أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد معين - التنظيم هي القضية الجوهرية لعمال العراق















المزيد.....

التنظيم هي القضية الجوهرية لعمال العراق


احمد معين

الحوار المتمدن-العدد: 556 - 2003 / 8 / 7 - 04:10
المحور: مقابلات و حوارات
    


 

اجرت مجلة (نكاه الرؤية) وهي مجلة تهتم بقضايا الفكر الماركسي وتصدر باللغة الفارسية في السويد حوارا مع الرفيق (احمد معين) تناولت الجوانب المختلفة من الاوضاع الذي يمر بها العراق. وقد تطرق الحوار إلى اهداف السياسة الامريكية والحرب الذي إنتهى بسقوط النظام والوضع الراهن في العراق وموقف مختلف القوى السياسية والاوضاع التي تمر بها الطبقة العاملة وجملة اخرى من القضايا.وهنا ننشر اجزاء من الحوار المذكور.
نكاه _ الرؤية :
 ما مدى نفوذ التيارات التي تعمل بإسم الشيوعية في العراق في صفوف العمال وماهي الاسس و التوجهات السياسية التي تتبعها ؟
 وهل تحظى مسألة تنظيم مؤسسات السلطة الشعبية أخذ زمام الامور بيد جماهير الشعب في مواجهة السياسة الامريكية والرجعية المحلية اينما وجدت وخاصة في المراكز والاحياء السكنية , بأهمية ما في النشاط السياسي الراهن لتلك التيارات ومنها منظمتكم ؟
 احمد معين :
 فيما يتعلق بنا تحظى قضية العمل الهادف إلى تنظيم وتوعية الطبقة العاملة وتوحيد صفوفها في ظل الصراعات السياسية الجارية وضرورة فهم المضمون الرجعي لمجمل البدائل البرجوازية وفضح المحتوى الحقيقي للسياسة الامريكية في العراق بأهمية ملحة في نشاطنا.
 إن نشاطنا في سائر الميادين يخضع لمبدأ شيوعي اساسي الا وهو ضرورة دفع الطبقة العاملة لتتحول إلى قوة سياسية وحركة إجتماعية قوية.
 إن تأمين متطلبات تحول الطبقة العاملة العراقية إلى قوة ذو ثقل على الصعد السياسية والتنظيمية بحاجة لبذل جهود و مساعي شاقة. لقد كنا ومنذ بدء تأسيس منظمتنا لعلى قناعة راسخة بأن العمل الشيوعي لا ولن يستقيم بدون التغلغل بين صفوف العمال عامة والعمال الشيوعيين بشكل خاص. كما يشكل ذلك احد خلافاتنا السياسية الجوهرية مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
 إلا إننا وعندما نتجاوز ذلك الإطار العام نواجه ظاهرة محددة بإسم الطبقة العاملة العراقية والمجتمع الرأسمالي في العراق حيث نقف هنا وجها لوجه مع قضية اكثر تحديدا.
 إن التنظيم هو القضية الجوهرية لعمال العراق. فلم تتمكن هذه الطبقة ومنذ 35 عاما من تنظيم صفوفها على الصعيد الإجتماعي على الرغم من المساعي التي بذلها قادة ونشطاء عماليين هنا وهناك لأجل إقامة التنظيم العمالي. وعلى الصعيد التاريخي , اي عندما سنحت الظروف كي تقوم الطبقة العاملة العراقية بتنظيم صفوفها , وخاصة بعد 1958 , فقد كانت التيارات الإصلاحية الموالية سابقا لموسكو , هي التي كانت تحدد اطر المنظمات العمالية بل وحتى مفهوم التنظيم العمالي في العراق.
 وفي الظروف الراهنة ونتيجة لتحول الطبقة العاملة في العراق إلى ضحية لاحد اكثر هجمات الرأسمالية العالمية وحشية على عمال وجماهير العالم , اي النظام العالمي الامريكي الجديد من جهة , وكنتيجة لحملات الإبادة والقمع الوحشيين الذي تعرض له مئات الآلاف من عمال العراق من قبل النظام الدكتاتوري العراقي , فإن الطبقة المذكورة , أصيبت , بكل المقاييس , في الصميم.
