أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة














المزيد.....

فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 00:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



لم يكن ممكنا لمصالحة فلسطينية تتجاوز الحالة الانشقاقية ان تتم, طالما ان شرط كل طرف من اطرافها في محاولة التصالح هو الغاء برنامج الطرف الاخر ورؤيته السياسية, وهي محاولة لم يكن لها ان تتم طالما ان كلا الطرفين الفلسطينيين ليس مستقل القرار بل يقوم بدور ممثل ومندوب محور اقليمي واتجاه عالمي في التسوية, وهو لا يملك لنفسه القدرة على التحرك خارج الهامش الذي يسمح به المحور الاقليمي والاتجاه العالمي. وفي مقال سابق ايضا اشرنا الى ان سباق المبادرات بينهم لم يكن سوى محاولة لتفادي عداء الموقف الشعبي الذي يهدد بالانتفاض والمطالبة بانهاء الانقسام, ومحاولة من كلا الطرفين لتوظيف هذه الحالة الشعبية لصالح اجندته السياسية حول التسوية,
إن الحركة الفعلية للاطراف الفلسطينية في الصراع, ليست حركة اصيلة بل حركة انتدابية تمثيلية, لا تخرج عن اطار محالة تسوية الصراع العربي الاسرائيلي على اساس القرار 242 وان المساومة لحقيقية تتم فعليا بين المشروع الصهيوني المتموضع في شرق المتوسط والمشروع الخليجي المتموضع فيالخليج, يقاطع ذلك ويعيقه حركة محور الممانعة الممتد من منطقة الخليج وحتى شرق المتوسط _ ايران تركيا العراق سوريا, وان حماس وحزب الله والسلطة الفلسطينية هي ادوات سياسية بيد هذه التكتلات والمحاور.
ان الاشكال المتعرجة للمناورة السياسية لا تضلل المراقب السياسي الذي ينتبه لحركة المحاور والتكتلات الرئيسية وان نجحت في تضليل من يراقب حركة الاجزاء من منطلق تقدير انها اطراف مستقلة, لذلك علينا قراءة تفجير مبادرة المصالحة الذي حملته تصريحات الاطراف الفلسطينية باعتباره مؤشرا على تغير في مسار الصراع الاقليمي بين التكتلات والمحاور وادراك وجود تجدد ضغوط الاتجاهات العالمية عليها,
فعلى الصعيد العالمي نجد حالة تقارب اوروبية امريكية للتعامل مع المستجدات التي جاءت بها الانتفاضات الشعبية للوضع الاقليمي وهو تقارب يعمل لصالح الرؤية الامريكية والعربية الخليجية في التسوية, وهو يعترض المسار الفلسطيني الذي بات ينظمه مقولة استحقاقات ايلول, والذي في جوهره يركز على محاولة الحصول على اعتراف عالمي بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران,
بهذا الصدد نجد ان الخلافات داخل هذا الاتجاه لا تتعلق بالمبدأ بل تتعلق بكيفية تحقيقه في الواقع, ونجد ان تباين الاساليب الاوروبية والامريكية هنا انما تنحصر في كيفية تجاوز الرفض الصهيوني للمبدأ, حيث نجد ان للموقف الصهيوني اثرا اكبر في العامل الامريكي عن العامل الاوروبي, لكن كلا من اوروبا وامريكا ينطلقان من حالة قبول للمبادرة العربية كاطار لمقولة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران, وإن اختلفتا حول ما يجب السماح به للكيان الصهيوني في تحديد صورة الدولة الفلسطينية هذه, فنجد ان الولايات المتحدة الامريكية تصر على ان يكون ذلك من خلال التفاوض المباشر بين الطرفين الصهيوني والفلسطيني وهذا يخضع لميزان القوى بينهما, بينما تقبل اوروبا ان يبذل الطرف الفلسطيني محاولة رفع سقف مطالبه في صورة الدولة الفلسطينية
لقد بلغ التوتر بين اوروبا وامريكا حده الاعلى عشية الوضع الليبي, وكلنا يذكر عزلة الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الامن حين التصويت على مسالة المستوطنات, وايضا البيان الاوروبي الذي صدر تاليا والذي اكد على وجود فارق واضح بين النهج الامريكي والاوروبي, ولم يكن غريبا ان تنجح امريكا في توريط اوروبا في الوضع الليبي وان تجعله موضوع مساومة معها حول تسوية الصراع العربي الاسرائيلي, حيث اشرنا في مقال سابق ان الولايات المتحدة تركت ليبيا للقرار والمصالح الاوروبية في مقابل سماح اوروبا لامريكا بالاستفراد بمسار تسوية الصراع العربي الاسرائيلي, ويبدو ان اوروبا لم تحسن مبكرا قراءة مدى السوء الذي سيكون عليه وضعها في تعاملها مع الوضع الليبي خاصة بعد تراجع الاسهام الامريكي في المجهود العسكري ننا اعطى الولايات المتحدة فرصة ابزاز الموقف الاوروبي في التسوية, فكان تكرر تاجيل اجتماع اللجنة الرباعية بل ويضا ورطة دول مجلس التعاون الخليجي كذلك بما انها تتحمل عمليا تكاليف العمل العسكري الرئيسية في ليبيا.
لقد احسنت الولايات المتحدة توظيف الوضع الليبي في الضغط على كل من اوروبا ومجلس التعاون الخليجي لصالح استعادة السيطرة على مسار مفاوضات التسوية العربية الاسرائيلية وفي سياقها مفاوضات التسوية الفلسطينية الصهيونية, في حين تولى الجانب الصهيوني العمل على تعميق حالة الانشقاق والانقسام الفلسطينية عبر رفع سقف مطالب حركة حماس في المصالحة بان عقد معها اتفاق تهدئة غير مباشر يمثل بذاته درجة من الاعتراف بموقع تفاوضي لحركة حماس كما غازلها بموضوع الجزيرة البحرية واحتمال اعادة نشر قواته في الضفة الغربية بطريقة مدروسة تستفيد منها حركة حماس في الضغط على السلطة الفلسطينية وكذلك بالاشارة الى احتمال سماح الكيان الصهيوني بوصول سفن المساعدات لقطاع غزة بعد تفتيشها من قبل طرف محايد, وبذلك ارتفع سقف مطالب حركة حماس في المصالحة في مواجهة حركة فتح والسلطة الفلسطينية وفي مواجهة الوساطة المصرية الجديدة,
لقد تولت الولايات المتحدة الامريكية جانب الخليج فكانت الاتصالات القطرية بالسلطة الفلسطينية اثناء تواجد امير قطر في امريكا, في حين تولى الطرف الصهيوني نفخ الموقف المعنوي لحركة حماس لذلك لم يكن غريبا ان ترقص الاطراف الفلسطينية على انغام هذه الالحان وان تنفجر تصريحات فشل المصالحة, ولك الله يا شعبنا



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد جولدستون انت عار على مهنة القضاء:
- ترويض حركة حماس لخدمة مخطط نتنياهو:
- الدم الفلسطيني يسفح على نغم التصعيد المحسوب:
- مرة اخرى ضرورة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- الانتفاضة وشمولية النضال الفلسطيني:
- نداء عاجل الى الشعب الفلسطيني ...الان وقت التحرك الشعبي :
- فلسطين وطن قومي لا خيار فردي:
- قناة الجزيرة تهيء للعدوان الصهيوني على قطاع غزة:
- بين علمانية ولاية الخامنئي وعلمانية ولاية القرضاوي :
- الرد الفلسطيني على متغيرات المنطقة:
- قراءة في خطاب الرئيس الاسد:
- قطر تسوق نفط شرق ليبيا, اول مردود الاستثمار الخليجي في الدم ...
- هل تنطوي النوايا في الاردن على اكثر مما هو معلن؟
- المتغير الاستراتيجي في طبيعة مجلس التعاون الخليجي ودوره:
- لماذا تدمير العراق امس وليبيا اليوم والجزائر غدا؟
- النفاق والولايات المتحدة وايران وابن الجنوب:
- وتبقى الرؤية الثورية هي السليمة:
- شيطان الاعلام يجب ان يقيد
- على ماذا يختلف كتابنا؟:
- الهوية الايديولوجية للانتفاضات الشعبية, مصر مثلا:


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة