أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد النعماني - الداعية الاسلامية عبداللة على الحكيمي ودورة في حياة المهاجرين اليمنيين والعرب المسلمون في بريطانيا واروبا















المزيد.....



الداعية الاسلامية عبداللة على الحكيمي ودورة في حياة المهاجرين اليمنيين والعرب المسلمون في بريطانيا واروبا


محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)


الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 14:56
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اطلعت على بعض الكتابات عن حياة اليمنيين في بريطانيا وشعرت ان هناك تجاهل لسيرة وحياة الشيخ العلامة الداعية الاسلامية موسيس اول صحيفة عربية اسلامية في بريطانيا واول جالية يمنية واسلامية في بريطانيا ,واول مسجد وزوية علوية واسلم على يدي العديد من الانجليز والجنسيات الاخري وكان اول من فتح باب للحوار الاسلامي المسيجي في بريطانيا واروباء واصبح لديها اتباع وتلاميد من كل كل مكان وللداعية الاسلامبة عبداللة علي اللحكيمي دور هام وموثر في حياة المهاجرين اليمنيين والعرب المسلمون في بريطانيا واروباء ومن الموسف حقا تجاهل تلك الادور التي قام بها لارساء تقافات التسامج والتعايش في المجتمع البريطانية واندماج المسلمون معهم ولن يستطيع احد ماهم كان طمس افعال واعمال الداعية الاسلامية عبداللة على الحكيمي في بريطانيا فهناك المساجد والمدارس والمباني سامخة شاهدة علي اسهامات الداعية الاسلامية الحكيمي في حركة النهضة الاسلامية في بريطانيا واروباء فسيرة الداعية ملي بالمواقف المعروفة مند سفرها من منياء عدن في العام 1925م حيت يقول الدكتور عبد اللة معمر إنه العام 1925م الشباب يتدفق في خطى الواثق بالمجهول يركب الشاب عبد الله علي الحكيمي الموج بسفينة فرنسية من ميناء عدن نحو مواني عديدة لا أحد يعرف متى ترسوا في الميناء القادم بعد أن تترك الأول.. تنتقل السفينة من مكان لآخر .. ومن ميناء لأخرى .. وفي كل ميناء يتوقف فيها يجد يمانياً مهاجراً تاركاً لوطنه.. وأهله .. بحثاً عن لقمة عيش يقتات وبقيت من هم في ذمته منها.. وقبل هذا و ذاك لا بد من ترك "حق الإمام يحيى وعماله جانبا".. في كل ميناء وجد الحكيمي حكاية .. حكاية شعب محروم من حق الحياة .. وأمة تئن وتصرخ من شدة المعاناة.. وجهل مطبق على السمح والبصر وخيبة أمل من تحسن الحال.. فالإمام هو الإمام ... عقيم الفكر والتفكير..... عدوا لشعبه وآمته.
... وتساؤلات تزيد من حيرته ...

خمس سنوات بين الأمواج وفي البحار خدمة لبلد غير بلده .. وأناس غير أهله .. لكنه القدر .. مثله مثل كل اليمانيين المشردين في كل بقاع الأرض... وسبيل في تغيير وضعه .. فالتعلم محدود .. والمعرفة قاصرة .. البلد غير بلده .. والبحر لا يغني بالمعرفة .. وبلده العيش فيها محال .. والحال زواله من المحال ..

توقفت سفينته كثيراً على مدى الخمس السنوات في أكثر من ميناء بشمال أفريقيا وفرنسا ومرسيليا .. وفي كل مكان كان يسمع عن الشيخ أحمد مصطفى العلوي الجزائري .. في كل مكان يسمع عن الزاوية العلوية .. يسمع عن مركز إشعاع في مقاومة الظلم .. وفي بلد يوجد من يستحق المقاومة لأنه ظالم.... يسمع عن مقاومة الاستعمار .. وفي بلد يوجد استعمار وآن له أن يرحل .... في ميناء يسمع عن سد جوانب النقص في المعرفة في الزاوية العلوية .. ولديه جوانب نقص يرغب في سدها .
زاد الصراع لديه فحلم نهاية العام 1930م بالشيخ أحمد مصطفى العلوي يدعوه .. فلما رست السفينة في الميناء نزل منها دون عودة .. سئل عن الزاوية العلوية وعن مدينة مستغانم وبينما هو كذلك .. استيقظ عند صلاة الفجر الشيخ العلوي ليجمع تلاميذه (سيأتيكم اليوم .. أو غداً رجلاً قصير القامة .. من بلد بعيد .. من الشرق يملئها الظلم والجور .. سيكون له شأن عظيم في بلده ).. ذاك هو الحدس الصوفي .. أو ما يمكن أن تسميه الاستشعار عن بعد "الطاقة الكهرو مغناطيسية".
تذرف قدمي "الشاب عبد الله" بعد صلاة العصر بوابة المسجد العلوي، مسلما على طلاب العلم حول شيخهم فيرفع رأسه على الصوت القادم الذي يسمعه لأول مرة ... (ذاك هو من حدثتكم عنه.... لقد رأيتك في منامي ... نعم أنت هو)، يجلس عبد الله بن علي الحكيمي بجوار الشيخ أحمد مصطفي العلوي لما يزيد على أربع سنوات، محت كل ما كان قبلها من سنوات عجاف ... وزالت الحيرة، وأجيب عن التساؤلات وردت الروح وغذي العقل .. حتى نال من شيخه الإجازة ... الشيخ "التام الكامل العام" لما أبداه من قدرة فائقة على الاستيعاب وفهم المعرفة وذكاء العقل، وحسن البحث، ونبل في الإطلاع. وفجأة تداهم سكرات الموت شيخه الجليل بعد أن أجازه مرشدا وداعية مسئولا عن الزاوية العلوية في عموم اوروباء، لكن الوفاء يمنعه من ترك مستغانم وشيخه طريح الفراش، ليظل بجواره حتى يوارى الثراء داعيا له بالرحمة والمغفرة ... حاملا الحزن بين أضلعه راحلا الى مرسيليا عن طريق باريس .... وفي مرسيليا يظل بضعة أشهر مع أبناء وطنه المهاجرين ... ويبدأ في تأسيس الجمعية الإسلامية العلوية في مرسيليا.كان ذلك في العام 1936م، والذي غادرها أيضا الى بلجيكا ثم هولندا ليستقر بضعة أيام في أهيو ... بهولندا...... ويصل بعدها الى ....
ــ ليفربول
ــ هول
ــ شيفيلد
ــ كاردف

..... لتكون كاردف مبتغاة ومضجعه الأخير ...... انه اليوم .... من شهر مايو 1936م, ليظل ثلاثة أشهر يدرس حال الجالية بضيافة حيدر سلام ألعريقي، من المهاجرين اليمانيين، ليقرر بعدها من أن كاردف أنسب مكان للإقامة, فعدد المهاجرين فيها كثير والتزامهم بقضايا الشرع والدين منعدم والأمية منتشرة بعددهم، وأبنائهم يزيدون عن 600 فرد كلهم يشبهون أبائهم في التعليم. والكلمة متفرقة والتباين حاصل على أشده، لا جمعية تجمعهم، ولا مساجد للجميع والجماعة اللهم إلا من بعض الغرف المتواضعة اتخذت في مؤخرة البيوت لمن يقيمون الصلاة، لا توجد لهم مقابر إسلامية يقبرون بها موتاهم، بل يقبرون على غير قبلة وكل ثلاثة وأربعة في قبر واحد، وقس على ذلك عقود الزواج، وتسمية الأبناء, وتربيتهم المذبذبة بين الديانتين، وهكذا في سنة الختان والذبائح الشرعية والشعائر الدينية على اختلافها.... وبعد أن درس الحالة ... رأيت ان خير وسيلة تحقق هذا كله تأسيس جمعية .. بواسطتها يمكنني اجتياز العقبات وتذليل الصعاب.
الشيخ رائداً للمجتمع المدني .. يقول عن أسباب اختياره لكاردف ... فقد درست الحالة ورأيت أن خير وسيلة أستطيع بطريقها جمع المسلمين إلى صف واحد والتخفيف من حدة بعض الخلافات وإيجاد شيء من النعمة، .. أقول رأيت أن خير وسيلة تحقق هذا كله.. هو تأسيس جمعية بواسطتها يمكنني اجتياز العقبات وتذليل الصعاب ... هكذا يتناول عمله في تنظيم شؤون الجالية بكاردف. شيخ المجتمع المدني .. شكل منظمات جماهيرية تدافع عن حقوق الجالية.
في كاردف يشرع الشيخ الجليل في تأسيس الجمعية الإسلامية العلوية كإطار عام ومرجعي لتنظيم شؤون الجالية الإسلامية، ومنها تنبثق كافة المؤسسات التنظيمية الأخرى، من المركز الإسلامي والزاوية الصوفية العلوية، ومدرسة لتعليم أبناء المهاجرين العرب والمسلمين، ومكتبة عامة، وقاعة للمحاضرات، ومكان عبادة لكل المسلمين .. مسجد نور الإسلام ..

الشيخ الداعية في كادرف .. لا يجد مكاناً يصلي فيه كبقية مسلمي كاردف البالغ عددهم حوالي 5000 خمسة آلاف نسمة يفتح صندوقاً للتبرعات الاشتراك في عضوية الجمعية فيشتري ثلاثة من المنازل المتجاورة بمبلغ خمسمائة جنية .. يدخل عليها تعديلات .. ويحولها إلى مسجد مؤقت.. وفي العام 1937م يفتتح المسجد للصلاة ويدعو إليه سفراء الدول الإسلامية.

الشيخ الداعية يستكمل تنظيم شؤون الجالية الإسلامية بكاردف يربط بين الدين والمجتمع المسلم .. يعرفهم بقيمهم الإسلامية في تعاملاتهم وإدارة شؤونهم .. الذبح قبلة .. عقود الزواج والنكاح .. غسل الميت ودفنه .. والأهم من هذا أوجد مقبرة خاصة بالمسلمين.