 فعلى سبيل المثال وحتى قبل بدء الحرب الامريكية الأخيرة في العراق وما تبعه من نتائج كارثية , بلغت البطالة المطلقة في صفوف العمال طبقا لإعترافات مسؤولي النظام السابق 60 % كما لم تبلغ الاجور 3 _ 5 دولارا امريكيا. وكان الوضع المعيشي للعمال وسائر الشعب العراقي في الميادين الاخرى اكثر وخامة حيث إن نسبة التشغيل والبطالة لا تمثل إلا احد معايير الوضع المعيشي للعمال. ومن المعلوم بأن الوضع اسوء الآن.
 اما فيما يخص اسس وقواعد نشاطنا السياسي فإن المسألة التي تحظى لدينا بأهمية اكبر هو التنظيم الجماهيري للعمال. فليست امريكا ولا السلطة المقبلة قادرتين , على الأقل في القريب العاجل , الحيلولة دون نضال وحركة جماهير الشعب والعمال في العراق. إن امريكا تبذل بالطبع جهودا مضنية من اجل إسكات العمال والشعب العراقي ودفعهم للسكينة إلا إن ذلك ليست سهلة التحقيق لأن الشعب العراقي يطالب بالحرية وليس من الممكن ومهما كانت الذرائع دفعهم للتخلي عن المطالبة بحقوقهم.
 وهناك ميول ونزعات فكرية وسياسية متضاربة في صفوف عمال العراق إلا إن النزعة الإشتراكية لازالت قوية وخاصة في صفوف قادتهم.
 إننا نعتقد بضرورة التحرك في ميدانين مهمين بصورة متوازية وفي علاقة عضوية :
 اولا : التحرك من القاعدة وتأمين متطلبات التنظيم العمالي الجماهيري بالاشكال العلنية والقانونية وغير القانونية.
 إن القيام بتأمين المتطلبات المذكورة ذو دلالات إيجابية وسلبية معا وهي تعني إزالة العراقيل والموانع الفكرية والسياسية والعملية امام عملية تنظيم العمال علاوة على طرح الشعارات والبدائل والسبل الملموسة.
 فعلى سبيل المثال ونظرا لشيوع البطالة بين العمال بشكل واسع إضافة إلى توقف عجلة الإنتاج فإن العمل في الأحياء العمالية والتجمعات الإجتماعية للعمال في الأحياء تحظى بأهمية عاجلة وإن كان من البديهي بأن العمل في المصانع والمعامل والسعي لتنظيم صفوف العمال هناك ذو اهمية اكبر في ظل الاوضاع الطبيعية.
 ومن جهة اخرى فإن العمل والتنظيم العمالي في القطاعات الاساسية مثل النفط والغاز وامثالهما , التي تشكل العمود الفقري لإقتصاد البلاد بل وحتى لإدارة السلطة , هي من اولوياتنا الاساسية.
 ثانيا : التحرك من فوق وتسهيل عملية تنظيم القادة العماليين والعمال الشيوعيين وذوي النفوذ سواء على صعيد المحافظات او على صعيد البلاد بأسرها.
 وهنا ينبغي التذكير بأن الجماهير تنظر برؤية إيجابية لدور الشيوعيين في العراق حيث إرتبطت اكثر مراحل التقدم السياسي والنضالات التاريخية فيها بإسم الشيوعيين ويمثل ذلك عاملا مهما لتوسيع النفوذ السياسي و التنظيمي لمنظمتنا وللشيوعية بشكل عام بين الجماهير.
 اما فيما يخص الجزء الأخير من السؤال فإن احد الأشكال المهمة لتحرك العمال والجماهير في هذه الفترة هو السعي لتنظيم السلطة الشعبية لاجل اخذ مقدراتهم بأيديهم وخاصة في الاحياء السكنية ومراكز العمل التي لم يشملها الإغلاق وفي الإدارات والمراكز التي قامت امريكا بتشغيلها حيث يسعى رفاقنا للمشاركة في تلك التحركات.
 علاوة على ذلك فقد تم في الاول من ايار تنظيم تجمعات بهذه المناسبة في مناطق عدة تخليدا لذكرى تلك المناسبة وللتشديد على المطالبة بالحقوق السياسية والإقتصادية العاجلة للعمال والجماهير الشعبية وخاصة في بغداد وكركوك والتي كان اخذ زمام الامور بيد جماهير الشعب احد المطاليب التي تم رفعها في تلك المناسبة من قبل العمال والمشاركين فيها.

 نكـاه _ الرؤية :
 في ختام هذا اللقاء كيف ترون إلى مجرى النضال الطبقي ومستقبل الشيوعية والطبقة العاملة والعراق بشكل عام ؟
 احمد معين :
 سوف تشتد في المرحلة المقبلة الصراعات الإجتماعية في العراق. فبموازاة إعادة بناء الدولة والسلطة في العراق سوف يتحول مسألة إعادة البناء الشاملة لمجمل القاعة الإقتصادية والاشكال المحددة للإنتاج ولعمل الإقتصاد العراقي, من وجهة نظر سائر التيارات السياسية ومجمل الطبقات والفئات الإجتماعية إلى احد التحديات الملحة والعاجلة.
 إن ذلك يستلزم إعادة بناء المجتمع العراقي برمته. وكما هو معلوم فإن إعادة البناء الإقتصادي لا تعني سواء من وجهة نظر البرجوازية المحلية او امريكا , سوى إعادة تشغيل ماكنة إستغلال العمال والجماهير وسلبهم حقوقهم ويتطلب ذلك بالطبع إنبثاق المؤسسات البيروقراطية والقمعية معا.
 ويتفق سائر التيارات السياسية مع امريكا, بالرغم من وجود خلافات عديدة بينهم بصدد السبل الملموسة لإعادة البناء الإقتصادي والإداري والسياسي للبلاد, على قاعدة مشتركة الا وهي : تطبيق نمط إقتصاد السوق الحرة كما هو جار في بلدان مثل الارجنتين او في دول جنوب شرق آسيا وإختبارها في العراق وإبعاد الطبقة العاملة والجماهير عن حلبة الصراع على السلطة السياسية.
 اما في الطرف المقابل فإن العمال والجماهير تشدد على المطالبة بإجراء إصلاحات إقتصادية وإجتماعية وسياسية جذرية. فالعمال يطالبون بجملة من الحقوق العاجلة ولا يتساهلون إزاءها بسهولة مثل : الحل العاجل لمشكلة البطالة والغلاء الفاحش وازمة السكن وتوفير الخدمات الصحية والتربوية والخدمات العامة الاخرى كالكهرباء والماء والإتصالات والنقل والمواصلات وإحداث تغيير جوهري على الأجور لصالحهم وتحسين ظروف العمل وخاصة إذا اخذنا بنظر الإعتبار عسكرة قطُاع العمل في ظل نظام صدام وكذلك الإقرار بتمثيل العمال ومندوبيهم فيما يخص مسائل العمل والظروف الإجتماعية بالإضافة إلى مجموعة اخرى من المطاليب السياسية والقانونية
 وسوف يتحول التيارين المذكورين اي سعي البرجوازية المحلية وامريكا نحو إعادة بناء البلاد والقيام بجملة من الإصلاحات الشكلية ومطالبة العمال وتشديدهم في المقابل على المطاليب المذكورة والسعي من اجل نيلها , في خضم الازمة الإجتماعية وعجز امريكا والقوى السياسية المحلية عن تأمينها , إلى العامل الجوهري في تحديد الصراعات المقبلة. كما إن إستمرار الصراع المذكور وعمق الأزمة الشاملة في المجتمع الرأسمالي في العراق سيؤديان ليس فقط إلى إستمرار الأزمة بل وإلى إستفحالها.
 وهنا من الاهمية بمكان التأكيد بأنه وفيما يتعلق الامر بالطبقة العاملة والحركة الإشتراكية فإن المسألة الاساسية هي قدرة الحركة العمالية والشيوعية ومنظمتنا في تأمين المستلزمات اللازمة للتقدم إلى الأمام في المجرى العام للصراع المذكور وفي حلقاته و مفاصله المختلفة
 إنني لعلى ثقة بأن امريكا والبرجوازية المحلية تواجهان مصاعب جمة ومنها موانع موضوعية (علاوة على إصرار العمال والجماهير على حقوقهم) فيما يخص حل الأزمة المذكورة وإعادة تسيير وتعريف المجتمع العراقي الذي اصابه إختلالات هيكلية.
 إن الأزمة الراهنة للمجتمع الرأسمالي وسلطة البرجوازية في العراق لها خصائص متميزة إذ يتحتم إعادة بناء المجتمع بأسره. ولا ينتابنا شك في معنى إعادة البناء من وجهة نظر البرجوازية. اما طُريق (إعادة البناء) من وجهة نظرنا ومن منطلق مصالح عمال العراق فيتقوم اساسا في سبيل واحد : إستيلاء الجماهير على السلطة السياسية وإقامة الحكومة العمالية كمقدمة نحو قلب مجمل البنية الإقتصادية للرأسمالية. كما إنني متفائل بأن عمال العراق سوف لن يذعنوا للحلول الأمريكية مثلما ارى إمكانية تصاعد النضالات العمالية وتحولها إلى احد التيارات المهمة في الميادين السياسية والإجتماعية في البلاد.
 وترتبط مستقبل الشيوعية بداهة بذلك اي بفهم جلي لهذه المرحلة التاريخية في حياة المجتمع العراقي وتأمين رد صائب لمجمل القضايا المرتبطة بالمجتمع والحركة العمالية راهنا ومستقبلا واداء الدور الطليعي على صعيد الممارسة والعمل وتأمين مستلزمات تصاعد ونمو الحركة العمالية في مجمل الميادين وتحولها إلى القوة المحررة المنقذة لذاتها وللمجتمع العراقي بأسره من شتى اشكال الظلم والإستغلال الفظيع للرأسمالية ورموزها المختلفة كصدام والبعث وبوش ورامسفيلد والجلبي والحكيم وغيرهم.
بـلاغ الشـيوعية



#احمد_معين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الحكم الإنتقالي: من يحكم من؟
- حذار من بعض المتعاونين مع الشعب العراقي !!
- أزمة النظام السياسي في العراق
- ماذا وراء دعوة المرأة العراقية إلى إرتداء الحجاب ؟
- الأنفال : تراجيديا الحالة الكردية !
- نسوة العراق :-من يفتح باب الطلسم-؟
- عن فهد الذي لم يُحتَفى به!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - احمد معين - التنظيم هي القضية الجوهرية لعمال العراق