أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عادل حبه - لن يستطيعوا اغتيال ما تحمله من نور في قلبك ومن حبنا لك ياكامل














المزيد.....

لن يستطيعوا اغتيال ما تحمله من نور في قلبك ومن حبنا لك ياكامل


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 04:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ينطبق كل الانطباق على كامل شياع المثل القائل إن العينان تفصحان عن جوهر صاحبها. فمنذ أول لقاء لي مع شهيدنا الرفيق كامل شياع، كان بريق عينيه ولمعانهما يفصحان بقوة عن ما يختزن هذا المغدور من عمق ثقافي موسوعي وحكمة وعشق صامت لوادي الفراتين العريق. إنها عينان تعكسان سعة التواضع وحب المعرفة لدى فقيدنا الغالي. ومن يتتبع حديث كامل وما كتبه، وخاصة بعد مغادرته المهجر إثر انهيار الطغيان، يقتنع بأن الشهيد هو جزء من مشروع تنويري وطني عراقي الجذور أنغمر في صراع مع مشروع ظلامي عنفي متخلف كان يراد فرضه على العراق خلال عقود سابقة، ويراد فرضه الآن وتكريسه ولكن بعباءة ظلامية طائفية ودينية مزورة بعد أن تخلى أصحابها عن ملابس "الزيتوني" البغيضة للحكم السابق.
هذا الصراع المصيري بين النور والظلام كان ماثلاً أمام شهيدنا عندما عاد إلى وادي الخير. وقتها كتب سطور لها دلالتها عن هذه العودة أو قل الوداع وتحت عنوان "عودة من المنفى"، والتي كانت بمثابة رسالة وداع ولكنها تنطوي على عمق في الأمل بأن العراق سيصل إلى شاطئ الأمان رغم ما يحيطه من مخاطر وآلام. وعبّر الشهيد عن ذلك بكلمات قصار ولكنها عميقة في فلسفتها وحكمتها وتوقعاتها ونظرتها إلى المستقبل حين قال:" بجانب التجربة الفعلية والتاريخ الحي، وضعتني هذه الرحلة وجهاً لوجه أمام موت جارف ، وشيك وعبثي. لا اعني هنا بالطبع أفكاراً أو أخيلة أو هواجس تستبق حدث الموت الرهيب، بل حقائق ملموسة يمتزج فيها الموت بالحياة ويتلازمان في كل لحظة. الموت في مدينة كبغداد يسعى إلى الناس مع كل خطوة يخطونها، فيما تتواصل الحياة مذعورة منه أحياناً، ولا مبالية إزاءه في أغلب الأحيان..... بعد هذا الإنغمار المكثف في وقائع الموت وأخباره، يسألني البعض أحياناً، ألا تخاف من الموت؟ فأجيب، أنا الوافد أخيراً إلى دوامة العنف المستشري، أعلم أنني قد أكون هدفاً لقتلة لا أعرفهم ولا أظنهم يبغون ثأراً شخصياً مني، وأعلم أنني أخشى بغريزتي الإنسانية لحظة الموت حين تأتي بالطريقة الشنيعة التي تأتي بها، وأعلم أنني قبل ذلك كله كثير القلق على مصير أخي ومرافقيّ الذين بملازمتهم لي في سكوني وحركتي يجازفون بحياتهم وحياة عوائلهم. رغم ذلك كله، وبمقدار ما يتعلق الأمر بمصيري الشخصي، أجد نفسي مطمئناً عادة لأنني حين وطأت هذا البلد الحزين سلمت نفسي لحكم القدر بقناعة ورضى. وما فعلت ذلك كما يفعل أي إنتحاري يسعى إلى حتفه في هذا العالم وثوابه الموعود في العالم الآخر، فالقضية بالنسبة لي تعني الحياة وليس الموت. وهذه الحياة ينبغي ألا تكون بالضرورة آمنة شرط أن تشبع الرغبة في الوجود والفعل والانغمار. منذ سنوات وأنا أعتقد، ربما بعد قراءة جان بودريار، أن النهاية حاصلة في الحاضر. إنها تلازمنا في كل لحظة نعيشها. وحين ندرك ذلك، لا يعد هناك ما يستحق الانتظار. غير أن تسليم النفس للنهاية ... ليس استسلاماً، إنه بداية السير نحو التخوم أو بينها ..... ".