الشيخ الداعية ينخرط بين أوساط المجتمع الإسلامي ، والمجتمع البريطاني معلناً عن سماحة وفضائل الإسلام كدين خير ومحبة وسلام ، يتقرب منه عدد ممن أحبوه .. وأحبوا دماثة أخلاقه طالبين الدخول في الإسلام .. لا يترك امرأة متزوجة من رجل مسلم إلا ويدعوها إلى الدخول في الإسلام.
الشيخ الحكيمي الداعية .. يرى في العلم طريقاً وسراجاً منيراً لكل من يريد النور .. اهتم بتعليم أبناء المهاجرين ذكوراً وإناثاً .. علمهم الدين وأصوله .. اللغة العربية وآدابها .
استقر الحال وأثمر ما قام به من تنظيم للمجتمع المسلم في بريطانيا بسرعة فائقة وقدرات غير عادية برزت من خلال ذلك الشخصية التنظيمية والقيادية الفذة التي من خلالها برز الحكيمي كقائد وطني.
كان يرى في العلم نوراً ومشعلاً فراسل وزارة المعارف المصرية والأزهر الشريف مطالباً باعتماد منح لعدد من اليمنيين أبناء المهاجرين في بريطانيا فاعتمدت له خمس منح في العام 1940م سنويا.
لكن حبه لوطنه المرتبط بإيمانه، جعله يبحث عمن يحملون في أجوافهم إشعاع نور وبصيص أمل لتكون فاتحت الخير الأولى مع الأستاذ/أحمد محمد نعمان العام 1938م يشكو إليه الهم ويخبره بأن هناك مجموعة من أبناء اليمنيين يريدهم الوصول إلى الأزهر والذي يوافق على منح الشيخ الداعية خمس منح سنويا إلى الأزهر .... يشد الحكيمي الرحال إلى أرض الكنانة برفقة ثلاثة من طلابه فقط .. نعمان عبده علي العبسي، ونعمان محمد عبده القاضي ، وحمود سليمان .. ويتعذر سفر الأخيرين بسبب المرض .... تشق سفينتهم البحر لتصل إلى بور سعيد في 1 مارس 1940م. ليكون في استقبالهم الأستاذ أحمد محمد نعمان، و الهلالي محمد من الجزائر، وعثمان الأزهري، وزكي محمد شاهين من إدارة القنال وعدد من رجال الصحافة المصرية وفي مقدمتهم موفد عن أبي الحسن، محمد على الظاهر من جريدة الشورى المصرية.
الصحافة المصرية تتابع أخبار الرجل الواصل إلى الأزهر الشريف... ذاك الداعية الإسلامي الكبير في عموم أوروبا، وخبر مقابلته لشيخ الأزهر محمد مصطفي المراغي .. الذي بادره بالقول:
"لقد قمتم يا شيخ عبد الله بواجب كبير ، وأديتم رسالة الإسلام في أوروبا ، وهذا ما كان ينوي الأزهر القيام به ، وإذا بكم قد حزتم السبق فاستقيتم من الله الرضي ومن المسلمين الثناء". وتجري العديد منها الحوار معه وتبرزه كداعية إسلامية عظيمة ... يتنقل برفقة الأستاذ أحمد محمد نعمان ، والهلالي محمد والذي أصبح مسئولا عن البعثة في مصر، وعثمان عبد الله الأزهري، بين معالم القاهرة والإسكندرية، حتى غادرها بحراً إلى ميناء عدن ليصلها في إبريل من عام 1940م.
**
التعليم يظل هاجس الشيخ المعلم عبد الله .. بعد عشر سنوات من الغياب عن وطنه .. يزور أنحاء مختلفة من العالم يرى فيها أن العلم طريق النور والتقدم والرقي.. وأن العلم سبيل في بناء الأوطان .. وفي وطنه الكل محروم من العلم والكل يعيش في الظلام.. ما يدفعه لفتح مدرسة في سكنه بالشيخ عثمان فور وصوله إلى عدن.
لكنه يحن إلى صوت الماء، وعطر الأرض الطيني.. يحن إلى معانقة القمر لسنابل القمح وسط أصوات "الضفادع" بين أشجار "الدندل" .. وفحيح الأفاعي المتربصة بفريستها من الضفادع الليلية. ليعود إلى تلك القرية الصغيرة الأحكوم ـــ حُليس ــ قبل أن يفل العام 1940م .. يركب السيارة من منزله في الشيخ عثمان صوب لحج ثم يتجه غربا بين رمال "خبت الرجاع" نحو الوهط .. فالمفاليس ... تصل به السيارة الى المفاليس يحاول أن يترجل منها ... ينظر إليه السائق سفيان حيدر ... لا يا شيخ ... هذه المرة الى القرية ... الى المصلى ... الأحكوم ... حُليس .. توقفنا فقط للتفتيش ....
ــــــ تتجه السيارة نحو مجرى السيل القادم من الغرب ـــ وادي الصميتة ـــــ لبضع كيلومترات مع أصوات الماء بقطراته المتطايرة في كل الأرجاء ... تتجه السيارة يمينا نحو الشمال، لتسير في طريق القديم ، كان يعرفها جيدا ... إنها طريق الجمال المحملة بالبضائع من المفاليس نحو بقية مناطق الحجرية الأعبوس ، الأعروق، والأغابرة، والأعمور، والزبيرة، وقدس، والأحكوم، وشرجب، وذبحان، والمقاطرة، والأصابح، ..... الخ. حتى أن البعض منها كانت تصل إلى مدينة تعز.
ــــــ يتحدث السائق سفيان حيدر من أبناء عمومته .... أنا يا شيخ عبد الله أول من غامر في هذه الطريق، عام 1932م.
ــــ كيف !!
ــــــ كانت هذه طريق القوافل تمر بها الجمال والحمير لنقل البضاعة،* وعندما زاد عدد الجمال وسعت الطريق بنقيل العذير باليد والمفرس ... للجمال والحمير، لكن أنا قررت أمر بها بالسيارة اللندروفر ..... وأنت تعرف .. بعد العذير الواحد يرجع السائلة نفسها ... على طول بالسيارة إلى المصلى ... والسائلة لا تحتاج رصف ولا تسوية ... وأنا أول واحد يصل بالسيارة قبل ثمان سنوات إلى بركة المضيق ... أنت تعرفها قبل المصلى بحوالي واحد كم ... بعدها كل أصحاب السيارات الذي كانوا على الخط ( ساروا بعدي) ... والآن المصلى مدينة ليل ونهار شغال. أكثر من ثمان سيارات في الأسبوع تصل من عدن ركاب وبضاعة ... حتى السيارات الكبيرة تصل عنتر ناش " السيارات الأمريكية أنتر ناشيونال" .
كان يحكي ... و الشيح يزداد انشراحا لما يسمعه من كلام...
المصلى ... لا تبعد عن داره سوى بضع أمتار .. أصبحت سوق تجاري ونقطة تجمع وعبور لكافة المناطق في اللواء التعزي ... ذاك السوق الصغير أصبح مركزا اقتصاديا مهما ... وبوابة عبور لعدن ... ومن ثم لكافة أنحاء العالم.
تنتهي السيارة من العذير صعودا .. وهبوطا.. لتنحرف قليلا نحو مجرى السيل مرتا ثانية .. فالسائلة لا تحتاج إلى شق أو تسوية لتمر السيارة... فالله سواها منذ الأزل بما ينزل بها من سيول من المرتفعات الجبلية لقرى الحجرية....
ــــــ تشق السيارة طريقها وسط الوادي ... وادي الأثاور ... والأعبوس ...متجه نحو الغرب صوب وادي ذي العرش تعانق الرمل الصخري الممزوج بأحجار السيل المتكورة .. فتارة تلامس إطاراتها أحجار الوادي المختلفة الأحجام ... وتارة أخرى تلامس الرمال ... وما بين هذا وذاك يترنح الشيخ يميننا وشمالا .. مع حركات السيارة التابعة لما تلامس إطاراتها.
بين قصص وحكايات أشهر سائق و أول سائق في الخط الممتد من المفاليس الى الاحكوم ـــ المصلى ـــ بينما يتأمل الشيخ لحظات اختفاء الشمس خلف الجبال المرتفعة بينما الساعة تتجاوز الخامسة ...
لكن أشعة الشمس المتسللة من خلف الجبال تظهر خيوطا بيضاء ممزوجة باللون البنفسجي المتعدد الألوان بين السحب ... بمنظرها السحري الذي لم يشاهده منذ سنوات ... إنها أوتار متناغمة ... تصلح للعزف ... تعطيه أجمل نغم ... من إبداع الخالق....
..... تستمر السيارة في السير غربا مقتربة من وادي ذي العرش ... تلامس ... الوادي ليلا فيزداد سكونا ... ليستمتع بريحه الموز .. المنجو ... الذرة ... وبقوليات الوادي بينما كانت الجبال المحيطة بالطريق ... تزيد صوت السيارة ارتفاعا كلما ضاقت الطريق... لتعطي نغما يزيد من سحر المكان ... بوادي ذي العرش ... أضواء القمر .. والأرض الطينية الحبلى بخيراتها .. أصوات الماء بقطراته المتطايرة من تحت الإطارات ... يا لله كل ذلك يزيد من سحر المكان....ويدغدغ مشاعر وأحاسيس لم يعرفها من قبل مطلقا.
ليعود إلى قريته .... ليعود إليها حاملا بيده مشعل النور لأبناء قريته .. قصصاً وحكايات عما شاهده في العالم .. عن مدن رآها .. وقطارات ركبها .. وطائرات حلقت في الأجواء .. عن سفن في البحار .. وليالي مدن منورة من صنع الإنسان وكله بالعلم الذي يفتقد إليه الجميع وطنه.. ليشرع في بناء الزاوية العلوية .. وكتاب لأبناء قريته الصغيرة .. أو مدرسة .. تنير لأبناء قريته الصغيرة الطريق.
يتوافد الطلاب عليه من كل صوب وحدب .. ويعلن يوم الافتتاح.. يقيم حفلاً .. الطالب/ مقبل معمر ينوب عن زملائه الطلاب بالحديث أمام الجمهور .. يشيد بمعلمه وقدوته .. الذي اختار طريق النور في خدمتهم.
يشاع خبر الافتتاح .. يتوافد عطشى العلم عليه من كل مكان .. يصل خبره وخبر مدرسته إلى عامل الإمام في التربة الذي يبرق لأمير اللواء التعزي أحمد ولي العهد .. يطلبه في الدخول إلى تعز الشيخ المعلم .. يصل تعز وسط ظلام دامس .. ظلام العلم .. ظلام الكهرباء .. وظلام الحق والحقيقة ليكون الأمير أحمد مرحباً وسهلاً به مبتسماً ليضمه إلى ثناياه .. وحاشيته.

