أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إسلام موسى - الإدخار ومشكلة الإنتاج في مصر














المزيد.....

الإدخار ومشكلة الإنتاج في مصر


إسلام موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 12:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في البلاد النامية - تلك البلاد التي في طريقها إلى النمو أو غير مكتملة أو ضعيفة التصنيع – تظهر فيها مشكلة إنخفاض المحصلة الإنتاجية، وتعود أسباب تلك المشكلة إلى عدد من العوامل؛ من بينها الإدخار، فالدول الفقيرة التي تنخفض فيها الدخول الثابتة لمعظم الأفراد العاملين بها تذهب تلك الدخول بشكل مباشر وكامل إلى الإستهلاك، وبالتالي يصعب للفرد العامل صاحب الدخل الثابت المنخفض تحقيق أى شكل من أشكال الإدخار ويتبع ذلك صعوبة أو انعدام تراكم رأس المال اللازم لتمويل المشروعات الصغيرة.
وعلى الجانب الأخر تستطيع فقط فئة قليلة من أصحاب الدخول الثابتة والمرتفعة – وهم العاملين في فروع عدد من القطاعات كالبترول والكهرباء وغيرها – ممن تكون نسبة إستهلاكهم من السلع الإستهلاكية من كل الأنواع أقل من إيرادتهم تحقيق معدل ثابت من الإدخار؛ ويعود ذلك للنمط الغير مساواتي في توزيع الدخول القومية بين القطاعات الإنتاجية المختلفة وبين فروع القطاعات نفسها.

وإذا نظرنا إلى تلك المشكلة في مصر تحديداً نجدها لا تقف عند حدود الأجور الثابتة وإنما تمتد إلى نسب توزيع الأجور الثابتة إلى الأجور الأجور المتغيرة، فالتقرير الصادر عن وزارة المالية المصرية لهيكل الأجور والبدلات النقدية والعينية عن السنة المالية 2011 / 2012 حتى السنة المالية 2013 / 2014 يبين أن نسبة الأجور الثابتة ( المرتبات الأساسية ) تمثل 19% فقط من هيكل الأجور المدفوعة بينما تمثل الأجور المتغيرة ( مزايا عينية و مزايا نقدية وبدلات نوعية والمكافأت ) تمثل 79% من هيكل الأجور.

لا تكمن مشكلة نسب توزيع الأجور الثابتة إلى الأجور المتغيرة في الفجوة الكبيرة بينهما – وهو وضع غريب – وإنما تكمن المشكلة الحقيقية في إنعدام المعايير الواضحة لتوزيع تلك الأجور المتغيرة على الموظفين العاملين بالقطاعات الحكومية، فمعايير كالكفاءة والخبرة في الأغلب لا يؤخذ بهما في الإعتبار عند توزيع تلك الأجور؛ وإنما يؤخذ بمعايير أخرى كمدى نفوذ وقوة الجهة أو المؤسسة الحكومية في الجهاز الإداري للدولة ومن أبرز تلك الجهات والمؤسسات النافذة لدى الجهاز الإداري للدولة وزارة الداخلية، ووزارة الدفاع، ووالهيئات القضائية، ووزارة المالية، ووزارة الكهرباء والطاقة والشركات القابضة للكهرباء التابعة لها، وعدد من الهيئات كهيئة قناة السويس، والهيئة العامة للبترول.

ونتيجة لذلك تظهر معدلات التفاوت الكبيرة بين دخول الأفراد العاملين في الجهات والمؤسسات الحكومية بعضها البعض، فنجد أفراداً يعملون في عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية التي ذكرناها من قبل يتقاضون مرتبات تفوق مرتبات نظرائهم في مؤسسات حكومية أخرى أقل قوة ونفوذ في الجهاز الإداري للدولة بعشرات أضعاف المرات، على الرغم من أنهم قد يحملون جميعاً نفس التخصص العلمي وسنوات الخبرة.

إن إنعدام المعايير والقواعد المنظمة لتوزيع الأجور الثابتة والأجور المتغيرة بالإضافة إلى التباطؤ في إقرار الضرائب التصاعدية على أصحاب الضرائب العليا سيعملان على زيادة الهوة بين أصحاب الدخول الثابتة المنخفضة، وبين أصحاب الدخول الثابتة والمتغيرة المرتفعة، وبالتالي إستمرار عجز الفئة الأولى عن تحقيق أى شكل من أشكال الإدخار تمكنها من إنشاء مشاريع ذاتية، مما سيؤدي في النهاية إلى الترسيخ لعدة قيم ومفاهيم سلبية كإنعدام العدالة الإجتماعية وإنعدام تكافؤ الفرص من جهة، ومن جهة أخرى الإضرار بفرص زيادة القدرة الإنتاجية المحلية في مصر.



#إسلام_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات المصرية السعودية في ضوء سياسة التوازنات الإقليمية
- عقدة الذنب : سياسات ألمانيا تجاه اللاجئين
- نبذة عن نشأة الأحزاب السياسية في ألمانيا بعد الحرب العالمية ...
- مصريين في الظل : الزواج والطلاق المدني حل لمشكلات الفئات الم ...
- الوفاق الودي بين بريطانيا وروسيا 1907


المزيد.....




- مصر.. مستشار وزير التموين يكشف عن توقعاته حول أسعار الذهب
- السودان وقطر يتفقان على إنشاء مصفاة للذهب بالدوحة
- الحكم على مؤسس منصة -بينانس- بالسجن 4 أشهر في اتهامات بغسل أ ...
- السعودية: أميركا وأوروبا تتحملان المسؤولية عن 40% من انبعاثا ...
- أرباح ماكدونالدز دون توقعات السوق في الربع الأول تحت ضغط الم ...
- بدعم صندوق الاستثمارات.. أكبر شركة عالمية لإدارة الأصول إلى ...
- بفضل بكتريا بالإمعاء.. تقنية واعدة لإنتاج -فصيلة دم شاملة- ل ...
- مع تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات نعمت مينوش شفيق رئيسة ج ...
- اللجنة الاقتصادية الإيرانية الإماراتية تعقد اجتماعها الأول ب ...
- غوارديولا وأرتيتا يحصدان الأرقام القياسية وسط منافسة شرسة عل ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إسلام موسى - الإدخار ومشكلة الإنتاج في مصر