أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى الشيخ زامل - لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية















المزيد.....

لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 06:31
المحور: الادب والفن
    



الفن مرآة للضمير الإنساني للطبقات الجديدة ، وهو أسلوب للحرية ،ويمكن أن نفهم دور الفن بالصيغة العامة كتعبير نفسي واجتماعي ،ويمكن بهذا التعريف التسامي والتطهير كمرحلة باتجاه المطلق .
( والحركة الفنية منذ سنوات لم تشهد جيلاً جديداً من الشباب وهذا أمر خطير للغاية ،وأمر يرتبط قبل كل شيء بالفنانين الشباب ذاتهم الذين يظهرون ثم سرعان ما يختفون في المعركة وفي مكان بعيد بينما نجد الجيل الثاني هو الوحيد الذي يحاول الخروج بنتائج جديدة ،ولعل الأمر يعود لأسباب واقعية أقوى من الجيل الشاب أذكر منها عدم وجود تيار واضح ،وعدم ظهور وبلورة أفكار محددة للفنانين الشباب ،وعامل أخر لا يرتبط إلا بالشخصيات الفنية ذاتها ، والتي يعود لها السبب الأول في خلق فن شاب ) . (على هامش الحركة التشكيلية في العراق /ص22 ) .
وإذا أردنا إلا نسقط في التعريفات والصياغات العامة فعلينا أن نستخلص نتيجة تمس الفن التشكيلي العراقي المعاصر ونحدد هذا الدور ليكون معبراً عن قيم الإنسان المرتبطة بمصيره الكلي ، أي ثمة فن سلبي وأخر ايجابي يخدم طبقته دون أن يتجاوزها أو نظيف إليها أسئلة وإشارات مقصودة أو غير مقصودة .
والحركة الشبابية في معرضها التشكيلي الأخير ( على أبواب الجامعة المستنصرية في قاعة شهيد المحراب) هي امتداد للحقبة المنصرمة من جيل الرواد ،وهي استعادة واستذكار للشموع التي أنطفئت على أبواب الجامعة المستنصرية في الانفجار الأخير ،وتعد هذه المحاولة استدراكا لاستعادة هذا النور ولملمة التشظي لمواصلة الأحلام والحياة .
ويلمس المشاهد للوحات المشتركين المحاولة الجادة للإبهار والدهشة لمحاولتهم وصف وتوضيف أدواتهم البسيطة لخلق أجواء الانطلاق إلى عالم الأرواح ..... العالم الأخر .
أن من يحمل أفكاراً وهواجس للعالم الأول ( المادي ) قد يتستر بأي رمز من تعبير أو تجريد ،ولكن هذا الاستشعار بحضور الأرواح من عوالم الرحلة الأخيرة الرحبة لا يبقي أي غشاوة أو أظلة بين قطبي هذه العلاقة .
المشتركون يريدون استعادة تلك الأرواح الهائمة التي نقلتها أيدي الآثم من أحضان أحبائهم إلى عالم اللاعودة .......العالم المجهول .......والزائر يلمس حضور هذه الأرواح وانتقالها بفرح مثل عصافير الجنة بين لوحة وأخرى برغم انطفاء الكهرباء في قاعة العرض والتي هي ليست قاعة للعرض بل ممراً للمسرح الخاص بالجامعة .
المشتركون ( حسين مهاوي وعامر موسى ومحمد القاسم وعلي هاشم ورشيد عكار وحليم قاسم وأحمد جبارة وعمار المقدادي ) أرادوا إيصال رسالة بالألوان لأصدقائهم والعالم باستمرار هذه العلاقة الأبدية وأن كانت أجسادهم متباعدة ولكن أرواحهم متشابكة ومتلاصقة بإصرار لدحر قوى الظلام وأعداء الإنسانية .
واللوحات من اليسار للفنان (محمد القاسم ) والذي شارك بثلاث لوحات والتي أستخدم فيها ( الكولاج والبوب ) والكولاج : هو لصق الصور ومقاطع الصحف والمجلات فوق سطح اللوحة في إيحاءات تشكيلية جديدة ) وأما البوب : فهو مزج الألوان التي لا تقبل الزواج من قبل ليلصق بها الرمل وقطع الزجاج والمسامير والأقفال أو أي شيء أخر يخدم لوحته ويعطي انطباعا جديداً في الفن الحديث المعاصر ) ، وقد لصق الفنان في أحدى لوحاته ( السيراميك )ليضيف شيئاً جديداً في لوحاته لشخصيتان خلف ظلال خفيف لرمزية الرحيل الأبدي .
لوحات أخرى بفن( الكولاج ) للفنان ( رشيد عكار ) وهو يستخدم قطع من الجرائد لقصيدة للشاعر الشهيد عمار عبد الرزاق ليستذكر حادثة إسقاط أسم الشاعر سهواً في أحدى الجرائد ثم أعادة طبعها مرة أخرى ،وهي محاكاة للواقع الذي أراد صياغته مرة أخرى ليقول للذين أرادوا إسقاط أسمه من لائحة الأحياء إلا أنه أعاد أسمه في عمل تشكيلي خالد خلود الحياة ، كما أن لوحتيه ( التحرر ) و( عسكرة المجتمع ) لا تقلان جمالاً عن الأولى .
وللفنان ( عامر موسى ) ثلاث لوحات أيضاً تتميز بتسليط الضوء على الجانب السفلي للإنسان حيث يصور لوحته ( اللامبالاة ) و(الهروب من المواجهة ) تشكيلاً لأرجل متنقلة أو هاربة. كما أن التشكيلي ( حليم قاسم ) في لوحته ( تفحم ) وصراخ وتشابك الأيدي حتى بعد موتها ،وأخرى بفن (الكولاج ) وهي أصداء لإرهاصات ومعانات الإنسان في تشتيته في هذا العالم المجنون .
كما أن لوحة ( عيون ) للتشكيلي( صادق صاحب )هي من الأعمال المميزة لتصور الإنسان مشطوراً لنصفين وهو يخفي عيون أصدقاءه في جسده وفي كتابه . وشارك النحات ( حسين مهاوي ) بهذه المعرض بأعمال نحت لوجوه تصرخ وهي خارجة من كتب عدة وبأصوات متفاوتة ، وعمل أخر لجسد مغدور وهو مكمم العيون والفم وثلاث فتحات لرصاصات ثقبت جسده لتصبح أفواه تصرخ وتفضح الجرائم الإنسانية للإنسان العراقي .
وعمل أخر لأجساد استطالت إلى الشمس وأرجلها تصل الأرض لعلاقة الإنسان بالمطلق المقدس .
ولعمل التشكيلي ( عمار المقدادي ) لجسد متفحم بدون رأس يحتضنه شبح نوراني شفاف،وهي تجسيد للشهيد الشاعر ( عمار عبد الرزاق ) بعد استشهاده في الانفجار الكارثي والذي لم يتم التعرف عليه إلا من ملابسه وبعض الإشارات الخفية .
ولوحة ( عامر موسى ) لكتاب تحتضنه كفان مثقوبان وكأنه رسالة للعالم الظلامي لمواصلة الدرس والعلم برغم هذه الهجمة البربرية .
وكذلك لوحة ( عازفة العود ) والضوء الساقط من خلفها من كوة تعتليها حمامة تنظر للعازفة ولعلها روح أحد الشهداء وهي تشاهد المفهوم الجمالي للحياة القادمة .
كما أن للفنان ( أحمد جبارة ) لوحتان لمدرستين هما التكعيبية والتعبيرية لانفجار امرأة بخلفية أبنية فقيرة مهدمة مع تجانس اللون والدم وهي رسالة أن المتضرر الوحيد هو الإنسان البسيط العادي ، واللوحة الأخرى وهي لوجوه خفية خلف ستار الجدران وأنامل حبيسة تود الخروج من هذا المأزق الحرج الذي وضعته الأقدار فيه .