أحمد يا جناه .. صائد مخادع لفرائسه .. ينصب شباكه فيرمي بشباكه لأول مرة .. "يعين الشيخ الحكيمي مرشدا عاماً للواء التعزي براتب ستون ريال شهرياً" ستون ريال فرنصي شهرياً مقابل السكوت .. والخضوع .. وعدم مقاومة الظلم .. أو إبقاء شعبه مقفل العينين ..

الحكيمي المقاوم للظلم .. داعية التنوير .. محب الوطن العاشق .. يجد إلى جواره في تعز الأستاذ/أحمد محمد نعمان والأستاذ/محمد محمود الزبيري ، يتبادلوا الأفكار التنويرية مع زيد الموشكي، وعبد الله عبد الإله الأغبري وآخرون وسط ظلام الليل، وعلى سراج (الكوروسين) هبة الإمام إلى شعبه العظيم صاحب الأمجاد والتاريخ المنير، يقترح عليهم تنظيم المعارضة فالجهود الفردية لا تكفي ، والدعوة إلى الإصلاح فردياً لا تقبل واليمن بحاجة لأن يشرق عليها الفجر ، يزايد عدد النخبة المثقفة من أبناء اليمن حوله .. يدافع "الحكيمي" ويدافع عن موقفه بضرورة تشكيل معارضة منظمة تستطيع أن تضغط على الإمام في اتجاه التغيير يعلن في جلساته أن لا خلافات له.. ولا عداوة مع أحد "وكل ما في الأمر هو .. وجود العدل .. وتغيير الوضع الراهن في اليمن ، وتأمين المواطنين وإصلاح أحوالهم ، وأهالي اليمن بما فيهم ... جلالة الإمام كلهم يعدون أقاربي أحب لهم الخير والهناء والسعادة والرخاء وعلى وجه العموم فليس بيننا إلا حب الخير لليمانيين واليمن الذي هو وطن الجميع".
تلك كانت مطالب الشيخ المقاوم .. ووجه الخلاف بينه ورفاقه الأحرار والإمام. والذي علم بها الأمير أحمد ولي العهد .. فجن جنونه .. أحمد يا جناه .. يأمر بالقبض على الشيخ المقاوم .. سرى الخبر في مسامعه همسا .. فما كان من داعية التنوير إلا الرحيل إلى القرية .. مدعياً المرض .. وفوراً اتجه إلى عدن .. دون عودة، حبه لوطنه أخرجه منه ليلا ... "بعد أن كتب لي زيادة وطن أحبه، حباً مرتبطاً بإيماني". ... وفي اليوم الثالث لرحيله من قريته يصل عامل الإمام حسين الجنداري برفقة رتل من العكفه إلى منزله .. فلم يجدوا غير تلك المرأة الطاعنة بالسن .. من أنجبته قبل أربعون عاماً ونيف .. والذي يبدو عليها العمر أكبر من عمرها الحقيقي بسنوات، فالإمام لم يترك أحد يعيش .... لكن الشيخ المقاوم داعية التنوير كان قد وصل عدن عبر المفاليس .. لا أحد يلحق به.. فكانت أثاث البيت ومحتوياته بديلاً عنه .. استباح القاضي حسين الجنداري كل محتويات المنزل .. وهدمت الزاوية وترك المنزل خاوياً بعد أن سلم من الهدم بضغط من أهل القرية.

داعية التنوير يخاطب ولي العهد "أنت من عينني مرشداً عاماً للواء التعزي أنصح الناس، أنت أولى بنصيحتي .. الخ. ... الحكيمي صوتاً من أصوات الحق يعلو في أذن ووجه ولي العهد لا تنتهكوا أعراض الناس وتريدون منهم أن يكونوا معكم لا تظلموا.. لا تفسدوا في الأرض .. لا تحرموا الناس العلم .. وتجعلوهم وسط الظلام .. لا تحرمونهم من الطرقات والعلاج إن كنتم تريدونا معكم ..

