أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الدين أفيون -الجعوب- أيضا















المزيد.....

الدين أفيون -الجعوب- أيضا


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدين أفيون "الجعوب" أيضاً
طلال الصالحي
لم تعد الشعوب شعوباً كما كانت أيّام زمان , يوم لم تكن هنالك لا موبايلات ولا شاشات عرض اقرب للمزامنة الحيّة ولا مسلسلات رمضانيّة منعشة ولا ملاعب كرة وثيرة ولا ألعاب بلاي ستيشن سوى "المحيبس" يفرغون مهضمهم من طعام "الفطور" بحماسة تلك اللعبة لحين وصول "السحور" , وفوانيس و"ماجينة" تدفع الصبية والأطفال لتسريح ما عبّئوا بطونهم به من مائدة الإفطار لحين إيقاظهم على قراع "أبو طبيلة"
نحن مقبلون على حكومات تدار بيد من حديد هذه المرّة "من مركزها العام" كما تدار بيادق العاب البلاي ستيشن , ومعها "الجعوب" طبعاً ! لا الشعوب , وكما يُدير المخرج أشهر دراميّون وأكثرهم إثارة للتهريج وأعمال التسطيح العقلي , لسنا مقبلون بل بدأنا نغوص أوحال التبعيّة والانبهار بملذّات المخترعات العلميّة لكنّها , وبسب طبيعة انعكاسات المبالغة في أدائها الخدمي , بالنيابة بدأت تعيدنا إلى عصور الاستعباد مباشرةً , أنت تستعبد هذه ومن صنعها يستعبدك أنت بها , تلك هي المعادلة "العالميّة" المقبلة علينا بقوّة , ذلك نكتشفه فيما لو تتبّعنا دورة رأس المال , وبالتالي , فمن منّا اليوم من يستطيع الاستغناء عن الموبايل مثلاً ؟ ومن يريد تجربة حظّه العاثر فليترك جهازه هذا ويبلغ أصدقاءه بذلك ! سوف يتركه أقربهم سيركنونه في غياهب النسيان إذ لا وقت للاطمئنان عليه ! .. الشعوب كانت تهيج وتموج إذا وطئت قدمي غريب أرضها تشعلها ثورة من الاصقاع إلى الاصقاع ولو كان الخصم بحجم امبراطوريّة , الآن في عصر النقل المباشر والكلام المباشر و "التقصّي" المباشر والتسوّق المباشر والدفع المباشر و"القصف والغزو" المباشرين و"الاستسلام" المباشر والافلاس المباشر بات أمراً عاديّاً وكانّه طبيعي لا مانع فيه يدخل ويخرج "الغريب" طالما الآذان والصلوة وما بينهما وما حواليهما والحضور يتنعمون بالصقيع في عزّ آب , وطالما تنقل الشعائر مباشرةً بأحدث أجهزة النقل الفضائي وتعرض على المتديّن بيسر حتّى لم يعد بإمكانه المفاضلة وهو مخدّر "بطيب الكلام" أين يمدّد ساقيه على الأرض أمّ على السجّادة أم فوق "قنفة" , "مدلّلاً" وهو في بيته ! , وقريباً ستنتقل صور أشهى المأكولات المعروضة لفطور الصباح أو للفطور الرمضاني بروائحها الزكيّة المسيلة للدماء قبل اللعاب , يعني الطعام وروائحه معاً ستصلنا عبر الأثير , ولربّما بعدها إثارة غرائز الشبع بالريمونت أو برمشة عين أو ننادي غريزة الشبع كما ننادي رقم قناة التلفاز ! .. مصحف مطبوع بأناقة يلمع كمساجد العقود الأخيرة "ذهب ذلك الزمن تحتاج لنفرين لقلب صفحة منه !" طبعا نحن نمتطي أرقى تكنولوجيا الاستدراج ينتقلون بنا "ذوي الشأن" رويداً من دون أدنى إزعاج أو خوف مخافة أيّ اهتزاز أثناء عمليّة النقل , من عصور الشعوب المزعجة إلى عصر "الجعوب" المرفّهة المؤنّسة , ندخل عالم مَكنَنه لنا التقنيّون بما ينسينا الصديق والحبيب والعدو جميعهم راقدون إنّه عصر يفرّ فيه المرء من صاحبته وبنيه وأمّه وأبيه .. عصر أركن "الحِرفة" وعمل بأدواته الجديدة , فمن القلب إلى القلب لنصل تكنولوجيا تفكّر بالنيابة بقلب روبوت لا يعرف معنىً لقلب من شحم ودم فيه رحمة , نحن في "جعب" العصور السالفة خلط فيها اللحم بنشارة الحديد , عصر إن توقّف فيه قلب أيّ منّا سيجد من ينعشه بقلب من حديد غريب لا علاقة تربطه ببقيّة الجسد .. فلا ضير من الآن تقبّلنا فكرة "نزول مارينز" 4000 منهم في بغداد مثلاً ! فالفضاء والنت ينقلان لنا ما نستلذّ به كلّ لحظة ! لأنّ قلوبنا باتت كالحديد لا قبل عشر سنين عندما نزل نفس المارينز ! .. أين منها هيجان عشائر العراق بوجود "كافر" واحد تسلّل بالخطأ إلى أراضيها ! .. لم يتنطّع جمهور العراق سابقاً بالدين ولم تعرض خطبهم على شاشات التلفاز وأيّ مرجع او شيخ هو مواطن عادي يسير في الأسواق على قدميه وينصح الناس إن تقبّلوا نصائحه ومنهم من يقذفه بالحجر أو يصيح بوجهه ! لا متحدّث له , ولا حمايات , ولا مكتب يصرّح من وراءه عبر سكرتيره الخاص أو في المستقبل سكرتيرته ! لا إله إلاّ الله هو الخلاصة في وعي تلك الشعوب الجميع فيه برلمانيّون , لم تعرف الشعوب الحيّة ولا "المتفقّهون