أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح سعيد الزبيدي - ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )














المزيد.....

ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )


صباح سعيد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 07:18
المحور: المجتمع المدني
    


في ظل التناقضات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية التي خيمت على محافظة ميسان والتي سببتها شله تعبانه من الطارئين واللصوص ذات العلل والنواقص والعقد والافاق الضيقة وكذلك بعض القادة المحليين والذين امتلات كروشهم من اموال الشعب حيث تربعوا على كراسي السلطة واهملوا مصالح الشعب ولم يلتفتوا لحل معاناته .

تنطلق مناشدة مسؤول تربوي في مديرية التربية بميسان لوزارة الداخلية برفع "التجاوزات" على عدد من رياض الأطفال في المحافظة التي تم تحويلها إلى مراكز للشرطة .

وقال" نطالب وزارة الداخلية برفع التجاوزات التي طالت عددا من رياض الأطفال ، بعد أن تم إتخاذها كمراكز للشرطة."
وأضاف " أدى هذا التحويل إلى حرمان الأطفال من تلك الرياض ،كما أثر على عدد الدور المتاحة في المحافظة."

يذكر أن عدد رياض الأطفال في مراكز وأقضية محافظة ميسان يبلغ ( 14) روضة ، تضم نحو (1500) طفل من الأعمار دون سن السادسة ، علما ان مجموع سكان محافظة ميسان يقارب 900 ألف نسمة.

وهكذا تستصرخ الطفولة في ميسان ضمير العالم بصوتها .. لان ميسان الغنية بنفطها وثرواتها الطبيعية اصبحت فقيره على اطفالها الذين هشم العنف والفاقة والمرض احلامهم ، وان المجتمع الميساني اليوم يربي جيلا جديدا تحكمه الفوضى والاضطرابات.

كما هو مشار إليه في الإعلان العالمـي لحقوق الطفـــل " يحتاج الطفل إلى العناية الخاصة، وفقا لعدم نضوجه الجسمي و العقلي " ، لذلك تعد السنوات الاولى من حياة الطفل مرحلة هامة في تشكيل الملامح الرئيسية الاساسية لشخصيته ، إذ تشكل هذه الفترة القدرات والميول والقابلية ، كما ترتسم فيها الخيوط العريضة لما سيكون عليه في المستقبل.

ان اهم ما يميز مرحلة الطفولة المبكرة من خصائص وسمات هو مايطرأ على الطفل من تغيرات في جميع انواع النمو الجسمية والعقلية والعاطفية ، والنمو اللغوي ، والطفل في هذه المرحلة يستجيب بشكل ايجابي الى التوجيه والارشاد اذا ماتوفرت له الحرية في الممارسة والاختيار، وتوفر له المكان المناسب والوقت المناسب ليمارس فيه حريته او اختياره ، وحتى يتعلم استخدام جسمه بشكل فعال.

ومن هذا المنطق وجدت رياض الاطفال كجزء من المدرسة.

ان كلمة رياض الاطفال لها معنى : وهو حديقة الاطفال وتتضمن فكرة ان الاطفال مثل نباتات الحديقة يجب ان نتولاها بالعناية الفائقة لتنمو وتزدهر.

ولكون هؤلاء الذين تربعوا على كراسي السلطة في ميسان تلبسوا بلباس الدين والدين منهم براء.. وعلى اساس خاطب الناس على قدر عقولهم .. وذكر ان نفعت الذكرى .. اشير الى مسائل جدا مهمه الا وهي مسألة حق الطفل في التربية والتعليم وكما اكدت عليه مدرسة أهل البيت عليهم السلام. ويمكن إبراز الخطوط الاَساسية لمدرسة أهل البيت في بيان تأديب الطفل وتعليمه في النقاط التالية :

