أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد داؤود - العلمانية، مرة اخري














المزيد.....

العلمانية، مرة اخري


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4618 - 2014 / 10 / 29 - 11:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حتي الان ، مازال خصومنا الاسلاميين يتشبسون بدعواتهم الصارخة لتطبيق الشريعة الاسلامية ،علي غرار ما فعلته الجماعات الاسلامية في وقت سابق من تاريخ البشرية . ولكن ما هي مبراراتهم لذلك ؟.

مؤخرا _ اعلن الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير في احدي مخاطباته الجماهيرية : ان الشريعة هي المصدر الاول للتشريع ،مبررا :ان معظم السودانين مسلمين . هذا الخطاب بالطبع صدر اثر انقسام البلاد . حينها لقي ترحيبا واسعا من الجماعات الاسلامية التي لطالما ظل يحدوها الامل في اسلمة المجتمع والدولة . حتي ان احد شيوخهم اعلن دون استحياء : بما ان اغلبية السودانين _اي 90%_ منهم مسلمين فلما لا تكون الشريعة المصدر الاول للتشريع .

ولكن يبرز السؤال : هل تلك المبررات كافية لتديين الدولة ؟ بالطبع لا . فالقضية ليست قضية اقلية او اكثرية . فلو كان الامر كذلك لكانت دولة الهند العظيمة حتي الان ليست سوي مملكة دينية باعتبار ان نسبة المتدينين فيها اكبر من نسبة غير المتدينين . القضية بالطبع ليست كذلك ،وانماهي هكذا : ما مدي قدرة الشريعة المزعومة في مخاطبة قضايا البشر؟.

ماهو موقف الشريعة من قضايا التنمية ،الفقر،الفساد،الحريات ،الحرب والسلام . هل تطبيقها يؤدي الي معالجة كل تلك القضايا .قطعا لا . اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان ،هي حصيلة السنين التي طبقت فيها الشريعة والنتيجة بالطبع مخجلة .

بتر اعضاء المواطنين الشرفاء ،تطبيق عقوبات تتعارض مع ما اقرته المواثيق الانسانية السامية ،اشاعة ثقافة الكراهية ،ادخال ظاهرة الاغتيالات ..هذا بعض افرازات شريعة الصحراء .

يخبرنا التاريخ ان دولة الخلافة التي يتخذها الاسلاميين معيارا وقدوة قد فشلت في تحقيق واشباع ادني حاجات البشر في تلك الفترة ،لقد كان الخليفة الذي ينوب عن الله في الارض يمتلك من الصلاحيات اكثر مما يمتلكها الله نفسه . علاقة المواطن بالدولة –هذا ان كانت هنالك دولة – مازومة . المسلمين الذكور يتمتعون بمعظم مقومات المواطنة . اما النساء والعبيد واصحاب المعتقدات الاخري فقد كانوا يفتقرون للكثير من الحقوق الطبيعة . لقد فرض علي المسيحين علي سبيل المثال التزئ بازياء معينة . بينما اعتبرت المراة "عورة ،وناقصة عقل ودين ". حتي انها حرمت من تولي المناصب السيادية استنادا علي حديث منسوب الي النبي محمد .قضيتا حقوق الانسان والحريات كانتا غائبتين .حرية الاعتقاد تواجه بحد الردة " من بدل دينه فاقتلوه "،حرية التعبير تصطدم ب"ويحزركم الله نفسه " .اختيار الانتماء الجنسي يعني "لواطا وشذوذا " وعقوبتها تصل حد الرجم .الممارسة الجنسة تعني "زنا " والزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة حسبما يذهب القران .

جميل _ماذا عنا ؛اي بمعني اخر ماهي المبررات التي تجعلنا نصر علي فكرة الدولة العلمانية التي من ضمن واجباتها الغاء فكرة الدولة الدينية ؟

هنا سنستخدم المنهج الديني . نسب للنبي محمد مفجر الثورة الاسلامية الحديث التالي : "انتم اولي بشؤون دنياكم " .وفي الفكر العلماني : الدين امر خاص بين الانسان وتلك القوي التي يؤمن بها او يعتقد بانها من تسببت في انزال ديانته .

اذاً طالما ان المرجع الاسلامي الاعلي للاسلاميين اعلن :ان البشر اولي بشؤون دنياهم . وطالما ان الدين امر خاص بين الانسان وربه ،فنحن نعتقد انه ليس هنالك اي مبرر لتدخل الدولة في الحياة الدينية لرعاياها . او ان يقام اي نظام علي اساس او مرجعية دينية .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية عند الساسة
- كلمات اخري للأصدقاء المتدينين
- غباء الاله
- ماذا لو كان الله اكذوبة
- كيف نواجه الارهاب
- من منا بحاجة الي توبة ؟
- خزعبلات رمضان
- لماذا يخلقنا الله ثم ينسانا ؟
- الانسانوي
- المهدي الابن ..مابين مصلحة الذات والوطن
- عوائق تمنع المسلم من اكتشاف بشرية القران
- الي اصدقائي المسلمين
- من الذي خلق الاخر علي صورته ،الاله ام الانسان؟
- ازمة الاسلام
- الاستغلال السئ للدين ..محمد والمسلمين نموذجا
- هل الاسلام دين شمولي
- هل ساعود الي حظيرة الاسلام مرة اخري
- تبريرات واهية
- السر وراء نجاح الدعوة المحمدية
- ارادة الله هي ارادة الانسان


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد داؤود - العلمانية، مرة اخري