أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد الهاشمي - حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت














المزيد.....

حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 12:14
المحور: حقوق الانسان
    


لا نشك بأن هناك أعداء معروفون وتقليديون للعراق على مستوى دول، لا يودون لهذا البلد أن ينهض، وإنه من العقل أن نكون حذرين تجاه ما يمكن أن نتوقعه منهم، ولكن بنفس الوقت فان من العقل أن لا ندس رؤوسنا في التراب مثل النعام هاربين من الحقيقة الماثلة أمام أعيننا.
ولكن ماذا يقول أولائك الذين أسهبوا وأطنبوا كثيرا في تشخيص عملية استهداف العلماء العراقيين، وأرجعوها ويرجعوها دائما إلى جهات (خارجية)، على أنها "مؤامرة تستهدف العقول العراقية ولا تريد لهذا البلد أن ينهض ويتقدم"، كيف لا وبالتعليم تنهض وتتقدم الأمم.؟؟ ماذا يقولون عن عملية استهداف طلبة كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية نهار أمس بعملية انتحارية، والعملية التي سبقتها أمام حرم الجامعة، والتي راح ضحيتها العشرات من الطلبة والأساتذة؟ ليس لهؤلاء ذنب أو هوية سوى إنهم عراقيون ومن فئة العلم وطلبته.
أن هناك من يغمضون أعينهم دائما عن الحقيقة الساطعة التي مفادها إن هذا العدو، قد دخل بيتنا فعلا ولعب بعقول البعض من شبابنا الذي انجرف نحو هاوية التطرف والظلامية. وان هذا العدو الظلامي القادم من الخارج ما هو إلا من بيت عمومتنا (الإسلامي- العربي)، والذي يعتقد "بان التعليم مفسدة، وخاصة تعليم البنات فإنه أم المفاسد والخبائث"، ولهذا فهم استهدفوا ويستهدفون المؤسسات التعليمية في أي بقعة من أرض العراق تطالها أياديهم القذرة.
اسألوا أهل الرمادي وهيت ومدن الأنبار الأخرى، كيف أغلقت مدارس البنات وحرمت الفتيات من النور- العلم، حيث "العلم نور والجهل ظلام". وكيف حوصرت جامعة الأنبار وعذب عدد من أساتذتها وتم إهانة وحلق رؤوس بعضهم، وكيف أحرقت بعض وسائط النقل التابعة للجامعة وبعض المعاهد في المحافظة. إن أكاديميي الأنبار اليوم في عزلة تكاد تكون تامة عن العالم وعن محيطهم الاجتماعي طالما اختلفوا ورفضوا التبعية والولاء لهذه العصابات الظلامية. وكذلك الحال في بعض مدن محافظتي صلاح الدين وديالى وحال جامعاتهما التي فقدت العديد من العلماء والكفاءات والطلبة، ناهيك عن جامعات بغداد التي يحاولون إخضاعها لنفس المخطط الإجرامي المكشوف.
إن استهداف الجامعة المستنصرية وبهذه الطريقة قد تم للمرة الثانية وقد سبقتها محاولات أخرى كثيرة، وكل هذه المحاولات غرضها وقف العملية التعليمية انطلاقا من هذه الأفكار السوداوية وهذه الايدولوجيا "الطلبانية" التي طبق نموذجها في (إمارة أفغانستان- طلبان)، أيام مجدهم المباد. يريدون تصديرها إلى العراق ويجاهدون من أجلها. وللأسف أن يتم تجاهل هذه الحقيقة والتعامي عنها من قبل بعض دعاة الحرص على العراق، وتلقى الدعم في الخفاء من الصداميين في الداخل والخارج، وفقا لنظرية وشعار "لا عراق بدون صدام" التي كان يرفعها ويطبقها ويبني لمستقبلها صدام نفسه.
يا ترى هل أثار هذا الحدث الآثم الذي استهدف الطلبة أولائك الذين (يهمهم) الشأن العراقي، سواء من العراقيين أو العرب، خاصة المعارضين للتغيرات السياسية في العراق اليوم، وبغض النظر عن معارضة الاحتلال التي نؤمن بأن لا أحد من العراقيين أو محبيه يحبذونه ويرحبون به.
ترى هل هزهم هذا الحدث الذي أودى بحياة شباب بعمر الزهور لا ناقة لهم ولا جمل في الموضوع سوى أنهم عراقيون وطلبة، وبالمقابل أن هناك بهيمة مفخخة تريد أن تصعد إلى علياء السماء؟؟؟… ترى هل تحركت ضمائر من ينتشون شماتة كلما سمعوا بخبر سقوط أكبر عدد من الضحايا، وكلما شموا راحة الدم العراقي البرئ يهرق؟؟

لقد جند الجبناء هذه المرة إحدى النسوة البائسات، مثلما حدث في عملية تجنيد المسكينة "ساجدة الريشاوي" التي كادت تفجر نفسها في مدنيين أبرياء في الأردن، تطبيقا لنهج " تكفير المجتمع". جندوها لتفجر جسدها في صفوف أبناء جلدتها، فهل كانت تعي حقا أن هؤلاء أعداء يستحقون الموت؟؟
هؤلاء هم لب المؤامرة وعقلها وأداتها التي تستهدف العراق وتريد تفريغه من علمائه وتوقف عجلة الحياة فيه. ولذا لا حاجة لأمريكا وإسرائيل وإيران وغيرهم من الأعداء الحقيقيين والمزعومين أن يكلفوا أنفسهم بإنجاز هذه المهمة أو حتى التفكير بها.
إلى هؤلاء أوجه رسالتي كعراقي مستقل لا انتمي إلا إلى العراق، دينا ومذهبا وعرقا، أضبط انتمائي ضمن معايير العلم والإنسانية المتعارف عليها، بأن العراق سينتصر وأنهم سيندحرون. ستنتصر إرادة هذا البلد العظيم مهما يصيبه.إنهم جراثيم زائلة بمناعة الجسد العراقي. فالعراق يمرض ولا يموت.



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
- أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في ...
- أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من ...
- الغرابة في غلق مكتب قناة العربية في العراق
- الأنتلجنسيا العراقية والدور الوطني المطلوب
- المجتمع الانتقالي :نحو توصيف سوسيولوجي للحال العراقي اليوم
- هل الزرقاوي في الاعظمية؟؟؟
- كاد أياد علاوي أن يكون رجل المرحلة
- صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم
- المشهد العراقي: حرب أهلية أم توتر طائفي؟
- لا يكفيهم قتلا ... ألا يكفينا صبرا؟؟
- الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم
- هل السفير المصري شريك أم ضحية في هذه الطبخة؟
- هل ان بقاء القوات الأجنبية في العراق الآن شر لا بد منه؟
- الإرهابيون من خلال اعترافاتهم المتلفزة
- انشقاق في صفوف هيئة علماء المسلمين
- البرلمان العراقي الجديد ومسوغات التاجيل المتكرر


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد الهاشمي - حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت