أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس حميد أمانة - الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الرابع















المزيد.....

الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الرابع


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 10:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ملخص الأجزاء الثلاثة الأولى :

نقلت في ثلاثة أجزاء سابقة مشاهداتي الحية عن مدينة عين سفني وسكانها الأيزيديين والمسيحيين والمسلمين وتعايشهم السلمي وتطرقت الى التركيبة السكانية الملونة للعراقيين من العرب السنة والعرب الشيعة والكرد الفيليين الشيعة والكرد السنة والكرد الأيزيديين وتركمان العراق السنة وتركمان العراق الشيعة وطائفة الشبك والصابئة المندائيين والمسيحيين ويهود العراق والكاكائيين والبهائيين البابيين ..

الجزء الرابع : الشيخيون .. الأرمن .. زنوج البصرة وثورتهم .. الغجر

الشيخية أو الشيخيون :

أختلف الكثير فيما اذا كانت الشيخية فرقة من الفرق الشيعية الاثني عشرية أم هم شيعة لا يختلفون عن بقية الشيعة في العراق والعالم .. الشيخية فئة يقدر عددها في العراق بحدود 250 ألفا أغلبهم يسكنون البصرة والاحساء وكرمان وتبريز والكويت وقد كانت مدرستهم الدينية ومركزهم في كرمان بايران الا انها انتقلت الى البصرة لاحقا بعد مقتل مرشدهم وزعيمهم الروحي عبد الرضا خان الابراهيمي .. والحقيقة ان الشيخية هي مدرسة فقهية فكرية شيعية أنشئت من قبل الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي المولود سنة 1753 في قرية المطيرفي بالاحساء في السعودية .. ويذكر ان الاحساء تتمتع بوجود شيعي بارز وسط الفكر الوهابي السلفي الغالب .. تفرعت المدرسة الشيخية الاحسائية الى عدة مدارس فكرية منها المدرسة الشيخية التبريزية التابعة للشيخ حسن جوهر الحائري القاطن في تبريز وتسمى أيضا بالمدرسة الاسكوئية بعد ان أصبح محمد باقر الاسكوئي من مدينة اسكو هو المرجع الديني في تبريز ولا يعتبرون أنفسهم فرقة من فرق الشيعة بل شيعة اثني عشرية لا يختلفون عنهم الا بمسائل اجتهادية كما سميت المدرسة الشيخية لاحقا بالمدرسة الاحقاقية حيث ألف موسى وهو ابن المرجع الاسكوئي كتابه المعروف باحقاق الحق فاصبح يسمى هو وذريته من المراجع بموسى الاحقاقي .. الا ان هناك مدرسة شيخية أخرى هي المدرسة الشيخية الكرمانية التي اتبعت ارشاد ومرجعية كريم خان الكرماني بعد وفاة أحد أعمدتها المهمة وهو كاظم الرشتي الذي تتلمذ على يديه علي بن محمد بن محمد بن رضا الشيرازي الذي أوجد الدعوة البابية في شيراز بايران سنة 1844 .. وهناك بعض الاختلافات عن المدارس الشيعية وفي فروع الدين مما قد لا يستوجب اعتبارهم فرقة منفصلة لكونهم في الأساس شيعة اثني عشرية موالين لأهل بيت النبوة الا ان الكثير من الباحثين وكذلك من عامة الناس من يعتبرهم فرقة شيعية اثني عشرية منفصلة .

وقد أصبح من الواضح ان سبب تسميتهم بالشيخية هو النسبة لمؤسسها الشيخ الاحسائي الا انهم يدعون أحيانا بالكشفية لكون مخالفيهم قد دعوهم بهذا الاسم للدلالة على كون الغطاء قد كشف عن قلوبهم ففهموا العلوم والأحكام دون الحاجة الى نبي أو وصي الا ان الشيخية يرفضون التسمية ويصرون على حاجة مدرستهم الفكرية للنبي ووصيه .. هناك تسمية أخرى لهم وهي الركنية لكونهم يركنون الى ان أولياء الشيخية هم أولياء الله وأعداءها هم أعداء الله هذا فقط في أصول الدين أما في فروعه فهم يعملون بما أنزله القرآن وما سنه النبي وما تواتر عن أخبار أهل البيت ولا يجيزون الاجتهاد كما يختلفون عن بقية الشيعة بكونهم يدفنون موتاهم في كربلاء وليس في النجف .