إنها كلمات تحدي لمن يراد فرض الطغيان والظلامية ووأد الثقافة والمثقفين في عراقنا العزيز. أنها كلمات بسيطة ولكنها مدوية وعميقة في فضح الظلامية وأمراء الذبح ومدبري الطقوس البالية ومنظمي الكارنفالات المليونية وأهدافهم. وهذا هو سر ودافع الجريمة التي أرتكبت ضد شهيد الثقافة والعراق كامل شياع. فهو لم يكن أمير من أمراء الموت ولا ضابط في هذه الجيوش والفيالق العبثية التي تفتك بالعراقيين ولا "فدائي" من فدائيي العهد الأسود المباد ولا صانع مفخخات، بل كان صاحب كلمة ومشروع ثقافي حضاري وطني عراقي ولهذا حلل أصحاب فرق الموت الخاصة ومن يحميها من وراء الحدود سفك دم هذا الرجل المسالم وصاحب رسالة التنوير تماماً كما حلل طغاة سابقون سفك دم أخوان الصفا والقرامطة وأهل الزنج وغيرهم من العقلانيين على أرض عراقنا الحزين. إنه فعل شائن يظن أصحاب الأيادي الملطخة بالدماء وقف الموجة الراهنة الثقافية التي تتصاعد الآن في العراق لتحيي ذلك الخزين الثقافي الهائل الذي أراد الحكام السابقون والظلاميون حالياً طمره ووقفه.
ولكن هيهات، فهذا الخزين له جذور يمتد في عمق التاريخ الحضاري للعراق ولا تستطيع قوى الظلام أن تمنع اشعاع هذا الخزين رغم ما يقدمه المثقفون من ضحايا ودمار سواء في الأرواح أو في مراكزهم الثقافية التي تعرضت إلى الأضرار الجسيمة. فهذا العمل الشنيع والمكلل بالعار سيدفع محبي اثقافة..محبي كامل شياع وتلامذته إلى استلهام القيم والحكمة والمعرفة لكل شهداء الثقافة كي يعبروا عن اصرارهم على السير قدماً في نشر الثقافة الانسانية والقيم الخيرة وتعزيز مكانة المثقفين والثقافة في يلادنا العزيزة. إن هذا الفقدان لدليل على أن طريق كامل شياع كان طريق الصواب وما علينا إلا الأصرار على السير في نفس طريق التنوير والثقافة الحرة. فلا خير في بلد تستباح ثقافتها، ولا يمكن أن يبنى أي بلد بدون تبلور ثقافة انسانية عقلانية حرة كتلك التي تبناها الشهيد كامل شياع.
نم أيها الحبيب في مثواك الأبدي، ولكن لتكن عيناك محتفظة ببريقها كي تزيدنا أملاً واندفاعاً نحو تحرير العراق من الظلامية والعنف وفتاواه. وما على حكومتنا إلا أن تعمل على تنظيف وزارة الثقافة من القتلة وعملاء مخابرات الدول المجاورة التي حولت هذه الوزارة إلى ضيعة للتجاذب الطائفي وعينت وزيراً قاتلاً تسبب في قتل أنجال السيد مثال الآلوسي، وتسبب أفراد من المسلحين فيها بإغتيال الشهيد كامل شياع ظناً منهم أن ذلك سيعينهم على السطو على وزارة الثقافة.. ولكن هيهات، فللثقافة نساؤها ورجالها وفرسانها الذين لا يترجلون عن جيادهم.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر -رحبانيات-
- اليوبيل الذهبي لثورة 14 تموز عام 1958
- إنقذوا حياة أبو بشار
- جذور الاستبداد وبذور الديمقراطية وآفاقها في العراق
- نحو انتخابات نزيهة لمجالس المحافظات وقانون ديمقراطي للنشاط ا ...
- نحو إقامة مركز وثائقي للحزب الشيوعي العراقي
- لنأخذ العبر والدروس من مأساة الشعب اللبناني الشقيق
- يجب إعادة -الذاكرة العراقية المسروقة- إلى الدولة
- الذكرى الثالثة والتسعون على إبادة الأرمن والآثوريين صفحة مشي ...
- الذكرى الثالثة والتسعون على إبادة الأرمن والآثوريين
- -صولة الفرسان- ترعب حكام التطرف الديني في إيران
- الذكرى الخامسة لغزو العراق
- بانتظار موقف حكيم من رجال الدين يوازي مواقفهم الحكيمة السابق ...
- إرفعوا أغصان الزيتون حقاً، وسلّموا أسلحتكم إلى الدولة
- فرصة من فرص أمام التيار الصدري
- أحمدي نژاد ...حللت لا أهلاً.. ووطئت لا سهلاً
- على هامش الاعتداءات التركية - من منطلق الحرص
- رسالة واضحة للديكتاتورية العسكرية ولتسييس الدين ورجاله
- اليوم العالمي للغة الأم
- مجلس لنواب الشعب أم كارثة على الشعب والوطن


المزيد.....




- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عادل حبه - لن يستطيعوا اغتيال ما تحمله من نور في قلبك ومن حبنا لك ياكامل