لا تقتصر تربية الاَولاد على الاَبوين فحسب بل هي مسؤولية اجتماعية تقع أيضاً على عاتق جميع أفراد المجتمع . وحول هذه النقطة بالذات ، يقول الاِمام الصادق عليه السلام : " أيّما ناشئ نشأ في قوم ثمّ لم يؤد ّب على معصية ، فإنّ الله عزّ وجلّ أوّل ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم" .
فالاِمام عليه السلام يحدّد المسؤولية الجماعية عن الظواهر الاجتماعية السلبية ، ويكشف عن الترابط القائم بين التربية والتعليم ، وبين الوضع الاقتصادي ، فكل انحراف في التربية سوف يؤثر سلباً على الاقتصاد ، فللمعصية آثار تدميرية على المجتمع ، لذلك نجد القرآن الكريم ، ينقل دعوة النبي هود عليه السلام لقومه بالتوبة من المعصية والاستغفار كشرط أساسي لنزول المطر الذي حُبس عنهم ثلاث سنين : ( ويا قوم استغفروا ربّكم ثمَّ تُوبوا إليه يُرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوَّتكم ولا تتولَّوا مُجرمين ) (هود 11 : 52).
فرؤية آل البيت عليهم السلام تنطوي على ضرورة تأديب أفراد المجتمع وخصوصا ًالاطفال.
وهناك حق آخر للطفل مكمل لحقه في اكتساب الاَدب ألا وهو حقّ التعليم ، فالعلم كما الاَدب وراثة كريمة ، يحث أهل البيت عليهم السلام الآباء على توريثه لاَبنائهم . فالعلم كنز ثمين لا ينفذ . أما المال فمن الممكن ان يتلف أو يسرق ، وبالتالي فهو عرضة للضياع . ومن هذا المنطلق ، يقول الاِمام علي عليه السلام : "لا كنز أنفع من العلم".

ثم إنَّ العلم شرف يرفع بصاحبه إلى مقامات سامية ولو كان وضيع النسب ، يقول الاِمام علي عليه السلام : "العلم أشرف الاَحساب".

ولما كان العلم بتلك الاَهمية ، يكتسب حق التعليم مكانته الجسيمة ، لذلك نجد أن الحكماء يحثون أولادهم على كسب العلم ، وفاءً بالحق الملقى على عواتقهم . يقول الاِمام الصادق عليه السلام : "كان فيما وعظ لقمان ابنه، أنه قال له : يابنيّ اجعل في أيّامك ولياليك نصيباً لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد تضييعاً مثل تركه" .

كما نجد الاَئمة عليهم السلام ، يعطون هذا الحق ما يستحقه من عناية ، لا سيّما وأن الاِسلام يعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، وهذه الفريضة لا تنصبّ على الاَب والام فحسب بل تنسحب إلى أولادهما ، لذا نجد الاِمام علياً عليه السلام يؤكد على الآباء بقوله : "مروا أولادكم بطلب العلم" .
ولما كان العلم في الصِّغر كالنقش على الحجر ، يتوجب استغلال فترة الطفولة لكسب العلم أفضل استغلال ، وفق برامج علمية تتبع مبدأ الاَولوية ، أو تقديم الاَهم على المهم ، خصوصاً ونحن في زمن يشهد ثورة علمية ومعرفية هائلة ، وفي عصر هو عصر السرعة والتخصص .

لذلك يجب العمل مع صانعي السياسات وأصحاب القرار والمؤسسات المعنية لوضع سياسات وبرامج وخطط فعالة تركز على الطفل.

والتوسع في إنشاء رياض الأطفال بحيث تكون متاحة لفئات المجتمع المختلفة ودعم وتشجيع القطاع الأهلي التطوعي لإنشاء وإدارة مؤسسات تعليمية للأطفال.

واخيرا نقول إن الإنسان لا يبلغ رقيه وحقيقة إنسانيته إلا بصحوة روحه وتزكية طاقاتها.



#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش و المغامرة المجنونة في العراق
- جدران الانقسام الطائفي والكراهية
- العراق الجديد والامل المفقود
- الحزب الشيوعي العراقي .. تاريخ عريق .. ودماء زكية ..
- الديمقراطية حلم وردي ولكن ؟!...
- ديمقراطية الفوضى والارهاب
- المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم
- المرأة العراقية والتزمت الاعمى
- ميسان دولة غابت عنها الشمس ( 9 )
- بغداد مدينة للنكبات وغابة للحيوانات
- العيد الحزين
- مراسيم الاقتراب
- اغاني انسانية


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح سعيد الزبيدي - ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )