أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - فتح الإسلام شرارة من سيحترق بها ؟















المزيد.....

فتح الإسلام شرارة من سيحترق بها ؟


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من إن الغموض مازال يكتنف نشوء ظاهرة فتح الإسلام، بل يمكن القول إن هذا الغموض جعل منها مادة تتقاذفها الأطراف المختلفة، تستخدمها في خدمة هذه الرؤية السياسية أو تلك، هل هي صنيعة وأداة تأتمر بأمرة ذلك الجهاز المخابراتي أو ذاك، أم فصيل ملحق بتنظيم القاعدة، أم مجرد حالة انشقاق في إحدى الفصائل الفلسطينية ، تستغل الظروف السائدة في المنطقة لتدعم نفوذها ، في الوقت نفسه تتوفر إمكانية استغلالها من أكثر من جهة وفق المصالح الخاصة والإقليمية.
الثابت أن فتح الإسلام، من حيث توقيت ظهورها ومن خلال ما طرحته عن نفسها، هي الوليد الشرعي الوثيق الصلة بالأحداث والتطورات الجارية في المنطقة. فقراءة سريعة لانشقاق جرى في صفوف فتح الانتفاضة، كان هدفه بداية تدريب وتأمين وصول مقاتلين إلى العراق لمحاربة الوجود الأمريكي بغض النظر عن الجنسية، سواء تم منع هذه العناصر في فترة لاحقة، من عبور الحدود السورية إلى العراق، أو تم إجبارها على تحويل وجهتها وتسهيل عبورها إلى لبنان، أم حصل اتفاق مشترك، في المحصلة تم تسريب مجموعات مدربة مسلحة من جنسيات مختلفة، تحت عباءة أيديولوجية دينية متشددة تخرج عن الأطر والتباينات الأيديولوجية السائدة في حركة فتح الانتفاضة وتلتقي مع فكر منظمة القاعدة السلفي، مما يضفي طابع الرؤية الشخصية التي تعود إلى مجموعة قليلة من الأشخاص من فتح ، أيديولوجية تساهم في كسر الحدود والحواجز ، توحدها فكرة طوباوية لدولة إسلامية، أهدافها تتعدى الساحة الفلسطينية ، اختارت المخيم البارد قاعدة لانطلاقها وتحويله إلى منطقة ساخنة ومشتعلة، سبقها تصريحات على لسان قائدها العبسي يعبر فيها عن أهداف الحركة كان من اللافت في هذه التصريحات، رفضه المحكمة الدولية والمطالبة بمحكمة إسلامية، لا شك أن لهذه المجموعة أهداف خاصة على مستوى الساحة الفلسطينية تهدف إلى تعزيز قاعدتها الشعبية مستغلة الأوضاع البائسة التي يعيشها أهل المخيمات، والمخاوف السائدة حول نزع السلاح الفلسطيني وتنظيمه، أرادت هذه المجموعة أن تطلق الشرارة من المخيم من أجل إمداد التنظيم بالعنصر البشري اللازم بعد امتلاكه للسلاح والمال من خلال استغلال الأوضاع التمييزية في لبنان التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، واستغلال ضعف النفوذ الشعبي للقوى الفلسطينية الأساسية وبعدها عن الجماهير، من هنا لا بد من توقع انقسام على الساحة الفلسطينية، تبعاً لمصلحة كل تنظيم على حدة، كلما امتد زمن الصراع تبعاً لتطور الأحداث ، يكون هدف فتح الإسلام جذب قوى ذات رؤى أيديولوجية متشددة أنصار الإسلام، وجند الشام لدخول المعركة، وإنشاء تحالفات مع بعضها الآخر، وصراع مع أطراف أخرى، تبقى المواجهات مفتوحة على عدة احتمالات، مرهونة بقوة هذه الحركة وقدرتها على الاستمرار.
لقد تم جر الجيش اللبناني إلى معركة صعبة وحرجة ، في أجواء عدم رغبة أغلبية القوى الفلسطينية والمعارضة اللبنانية ، دخول الجيش اللبناني إلى المخيمات وحسم الصراع بالوسائل العسكرية، مع العلم إنه لا يوجد مطالب سياسية لفتح الإسلام يمكن التفاوض حولها أو العمل من أجل تسوية ما ، إن الحل المطروح من قبل السلطة يكون عبر تسليم من اعتدى على الجيش إضافة إلى تسليم قائمة من المطلوبين، هذا الخيار لن يتم دون حسم الصراع نتيجة ضعف التنظيم الذي يؤدي به إلى الاستسلام.
