أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الهاشمي - صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم














المزيد.....

صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما تطرق صدام حسين في جلسة محاكمته الأخيرة إلى الزعيم العراقي المغدور عبد الكريم قاسم وبدون مناسبة، ليستعرض جزءا من "بطولات" مزعومة في صباه، فشل في تحقيقها في شبابه وكهولته وشيخوخته، فانه لم يكن ليعبر إلا عن عقدة كمنت في داخله طيلة المدة التي بدأ فيها طموحه يكبر في أن يصبح "شيئا ما". وكانت هذه العقدة هي عقدة "الزعامة الشعبية"، وما من رمز حقيقي لها في تاريخ الشعب العراقي الحديث والمعاصر وفي ذهن صدام نفسه إلا عبد الكريم قاسم.
ولطالما حلم صدام في أن يصبح زعيما ثوريا شعبيا وفق موضة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي في العالم الثالث. ولم يجد بدا في تحقيق هذا الحلم إلا أن يسلك مسالكا من قبيل الاندساس في حزب قومي، والتسلق بطرق ملتوية مبنية على مبدأ العصبية القرابية والمساندة الشخصية والتزلف والكيد والغدر بالرفاق، وتصفية واغتيال الخصوم، والحروب وتبديد المال العام وشراء الذمم والضمائر والتي شهدناها لسوء حظنا، والنهاية التي يقف عليها الآن والتي نشهدها لحسن هذا الحظ المتأخر.
وخلال هذه المسيرة المرة، كانت عقدة الزعيم قاسم هي العقدة القوية لا شك وليست الوحيدة من بين العقد التي تكمن في شخصية صدام. وتبرز سمات هذه العقدة في فخر صدام وادعائه المتكرر من أنه كان مخططا وفاعلا في محاولة اغتيال الزعيم الفاشلة عام 1959، ومحاولته النيل منه في مناسبة وأخرى كلما شعر بفشله الذريع في كسب قلوب العراقيين. هذا بالإضافة إلى الخطوات التي أقدم عليها في محاولة لمحو صورة الزعيم قاسم من ذاكرة وقلوب العراقيين. حيث أقدم على تغيير الرموز المرتبطة به من قبيل تغيير اسم مدينة الثورة (حي الثورة في بغداد) إلى اسمه (مدينة صدام)، وذلك كونها الضاحية التي قام عبد الكريم قاسم بتخطيطها وتمليكها للأسر الفقيرة التي كانت تقطن جوار بغداد في أكواخ.
وكذلك تغيير اسم مدينة الطب إلى (مدينة صدام الطبية)، لأنها تعد من ابرز المنجزات في المجال الصحي في عهد قاسم وما بعده. وهي بناية ضخمة تتألف من 11 طابقا تقع في قلب مدينة بغداد وعلى ضفة نهر دجلة اليسرى، وقد كانت معلما هاما ورائدا في هذا المجال في العراق وربما في الشرق الأوسط كله.

وماذا أيضا؟
لقد قام صدام بتغيير أسماء المستشفيات التي تحمل اسم " المستشفى الجمهوري" في المدن والقصبات العراقية إلى مستشفى صدام أو غيره من الأسماء، وكما هو معروف انه قد أنشأت في عهد الزعيم قاسم في كل مدينة كبيرة أو صغيرة مستشفى يحمل هذا الاسم اقترانا بالنظام الجمهوري.
والملاحظ أن الزعيم قاسم لم يكن يحبذ أن يسمى شئ باسمه، إنما باسم الجمهورية أو غيرها من الرموز العراقية والعربية، كما هو الحال في أن الكثير من الأحياء الحديثة التي أنشأت في وقته كانت تحمل رموزا عربية وتجسد انتماءه ومساندته للقضايا العربية وقتها، حيث نجد أحياءا في عدة مدن عراقية مثل بغداد والديوانية والناصرية وغيرها تحمل اسم الجزائر، وأخرى تحمل أسماء فلسطين وتونس، والمغرب وجميلة (المناضلة الجزائرية). بالإضافة إلى مساندته العملية في دعم نضال هذه البلدان سواء ماديا أو معنويا.
ولكن الأخطر فيما أقدم عليه صدام هو الإيعاز إلى بعض الكتاب أو الكتبة في تأليف بعض الكتب والمقالات التي تهدف إلى النيل منه وتشويه صورته، كما دأب طيلة فترة حكمه على تشويه صورته إعلاميا، وهو ما انقلب ضده حيث نحتت صورته في قلوب وضمائر العراقيين، سيما وإنها أصبحت في مرحلة ما خاصة بعيد مقتله ضربا من الميثولوجيا، حيث قال البعض برؤية صورته في القمر وآخر وجد اسمه على بيضة، وآخرون يرونه في المنام عائدا وهكذا.
وقد عادت صورة الزعيم من جديد إلى الواقع العراقي بعد أن أصبح الحديث عنه علنا وأعيد الاعتبار له بعد سقوط نظام صدام.
إن حلم صدام في أن يكون بطلا في الحقيقة، هو الذي دفع به إلى إجزال العطايا والمكافآت وسن القوانين التي تمنح كل من يتغنى به بقصيدة أو أغنية أو يجسم له تمثالا أو يرسم له صورة أو يؤلف له كتابا. وكانت أعلى المكافآت وأكبرها تدفع إلى غير العراقيين من العرب والأجانب. وهو ما اظهر حاشية وبطانة قريبة أو بعيدة، قسم كبير منها من إعلاميين عرب لا زال بعضهم أوفياء له، مارسوا تضليلا كبيرا على الرأي العام العربي وصوروا لهم هذا الصنم بطلا حتى حانت ساعة الحقيقة التي هوى فيها وهوت معه كل صوره الزائفة وهياكله المتهرئة.

حميد الهاشمي
أكاديمي عراقي مقيم في هولندا
[email protected]



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد العراقي: حرب أهلية أم توتر طائفي؟
- لا يكفيهم قتلا ... ألا يكفينا صبرا؟؟
- الأساليب القذرة للإرهابيين في حروبهم
- هل السفير المصري شريك أم ضحية في هذه الطبخة؟
- هل ان بقاء القوات الأجنبية في العراق الآن شر لا بد منه؟
- الإرهابيون من خلال اعترافاتهم المتلفزة
- انشقاق في صفوف هيئة علماء المسلمين
- البرلمان العراقي الجديد ومسوغات التاجيل المتكرر
- التأزم العراقي - الأردني وتنامي وعي الشارع العراقي بمسؤوليات ...
- دائرة العنف ضد المرأة غريزية تاريخية
- قراءة في توجهات الناخب العراقي
- مراجعة الذات بحثا عن المسؤولية الوطنية والاخلاقية
- المسلمون المؤيدون للمرشح كيري ومأزق تشريع زواج المثليين
- الخوف الاجتماعي: المرض الذي تعاني منه الفريدا يلنيك الفائزة ...
- معنى ان يترك صدام العراق ترابا
- انتصار تيار الاعتدال في الشارع العراقي
- مشكلة اختبار السيادة الداخلية للدولة العراقية - المليشيات ال ...
- اختبار السيادة الداخلية للدولة العراقية - مشكلة المليشيات ال ...
- المشهد العراقي - سلبية المواطن ايضا
- الهولندي ينظر الى المسلم نظرة سلبية - 14 % فقط من الهولنديين ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الهاشمي - صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم