أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - الاممية الاسلامية















المزيد.....

الاممية الاسلامية


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 15:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان رأي الجاحظ ان دولة العباسين اعجمية ودولة الاموين عربية ، وقال المسعودي // سقطت قيادات العرب وزالت رئاستها وذهبت مراتبها ، كما وكتب المستشرق فلها وزن // حكم العرب انتهى بمجيء العباسين ، وان الفارسية انتصرت على العرب تحت ستار الاممية الاسلامية // وكذلك قول الافغاني // بالاممية الاسلامية // ، وحكم الاتراك العثمانين ، لحوالي خمسمائة عام تحت راية الاممية الاسلامية ، حتى كاد ان تزول الثقافة العربية ، والنزعة القومية ، وتغيب الكيانات العربية ، وهو ما سهل عملية فشل المشروع القومي العربي ، بسبب التوافق العصبوي الفئوي مع الاستعمار حين اقام دول اقليمة عربية على اسس تجميعية فئوية طائفية ، ذلك بعد هزيمة العثمانين من قبل الحلفاء وخاصة بريطانيا بعد الحرب العالمية الاولى ، ولا زالت بعض الخلافات حول الحدود بين الدول العربية بسبب تلك التقسيمات الاستعمارية للوطن العربي ، والتي انتعشت منذ سقوط الدولة الاموية العربية ، وانتشار ثقافة الدين على ثقافة الوطن والوطنية ، ثم ترتفع اصوات هذه الايام للمناداة باعادة الخلافة ، ومرة اخرى على قاعدة الاممية الاسلامية ، وقريبا صرح القرضاوي نلعن الوطنية !! وهو حال وحسب التجربة التاريخية تسهل عملية الاحتواء واستغلال موارد الدول العربية وابقائها مناطق تخلف فكري واجتماعي لتسهيل ذلك الاستغلال والشكل الاستعماري الحديث ، من حيث هيمنة الاقتصاد العالمي والتقنية العلمية ، واخضاع المنطقه لفكر لا يسمح للمراءة بدور ، او للمبدع بهامش ونغوص في ما قبل عصر النهضه
والشيخ الشعرواي بعد زيارة السادات للقدس افتى بطاعة الحاكم ، وجرم من انتقد الزيارة وما تلاها ، وهكذا سيكون التعامل مع الخليفة المعصوم !! وهذا هو شكل ومحتوى سيادة الفكر الديني الذي يغيب اي فكر تقدمي ويتحصن بفكر سلفي اعتمد على الافتاء في امور الدين والدنيا وهذا احد ابرز قادتهم الشيخ عبد العزيز بن باز يقول // بجواز الصلح مع اليهود بلا قيد او شرط ( السفير 22-2-1994 ) وهذا الشيخ والمفكر السلفي ناصر الدين الالباني / يدعو الى تفريغ فلسطين من اهلها وان عليهم الخروج منها ، وان شهداء الانتفاضة منتحرون ...... قائلاً : ان هذه هي السنة / ( اللواء الاردنية 7-7-1993 صفحة 16 ) ، وفي هذا الحال تصبح الدول مجرد محميات لا يحكمها الا الافتاء وحسب الاهواء ، وان المشايخ هم ( علماء ) حيث حفظو القرأن ولهم رأيهم الذي لا يطعن فيه ، وهي مشاهد يتوقع لها ان تصبح قاعدة للحكم في العالم العربي ، حال استمرار التيار الاسلامي منطلقا لاحتواء الانتفاضات العربية على حكامها المستبدين ومشرعا للمرجعية الدينية كقاعدة للحكم بتفسيرات وهابية ، لكن سيطرة هذا التيار سيجعل من ما هبت الجماهير لاسقاطها اكثر رحمة من ما هو قادم .
فكما اصبح واضحاً ان السعودين يدعمون السلفين ويقفون خلفهم ربما لسببين الاول انه لن يعود هناك نظام يتطلع الشعب السعودي للتماثل معه والقبول بحاله الراهن خارج نص التاريخ وحضارة البشر ،ويمنعه من الخروج على نظام الحكم القائم في السعودية وتعسفه وقمعه ، وثانياً لانهم سيحققون دور الدولة الاقليمية القائدة الذي طمحوا اليه منذ فيصل بن عبد العزيز ، وقدموا الملاين من الاموال والتآمر لاسقاط حكم عبد الناصر واشتركوا في اضعاف قواته باليمن لصالح نظام الامام يحي المتخلف واستعدوا عليه كل من استطاعوا لاضعاف دور ومكانة التيار القومي العربي لدرجة الوقوف خلف موته !!
وواضح ايضاً ان القطرين يدعمون الاخوان المسلمين الذين كانوا الى حين حلفاء السعودين حتى تتمكن هذه الدولة الخليجية الصغرة من ان يكون لها دور سياسي بالمنطقة، بعد ان اصبحت تمتلك من المال ما جعلها احد اغنى دول العالم ، حيث المهم النفوذ وليس الجغرافيا او التعداد البشري ولتصبح اموال العرب النفطية وبالا عليهم، وتجلب لهم الاستمرار في العيش بثقافة الدين بعيداً عن المشاركة في الثقافة الانسانية والنهل منها والابتكار والابداع فيها او تحسين مستوياتالمعيشة ، لتصبح الامة العربية خارج مفهوم القبيلة المتمثل في الانقسامات ، وتبديد الثروات وتلجيم الفكر ، والعودة الى ملوك الطوائف.
في 25 شباط 2006 اجتمعت سبع دول اسلامية بحضور رئيس المؤتمر الاسلامي لبحث موضوع اطلاق مباردة جديدة للشرق الاوسط ذات نهج تصالحي طرح فيها الملك السعودي فكرة قمة اسلامية في مكة ، وقد اخذ اللقاء طابع محور سني متحالف مع اميركا ، وهذا هو النهج المراد الوصول اليه بعد الانتهاء من تنصيب التيارات الاسلامية السنية على مقدرات الوطن العربي وتبديد تضحيات شبابه الذين انطلقوا باحثين عن المستقبل فكان ان فقدوا الرؤية في الصراع الداخلي لهيمنة الاسلامي على الثورة .
وليست المخاطر هنا على البلدان التي اسقطت حكامها المستبدين فقط ، بل على انهاء القضية الفلسطينية بمنظور اسلامي تصالحي وان يكن حسب اتفاق الملك الكامل مع ريتشارد، فهو ممكن حسب الفتاوي والمنهاج اعلاه والصداقات القائمة بين الانظمة الخليجية الداعمة لتيار الاسلام السياسي ، ولتصبح القضية الفلسطينية حالة دينية يمكن الافتاء فيها ، بعد الحرص على مكانة المسجد الاقصى وجواز رعاية الاسرائيلين للامكان الدينية، بموجب اتفاق يضمن الزيارات الاسلامية ، ومن بعد اذلك الالتفات لاقامة حكم اسلامي وتحقيق امنية خادم الحرمين بالخلافة ، والذي يبدو ان هذا النهج هو الاكثر احتمالا للتحقيق ، في حال استمر الوضع الثوري العربي عن حال وضمن سياقة الراهن ، وليس تصرف الاسرائيلين تجاه الحق الفلسطيني سواء عبر المفاوضات او عبر الامم المتحدة الا انسجاماً مع ما هو متوقع ، فهم بدركون ان تغيراً سوف يتم ، وان هذا التغير سيكون اسلامياً ، ولهذا مبكراً اتجهوا للحديث عن دولة يهودية، وهذا لن ينقل الصراع الى ديني بدل قومي ، لانه سيكون حواراً بين الاديان للوصول الى صيغة توافقية ، تنهى الصراع وتتعايش فيها اسرائيل مع الاممية الاسلامية الصاعدة ، التي تتحالف معها ضمناً في وجه الاسلام الشيعي من ايران حتى حزب الله بالرعاية الامريكية.
وهذا هو آفق المستقبل للقومية والعروبة والتقدم حال استمرار الامور على منوالها الراهن ، لقد استخدمت اموال الامة لتكون اداة قمع لها ، ولتبقى شعوب الامة العربية مسيطر علها بالدين حسب تأويلات وعاظ السلاطين ، وتسلط حكام من القرون الوسطى ، يتوارثون الحكم الذي اقامه لهم المستعمرون وتولوا عليه بعائلات ترتبط معهم بالولاء والامتنان وليس التحالف بل الطاعة ، .
فاذا كان هذا هاجس متوقع ، فلماذا لا تطرح القوى العربية روؤيتها المعاصر باتفاقات جماعية وتخرج هي الاخرى عن النص التقليدي المتوافق من حيث الواقع بقبول التقسيم الاستعماري وطرح برنامدج عروبي موحد كراية وبوصلة نضالية للشعوب العربية تقاتل على اساس منها ؟!!ولا يغيب هنا تجربة الاحزاب القومية التقليدية ولا تجربة صراعاتها الذاتية والتي اسهمت في افشال تجربتها ، ويكفي القى نظرت على تجربة البعث عراقيا وسوريا ، فهذه التجارب تحتاج الى مراجعة نقدية على طريق البديل الثوري لانهاض الامة العربية من كبوتها ، فالدين حالة وجدانية ويشكل ثقافة عروبية لكنه ليس نظام للحكم في اللالفية الثالثة ، وليست الاممية الاسلامية حقيقة موضوعية بحيث يتوافق العرب فيها والباكستان وحتى طالبان والقاعدة وما شئت من مسميات ، ولتصبح القضية المركزية مثل كشمير او قابلة للحل بالتوافق الديني مثلا .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع الشعوب ام اعدائها
- عن اذار المراءة والثورة
- المصلحة والايدولوجيا
- مطلوب ثورة في الثورة
- مهام الثورة المضادة
- سوريا والطريق الصعب
- العاصفة تقترب
- استكشاف المفاوضات
- اتفاق مصالحة ام مصلحة
- نعم اسرائيل ايضا تتغير
- سوريا يا ذات المجد
- الحوار المتمدن متراس للديمقراطية
- حول الوحدة الفلسطينية
- عن الحاضر والمستقبل للراسمالية
- الاسطورة الدينية والواقع التاريخي
- الثورة العربية لماذا لا تنتصر !.؟
- عن الثورات العربية والتحديات
- لماذا يفوز الاسلاميون ؟!
- حوادث لها مؤشرات
- اجابات مختصرة لاسئلة معمقة


المزيد.....




- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - الاممية الاسلامية