على المستوى اللبناني استغلت منظمة فتح الإسلام الأوضاع السياسية السائدة في لبنان، نتيجة الانقسام السياسي الحاد بين طرفي المعارضة والسلطة التي وصلت إلى طريق مسدود، تخللها بعض العنف في الجامعة في المرحلة الأولى لاعتصام المعارضة وكان قرار تحويل قضية المحكمة الدولية باغتيال الحريري إلى مجلس الأمن، مناسبة هامة لما خلفته من زيادة في تصعيد التوتر بين الطرفين، كونها إحدى القضايا الخلافية الكبيرة بين الطرفين، والقرار الناتج عن مجلس الأمن سيفتح المجال لزيادة الانقسام، فجاء توقيت إشعال فتيل الصراع، ليعبر عن رغبة أكيدة في تفجير الصراع ودفعه إلى مهاوي الحرب الأهلية، لكن اللبنانيون بمختلف اتجاهاتهم وخاصة الجسد الأساسي للمعارضة يرفض هذا الخيار الذي لن يؤدي إلا إلى التهلكة، من هنا لاحظنا أن القوى الأساسية حزب الله أمل استغلت الأحداث وأعلنت عن مبادرة جديدة للخروج من النفق المظلم، بل يمكن القول إن المعارضة استغلت الأحداث الجارية وسيلة للضغط على حكومة السلطة وتم الإعلان عن أشكال متعددة لحكومة وحدة وطنية كمخرج للأزمة، وإن كان الهدف الأساسي من هذا الكلام يرمي إلى إعادة المحكمة الدولية للحوار في الإطار اللبناني. على أساس ضعف السلطة في هذه الظروف، تزامن ذلك مع هدنة هشة بين طرفي الصراع، أيضاً تم إعطاء فرصة عشرة أيام من قبل مجلس الأمن إذا لم تتفق الأطراف اللبنانية المختلفة يتم إقرار المحكمة بشكل نهائي من قبل مجلس الأمن ، إذن الكرة الآن في ملعب الحكومة اللبنانية التي تواجه أزمة على الرغم من بعض العافيةالتي استعادتها بعد قرار مجلس الأمن القاضي بالموافقة على تشكيل المحكمة الدولية، سبق ذلك طلب الدعم الخارجي وسارعت أمريكا تقديم العون، في عكس اتجاه السير لملاقاة المعارضة التي استغلت الحدث دون أن تقدم أي تنازل للسلطة، بل كالت النقد للحكومة والشكوك تساورها حول من يتحمل الخطأ ومن تسبب في تفجير الأحداث، و الحديث عن خطوط حمراء أي رفض دخول الجيش إلى المخيمات، وإن خلاف عون مع حليفه حزب الله يعود إلى الرؤية الخاصة لعون لدور وأهمية الجيش في حياة الدولة ، والامتداد العوني في صفوف الجيش، إضافة لتهيئة عون نفسه من أجل معركة الرئاسة التي يطمح لها، الجيش اللبناني معرض لخطر تشتت جهوده بين ملاحقة التفجيرات المتنقلة وخطر ضعف إمكانياته وزجه في معارك داخلية ليست مهمته بل يحمل وزر ضعف الجهاز الأمني المكلف، والمخاوف الكبيرة في أن يثبت الجيش عدم مقدرته على ضبط الأحداث، وما يحمله ذلك من مخاطر التفكك التي تهدد جيشاً يعبر في المحصلة عن توازن طائفي معين في ظروف أزمة حادة أو هزيمة ما، خاصة في ظل الانقسام السياسي القائم المهدد .
بالعودة إلى ظاهرة فتح الإسلام التي تريد فيما تريده أن تثبت حضورها وتنزع شرعيتها على الساحة الفلسطينية في وقت تتبرأ منها القوى الفلسطينية فالعدد والعدة لا تتوفر معلومات دقيقة عنها تشكل أحد عوامل الاستمرارية ، دورهما حاسم في تغيير مسار الأحداث الجارية، التي تهدد فيما تهدد بمواجهات فلسطينية فلسطينية وفقاً لاختلاف المواقف السياسية، حيث تبين أنه من الصعب أن تتفق القوى الفلسطينية في لبنان على موقف مشترك إزاء ما يحصل ، ظاهرة فتح الإسلام تسعى لكسب حلفاء على الساحة الفلسطينية في المقدمة منها قوى إسلامية صغيرة ، وإلى تحالفات أوسع على الساحة الفلسطينية تحت عنوان مناهضة المشاريع القائمة المهددة للوجود الفلسطيني، يتزامن ذلك مع مشروعها إلى تهديد النظام السياسي في لبنان، لكن في ظل غياب حلفاء لبنانيين أقوياء وإن كان من أهدافها تقوية القوى الأصولية المتطرفة في لبنان، لكن دون وجود إمكانية لتحقيق مشروع على الساحة اللبنانية، إلى إذا نجحت في توسيع الشرارة وزرع الفوضى في حال عجزت الدولة على التحكم والسيطرة على الوضع.