الشيخ المقاوم يجد نفسه في عدن أكثر إصراراً على تنظيم حركة المعارضة.. اليمانية... يصل إليه النعمان والزبيري عن طريق كرش بعد أن كانوا قد احتجزوا من قبل الإنجليز بصحبة نعمان عبده علي العبسي ذاك الموفد من كاردف إلى الأزهر، وكان يعمل حينها مترجماً مع الحاكم البريطاني في عدن بعد أن أنهى دراسته في الأزهر، والذي وفد إليهما بسيارة من سيارات الحكومة البريطانية إلى كرش لاصطحابهما. فكان وصولهما شداً لأزره.. ودافعاً نحو استكمال الهيكلة التنظيمية للصفوة اليمنية "معارضة الصفوة".
يشتط أحمد يا جناه غاضباً.. وتزداد عيناه جحوظاً، الحكيمي/ النعمان/ الزبيري، يلتقون معاً .. إنه الخط الأحمر الذي لا استقرار بعده . .. لكن الثعلب .. أحمد يا جناه يبحث عن وسيط لشق الصف الثلاثي.. ليكون الحكيمي وسيطاً معاكسا بين ولى العهد والنعمان والزبيري ، ويعودون إلى تعز ... ويهدأ الحال قليلاً .. فما لبث ثعلب الحكم إلا أن يجوع ثانيتاً.... ليعود النعمان ، والزبيري إلى عدن .. ترفض الحكومة الاستعمارية منح حزب الأحرار تصريحا .. لتكون الجمعية اليمانية الكبرى بديلاً عنه .. يتحقق الحلم لدى الشيخ المقاوم بتشكيل معارضة منظمة يتنفس الصعداء شامخ الرأس ناضراً نحو الغد.... الآن يوجد عطاء منظما، وضمان لاستمراري هذا العطاء.. الآن لا خوف إما أن يصلح الحال أو أن بقاء الحال من المحال..
لم يكن يوجد أي خيار آخر غير المعارضة المنظمة بالرغم معارضة الاستعمار لتشكيل حزب الأحرار لكن اليأس لم يسيطر عليهم ، وإنما أعلنوا عن تشكيل الجمعية اليمانية الكبرى في بداية العام 1946م.... وكذا الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها والتي أخرت الشيخ المقاوم عن العودة إلى كاردف لمواصلة رسالته، لمدة تزيد عن خمس سنوات، زار خلالها مكة للحج ثلاثة مواسم متتالية، قابل عدد من رؤساء الجاليات العربية والإسلامية في الحج ... من الشام ... وفلسطين .... ومصر ... كما التقى الشيخ حسن البناء، والملك عبد العزيز وولي عهدة الأمير سعود، والأمير فيصل، كما قابل شيخ الإسلام الشيخ محمد بن ياسين الفاداني وتدبج معه، أي أجاز كل منهما الأخر، وروى للشيخ الفاداني، والملقب بمسند العصر، عن شيخه أحمد مصطفى العلوي، وعن شيخه قاسم سرور، والعلامة الشيخ عثمان الأزهري، جاء ذلك على لسان الشيخ الفاداني (المتوفى في 1410هـ) في مخطوطة المسمي (الكواكب الدراري) في معرض حديثه عن الشيخ الحكيمي( ص 235 مراسلات بين المؤلف والدكتور يحي الغوثاني) .
ــــ وفي الثاني عشر من مايو 1946م استقل السفينة من ميناء عدن متوجهاً إلى كاردف يرافقه نعمان العبسي، ونعمان القباطي من أعضاء بعثة الأزهر، ليصل إليها في 5 يونيو 1946م.

الشيخ الداعية يشرع فور وصوله إلى كرديف في بناء مسجد نور الإسلام، ويتسلم رئاسة الجمعية الإسلامية العلوية.. الإطار التنظيمي لمسلمي بريطانيا وكارديف التي من خلالها انبثق الحكيمي في تنظيم شؤون الجالية الإسلامية باشتراك أسبوعي للمنتسبين قدره ستة بنسات فقط. وبتلك البنسات استطاع الحكيمي أن يدير الجالية الإسلامية بصورة تنظيمية فائقة كأول شخص يحاول تنظيم الجالية الإسلامية في بريطانيا وأوروبا.
الحكيمي زعيماً.. مناضلاً صلباً تواقاً للحرية يصل إلى كاردف في 22 يونيو 1946م, للمرة الثانية، وفي سبتمبر من نفس العام يوجه رسالة لأمين عام جامعة الدول العربية في أقل من عام على تأسيسها.. يعرض فيها قضية اليمن كسابقة لتدويل قضية الشعب اليمني ونقلها إلى المحافل الدولية.. ثم يوجه رسالة ثانية وثالثة .. والرابعة .....الخ, يعرض فيها معاناة شعبه تحت حكم وظلم الإمامة. الحكيمي.. الزعيم السياسي.. يلتقي عبد الرحمن عزام في لندن باجتماع رسمي يوم 14سبتمبر 1946م لشرح قضية اليمن لعبد الرحمن عزام، ومعاناة شعبه وأحراره في السجون.

الشيخ داعية لتسامح الأديان .. يعكف في العام 48/49م على دراسة الكتاب المقدس وكتاب العهد القديم، والعهد الجديد للاستعانة بذلك في محاورته للكنيسة البروتستانتية. ويستفيد في تأليف كتابه "دين الله واحد" والأسئلة والأجوبة بين المسيحية والإسلام. مستعينا بذلك وبعدد من وبكتب عدة لرواد الفكر الأوروبي ..... داعية التسامح.. حاور الكنيسة البروتستنتية في سوث انجلترا عام 1949م، فكان للصحافة الإنجليزية أن تتبعت أخبار هذا الحوار .. ثم تابعت أخبار كتابه عن ذلك الحوار "الأسئلة والأجوبة بين المسيحية والإسلام" لأنه أذهل أهل الدين بمعارفه عن دينهم، ودينه ... الحكيمي المحاور .. في ليلة 3 أغسطس 1949م استدعي لكنيسة (برث) من قبل جمعية الرجال المسيحيين، فكان محاوراً ناجحاً سلب عقول وفكر محاوريه من قساوسة ورهبان بإجابته على 45 سؤالاً أثمرت كتاباً مكوناً من 113 صفحة، وكتاباً آخر عمد إلى تأليف عن واحديه الأديان أسماه "دين الله واحد".

الحكيمي رائد التنوير سبق عصره في زمن الأمية والجهل يرى في عملية التنوير وبث الوعي وتصحيح مدارك الجماهير أمراً مهماً في تحقيق التغيير وتفادي فشل ثورة 1948م .. يهرب من ذلك الفشل الى الأمام كما هي عادته دوما ... ويسجل الهروب رقم.... ويرى في الصحافة سبيلاً في التوعية .. وفي فضح زيف الحاكم المستبد أحمد وما تدعيه من زيف.

ففي 6 ديسمبر 1948م يظهر العدد الأول من أدائه في التنوير والحرية ومقاومة الظلم .. السلام أول صحيفة تنطق العربية في بريطانيا، وأوربا على الإطلاق، يؤسسها ويرأس تحريرها ويصدر منها 107 أعداد, حتى العام 1952م، معتبرا الصحافة أعظم وأنبل رسالة ومهنة على وجه الأرض. أما القس رئيس المحاورين له في كنيسة برث، فيرى فيها أعظم أعماله في أوربا وبريطانيا على الإطلاق، كونها أول صحيفة تصدر في أوروبا بالعربية.
**
الشيخ الوفي .. في 11 مايو 1950م يهزه الشوق والوفاء وحنين العودة إلى الجزائر .. يغادر كاردف مروراً إلى بلجيكا .. باريس مرسيليا .. ويلتقي بعدد من الجالية اليمنية هناك .. يحثهم بالتبرع للأحرار .. ويذكرهم بوطنهم الجريح .. يظل بين أفراد الجالية اليمنية عدة أيام بضيافتها ثم يتجه جواً إلى وهران .. ثم مستغانم .... فقراءة الفاتحة على قبر المعلم والمربي أحمد مصطفى العلوي .. ثم يتوجه إلى غيلزان .. وأسطيف .. وعنابة. زار بلاد القبائل الجزائرية .. وطاف بعدد من الزوايا العلوية .. لكن حنين الشوق الجزائر لم ينسه وطنه .. فكان لقائه بعدد من المهاجرين هناك طالباً منهم التبرع للأحرار والارتباط بالوطن والتواصل مع الداخل.
الشيخ بعد أن بادل الوفاء بالوفاء.. وعاد إلى كاردف بعد شهر من الغياب ليمارس مهامه. الشيخ المجاهد يزيد من الضغط على الإمام أحمد فيصبح الهاجس الذي لا يغيب عن البال .. رسائله المفتوحة عبر السلام للإمام أحمد ولجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، ولجنة حقوق الإنسان، والرئيس الأمريكي ترومان، ونشره لفساد الحكم، وممارسات الظلم.. كلها أيقظت مضاجع الطغاة.. لتوجه ضده أشرس حملة من قبل الإمام أحمد.. جند صحيفة سبأ في عدن لمهاجمته بقسوة وصحيفة النصر .. بل استمال الإمام مساعدة حسن إسماعيل مفضل الشميري .. لإزكاء نار الفتنة
.. يشتد الخلاف انطلاقاً من معارضة الشميري لموقف الحكيمي في مهاجمة الإمام والتي وصلت إلى حد تصام أتباع الطرفين .. وتدخل الأمن الإنجليزي لفظ المنازعات ... لقد كان معارضاً قوياً للحكيمي وأفكاره الثورية بالتنسيق مع ممثل الإمام في لندن حسن إبراهيم ولم تكن المعارضة تقف عند هذا الحد بل امتدت إلى ما هو أسوى ... القتل .. ويبد من بعض الوثائق أن حسن إسماعيل كان ضمن المكلفين بمهمة التخلص من الحكيمي. .. والذي استماله الإمام أحمد بعد فشل ثورة 1948م، وبعد أن زار مكة للحج .. وفي برقية للأمام أحمد من ممثله في لندن حسن إبراهيم تشير إلى أن حسن إسماعيل عازم بعد الحج إن شاء الله، ويلزمه تعيين أعضاء حوله ضد الرجل حسبما أفدتم".
الحكيمي يترفع عن كل هذا .. ويستمر في أداء رسالته حاملاً مشعل النور بيده .. متجهاً نحو الهدف الأكبر، الدفاع عن حق شعبه في الحياة ... والعزة والكرامة .. وفي سبيل ذلك يتحمل من قبل نائبه السابق وتلميذه أشد وأسوا الألفاظ ... لم يشتمني أحد من قبل إلا عندما .... دافعت عن حقوق الشعب.
في ذروة الخلاف وسخاء الدعم من الإمام أحمد لمن يعارض الشيخ، تجري محاولة لاغتياله في بريطانيا لينتقل إلى رحمة الله مساعده في المركز الإسلامي حسن شير من الصومال بثلاث رصاصات أسكتت قلبه إلى الأبد في 15 مايو 1951م لكنها مثلت للشيخ الحكيمي ناقوس الخطر الذي كان مثابة الإشارة نحو مسلك الشر المتربص به، مع ازدياد المضايقات الإنجليزية له ... يقرر العودة إلى عدن وإصدار صحيفة السلام من عدن .. تعود المطبعة وأجهزتها إلى عدن. لكن الغالبية العظمى من اليمنيين إن لم يكونوا جميعاً يعملون في الميناء والبحر .. ومن هم أنصار حسن إسماعيل مفضل الشميري ومن يدينون بالولاء للإمام كثيرون منهم أيضا تحت إمرة حسن إسماعيل. أحدهم يدس مسدسان وسيف بين أدوات الطباعة .. لتصل إلى ميناء عدن.
**
الشيخ يحمل قضية وطنه ويعود عبر بلاد الشام فلسطين ولبنان وسوريا ومصر ثم السودان .. يشرح قضية وطن .. وهم أمة يحث اليمنيين على مقاومة الظلم، والثورة على الإمام ومساعدة الأحرار والتبرع لصالحهم .. ويشد من أزر الجميع ويدعوهم إلى الوحدة.
و في مصر يقابل الرئيس محمد نجيب الذي يهمس في أذنه لقد علمتنا كيف نثور على الظلم يا شيخ عبد الله.... يسلمه مذكرة تحمل عنوان "محنة الشعب اليمني"(10) يشرح فيها أوضاع اليمن وما يعانيه الشعب اليمني من ظلم حكم الإمامة. ويطلب المساعدة بالوقوف إلى جوار الشعب اليمني فيما ابتلاه الله.... يغادر مصر إلى السودان ليلتقي بالشيخ يحي الشرفي والأحرار في السودان .. ثم يتوجه إلى عدن .
**
الشيخ سجيناً في عدن لدى السلطان البريطانية ففي يناير 1953م يقتاد الحكيمي إلى السجن الاستعماري بتهمة تهريب السلاح، يلتف الأحرار حول زعيمهم يدفعون الكفالة المالية ريثما يصدر الحكم، يحاكم في عدن.. ويصدر حكم محكمة الشيخ عثمان درجة أولى بالحبس عام مع الأشغال ليكون في ضيافة الحكومة لمدة عام.. "ولا تنسى أن حياة الأحرار في خطر دائم اثبت وثبت الأهل" هذا خاطب لابنه عبد الرحمن وأحبهم إلى قلبه، في أول أيامه في السجن ... لكن أحرار اليمن يستأنفون الحكم بمحكمة كريتر ليخفف إلى عام ووقف الأشغال، يرفع أحرار اليمن الأمر إلى المحكمة العلياء في نيروبي بكينيا وتسقط التهمة عن الزعيم ... ليطلق سراحه في 17 يوليو 1953م بريئاً مما وجه إليه من تهمة، لكن داء ... سم ... الخيانة كان قد دس له في طعام السجن، بعد أن أرسل شخصا مخصوصا لذلك الغرض من الحاكم الإسلامي إمام اليمن أحمد بن حميد الدين.
وفي السجن يشرع في تأليف كتاب دعوة الأحرار وينتهي منه، ثم يشرع في تأليف سيرته الذاتية... لكنه لم ينتهي من كتابتها فقد كان القدر أسرع.
إلا أن حب الناس له ونموذجه المشرف في مقاومة الظلم وطغيان الإمامة جعل الكل يلتفون حوله أثناء عمليات المحاكمة... مظاهرات صاخبة وتنديدات بالاستعمار والمحاكمة كانت تستمر في كل جلسة من بدايتها حتى نهايتها... ثم يتوج هذا الحب بانتخابه رئيساً للاتحاد اليمني في اكتوبر 1953 لكنه لم يسقط كلمة الحق في وجه الحاكم الظالم، فيوجه في 15 نوفمبر العام 1953م، رسالته الأخيرة للإمام أحمد ـــ بمطالب الأحرار ـــ ومع غروب شمس يوم 4 أغسطس 1954م يغيب عنا النور فلا نرى نوراً بعده ...



