أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صائب خليل - شيعة العراق صفويين ومجاهدي خلق عرب اقحاح













المزيد.....

شيعة العراق صفويين ومجاهدي خلق عرب اقحاح


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 13:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دفع الشيعة بعيدا نحو ايران
سمعت وقرأت الكثير من المقولات الطائفية العراقية, ومن الجانبين, مليئة بالكلمات المخدشة للحس في السياق الذي تذكر به مثل "النواصب" و"الصفويين" و"المجوس" و"اهل البيت" و" الدماء العلوية" و "آل بيت رسول الله" وجميعها تتجه لإمتداح الذات والإيحاء بالدونية للجهة المقابلة, ولكن ربما كان اقبح ما سمعت, حديث عدنان الدليمي بعد مشاهدته فلماً في "مؤتمر نصرة اهل العراق" في اسطنبول, حين كان يصرخ بطائفية مرعبة وباعلى صوته:
"اي عراق هذا ...عراق الشيعة؟ سيتحول العراق الى شيعي, ويمتد الأمر الى البلدان المحيطة بالعراق وتندمون ولات ساعة مندم. اين السعودية اين الكويت اين الأردن اين ... اين المسلمون؟ ناموا ناموا على خراب العراق ناموا على هدم مساجد السنة في العراق ...حرق... هذه ليست طائفية؟ والله انا اعجب لكم..ايها الإخوة الكرام ايها الإخوة الكرام على من ذا تريدون ابناء السنة في العراق سيسحقون سيقتلون هذا الفلم الذي رأيتموه هو جزء يسير لما يجري في العراق. ... ؟؟ ماذا قدمتم للعراق ماذا قدمتم لإخوانكم في العراق...ناموا ناموا ان الحريق لا يكتفي بالعراق سيمتد..والله انه مخطط من خمسين سنة لتشييع المنطقة لتشييع المنطقة وايجاد الإمبراطورية الفارسية تحت غطاء الشيعة تحت غطاء الإسلام والإسلام بريء منهم. ان في القلب لوعة اننا هنا في العراق نعيش واقعاً مريراً اننا نعاني ما نعاني في ارض الر(غير مفهومة)... اين انتم ماذا كتبتم للعراق مؤتمرات قرارات توصيات..ماذا تنفع .. .ماذا تنفع ايها الإخوة الكرام لا اريد ان اطيل ما يثير شجونكم ولكني والله في قلبي لوعة في قلبي لوعة على العراق الذي سيهدم وبغداد التي ستضيع منا...بغداد ابي حنيفة . بغداد المنصور . بغداد.الرشيد هارون بغداد بغداد هارون الرشيد بغداد احمد بن حنبل...ستبقى بغداد الصفويين بغداد بغداد البويهيين بغداد القرامطة الجدد, وتقولون ليست الحرب طائفية والله انها حرب طائفية وكل من يقول انها ليست حرباً طائفية هو واهم ومخطئ ويجب ان يتراجع عن رأيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

يجب ان تسمعوا عدنان سماعاً (*) لتدركوا حجم كارثة ان يمثل مثل هذا الشخص طائفة في العراق اليوم. لو كنت شيعياً وسمعت هذا الكلام لشعرت, رغماً عني, بالعراق يجفو وببغداد تبتعد عني، فما هو شعور الشيعة, وخاصة البسطاء منهم ممن لايدرك حجم وشكل المؤامرة؟ وبالطبع كما يقول المثل العراقي, حيث يوجد ثغر, يوجد واوي (ثعلب), فلم تخل الساحة من محرضين للشيعة على الإنسحاب ومراعاة مصالحهم (**).