أرمن العراق :

أرمن العراق من الطوائف المسيحية لكنهم يختلفون عن بقية المسيحيين الذين يعتبرون والصابئة المندائيين سكان العراق الأصليين والقدماء حيث ان الأرمن سكنوا العراق لاحقا وعلى شكل موجات بشرية متلاحقة ولأسباب مختلفة كما سنرى .. والأرمن من تسميتهم هم من القومية الأرمنية الساكنين في أرمينيا الواقعة جغرافيا شمال ايران والواقعة سياسيا تحت حكم الدولة العثمانية وحتى الحرب العالمية الأولى .. يعود تاريخ وجود الأرمن في العراق الى عدة قرون حيث سكن قسم منهم العراق للتجارة وغيرها وقد كانت لهم في العام 1222 أول أبرشية في البصرة ثم تم انشاء أول كنيسة للأرمن في بغداد عام 1638 وهي كنيسة مريم العذراء في الميدان ثم أخيرا كنيستهم الشهيرة قرب فندق السدير وسط بغداد .. الا ان التاريخ لم يشهد موجات نزوح للأرمن الى العراق مثل التي شهدها عام 1912 بعد مذبحة قام بها العثمانيون اثر شكوك بمساعدة الأرمن للجيش الروسي ضد العثمانيين مع قيامهم بتهجير مئات الآلاف من الأرمن هلك معظمهم أثناء الطريق المضني وقد سكن قسم منهم في مختلف مدن العراق لا سيما البصرة .. قتل اثر هذه المذبحة ما بين مليون الى مليون ونصف أرمني بحسب المصادر الأرمنية لكن الحكومة العثمانية لا تعترف بهذه المذبحة وتقلل من شأنها ..

بلغ تعداد الأرمن في العراق قبل حوادث عام 2003 أكثر من 40 ألفا الا ان العدد تناقص كثيرا بسبب الهجرة اثر تردي الوضع الأمني والتهديد الذي يشعر به الأرمن وبقية الأقليات وبحثهم المشروع عن الأمان وربما لا يتجاوز عددهم الحالي نصف هذا العدد ويتركز وجود الأرمن في بغداد والبصرة والموصل وكركوك مع بعض التواجد الملحوظ في زاخو .. ساهم الأرمن كغيرهم من الأقليات الآخرى في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والفنية في العراق وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الثري كالوست كولبنكيان الذي كان يلقب بمستر خمسة بالمئة حيث ساهم بعقد الصفقات النفطية بين الحكومة العراقية والشركات النفطية العملاقة وبنى الكثير من المنشئات على شكل هدايا للحكومة العراقية مثل ملعب الشعب ومدينة الطب في بغداد وقاعة كولبنكيان للاحتفالات والمؤتمرات في كلية الزراعة بجامعة الموصل في حمام العليل التي حضرت فيها تجمعا لطلبة الصف الأول عام 1973 .. كما أذكر منهم المغنية البصرية سيتا هاكوبيان والعازفة بياتريس أوهانيسيان والممثلة أزادوهي صاموئيل والكاتب يعقوب سركيس والأديب المسرحي يوسف عبد المسيح ثروت والكثير غيرهم .

زنوج العراق :

زنوج العراق هم مجموعة عرقية يتراوح عددها ما بين مليون ونصف الى مليونين يدينون بديانة الاسلام ما بين المذهبين السني والشيعي وحسب مناطق الانتشار ويتكلمون اللغة العربية حيث انصهروا في المجتمع الذي عاشوا فيه فانقرضت لغاتهم وأديانهم الأصلية ولم يتبق من سمات ومميزات أصولهم الا لون البشرة وحجم الأنف وتجعيدة الشعر وهم ينتشرون غالبا في وسط وجنوب العراق مع كثافة متميزة في البصرة وما جاورها من مدن وقصبات لا سيما الزبير حيث يوجد ما يقرب من ربع مليون شخص منهم من أصول زنجية أفريقية مع عدد ملحوظ في مدينة الثورة ببغداد مدينة الصدر حاليا ويتميزون بشكل غالب بفقر الحال الواضح .. ترجع أصول هذه الفئة العرقية الى الزنوج الأفارقة القادمين من الحبشة وأريتيريا وزنجبار والسودان ويرجع تاريخ تواجدهم الى العصر العباسي حيث جلب الخلفاء العباسيون عبيدا أفارقة الى مدينة البصرة للعمل في مختلف المهن لا سيما الشاقة منها ولحاجة التجار الى من يحميهم ويدبرشؤون تجارتهم البحرية والبرية وقد تزايد انتشارهم في العصور الحديثة بعد التنافس الشديد بين تجار البصرة لاستخدام المزيد منهم لا سيما كبار التجار من آل النقيب وآل السعدون وآل الشيخ خزعل الكعبي .

والمشهور عن زنوج العراق قيامهم بحركة تمرد في البصرة عام 869 للميلاد انقلبت الى ثورة عارمة ضد العباسيين وأقاموا حكما مستقلا في عاصمتهم المختارة قرب البصرة ولم يستطع العباسيون القضاء عليها حتى العام 883 للميلاد .. وملخص الحركة هو قيام علي بن محمد الذي قد يرجع نسبه الى العلويين بحركة تمرد فاشلة في البحرين ثم هرب الى البصرة وقام بتحريض الزنوج للثورة ضد العباسيين مستغلا أوضاعهم المتردية ومدعيا انه المهدي المنتظر الساكن في وجدان وعقيدة الشيعة كمخلص من ظلم المتسلطين وقد استمرت الثورة قرابة عشرين عاما .

غجر العراق :

غجر العراق أو الكاولية كما هي التسمية الشائعة في العراق مثل كل الغجر في العالم فئة وشريحة محيرة من ناحية الأصول التي لم تستطع جهة بحثية حسم مصدرها الا ان الغالب في أصل الغجر في كل العالم هو الأصول من قبائل هندية هاجرت من شبه القارة الهندية قبل بضع مئات من السنين على شكل موجات بشرية الى مختلف دول العالم القديم كدول أوربا وأسيا ومنها العراق حيث قدرت بعض المصادر البحثية عام 2005 تعدادهم في كافة المحافظات بما يقرب من خمسين ألفا .. ويذكر ان الغجر يتكلمون لغة ولهجة المنطقة التي انتشروا بها لتذوب لغاتهم ولهجاتهم الأصلية تبعا لذلك ولم يتبق ما يربطهم بشبه القارة الهندية الا لون البشرة والفقر الواضح ربما فيتكلمون اللغة العربية بلهجاتها المحلية العراقية المختلفة في العراق كما يتكلمون لغات البلدان الأوربية التي يتواجدون فيها وهكذا .

يسكن الغجر كحالهم مع أقرانهم في كل العالم في تجمعات سكانية على أطراف المدن لكن بشكل معزول حيث يعانون من نقص شديد في الخدمات اضافة الى نظرة الناس المتدنية لهم على اعتبار انهم يقومون بتقديم خدمات الترفيه كالرقص والغناء والجنس .. ان من أهم مناطق انتشار تجمعات الغجر هي منطقة السحاجي التي تبعد بضعة كيلومترات غرب آخر الدور المأهولة في مدينة الموصل كما يتواجدون أيضا في منطقة الفوار قرب الديوانية والشامية وقرب مدينة كنعان في ديالى اضافة الى بعض التجمعات في قرب السماوة وبغداد والبصرة مع بعض التجمعات الأخرى .. عانى الغجر بعد حوادث عام 2003 هجمات شرسة ومتطرفة من قبل المتشددين الاسلاميين بسبب طبيعة العمل الذي يمارسونه مما حدا بالكثير منهم كحال بقية الأقليات والفئات الضعيفة لترك العراق أو الهجرة داخله الى مدن آمنة نوعا ما مع تبديل مهنة الترفيه بمهنة لا تقل عنها قسوة وذلا الا وهي مهنة التسول .. تميزت بعض الفنانات الغجريات في الوسط الفني العراقي بصوتهن الجميل أو رقصهن المتميز كالفنانات حمدية صالح وسورية حسين وساجدة عبيد وصبيحة ذياب وملايين وغزلان أو ممن اعتلين خشبة المسرح أو مثلن في مسلسلات عرضت في التلفزيون العراقي كهند طالب وغيرهن ممن لا تحضرني أسماؤهن .



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيف العراقي .. تنوع وتتسامح .. الجزء الثالث
- الطيف العراقي .. والتسامح الديني .. الجزء الثاني
- الطيف العراقي .. والتسامح
- تأليف واخراج المسرحيات السياسية .. ذلك الفن الجديد
- الساحة السورية .. من يصارع من ؟
- كوباني .. معضلة اختلاف الرؤى بين الحلفاء والمتصارعين
- الشرق والخليج يدا بيد ضد داعش .. صحوة متأخرة أم ماذا ؟
- تنظيم خراسان الارهابي .. ذلك الصداع الجديد
- التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن
- التطرف .. العنف .. والارهاب في العراق .. جذور ونتائج
- استقلال اقليم كردستان .. تاريخ وآفاق صناعة النمور الورقية
- قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء
- تداعيات ذوبان الحدود .. من سايكس بيكو وحتى داعش
- حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية
- مدينتي
- الولد-البنت .. وظيفة الله الجديدة .. وٳ-;-رهاصات فيسبو ...
- ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟
- أحلام
- من حمورابي الى الشمري .. بين تزويج الصغيرات .. وتمتيع الكبار
- البطالة .. والبطالة المقنعة في العراق.. وآفاق كارثة اقتصادية


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس حميد أمانة - الطيف العراقي .. تنوع وتسامح .. الجزء الرابع