|
استبشروا خيراً الوطن بخير
سامي الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 1975 - 2007 / 7 / 13 - 05:00
المحور:
القضية الفلسطينية
دولة غزة: إذا كنت من أهل غزة عليك أن تصلي شكراً وحمداً لله ، وتقيم صلوات القيام والشكر للرحمن ، فالشواطئ ملئي بالمصطافين ، لا تضج استرخائك واستجمامك رصاصات تتناثر هنا وهناك ، ولا تلاحقك صرخات هدى ولا عائلة ممزقة الأشلاء ، ولن ترى بطريقك وجوه أصحاب الرداء الأزرق " أفراد الشرطة " ، أما شوارعها أصبحت أكثر نظاماً ونظافة حيث لن تشاهد كومات القمامة المكدسة على قارعة الطريق ، ولن تزعجك الحشرات المتطايرة فوقها ، ولن تحتاج لأنواع الشامبوهات لتغتسل من غبار التراب علي جانبي الشارع ، كذلك لن تتأخر عن مواعيدك ، حيث اختفت مظاهر الاكتظاظ المروري ، فهناك فتية يرتدون البزات الفوسفورية ، يصلون تحت أشعة الشمس الحارقة لتوفير النظام والأمان لك ، كما اختفى الدفتر المروري وهو ما يسمي دفتر المخالفات ، فلم نعد بحاجة إليه في ظل سيادة القانون ، وجلالة الأمن ، وعظمة الرخاء . ولن تحتاج لشكوي عضة الجوع فالسلع تملئ رفوف المحلات ، والخضار والفواكه تغرق الأسواق ، والدقيق يداعبك من بعيد بأن تحمل منه ما تشاء ، أما اللحوم والأسماك تقرع باب بيتك لوحدها لتجلس مختالة على أحد الأطباق تنتظر معدتك لتهضمها . أما إن كنت من هواة السفر والترحال ، وراودتك فكرة الاستجمام في أحد الأماكن السياحية ، أو أغرتك عجائب الدنيا التي أعلن عنها قبل أيام فعليك الاتصال من هاتفك المحمول بإحدى شركات الطيران لتوفر لك الحجز الآلي بلا تعب أو معاناة ، وستجد مقعداً مريحاً على أحدي الطائرات الرابضة بمطار الراحل عرفات ، وإن كنت من هواة السفر براً أو بحراً فأمامك خياران تحويل الاتصال الخلوي بأحد مكاتب السفريات البرية أو البحرية ، ودقائق لتجد نفسك أمام معبر رفح أو ميناء غزة البحري ، حيث ستقدم لك أفضل الخدمات ، ويأتيك الإذن بالمغادرة وأنت لا تبرح مقعدك المريح في صالة الانتظار ، لم يعد هناك إغلاق ، وحصار ، ولم تعد تخشي أن تمضي أيام وأشهر عالقاً على المعابر بين الأرض والسماء . فإن لم تصدقني عليك بالتجول لتري ما لم يراه إنسان..... هذه غزة بعد التحرير . دولة الضفة: أما إن كنت من أهل ضفتنا الغربية ، ومقيم بإحدى مدنها ، أو قراها ، أو حتى مخيماتها ، فإن الله قد مَن عليك بخيرٌ وفير ، ورزقٌ كثير ، أمن وأمان ، راحة واستجمام ، مناظر خلابة ، حدائق خضراء ، منتزهات كبار وأطفال ، لن تعد ترى خطف أو اختطاف ، حرق أو تدمير ، اقتحامات واغتيالات. فالكل يصطحب أسرته وأحبابه ويمضوا بنزهات يومية ، يتسامرون على الحدائق المعلقة علي قمم الجبال ، والفردوس الفرزدقى خلاب الجمال ، وراحة بال واطمئنان . هذه هي فلسطيننا بعد المخاض ، لا يعكر صفو نعيمها سوي أبنائها المغتربين الذين يتهافتون عليها بالآلاف يوميا ، كلاً يمزق جواز سفره على بوابتها حتى لا يضطر لمغادرتها مرة أخرى ، ولن يكتمل حلمنا وحلمهم سوى باحتضان أخر مغترب يعود لنا ويقبل طُهر ترابنا . من منا لا يعرف فلسطين الآن ... ومن يفكر بالذهاب للبحث عن مكاتب الهجرة كما كانت الأيام في الزمن الغابر ، زمن القتل على الهوية الحزبية ، والحرق والاختطاف ، زمن حرق الجامعات ومداهمتها ، وسرقة الأراضي ولقمة الفقراء ، زمن الحصار والجوع ، والتجارة بالشعار .... استبشروا خيراً فالوطن بخير سامي الأخرس 11/7/2007
#سامي_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف ستنهض فتح وهي اشلاء ممزقة؟
-
لا تقتلوا أطفالنا جوعاً
-
من يسقط أولاً غزة أم الضفة؟
-
لسنا جبناء ولكن ابناء وطن واحد اسمه فلسطين
-
هل نحن العرب بشر؟!
-
وماذا بعد يا فلسطين؟
-
محاصصة الأرض
-
زمن الفاشل والغبي
-
المملكة الهاشمية الفلسطينية وولاية غزة حقيقة أم وهم
-
بغداد - غزة - البارد وتصفية القضية الفلسطينية
-
فحولة وعهر مقاتلي ذكرى النكبة
-
حزيران وخريف فلسطين
-
قضايا الأمة من الأولويات إلى الثانويات
-
الجدار العراقي إنعكاس منتظم للجدار الفلسطيني
-
المواطن العربي وغلاء ألسعار
-
الاسرة والتنشئة الاجتماعية
-
عولمة الأحزاب المنتصرة سياسيا
-
مقابلة لصحيفة المستقلة اليمنية
-
القمة العربية رحم لا يلد
-
نحمل المنجل
المزيد.....
-
فوائد التدليك العلاجي للجسم
-
نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
-
Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
-
وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد
...
-
بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا
...
-
قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال
...
-
مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
-
مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا
...
-
الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في
...
-
العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|