أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حميد الهاشمي - جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة العراقية














المزيد.....

جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة العراقية


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 08:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


اعتاد الصحفيون العراقيون ونقابتهم أن يحتفلوا في الخامس عشر من حزيران- يونيو من كل عام بعيدهم "المهني"، وباعتبار أن ذلك التاريخ الذي وافق عام 1869، هو "أول" صدور "لأول" صحيفة عراقية. ولكن إعادة البحث والتنقيب في التاريخ تكشف خطأ هذا المذهب. ولا ادري لماذا الإصرار عليه طالما أن هذه المعلومة مدونة في أكثر من مصدر رصين، حيث ذكرها "رفائيل بطي، الصحافة العراقية، القاهرة، 1955، ص10". وأكدها الدكتور علي الوردي في الجزء الأول من مؤلفه الشهير "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث". ( ) وبعض وجوه الآلة الصحفية في العراق من خلال تأكيدهم: أن جريدة جورنال عراق التي صدرت في السنة الأولى من حكم الوالي داود باشا، قد جاءت بعد قرنين من صدور أول صحيفة أسبوعية عرفتها البشرية وهي "ريلاسيون" في ستراسبورج عام 1605 وهي أول صحيفة عرفها العالم العربي. وبذلك فان العراق قد سبق مصر باثني عشر عاما .. حيث لم تصدر أول صحيفة مصرية وهي "الوقائع المصرية" إلا عام 1828 عندما أمر بتأسيسها محمد علي باشا.( )
وجورنال عراق (جريدة العراق)، هو أحد انجازات الوالي المملوكي داود باشا (1767-1831)، الذي حكم بغداد للفترة (1816-1831 ) وكان له دور كبير في العديد من الانجازات التحديثية في تاريخ العراق الحديث، رغم بعض المآخذ عليه. ولا يتفوق عليه بذلك إلا الوالي العثماني الآخر مدحت باشا، الذي كانت لديه انجازات أخرى كبيرة منها المطبعة التي صدرت عنها جريدة الزوراء المشار إليها أعلاه.
وقد كانت جورنال عراق تطبع في مطبعة حجرية باللغتين العربية والتركية حالها حال جريدة الزوراء، وتوزع على قواد الجيش وكبار الموظفين وأعيان المدينة، كما تعلق نسخ منها على جدران السراي. وكانت تحتوي على وقائع العشائر وأخبار الدولة العثمانية وأوامر الوالي والإصلاحات الواجب إجراؤها وما أشبه. ( )
وقد يقول قائل، أن الجريدة كانت مجرد نشرة توزع على الدوائر الرسمية والشخصيات، بدليل عدم طرحها في الأماكن العامة للبيع مثلا. وهذا الرأي مردود، وذلك بسبب قلة المتعلمين أو الذي يجيدون القراءة والكتابة في تلك الفترة، إضافة إلى عدم شيوع ثقافة قراءة الصحف بسبب تأخر صدورها في مجتمعاتنا الشرقية.
إن مسألة تصحيح كتابة تاريخ الصحافة العراقية، من خلال الاحتفال بعيد الصحافة العراقية، يقتضي الاعتراف بصدور الصحيفة (جورنال عراق) التي سبقت جريدة الزوراء باعتبارها أول جريدة عراقية صدرت قبل 190 سنة. ولا ندري تاريخا محددا لأول احتفال لنقابة الصحفيين العراقيين بعيد الصحافة العراقية ولا الجهة التي أقرته. ولكن هذا التاريخ العريق للصحافة العراقية الذي كتب بمداد الدم والدموع، وخلف القضبان، وفي المنافي، وعلى ضوء شمعة، وصارع مقص رقيب الدكتاتورية وجلاوزتها، وأمام فوهات بنادق الاحتلال وخفافيش الإرهاب وقوى الظلام والرجعية على مدار حوالي قرنين من الزمان. إن هذا التاريخ يستحق أن يكون موثقا ومبنيا على أسس علمية منصفة ودقيقة، تتلاءم وما يقدمه المجتمع الصحفي العراقي خاصة والإعلامي عامة، والذي قدم خلال الأربعة سنين الأخيرة أكثر من مائتين من أقلامه وأصواته المتنورة قربانا لمخاضه الحالي، ولخلاصه من مأزق الاحتلال والإرهاب.
يتشكل المجتمع الإعلامي العراقي في الوقت الحالي من أكثر من 200 جريدة ومجلة بين يومية وأسبوعية وشهرية وغيرها. وما يقارب 50 قناة تلفزيونية بين فضائية وأرضية، تتوزع على لغات البلد الرئيسية (العربية، الكردية، التركمانية والآشورية). مثلما تتوزع على ألوان الطيف العراقي الاثني والديني، كما تتوزع على أراضي محافظاته، حيث توجد قناة تلفزيونية أرضية واحدة على الأقل لكل محافظة. كما لا يمكن أن نتجاهل الإعلام الالكتروني ودوره ألان، حيث توجد مئات المواقع الإعلامية العراقية الشخصية أو المؤسسية. وهذا يعني أن تعداد الإعلاميين العراقيين يتجاوز الألف بالمئات ربما. وعليه فإن حقه ومسؤوليته تقتضي تصحيح كتابة تاريخه ووفق ذلك إعادة النظر بتاريخ الاحتفال بعيده، حيث تسلط الأضواء على المشهد العراقي عامة والإعلامي خاصة يوميا بحكم الواقع الراهن للبلد والحال المأساوي الذي يتهدد الإعلاميين فيه.
كما انه مطالب بترسيخ تقاليد متعارف عليها أساسها احترام العراقة وعدم حرق الماضي، خصوصا إذا ما كان منبرا، ويمكن تحييده. ما أجمل أن تكون لدينا جريدة عمرها 138 سنة، مثلما هو الحال مع جريدة الزوراء التي أعيدت لها الحياة ومنحت شهادة ميلادها اعتبارا من تاريخ صدورها. كم يحترم القارئ صحيفة بعمر الأهرام مثلا نتيجة لاستمرار وانتظام صدورها. وكم هو كنز أن تستمر مؤسسة تختزن التاريخ طيلة هذه المدة، فلم لا يكون لدينا احترام لهذا النوع من التقليد. ننتظر إعادة الاعتبار لتاريخ الصحافة العراقية من خلال الإقرار بان جورنال عراق هي أول صحيفة عراقية صدرت ووفقها يعاد النظر بتاريخ الصحافة العراقية.
تحية لصاحبة الجلالة العراقية ولجندها وفدائييها مرآة الحقيقة في كل يوم وكل لحظة.



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العراقي وموقعه من المأزق الراهن لبلده
- المرأة والظلم الاجتماعي في مجتمعاتنا
- المجاهدون وأخلاقيات الحرامية
- الآثار والهوية الاجتماعية -1
- حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت
- حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
- أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في ...
- أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من ...
- الغرابة في غلق مكتب قناة العربية في العراق
- الأنتلجنسيا العراقية والدور الوطني المطلوب
- المجتمع الانتقالي :نحو توصيف سوسيولوجي للحال العراقي اليوم
- هل الزرقاوي في الاعظمية؟؟؟
- كاد أياد علاوي أن يكون رجل المرحلة
- صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم
- المشهد العراقي: حرب أهلية أم توتر طائفي؟
- لا يكفيهم قتلا ... ألا يكفينا صبرا؟؟
- الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حميد الهاشمي - جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة العراقية