|
لو كنت امريكيا لمن كنت اصوت؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلنا على علم ما هو نظام الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، و كيف وصل بها الوضع الى ما هي عليه اليوم و ما مرت بها من الازمات المتكررة و اخيرا الوضع المالي و الاقتصادي الحالي و التي يمكن ان نتفائل و نقول قد تودي براسها عاجلا ام اجلا، و كما نعلم ماهي الركائز الراسمالية التي تستند عليها و ما تتضمنها من الاستغلال و الاحتكار، و لا تحتوي في تركيبتها الا التجريد من كل ما يمت بالانسانية و انما همها او هدفها الوحيد الربح و باية وسيلة كانت، و هو الغاية المقدسة المطلوبة لديها. و كل ما يخص الفرد و ما يتميز به من الصفات الغريزية و النرجسية و حب الذات و الانانية ، استغلتها الراسمالية العالمية لصالح افكارها و اعمالها، و لا تعتبر للمجموع او المجتمع اي اعتبار الا من خلال ما يهم الفرد و مجموع الافراد، اي العمل الفردي المتراكم و الاهداف و النتائج الحاصلة من عمل الفرد و هو ما يمكن ان تتجه لخدمة المجتمع في نظرها. يدخل في هذا الفكر كاستراتيجية متبعة مجموعة من الميزات الشخصية من النواحي كافة ، السياسة كانت ام الاقتصاد و في مقدمتها تحقيق مراد الافراد من الجشع و محاولة الغاء اهداف المجموع من اجل الافراد و من مصلحة الفرد و ان كانت بالضد من مصلحة المجموع او المجتمع، و به ترى ان الفائض يتجمع دائما في جعبة قلة من الافراد و الاكثرية تعيش في القاع. الازمة المالية الاخيرة افرزت و ابرزت العديد من السلبيات و الاضرار الكامنة في الفكر و الاعتقاد و العمل الاقتصاد الراسمالي و اكن خافيا على البعض، و كانت الضحية كما هي دائما الاكثرية المستغَلة من قبل الاقلية المستغٍلة، و الحلول التي قدمت و ان كانت تراجعا عن المباديء و الافكار الراسمالية مجبرة و لصالح تدخل الدولة الا انها ايضا دخلت من الباب الذي يفيد اصحاب الراسمال الكبار من مدراء المصارف و الشركات و اهل العز والنعمالتي في طريقها الى الافلاس، و اضطرت الملايين منالاستفناء عن سكنهم الذي هو الحق البسيط المواطن الاعتيادي الذي يعيش في دولة تعتبر نفسها قائدة العالم، و دخل الاقتصاد الامريكي في حالة ركود و كساد و المتضرر الاول ايضا عامة الشعب. كما نعلم هناك حزبين رئيسيين اللذين يسيطران على زمام الامور في الولايات المتحدة الامريكية ، و هناك من الاحزاب الصغيرة لم تتمكن من النمو و التطور بسبب النظام الراسمالي و العوائق المالية الكبرى التي نظمت حسب القانون الراسمالي و اية حركة تحتاج الى الممول الذي يجب ان يضمن الربح و هذا ما لا يحصل في الاحزاب الصغرى ، و به لم تكن هذه الاحزاب بديلا للحزبين، و كما هو معلوم ان المعيق الرئيسي هو الوضع الاقتصادي و سيطرة الشركات الكبرى و مجموعات الضغط الكبرى ذات المصالح العالمية في السياسة و هم يحددون من يدخل البيت الابيض، و يدخل هنا العمليات الحسابية و الهدف منها الربح والخسارة ايضا، و الحزبان الجمهوري و الديموقراطي ان قيمناهما نسبة الى نظام حكم راسمالي متطور يعتبران اتجاهين متعاكسين لحد ما، لو دققنا بحسابات اليسار الراسمالي الفرضي يتبين لدينا الى حد كبير بعد قراءة الوضع الراسمالي المريكي و مقوماتها و ما يتضمنه قريب من ان يقال ان الحزب الديموقراطي وسطي معتدل ، و يهمه عوام الشعب اكثر من الجمهوري ان نظرنا اليه نظرة عامة من دون التدخل في ثنايا ما يتميز به اليمين عن اليسار في الفكر و العقيدة. ان قارننا بين ما يؤمن به الحزبان و اهدافهما الرئيسية ، يمكن للمتطلع ان لا يفرق من حيث المظهر بينهما من اول وهلة، و لكن اعتماد الحزب الديموقراطي على توفير شيء من العدالة الاجتماعية من خلال توفير الرعاية الصحية و التربية و التعلم الحكومي و ايجاد الطريقة الملائمة لعيش العامة الشعب من خلال القوانين الراسمالية من جانب زيادة الضرائب على الاثرياء و تقليلها عن الطبقة المتوسطة و السفلى ، اي تسويتها الى حدما. اما من حيث السياسة الخارجية فان الصقور في الحزب الجمهوري استغلوا حكم بوش من اجل زيادة رصيدهم بقراراتهم و تدخلاتهم ، و هذا ما اضر بالشعب الامريكي عامة ، ومن يكون امريكيا له مصالحه الخاصة و يهتم بها اكثر من مصالح اي شعب اخر و في ايةبقعة كانتفي العالم، لذلك الحزب الديموقراطي يكون اكثر مسالما و محاورا و دبلوماسيا ، و عليه يمكن ان نلاحظ الفرق الكبير في التوجهات بين الحزبين من حيث السياسة الخارجية ، و الوضع من هذه الناحية لصالح الحزب الديموقراطي بالنسبة للداخل الامريكي. لذلك لو كنت مواطنا امريكيا و ما تتمتع بها امريكا من قوة و ثقل و سيطرة عالمية و ماتسير عليه من النظام الراسمالي و لم اكن من الاثرياء المستغِلينلاخترت الحزب الديموقراطيبالطبع. بالاضافة الى ماسبق هو الذي يحاول انقاذ الولايات المتحدة الامريكية من الازمات السياسية الاقتصادية المتعددة التي افتعلها بوش في عهده ، و هو الذي يريد تعميم الافكار المعتدلة المفيدة للمجتمع اكثر من الفرد و انانيتهتقريبا، و يمكن اعتباره انه حزب اليسار الامريكي ان صح التعبير او التسمية، و لكن يجب ان يكون دائما راسخا في اذهاننا و ان لا ننسى ان التعصب العرقي بين السود و البيض مازال مسيطرا على عقلية و تفكير و عاطفة الامريكيين مهما انكروا في العلن، و هم يميلون الى اختيار لو ن مرشحهم و ليس افكاره و حزبه مهما بلغت امريكا من التقدم الاجتماعي السياسي الثقافي الاقتصادي و هناك تجارب في السابق تؤكد هذا و توثقه.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا لا يثق المواطن الكوردستاني بالسلطة السياسية
-
حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة
-
تفشي حالات الشذوذ في العراق
-
اين النخب الفكرية من الوضع الراهن في العراق
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام .....
...
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام......
...
-
انغلاق الاحزاب الكوردستانية على نفسها
-
السلطة العراقية و مصير سلطان و الكيمياوي
-
المجتمع الكوردستاني بين العقلانية و العاطفة
-
الفتاوى الدينية و الازمات السياسية
-
جوهر نضال الطبقة الكادحة يكمن في الالتزام باليسارية الواقعية
-
الافكار الضيقة لا تساهم في علاج الازمات الخانقة في العراق
-
الاعلام الحر ومخاوف سلطة اقليم كوردستان العراق
-
اقليم كوردستان العراق و الثقافة التنموية
-
الشعب العراقي بين الدعوة و العودة
-
اقليم كوردستان العراق بحاجة الى فلسفة الحكم العلماني و الشفا
...
-
ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7
...
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية( 6
...
-
كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (5
...
المزيد.....
-
-عُثر عليه مقيد اليدين والقدمين ورصاصة برأسه-.. مقتل طبيب أس
...
-
السلطات المكسيكية تعثر على 3 جثث خلال البحث عن سياح مفقودين
...
-
شكري وعبد اللهيان يبحثان الأوضاع في غزة (فيديو)
-
الصين تطلق مهمة لجلب عينات من -الجانب الخفي- للقمر
-
تحذيرات ومخاوف من تنظيم احتجاجات ضد إسرائيل في جامعات ألماني
...
-
نتنياهو سيبقى زعيما لإسرائيل والصفقة السعودية آخر همه!
-
بلينكن : واشنطن تريد أن تمنح جزر المحيط الهادئ -خيارا أفضل-
...
-
القدس.. فيض النور في كنيسة القيامة بحضور عدد كبير من المؤمني
...
-
لوحة -ولادة بدون حمل- تثير ضجة كبيرة في مصر
-
سلطات دونيتسك: قوات أوكرانيا لا تملك عمليا إمكانية نقل الاحت
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|