أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - الى سكنة الجحور وأسياده














المزيد.....

الى سكنة الجحور وأسياده


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل وصل التردي بعقول بعض المجرمين الى قتل الحياة بحرق الكتب، ما هذا الزمن الذي نحياه ! من تخدم هذه الأفعال الشريرة!، من يساندهم ويمهد الطريق لهم ! ليمارسوا إجرامهم ! خُسئت أُمة تنجب وترضع هذه الشراذم . وخسئت أمة تبيح انتقالها من مكان لمكان . وخسئت الأيادِي التي تمولها وتبعثها من قبورها لتعيث في الحياة فسادا، إن أعلى صور الإنتقام من الحضارت هي بسرقة آثارها وتدميرها وبحرق كتبها ، عندما يجد الأوباش صعوبة في إذلال شعب يعمدون الى حرق كتبه، متناسين أن حضارة الشعوب لن تُهد ولن تموت ولن تهدأ.
هل قرأ المجرمون القتلة كتاب الله وكتب الأقدمين جيدا، هل أدركوا أن الله هو الضمير، وأن الله هو الحرف وأن الله هو الحضارة .
هل الزمن زمن الطاعون الأسود، لو نظرنا الى خارطة الإرهاب وأوائل نشوئه لوجدنا نقطة انطلاقه ونشاطه الأكثر دموية كان بعد الحادي من ديسنبر، لم يكن الحادي من ديسمبر نقطة الإنطلاق بل كانت بداية التغير الجذري لأساليب نشر الموت والرعب في العالم، نشأ الإرهاب في حضن الجزيرة العربية ليفقِّس في أفغانستان وينتشر من هناك الى دول مجاورة وبعيدة متخذا من دول آمنة ملاذا له وموطئا لأفعاله، ولم يكن تفجير البرجين الا منطلقا لتلك العقول الهدامة في تدمير المجتمعات وإرجاعها قرونا للوراء، لم يكن قادة تلك العقول المغسولة من التحضر والمدعية الإسلام سوى شراذم من العُرب، لم يكن صراعهم في بادئ الأمر الا مساندة طالبان ذات المبادرة الأولى في تحطيم تراث وحضارة أفغانستان ضد الوجود السوفييتي آنذاك، ولذا وجدت الدعم والمساندة من كل الدول الإمبريالية شرقية وغربية .
انتهى الصراع البارد والحار في أحايين كثيرة بين االقطبين الرئيسين الإمبريالية وحلفائها العروبيون والإتحاد السوفيتي الذي هدم جداره الحديدي وتحولت الدولة العظمى الى دول ودويلات،انتهى الصراع الذي كان يوشك في كثير من الأحيان أن ينتهي بحرب ثالثة ، اطمأن الناس من قيام حرب جديدة تكون أشد فتكا بالعالم لما حصل من تطور تكنولجي في قطبي الصراع الأساسيين أميركا وحلفائها والإتحاد السوفييتي ومؤيديه، سقطت أفغانستان ودحر السوفييت فيها ليرحل آخر جندي وتستحوذ طالبان على السلطة وتصدر الإرهاب والحشيش الى أميركا ولتصبح حاضنة رؤوم للإرهاب، إن مصالح أميركا ومنذ القرن الماضي هي ذات المصالح وإن اختلفت الأساليب ، فقد أزاحت عدوها اللدود لتصل الى المياه الدافئة محملة بالبضائع والعولمة ولتكن قريبة من منابع البترول، أصبح العالم قرية صغيرة بالعولمة وسرعة الإتصالات ، فلبس الصراع بينها وبين أعدائها وجها آخر، ولتحقيق مآربها صعَّدت من حربها ضد الإرهاب لانه وصل لعقر دارها، كان من المؤمل أن نستفتح الألفية الثالثة بعد الميلاد بنشر الديمقراطية بين الشعوب ، وتصعيد الحوارات البناءة ، وتفعيل دور المنظمات العالمية ، ونشر السلام ، وحل القضية الفلسطينية حلا جذريا ، ليحل السلام الحقيقي بين شعوب المنطقة والعالم وان تساند أمريكا ودول العالم المتحضرحركات التحررفي الدول التي تحكمها أنظمة استبدادية ، ولكن صحا العالم من حلم السلام على القصف الوحشي في أفغانستان ، ردا على الإرهاب، ذهب ضحية الحرب من ذهب وما زال المجرمون الرئيسيون للقاعدة وطالبان يحيون لم يمسهم شر. ما حصل في أفغانستان حصل للعراق مع الفارق إن العراق لم يُحتل في بادئ الأمر وإنما دخلت الجيوش تحت مسمى التحرير والمساعدة لتنتهي الى الإحتلال، ولم يكن في العراق تنظيم للقاعدة ولم يكن فيهم طالبان ، بل مجتمع مسالم متجانس يحيا فيه المسلم و المسيحي والصابئي، كانت ( الدورة ) التي تشهد الآن أعنف حرب دينية طائفية قومية تهجيرية مثالا للمناطق المسالمة التي تتواجد فيها أعراق شتى، كانت حرب الشعب العراقي بعمومه ومن كل الأحزاب والتيارات ضد النظام المقبور، حتى بعض من البعثيين لم ينجو من قبضة النظام الإستبدادي، أحال حياة الشعب بأكمله الى سعير لا يطاق، زج البلد بحروب مع إيران ومع الكويت التي قدمت له كل المساعدات في حربه مع إيران تحت شعار (الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية) ولم تكن الكويت وحدها صاحبة مصالح في هذه الحرب القذرة بل كل الدول العربية وكل حسب مساهماته بالمال وبالأنفس فقتل من الجنود العراقيين من قتل ومعهم كثير من إخوانهم العرب ولم يدان النظام في حربه التي استمرت 8 سنوات، دفع الشعب العراقي دمه وماله ثمنا لها . وعنما استبشر الشعب بالتحرير لم يهنأوا بل لا بد من أن يحيلوا نصر هذا الشعب الأبي الى كابوس ، فأحرقوا ودمروا وسرقوا وعاثوا فسادا في كل شئ ، وانتقلت القاعدة وطالبان ومن لف لفهم الى العراق الموحد الأجناس بقدرة قادر وتحت مسميات أغرب من غراب البين، وأصبحت المناطق الهادئة الوادعة مناطق ساخنة يسكنها أشباح الموت، تعذب وتقتل وتفجر وتكفر وكأنهم الله قد نزل من عرشه ليحكم أهل العراق ويوعدهم بالموت والدمار، انهال القتلة على ضفاف الرافدين من كل صوب وحدب وكأن لهم ثأر تاريخي مع هذه الأمة ، فبدلا من مساعدتهم في اقتلاع الطاغية سمحوا لإرهابييهم بالتسلل مزودين بالمال والسلاح والسيارات المفخخة والتي حرم من استخدامها ولزمن طويل الشعب العراقي وبدلا من توصيل ابنائهم للمدارس تفجر باجسادهم البريئة، أي ضمير عروبي أطلق آلة الموت على شعب تعب من الموت .
أي كتب مقدسة تبيح بالقتل الإجرامي بهذه الطريقة ، من يجلس في الباص ومن بحمل كيسه ليتسوق ومن يسكن مدينة الثورة ومن يمشى في السوق العربي ومن يعبر جسر الأئمة ومن يسكن الأعظمية والمنصور والكاظمية وحتى من يذهب الى أربعينية الحسين هوذات الشعب العراقي بكال طوائفه والذي لا يفرق بينهم الإرهابي ، وهو نفسه الذي انجب وينجب فطاحل العلماء والأدباء والأطباء والفنانين ، فلا المقابر الجماعية السرية والعلنية ولا الأحزمة الناسفة ولا السيارات المفخخة ولا العبوات الناسفة ولا الصواريخ الموحهة ستمنع خبازتنا وبائعة البصل في سوق الدورة من انجاب أحسن الأطباء واعلم العلماء .
ندائي الى اخواننا العروبيين
لا تكفرونا بعروبتكم ودينكم أكثر، كونوا شرفاء وكفى .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم العمل الحب /بين نوال السعداوي ووفاء سلطان
- الى أبى في 8 آذاريوم المرأة العالم
- وا متنبياه
- العلمانية هي الحل
- نكتب من الجحيم
- بين مؤيدٍ لوفاء سلطان ومعارض ٍ والحلقة المفقودة
- لست معك يا وفاء والى الأبد
- المرأة والحجاب و آذار
- ماهذا الضجيج - بين راني خوري ووفاء سلطان وآخرين
- أفكار أود قولها
- وفاء سلطان والذباب
- الى متى نبكي شهداءنا !!!؟
- الى مريم نجمة مع التحية
- العراق وأميركا
- حذار من الاستمرارب 8 شباط.
- الى وفاء سلطان ثانية
- قصة النسبة المئوية واللحظة المقروءة
- قولٌ لا بد منه - تعقيب على الدكتورة وفاء سلطان
- صرخة لا بد منها
- الخليلان


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - الى سكنة الجحور وأسياده