|
الحوار هو الحل
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 18:47
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
هذا ما نعنيه بالضبط ، أو لنقل بالحوار يكون الحل ، وفي كلا التعبيرين دلالة على أن الحوار أو بالحوار يكون الطريق ممكناً لفك خيوط الأزمة المتراكمة المصطنعة في العراق .
والحوار الذي أعنيه ليس كلاماً ولا مجاملات إنما هو سلوك حضاري و لغة وثقافة يسعى لها كل صاحب حق وصاحب إرادة وقوة ، والحوار هو الطريق الوحيد الواجب إتباعه بين الأطراف المسؤولة أو التي تشعر بالمسؤولية تجاه العراق الشعب والدولة ، فالعراق هذا الذي نعرفه قيمة لايمكن التفريط بها من اجل رغبات ومزاج البعض من قليلي الحيلة .
نعم ثمة مايدعوني إلى تبني الحوار في هذه الأيام بين أطراف الصراع في العراق ، بعدما سمعت وتلقيت الكثير منهم وهو منخرط في تناكف هزيل جعله البعض منهم طريقاً له في التعريف عن حاله ، هذا التناكف عطل مشاعر الناس عن العمل وعطل أحاسيسهم عن الرغبة في الحياة وفي البناء والمشاركة والإعمار .
وأنا أعلم إن البعض لا يجد نفسه وكيانه من غير هذا التنازع إذ بدونه يكون عدماً هذا شعوره ، لكننا نقول لهذا البعض إن العراق وشعبه أهم بكثير من هذه الأحاسيس المريضة ، لهذا نقول للحكومة سيري على طريق الإصلاح والإعمار والبناء ، وهذا وحده الذي يشد الناس ويجعلهم أكثر حرصاً على مستقبلهم وعلى حاضرهم ، نقول للحكومة أجعلي الخير والنماء بيّن واضح يلمسه الجميع ويحس به ، وفي ذلك سد للذرائع وللحجج وللنقص في الخدمات وظيم السنيين ، نقول للحكومة لا تجعلي نفسك طرفاً في المماحكات والجدل السلبي دعي هذا لغيرك وتحدثي عن أستراتيجيات وعمومات تنفع ولا تضر ، ودعي التفاصيل للشيطان .
إذن فالذي نعنيه هو ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية وترسيخ ثقافة التعايش السلمي والإيمان بالسلام لأنه بوابة الأمن الحقيقي ، وليعلم البعض في العراق إن التغالب على المناصب شيء مذموم ويعبر عن نقص وعوز نفسي ودونيه ، لهذا كنا مع من يريد السلام ويتحدث عن الحوار تاركين الوسائل والآليات لمن يرغبون ، وحسبنا ذلك النموذج الذي نقترحه حول تصحيح قوانين الضمان والصحة والعيش الكريم لكل فرد ولكل أسرة ، هذا التصحيح في الوضع المعيشي سيمنع اللاهثين من الكلام عن الديمقراطية وعن الحرية وسيمنع ضعيفي النفوس من الضرب على وتر الطائفية والمذهبية .
من هنا نقول للجميع إن الحوار هو الحل ، لكل مشكلة أو معضلة لكن ذلك يتطلب حُسن النوايا والثقة بالآخر وعدم التخوين وعدم البتر أو الجز فالكل شركاء في هذا الوطن ، كما يجب ان يكونوا شركاء في بناءه وفي مستقبله ، ومن يتخذ له طريقاً غير ذلك فهو حر لكنه ليس شريكاً ولا سهيماً في مشاريع الوطن والمواطن .
أقول هذا لأني واثق إن أزمة العراق الجديدة التي تولدت بعد الكشف عن أفعال طارق الهاشمي هي أزمة نفسية دلت على عدم ثقة وقلق وخوف ، أنا لا أعرف طارق الهاشمي ولاغيره ممن ضج رافضاً لكني أعرف إننا بحاجة لتكوين الدولة الوطنية لا على أساس التراضي بل على أساس القناعة والإيمان ، التي يكون فيها الجميع سواء في العمل و في الحقوق و في الواجبات ، وأريد أفشارة هنا إلى إن الإحتماء بدول الجوار ليس حلاً ، فجميعنا يعرفهم ويعرف أغراضهم ونواياهم القديمة الجديدة ، لذلك لانجد من الحكمة ربط مصيرنا بما يريدون وبما يرغبون .
نعم التحرر والحرية لازمها الثقة بالنفس والإرادة والإيمان كما هو من غير زوائد ، والثقة تعني الإيمان بالروح لكن دون تآمر وخيانة وفساد في الأرض .
في الحوار يكون الحل حين تفتح الملفات الواحدة تلو الأخرى من غير فرق ، ليكون الشعب شاهد وشهيد عليها كي يحكم ويعرف بنفسه من المخطئ ومن المصيب ؟!! ، فبين الحق والباطل أربع أصابع ، والشعب يسمع ولايرى لذلك هو في دوامه من هو على الحق ومن هو على الباطل ؟؟ ، هذه الدوامة شرها مستطير قد لاتبقي ولاتذر حين يتعامى ضعيفي النفوس عن إرادة الخير والسعي لتحقيق المصلحة الجمعية .
في الحوار يكون الكلام له معنى ، وتكون الكلمة إن صدرت من إنسان حر شريف مسؤولة وذات بُعد في تحديد هوية العراق للحاضر والمستقبل ، وهل يكون واحداً أم أجزاء ؟ ! ، هذا هو بالتحديد مايجعلنا نريد الحوار ونطلبه ، سيما وإن الإيام في المناورة قليلة في حساب الزمن ، وإني أعني ماأقول لذلك فلنذهب للحوار بكرامتنا حفظاً لماتبقى وسعياً لكي يكون المستقبل أجمل ...
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنتاج عقد إجتماعي جديد
-
الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
-
الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
-
الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
-
المرأة العربية والعالم الجديد
-
رسالة الليبرالية الديمقراطية
-
أرحل يابشار
-
العرب وطبيعة التحول السياسي
-
الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
-
المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
-
تطبيق الشريعة
-
الديمقراطية الموهومة
-
الوطنية الجديدة
-
العرب إلى أين ؟
-
كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟
-
مسؤوليتنا التاريخية
-
معنى الليبرالية الديمقراطية
-
الليبرالية الديمقراطية قدر الأمة
-
الليبرالية مذهب إنساني
-
الوحدة الوطنية فوق الجميع
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز لـCNN: احتجاجات الجامعات الأمريكية قد
...
-
إلى متى سيبقى قتلة الصحفيين الفلسطينيين طلقاء دون عقاب؟!
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 553
-
فاتح ماي: الطبقة العاملة تحاكم الاستغلال الطبقي
-
مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا
...
-
هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح
-
فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر
...
-
رغم تأكيد صحيفتين إسرائيليتين.. دي نيرو ينفي مهاجمة متظاهرين
...
-
معهد فرنسي مرموق يرد على طلبات المتظاهرين بشأن إسرائيل
-
مؤسس -تويتر- يعرب عن دعمه للمتظاهرين في جامعة كولومبيا
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|