فتح الإسلام فتحت جرحاً في الخاصرة اللبنانية التي تنزف مهدداً أمن واستقرار لبنان، عبر اتساع حلقته طرداً مع تطور الأحداث على الرغم من انسداد الأفق لمشروع حرب أهلية أو إعادة سيناريو عام 1975 حين اشتعلت آنذاك المخيمات بالتحالف مع القوى الوطنية اللبنانية لتغيير النظام اللبناني لكن في ظروف مختلفة كثيراً، حيث نجد اليوم أنه على الصعيد الفلسطيني انكمشت الساحة على نفسها وأصبحت سياسة عدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي موضوع اتفاق فلسطيني، أما على الصعيد اللبناني، مهما كان حجم التباين والاختلاف في المواقف السياسية والأيديولوجية بين قوى السلطة والمعارضة لكنها مجمعة على خيار الديمقراطية بصيغته التوافقية رغم نقاط ضعفه، إن الضغوط القائمة من القوى اللبنانية اتجاه بعضها البعض يهدف إلى تحسين مواقعها وشروطها في مواجهة الطرف الآخر، لن تصل إلى مرحلة كسر العظم، إلا إذا عمت الفوضى وخرجت عن السياق المحتمل، وهنا نشير إلى العامل الخارجي خاصة الدور الأمريكي الذي أغدق المساعدات العسكرية لدعم الجيش اللبناني في المعركة الدائرة لا ريب أن أمريكا تجد في هذه المعركة فرصة لنزع السلاح الفلسطيني تطبيقاً للقرار 1559 في حال تطورت الأحداث لن يكون مستبعداً ضربات أمريكية جوية لمواقع عسكرية ومواقع فتح الإسلام تحت حجة ملاحقة الإرهاب أينما وجد . نحن أمام احتمالات إما توافق اللبناني لبناني لن يتم إلا إذا تنازلت السلطة أمام المعارضة لتسوية أمر المحكمة الدولية لكن أرى مهما كانت الضغوط تفضل الحكومة بعد إصدار قرار المحكمة من قبل مجلس الأمن، وتثبيت ذلك أي مرور الوقت دون اتفاق قبل 10 حزيران، لكن بعدها سوف يتسع الشقاق بين طرفي السلطة والمعارضة وتصبح التسوية أكثر تعقيداً ويصبح الأمر رهن تنازل المعارضة بهدف التسوية في ملفات أخرى لصالحها، أما فتح الإسلام التي ترى في الخلاف اللبناني لبناني مادة قابلة للاشتعال يمكن استغلاله يتوقف ذلك على قدرتها وإمكانياتها، في إدارة الصراع وتوسيعه حتى خروجه عن السيطرة وهذا لا يرغب به طرفاً لبنانياً، وإن كانت مناسبة لإرباك وإضعاف السلطة . وإما أن تكون كما هو واضح إلى الآن، فتح الإسلام مجرد مجموعات صغيرة يمكن السيطرة عليها بأقل التكاليف وهنا تكون فتح الإسلام شرارة أحرقت نفسها .



#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهر ة العنوسة و البحث عن حلول
- الناشط في حقوق الإنسان
- الطريق إلى السعادة الزوجية
- تعطيل دور الشباب العربي وأهمية تفعيله
- أمريكا والتحولات الجارية في الدول المتخلفة
- دفاعاً عن قانون الزواج المدني
- حقائق على خلفية القرار الدولي 1701 القاضي بوقف إطلاق النار ع ...
- الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي
- معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية
- العلمانية ما بين فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة
- مشاركة المرأة حق أم منحة؟
- محاولة في إضاءة جوانب الوحدة والتعارض بين الليبرالية والديمق ...
- مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الا ...
- عينك على السفينة: رواية عن معتقلات الرأي في سوريا بقلم مي ال ...
- أهمية استقلال العمل النقابي للطبقة العاملة
- وصول حماس إلى السلطة خطوة باتجاه التنازل
- من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن
- الأزمة مستمرة رسوم هزت العالم
- إنهم يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية باستشهاد عرفات :؟
- خدام والصراع على السلطة في سوريا


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - فتح الإسلام شرارة من سيحترق بها ؟