#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن ازمة سياسية مابين صراع تقاطع المصالح الدولية والاقليمي ...
- لشعب البحرين اعتدرنا وتعاطفنا وتصامنا مع مطالبكم ..وثورات ال ...
- لشعب البحرين اعتذرنا وتعاطفنا وتصامنا مع مطالبكم
- تغريدات اسبوعية
- هجرة اهل اليمن الي البحرين
- اعترافات
- اللهم ارحم الشهيد الشاعر عبدالله علوان والشهيد العميد قائد ص ...
- مت الانسان الفلسيوف الشاعر عبداللة علوان
- دعوة الي اسقاط صنعاء بمسيرة سلمية
- المجتمع الدولي والمعرقلي الجدد للتسوية في اليمن
- مازال قلبي
- رسالة تحية واحترام الي المناضلة الجنوبية انسام عبدالصمد
- التحرشات الجنسية في جامعة عدن
- من يسكن عدن يسكن كل الدنياء ...
- اة اة لو تعرفي كم انا مشتاق
- وهرب قلبي!!
- الاهالي بحضرموت يتهمون شركات توتال و بترومسيله بتموين حرب ال ...
- مخرجات الحوار الوطني اكبر عملية تضليل ممارستها الامم المتحدة ...
- بات الوقت والمناخ مؤاتياً لتصنيف السعودية بكونها الدولة الرا ...
- القضية الجنوبية والجنوب والضالع منتصرة، والله حاميها


المزيد.....




- حلم كل مسافر.. هذا المطار لم يفقد قطعة واحدة من الأمتعة منذ ...
- الإعلام الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويقلب الطاولة عليه: لن نلعب ...
- عنف المستوطنين يضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ...
- نتنياهو يريد بقاء حماس في السلطة، -ودوافعه الخفية كُشفت- - ج ...
- الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث تشديد إجراءا ...
- مصرع سائق بعد اصطدام سيارته بإحدى بوابات البيت الأبيض (صور) ...
- كل مرة بمليون..الحظ يحالف أمريكية مرتين في أقل من 3 أشهر (ص ...
- عبد اللهيان: احتمالات توقف الحرب في غزة باتت أكثر من السابق ...
- صفقة التبادل تعمّق أزمة نتنياهو وتبدد شعار -النصر المطلق-
- ترقب لمباحثات القاهرة وحماس تتمسك بدور تركي روسي ضامن


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد النعماني - الداعية الاسلامية عبداللة على الحكيمي ودورة في حياة المهاجرين اليمنيين والعرب المسلمون في بريطانيا واروبا