في الدين" شيء اسمه انتظار ميزانيّة ليهيجوا ويموجوا من خبر جنود أغراب يطوفون بلادهم , طالما الغريب لا يقبل هو نفسه يجوس بلاده غرباء , مثل هذا يوجد فقط عند شعوب حوّلهم الدين التكنولوجي إلى هوامش يمكن تكرارهم بسهوله على شاشات الفوتوشوب ينتصر بهم وهم جالسون في بيوتهم ! .. سألت نفسي , حين رأيت ما فاق بشاعته في نفسي وروًعها لحظات اعلان احتلال بغداد , كتلة جبليّة من الشحم واللحم واضح لا حياء ولا حياة فيها , تنهال على عراقي منّا , "مهما اختلفنا معه" فهو منّا من لحمنا ودمنا , ينهال عليه هذا اللطع ضرباً بلا حياء ولا رائحة من آدميّة لم يفعلها جيوش الغزاة عد دخولها بغداد , هل سيقبلها أيّ فرد تونسي أو مغربي أو غيرهما يجوس بلده عراقيّون داعشيّون مثلاً مثل ما فعل هذا التونسيّ القذر ؟ إن لمحت شكله فوراً تكره محمّد والله والإسلام معاً ! .. أنا جال بخلدي ساعتها هكذا ما إن رأيت مشهد أسرى من جنود عراقيّين يهانون بيد ملتح تونسي أو ليبي خارج من زنازين من بطون الجحيم وتلعن ذلك اليوم الّذي جاس فيها خالد بن الوليد أو سعد بن وقّاص ديار العراق "يبشّر بالدين الجديد" اسمحوا لي عزيزي القارئ الكريم فهكذا هجست انتشار الإسلام سابقاً وهو غير هذا بالتأكيد لكن منظر الداعشيّ هذا سيمحو ذاكرة إسلام تربّينا عليه ! .. هل يقبلها على نفسه عراقي يرى أخاه ببدلته العسكريّة الخاكيّة الّتي هي عندي أقدس من أقدس مقدّسات هذا التونسيّ السافل حتّى لو كان يقوده من يده محمّد ص بنفسه إن كان يقبلها , هل نرضها وأخونا أسير يتلقى الضربات بيد هذا المهووس وفي عقر ديارنا!! لعنة الله على المناصب والكراسي "وعلى المشاريع والخدمات والكهرباء" إن تأتينا عن طريق مثل هذا العثّ المردّد الله اكبر ! أيّ إله هذا راكن إليه "جعب" العراق وأخوته عسكر العراق يهانون باسمه بأيدي قذرة زاعتها علينا صحراء أفريقيا كما زاعتهم علينا من قبل .. والله لإله من تمر أطيب عندي وأزكى رائحةً وألذ من مثل هكذا إله يبشّرنا بهذا العث والعثاث ..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوربّا كأس من -ألوان- وسط كأس لعالم أرضي لا مكان لنشوة غيبيّ ...
- الحرب الباردة : من جدار برلين -إلى جدار أوكرانيا-
- أميركا خطوات متّجهة لإسقاط الأسد إعلاميّاً وتوحيد معارضيه أح ...
- رسالة شكر وعرفان من المالكي إلى بوش , ويسقط -شو-
- معاوية يخطب من على منابر المرجعيّة والمالكي غارق في تقمّص صد ...
- وانته يابه ؟ شنو شغلك ؟ ؛ -خ ..ونچي- ؟
- هل يمكننا القول أنّ -الشيعة- على حقّ بالإيمان -بشعائر- المقا ...
- مع كل قمّة يهدي العرب دولة من دولهم قرابين للآلهة إيران , دو ...
- قُرْبُن- و100 المالكي وما بينهما من -شيلمان- , شللاه يا نيوي ...
- أوكرانيا ردّ استباقي غربي على خلفيّة وعد بوتن ب-ردّ قريب بشر ...
- يوم الظلم الطائفي الشيعي
- لنتخيّل لا وجود للغرب أو أميركا ؛ و-قطر- تهدّد ؟!
- عبعوب لم يخطئ , فقط تتكلّم بلسان الكبار
- أوقفوا مطالباتكم بحقوق للمرأة أو الاحتفال بيوم خاص بها ؛ فهي ...
- رحم الله المسيح , لم يتزوّج , العراق لا يمكن حكمه من متزوّجي ...
- هل يقدم رئيس الوزراء على تكريم يونس محمود ؟
- انتبه ! حذاري الاقتراب .. -أديان سماويّة- !
- أبو إسراء ؛ شيلمهن ؟
- فصل -هاربر- يتكرّر من جديد .. المالكي بحاجة لحرب خارجيّة عاج ...
- جميع علماء وأتباع الدين أحسن أم -عز الدين-


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار
- بعد مرور عام.. المئات يحيون ذكرى ضحايا أول حادث إطلاق نار في ...
- أمريكا تُقر بقتل مدني عن طريق الخطأ في غارة جوية بسوريا بدلا ...
- ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟
- البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني -الأسبوع المقبل-
- زعيم حركة 5 نجوم الإيطالية: ماكرون ارتكب خطأ فادحا بدعوته لإ ...
- بوريل يعلن أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها المهيمنة في العا ...
- -حماس- تعلن توجه وفدها للقاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى صفقة ...
- -حزب الله-: ضغط بايدن على إسرائيل نفاق ومحاولة لتلميع صورته ...
- ردا على وزير الآثار الأسبق.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يؤكد وج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الدين أفيون -الجعوب- أيضا