرى بينهما، وعليّٓ ان لا اعتقد بأن رأيي هو الأصوب دوماً، رغم وجود دلائل تشير الى صواب الرأي الذي أتبناه إزاء هذه القضية أو تلك، وليس دوماً. لقد مررنا بتجارب مريرة، ولكن الحياة ما تزال أكثر غنىً من تجاربنا الشخصية. ففيها الكثير من المفاجئات التي تجعلني لا أقطع بصواب رأيي، رغم قناعتي بصوابه!
كنت حين أُعتقل، أفكر كثيرا كيف سأواجه الجلادين وأساليبهم الوحشية في التعذيب اليومي؟ هل أنا قادر على الصمود أمام وحشية الجلادين؟ كنت لا أقبل باليقين، بل أقبل بالشك لأتغلب عليه بالصراع نحو الصمود. كان هذا في الخمسينيات من القرن العشرين، حيث كان التعذيب شرساً وموجعاً في أقبية التحقيقات الجنائية، وفي سجن بغداد وسجن بعقوبة، وكان هذا في الأمن العامة مع الجلادين البعثيين وأساليبهم الأكثر وحشية في التعذيب النفسي والجسدي في العام 1978. وأدركت في حينها وحتى الآن أهمية النظرة الشكية للأمور الإنسانية، وهي التي ساعدتني على الصمود والحفاظ على كرامتي وكرامة الحزب الذي أنتمي له والفكر الذي اقتنعت به وأحمله معي دوماً.
في سني النضال المديدة تعرفت أيضاً على بعض، وليس الكل، من كان واثقا من نفسه وسقط تحت وطأة الخوف حتى قبل التعذيب، رغم إعلانه الشجاعة التي كان يرغب في تحقيقها إنسانيا، وكان يطالبنا بالصمود ونحن في الطريق إلى سجن بعقوبة، ولكنه كان أول وآخر من وقع على البراءة من بيننا، نحن العشرة الذين تمّ نقلهم في العام 1958 إلى سجن بعقوبة وقبل ثورة تموز بعدة شهور. أنا واثق من الفكر الذي أحمله ومن رأيي، وأثق بنفسي، ولكن اترك للنفس البشرية، بضعفها وقوتها، ان تعيش الامتحان وتتغلب على الضعف وتعزز قدرتها على الثبات. يشعر الإنسان وهو بين أيدي الجلادين بالسرور، رغم أوجاع التعذيب، حين يرى الفشل والخزي في وجوه الجلادين بعد أن عجزوا عن كسر إرادة الإنسان المناضل!
وضع العراق ليس عاديا، فهو مليء بالتعقيدات الكبيرة والمصاعب الجمة. لا يمكن ان نركن لرأي واحد وتحليل واحد أو تفسير واحد، بل لا بد من رؤية كل الاحتمالات الأخرى، وأن نستمع إلى كل الآراء، تلك التي نتفق معها أو نختلف، نؤيدها أو لا نرفضها، إذ من حق الآخر أو الآخرين أن يروا غير ما تراه أو أراه، خاصة وأنهم ليسوا أفراداً، بل هم حزبا سياسيا له نضاله المجيد وخبرته وقيادته ورأيه ومسؤوليته. لقد أبديت رأيك واوضحت تفاصيله وعواقبه، ولكنه لم يقنع جمهرة كبيرة من الآخرين أو الحزبيين، في حين هناك من أيد رأيك. فلنرى كيف تسير الأمور!
تعذيب النفس في مثل هذه الأحوال غير نافع، بل له عواقب سلبية. من جانبي التزم بالقاعدة الفقهية القائلة "رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ."!
لا أؤيد كتابة مقالات حادة لأنها توتر الأمور مع قوى لا نريد لها الأذى ولها رأيها. الحوار بيننا ضروري والسؤال هو: بعد ان حصل ما حصل، كيف نمنع وصول الأكثر وحشية وعدوانية الى دست الحكم ولاسيما رئيس الوزراء السابق، أو أحد المسؤولين عن المليشيات الطائفية المسلحة التي ساهمت بإغراق البلاد بالموت والفساد. يفترض، كما أرى، أن ندين النظام الطائفي المحاصصي، ندين إيران وكل من يقف معها، ندين كل القوى الأجنبية التي تتدخل بالشأن العراقي، ولاسيما الولايات المتحدة وقطر والسعودية، ونطالب بإقامة دولة ديمقراطية علمانية ومجتمع مدني ديمقراطي حديث، ونلح في ذلك ونفضح الفساد والفاسدين ونطالب بمحاكمتهم. علينا أن نعمل من أجل وحدة وتمتين وتعزيز وحدة القوى المدنية والديمقراطية والعلمانية لمواجهة أوضاع جديدة، ربما تحمل معها مفاجئات جديدة، وربما أكثر صعوبة مما هي عليه الآن.
كاظم حبيب
06/06/2018



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة القرمطية
- الانتخابات في الدولة الفاسدة بسلطاتها ونخبها الحاكمة
- الاستنتاجات والمعالجات: محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبي ...
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ...
- سيبقى الحزب الشيوعي العراقي شوكة في عيون أعداء الشعب والوطن!
- العراقيون الزرادشتيون
- هل تريد إسرائيل السلام حقاً، أم تسعى للصراع والنزاع والتوسع؟
- العراقيون اليارسانيون (الكاكائيون)
- من يشعل الحرائق بمنطقة الشرق الأوسط، ومن يؤججها؟
- دانا جلال، ما كان ينبغي لك أن تموت مبكراً أيها المناضل الحال ...
- إضاءة في كتاب -محطات في حياتي- للكاتب الدكتور خليل عبد العزي ...
- العراقيون البهائيون
- محن وكوارث الشبك بالعراق
- لم ينته توزيع الأدوار بين المرجعية وأحزاب الإسلام السياسي ال ...
- محن وكوارث المندائيين في وطنهم العراق
- هل ستتعافى مصر بوصفة صندوق النقد الدولي؟
- المشاركة في الانتخابات خطوة على طريق تغيير النظام الطائفي با ...
- كوارث ومحن الإيزيديات والإيزيديين (دسنايا) بالعراق
- المهمات الجديدة لنادي الرافدين الثقافي العراقي ببرلين
- الكوارث وحرب الإبادة ضد الآشوريين والكلدان والسريان بتركيا و ...


المزيد.....




- البيت الأبيض يبحث عن إجابة لسؤال.. هل روبيو سيصبح هنري كيسنج ...
- روسيا.. تطوير طلاء للأسنان يحمي من التسوس
- القاعدة الأساسية للأكل الصحي
- اكتشاف نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
- 17 شهيدا بمجزرة في خان يونس والاحتلال يواصل خنق غزة بتجويع م ...
- إبادة الإعلام بغزة حصيلة دامية تفضح الاحتلال في اليوم العالم ...
- سجال حاد بين أمريكا وألمانيا بعد اتهام برلين بـ-الاستبداد-
- كيف أصبحت الهوية الكشميرية -لعنة- على أصحابها؟
- أكسيوس: اتفاق قريب بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - سبيل التعامل الديمقراطي بين الرأي والرأي الآخر!!