والمعرض بصورة عامة محاولة جديرة بالتقدير للاستذكار والوفاء لرفاق الدرب ،وهي خطوة أولى إلى أعمال أخرى قادمة نتمنى أن تكون أكثر مشاركة من الفنانين وهم كثر ، وأرى أنه لو تم عرض اللوحات بالهواء الطلق في ممر الجامعة الرئيسي لكانت المشاركة أكبر من الزوار وهي خطوة جذب حتى لغير المهتمين بالتشكيل ، وكان في المقدور مد ساحة العرض الذي غبن بعض اللوحات لضيق المكان ، وكان يمكن أيضاً تفادي مسألة أنطفاء الكهرباء وبعض المعوقات الأخرى .
وأخيراً نوجه شكرنا وامتناننا لكل من ساهم بهذا المعرض لأنهم حركوا قلوبنا وعقولنا أمام لوحات فنية جسدت آلامنا وهمونا وهواجسنا الإنسانية .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أقرأ أذن أنا موجود
- مفهوم الإعلام الحديث ... وصناعة الخبر
- أستحضار أبليس وخطوات الشيطان
- العراق بين محطات الأستبداد والمحطات الفضائية
- الرئيس بوش و (الحجّام )
- مخيم البارد ......هل أصبح ساخناً فجأة
- الطائفية ...وتراب الصف
- نصب التحرير ......أول نصب عراقي بأيد عراقية
- البداوة والحضارة والأرهاب عند الوردي
- الطائفية .......وتراب الصف


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى الشيخ زامل - لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية