أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - إيران، إيران. أين السعودية ؟؟















المزيد.....

إيران، إيران. أين السعودية ؟؟


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن التدخل الإيراني في الشأن الداخلي للعراق لا يخفى على أحد، من عراقيين، وغيرهم، ولا شك بأن غالبية الشعب العراقي قد أستفاد بشكل لا لبس فيه من سقوط نظام صدام الدموي، ولا شك ايضاً هناك مستفيدين من هذا السقوط من بعض دول الجوار العراقي، وعلى رأسها إيران والكويت، والأسباب معروفة .
ومنذ العام الأول من السقوط، والإعلام العربي " داخل العراق وخارجه " لا ينفك من الإشارة إلى التدخل الإيراني، وتضخيمه يوم بعد آخر، والقول بإن أميركا قدمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران، وكأن العراق وشعبه لقمة سائغة يمكن إبتلاعها بسهولة، إن أصحاب هذه النظرية المؤامراتية هم واحدة من أثنتين، أو الأثنين معاً، فأما أنهم لم يقرأوا التاريخ بشكل جيد، ولم يستقرأوه كفاية، أم ينطلقون في أقاويلهم من نظرية المؤامرة، لكن هناك أيضاً عامل ثالث لهذا الفريق ينطلق منه، ألا وهو إجادة اللعب بالبيض والحجر، وتطوعهم كـ " طابور خامس أو عاشر " لدول إقليمية وعلى رأسها الدولة الوهابية في الجزيرة العربية.
إن من لا يرى العلاقات المتشابكة بين العراق وإيران تاريخياً، ولليوم، على أكثر من صعيد، جغرافياً، إقتصادياً، إجتماعياً، أكيد أنه مصاب بعمى الألوان، ومن المنطقي أن تحاول كلا الدولتين العراق وإيران الحفاظ على مصالحها لدى الدولة المقابلة، وهذا لا يعني قطعاً التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الأخرى، وما يجمع العراق وإيران لو أخذنا الأمر من زواياه المختلفة هو أكثر بكثير مما يفرقهم لو توفرت النية الحسنة لدى الجارتين التاريخيتين، مع علمنا بأن لا مكان للنيات الحسنة في عالم السياسة، لكن المسألة تبقى نسبية، تتحكم بها إرادات الشعوب ومصالحها الستراتيجية، ومهما يقال عن الظروف السياسية السيئة التي يمر بها العراق راهناً، وإيران متهمة بالدرجة الأولى في ذلك، يبقى العراق عصياً على أن تكون ساحة لعب، وورقة ضغط لإيران على المدى المتوسط والطويل، وببساطة لأن لعبة موازين القوى الدولية في المنطقة لا تسمح بذلك، إضافة إلى الثقل الإقتصادي العالمي للعراق الذي سيتبوء خلال الأعوام القليلة القادمة واحدة من أكبر دول العالم المصدرة للنفط، ناهيك عن إن العراق لا يُبتلع لا لإيران ولا حتى للولايات المتحدة الامريكية، وهذا هو منطق التاريخ، لتاريخ العراق.
لكن الغريب في الأمر، هو هذا الصمت العربي للدور السعودي التخريبي في المنطقة بشكل عام، وفي العراق بشكل خاص، إضافة لنموذجيّ، لبنان، واليمن، فأصابع هذه الدولة الوهابية في قلب الجزيرة العربية في كل مكان، أبتداء من الشرق الأوسط، إلى ماليزيا وأندنوسيا والفلبين، والقارة السمراء، وهي تتدخل في كل شئ وتدفع ملايين الدولارات لإستنساخ هياكل ظلامية على شاكلتها، وفي منطقتنا وصلت بها الأمر بتدخلها حتى في المسلسلات التلفزيونية ... وبما أن الأفلام والمسلسلات والأغاني، كأي سلعة أخرى تخضع للعرض والطلب، فالسعودية سباقة في الدفع للتأثير على هذا " السوق " ليتماشى مع معتقداتها، في عملية غسيل مخ جماعية، وما مسلسل باب الحارة، وأخريات مثيلاتها، وغيرها من المسلسلات البدوية التي تملأ الفضائيات العربية خير دليل على هذا . كما أنها مرعوبة حد النخاع من وجود عراق قوي ومستقر ولغالبية اهلها من الشيعة دور بارز في الحكم.
إن من حق جميع دول العالم أن تدافع عن مصالحها، وخاصة إذ كان هناك تهديد حقيقي لها من دولة جارة، فالسعودية مثلاً كانت مهددة من نظام صدام أكثر بعشرات المرات من العراق، ليس الحالي، وحسب، بل حتى من العراق المستقبلي الديمقراطي الفدرالي الذي سيكون فيه إتخاذ القرار بشكل جماعي، وليس عشوائياً وفردياً كحكم صدام حسين الذي أبتليت به المنطقة على مدى أكثر من ثلاثة عقود، أي أن العراق المستقبلي سوف لا يشكل أي تهديد للسعودية، والأجدى للسعودية بدلاً من السباحة ضد التيار، " وحمل السلم بالعرض " وهذا الرعب غير المبرر من الشيعة أن تتبنى سياسة الإنفتاح على الآخر، والمصالحة مع الذات ومع شعبها، والسماح بحرية المعتقد لثلث الشعب السعودي من الشيعة.
ومع هذا كانت السعودية، وقبل غزو الكويت صامتة صمت القبور على جرائم صدام في ذبحه لخيرة أبناء الشعب العراقي، وسوقهم بالجملة لحروبه الهمجية. فالرهاب السعودي من العراق المستقبلي ينطلق من الفكر الوهابي الذي تتبناه في تكفير الشيعة، وقد صل بها هستيريا الخوف إلى حد التصريح على لسان أعلى سطلة مطلقة وهو الملك عبدالله حين قال مخاطباً العرب: " أنسوا إسرائيل فالعدو الحقيقي لنا هو إيران " . فبينما إيران وعلى رأس الشهود كانت وراء صمود حزب الله ضد إسرائيل " بغض النظر عن حيثيات العلاقة، ولبنان وإسرائيل " وبسياسات إيران في دعمها للقضية الفلسطينية مادياً ومعنوياً، جعلت تركيا والدول العربية تتاسبق اليوم لحصولها على شرف " حل القضية الفلسطينية !! " ما يجعل الواحد منا أن يستغرب عن مدى جحود هذه الأنظمة وعلى رأسها السعودية لإيران التي تتبنى القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين " حتى لو أن إيران تفعل ذلك من أجل مصالحها العليا فقط " ولست هنا يصدد الدفاع عن إيران، ولست بالساذج ايضاً لتصديق إيران في كل ما تقوله، لكن المطلوب هو الحد الأدنى من تفهم السياسات الإيرانية بعيداً عن تابوات التكفير، والرافظة، والأطماع الإيرانية، وغيرها من هذا الكلام السخيف الذي بات يخدش الأذن من كثرة تكرارها بمناسبة، وبدون مناسبة.
وبتتبع خيوط الأحداث المريرة التي مرت بالعراق على مدى السنوات الماضية ولليوم نرى بوضوح بأن الدور المدمر للسعودية في العراق هو أخطر بكثير من الدور الإيراني، وبرأيي أن خطورة الكيل بمكيالين، وتبني " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما " بشكل خاطئ ، وترديد الشعار العنصري البغيض " الفرس المجوس " والأطماع الإيرانية، والحقد الإيراني على العرب، وغيرها من شعارات شوفينية، تؤدي بالنتيجة إلى تسميم الذاكرة، والوعي، وتزييف التاريخ، وخلق حالة عدائية غير مبررة بين شعوب المنطقة، والدوران في حلقة مفرغة، وواحدة من نتائجها ما نعانيه اليوم، وأقل ما يقال فيها بآننا أصبحنا مختبر ضخم لجميع أنواع التجارب، عنوانه الرئيسي ... القتل، ولا شئ غير القتل، والدم المسفوك على الأرصفة والأسفلت وفي كل بقعة من أرض الرافدين، وتقع مسؤولية كبرى من هذا الخراب والدمار على السعودية التي تحارب إيران والشيعة على أرض العراق بحجة الدفاع عن أهل السنة، وهي تقف اليوم في أعلى قائمة الدول لتفريخ الأرهابيين وتصديرهم، وكان للعراق فيها حصة الأسد.
ملاحظة : طبعاً هناك مسؤوليات تقع على أطراف أخرى كالإحتلال، وإيران، وبعض الدول العربية الأخرى، وتركيا المتمسكنة، لكن الدور السعودي الوهابي هو الأخطر والأشرس، ويُمرر من تحت عباءات وجلابيب كثيرة بقوة الدولار والبترول على جميع الصعد.




#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم الحوار المتمدن في سنته السابعة
- أمثل أبا فرات يُقتل ؟
- كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ، دراسة وثائقية عن القضية ...
- سيبقى الدكتور سلمان شمسة حياً بيننا
- جريمة التعذيب في العراق
- يقال عن السعودية ، والعهدة على الرواة
- متى ستستريح هذه المعبودة ، الأم العراقية ؟
- شهداء قلعة دمدم
- المسيجية في بلاد الرافدين شجرة باسقة وعملاقة ، ووارفة الضلال
- الأرقام والأحصائيات ، ياليتها نطقت، لكنها تفصح ، وتقول الكثي ...
- ما دخل تركيا بتمتع الكورد في العراق بالتمتع بالحكم الذاتي
- القرار 137 = العودة الى عصر الحريم
- قراءة في مؤتمرات المعارضة العراقية - سابقاً - حول الفدرالية ...
- النفط وكركوك كانتا ولا تزالان، وبالاً على الشعب الكوردي
- إمارة سوران في عهد الباشا الكبير محمد كور باشا الراوندوزي
- بخطوات واثقة يخطو الحوار المتمدن عامه الثاني
- عفوا مولاي زهير كاظم عبود ... لا أتفق معك
- سعدي يوسف لماذا تجعل الآخرين يسيئون الظن بك ؟
- أخي الكبير القاضي الفاضل زهير كاظم عبود الأكرم
- الفرهود من سيعوضني عن النفائس التي فقدتها؟


المزيد.....




- -عُثر عليه مقيد اليدين والقدمين ورصاصة برأسه-.. مقتل طبيب أس ...
- السلطات المكسيكية تعثر على 3 جثث خلال البحث عن سياح مفقودين ...
- شكري وعبد اللهيان يبحثان الأوضاع في غزة (فيديو)
- الصين تطلق مهمة لجلب عينات من -الجانب الخفي- للقمر
- تحذيرات ومخاوف من تنظيم احتجاجات ضد إسرائيل في جامعات ألماني ...
- نتنياهو سيبقى زعيما لإسرائيل والصفقة السعودية آخر همه!
- بلينكن : واشنطن تريد أن تمنح جزر المحيط الهادئ -خيارا أفضل- ...
- القدس.. فيض النور في كنيسة القيامة بحضور عدد كبير من المؤمني ...
- لوحة -ولادة بدون حمل- تثير ضجة كبيرة في مصر
- سلطات دونيتسك: قوات أوكرانيا لا تملك عمليا إمكانية نقل الاحت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - إيران، إيران. أين السعودية ؟؟