أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الداعشية الشيعية















المزيد.....

الداعشية الشيعية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5466 - 2017 / 3 / 20 - 00:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو ان الاحزاب الاسلامية الشيعية وميليشياتها المنفلتة العقال وحكومتها التي يقودها حزب الدعوة، تعتقد انها أفضل سلوكا وممارسة، وتعاملها مع القيم الانسانية مثل الحرية وحقوق المرأة بما لا يقارن مع دواعش الاحزاب الاسلامية السنية التي انصهرت في بوتقة دولة الخلافة الاسلامية في الموصل والرقة.
ان مجرد اعلان الحرب وقتال داعش لا يرفع من مكانة الاحزاب الاسلامية الشيعية ولا تعطيهم صك على البياض او صك للغفران، ولا تحسن من موقعهم امام المجتمع الانساني بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص، فكما يقول المثل العراقي "غراب يقول لغراب اخر، وجهك مصخم - اسود".
في العراق، فكل سلوك الاحزاب الاسلامية الشيعية في السلطة سواء كانوا في الحكومة الاتحادية او في الحكومات المحلية طوال ما يقارب أكثر من عقد، تطابقت مع سلوك داعش السني. وخلال الاسابيع الاخيرة تفتق عقل داعش الشيعي كي ينتج العديد من الممارسات التي تعكس توجههم الأيديولوجي الاسلامي المعادي لحقوق المرأة والثقافة والحريات الانسانية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فمجلس محافظة كربلاء خطط لمنع دخول النساء غير المحجبات الى المدينة، وفي محافظة واسط قرر مجلس محافظة واسط منع النساء من العمل في المقاهي، وفي بابل هددت ميليشيات اسلامية بقصف مهرجان بابل أذا لن تكف في تنظيم المهرجانات، وفي البرلمان العراقي اقترح مسودة قانون تعدد الزوجات، وقبل سنوات قتل عشرات المثليين بسحق رؤوسهم بقوالب البلوك من قبل المجاميع الاسلامية وخاصة في منطقة الثورة التي للتيار الصدري نفوذ كبير فيها، وتطابق مع سلوك داعش برمي المثليين من اعلى البنايات في المدينة. الخ. وفي البرلمان العراقي قبل اكثر من عام صوتت الاكثرية المنتمية الى الاحزاب الشيعية على البطاقة الوطنية التي تثبت التمييز الديني ضد من لا ينتمي الى الديانة المسلمة، وهو نفس سلوك داعش الذي وضع علامات على بيوت المسيحيين حرف "ن" وعلى بيوت الشيعة حرف "ش" في الموصل لتمييزهم عن السنة. وفي الجامعات العراقية حاولت المليشيات الذراع التنفيذي للأحزاب الشيعية بالتفريق بين الذكور والاناث في صفوف الطلبة، كما فرضت شكل الزي عليهم، ومساعي حثيثة لمنع الاختلاط وفرض المناسبات الدينية وهو نفس سلوك داعش في جامعة الموصل وبقية المجالات الحياتية.
ان الصراع بين داعش وبين الاحزاب الاسلامية الشيعية في السلطة ليس هو صراع بين القيم الانسانية وبين معايير حقوق الانسان، او بين معتقدات وأيديولوجيات، أحدها تحط من قيمة الانسان بينما الثانية ترفعها وتضعها مكانة عليا، كما يقول ماركس ان أثمن رأسمال هو الانسان.
ان الصراع بين الطرفين هو صراع على النفوذ والسلطة والامتيازات، وبأيدولوجيتهما الطائفية يسوقون الاف من البشر الى مطاحنهم الحربية. ان معتقدات دولة الخلافة الاسلامية لا تختلف قيد انملة عن معتقدات اسلام النفط في السعودية، ولا يستطع اي ديماغوجي او منافق محترف او قلم مأجور، ان يجد فرقا واحد في القوانين وتنظيم الحياة الاجتماعية في السعودية عن دولة الخلافة الاسلامية في الموصل والرقة. لكن الفارق وكما قلنا في مناسبات سابقة ان داعش اراد ان يعيد ترتيب الخريطة السياسية وصياغة معادلات اقليمية ودولية بقوانين عفا عليها الزمن ولا تتناسب او تنسجم مع القوانين الرأسمالية في تنظيم السوق العالمية. فعلى مدى سنتين كانت تبيع الدولة الاسلامية النفط ولها معاملات تجارية مع داخل العراق وتركيا والامارات والسعودية وصولا الى اليمن وليبيا والعشرات من الدول الاخرى وخاصة في مجال استيراد الاسلحة. فكما اعترفت اول اربع دول في العالم بحكم طالبان النسخة الافغانية لداعش، عندما سيطر على كابول العاصمة الافغانية عام ١٩٩٦ وهي الولايات المتحدة الامريكية وباكستان والسعودية والامارات، وسرعان ما سحبت امريكا اعترافها تحت ضغط منظمات حقوق الانسان والمنظمات النسوية، فكان اول الدول ان تعترف بدولة الخلافة الاسلامية هي تركيا عبر مقابلة مع داوود احمد اغلو رئيس الوزراء التركي بعيد سقوط الموصل حول موقف بلاده مما حدث، فرد بأن هناك ظلم طائفي على السنة. ولكن هي الاخيرة ايضا انقلبت على داعش مثلما انقلبت امريكا على طالبان. ونفس الحالة تنطبق على الاحزاب الاسلامية الشيعية التي تتباهي نفاقا ودجلا وكذبا بأنها وقفت ضد داعش لتحرير الشعب العراقي، لكن على صعيد الممارسة الاجتماعية وتنظيم الحياة اليومية والحريات الانسانية وحقوق المرأة، فلا تختلف عن داعش الموصل والرقة او داعش السعودية الا بدرجات. وإذا كان نبراس الاحزاب الشيعية الحاكمة في العراقي هو الجمهورية الاسلامية في ايران، فقمع الحريات وأنتهاك حقوق النساء، واحكام الرجم بالحجارة والاعدامات.. الخ لا تختلف عما حدث في دولة الخلافة الاسلامية او ما يحدث في السعودية الا بالكم.
ولعل أمرئ يطرح سؤال وهو ما سر استمرار الحياة المدنية في العراق، وبالرغم من سلطة الاحزاب الشيعية؟ والجواب لا يعود مظاهر الحياة المدنية الى منهج وسلوك الاحزاب الشيعية ولا على انفتاحها ولا على تأقلمها ولا الى فقهها "المتطور" كما يزعم فطاحل رجالاتها، التي تنعت السنة بانغلاق فقهها على نفسها وعدم قدرتها على مواكبة العصر، بل يعود الى سبيبين اصليين، وهو عدم الاستقرار السياسي والصراع الذي ينخر العملية السياسية، بحيث تحول دون حسم السلطة السياسية لصالح الاحزاب الشيعية الحاكمة بشكل مطلق، والسبب الثاني وجود مقاومة شرسة، تحررية وعلمانية ومدنية من قبل المجتمع العراقي.
ان المرحلة القادمة، ما بعد دفع داعش الى تحت الارض، هي مساعي القوى الداعشية الشيعية في فرض سلطتها السياسية والاجتماعية على المجتمع، بحراب ميليشيات الحشد الشعبي وتحت عنوان الانتصارات على داعش مثلما فعل النظام البعثي في ما بعد انتهاء الحرب العراقية - الايرانية، تحت عنوان الانتصار على العدو الفارسي وحماية البوابة الشرقية للامة العربية. ان استبدال داعش السني بداعش الشيعي لن ينقل العراق الى بر الحرية وحقوق الانسان والمساواة بين البشر، الا بتصعيد النضال في دفع داعش الشيعي الى كهوف التاريخ الى جانب رفاقهم بالدين والعقيدة داعش السني.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتجاجات العمالية والنضال الاقتصادي والطريق الاخر
- في يوم المرأة العالمي.. تشويه تأريخي وتحريف سياسي متعمد
- العمال والطائفية
- المليشيات والفوضى الخلاقة
- الترهات الدينية والهوية الأيديولوجية
- الكابوي القومي والهيمنة بالبلطجة
- -الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في ال ...
- -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل
- الدين في العراق ونموذج الفاتيكان
- العمال والاسلام الحاكم
- اطلاق سراح افراح شوقي يطرح اسئلة كثيرة على حكومة العبادي
- المافيا تحكم العراق
- حلب وافول عالم القطب الواحد والمضي في التقسيم الطائفي للعراق
- الزيف والتعمية الاعلامية في حلب والموصل
- ماذا يقول العمال الشيوعيون عن موازنة ٢٠١&# ...
- المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل
- -الحشد الشعبي- ومستقبل التحالف الشيعي
- الاقاليم السبعة وموقف الشيوعيون
- تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين


المزيد.....




- من داخل غزة.. وزير دفاع إسرائيل يدعو قواته لتوقع القيام بتحر ...
- حرب غزة: إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم بعد هجوم على جنودها. ...
- في غزة المحاصرة والمدمّرة.. من لم يمت بالقصف مات جوعا أو يكا ...
- السعودية - انطلاق تمرين بمشاركة قوات دول مطلة على البحر الأح ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة لأول مرة تعلق إمدادات الأسلحة إلى ...
- بعد جدل واسع.. القضاء الفرنسي يتخذ إجراءات هامة في قضية مقتل ...
- مسؤول في حماس يؤكد انتهاء مباحثات الهدنة واستعداد وفد الحركة ...
- الرئيس الصيني يقوم بجولة أوروبية لإعادة تنشيط العلاقات التجا ...
- خبير مصري: إسرائيل لا تفكر ولن تدخل رفح ونتنياهو يلعب بهذه ا ...
- العسكريون الروس يحتفلون بعيد الفصح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الداعشية الشيعية