الوجه "ألثقافي" لحملة قتل العلماء العراقيين

كمثال ساطع آخر على الحملة الطائفية النشطة الموجهة لإتهام شيعة العراق بالتبعية لإيران, اشير الى مقالة لـ "بدر عبد الحسن" في موقع "كتابات", بعنوان: "شخص ايراني يشغل منصب الملحق الثقافي في السفارة العراقية بواشنطن", تحدث فيها عن "السفارات العراقية وكر للعناصر الموالية لإيران وحثالات الاكراد". ليصل في نهاية خبطته الى الملحق الثقافي العراقي في الولايات المتحدة قائلاً:
"وكمثال على سلوك الغنائم للعصابات الاحزاب تم تعيين المدعو هادي الخليلي ملحقا ثقافيا في السفارة العراقية بواشنطن وكلنا يعرف ان عائلة الخليلي هي عائلة ايرانية قح وقد سبق ان سفروا من العراق الى ايران."
إنه يعتبر التسفير الذي قام به من وصفهم في مكان اخر في مقالته بـ "بقايا البعث من ايتام المجرم صدام حسين" دليلاً على ايرانية الرجل!
ولحسن الحظ انبرى الدكتور عبد الاله الصائغ ليكشف مدى سخف المنادين بصفوية هذا وايرانية ذاك وقد اختاروا لسؤ حظهم مثالاً كشفهم بدلاً من ان يكشفوه. فعن نسب الخليلي يقول الصائغ:
"هو من آل الخليلي الذين خدموا الطب منذ بواكير تأسيس بغداد ! ومن ثم تأسيس النجف الأشرف وآل الخليلي عرب اقحاح قطنوا العراق منذ الفتح العربي الإسلامي فهم من ثقيف ! وهل ادريك ما ثقيف ؟! هم بنو منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، من قصر، وهم عشيرة الحارث بن كلدة، طبيب العرب المعروف، ورهط المختار", ثم قدم الصائغ قائمة من(14) كتاباً تثبت عروبة آل الخليلي!

إذن فالبروفسور عبد الهادي الخليلي, ليس فقط من اعرب العرب, بل هو ايضاً انسان يحق لأرقى الشعوب ان تفخر بانتسابه اليها. قدم الصائغ قائمة بمنجزاته تحتاج قراءتها وقتاً طويلاً ويكفي واحد بالمئة منها المرء فخراً في حياته. شملت السيرة العلمية للبروف عبد الهادي محمد صالح الخليلي كتباً وبحوثا ومقالات وشهادات في الطب وغيره بل وشملت براءة اختراع: "الآلة البغدادية لاستخراج الاكياس المائية"،1987 اضافة الى الانجازات الكبيرة مثل إنشاء أول مركز جراحي لأمراض محجر العين في الوطن العربي، الحصول على لقب أفضل طبيب في الوطن العربي!

القيمة الإنسانية المستقلة عن القوة والمال وحتى التعليم, تعطي الشعوب الضعيفة المهزومة املاً وعزماً وتحميها من تقمص الذل الذي يسهل ذبحها كبهيمة فيما بعد. انها اخر معاقل وآمال الشعوب الخاسرة. لذلك يشعر المرء بالقلق والإشمئزاز حين تعزف الأصوات الحاناً عنصرية وتنتهك القيمة الإنسانية. أما حين يأتي الصوت العنصري النشاز من داخل الشعوب المقهورة نفسها فأنه امر يبعث على الغثيان والتقزز!

ليس هذا الإنتحار القيمي جديداً في العراق, وقد بدأت الموجة الحديثة من الإتهامات الموجهة للشيعة العراقيين بـ "الصفوية" حسب ما كتب "حامد جعفر" حين نعتت البعثية البحرينية " سميرة رجب" المعارضة العراقية الشيعية بـ "الصفويين."

وحين اشعل صدام الحرب ضد ايران بتكليف ودعم امريكي كبير كان الفكر العنصري الطائفي ضروريا لتبرير الصور البشعة التي كان يعرضها التلفزيون العراقي بفخر لضحاياه المحروقة اجسادهم متناثرين على ارض وطنهم, وكذلك كان ضرورياً لتبرير حملة تهجير واسعة لكل من لسلالته اي ارتباط بإيران مهما كان قديماً, فلم يفلت منه خيرة العراقيين, بل وحتى بعض رموز العراق مثل الشاعر الجواهري. عن هذا يكمل الدكتور الصائغ في مقالته التي تستحق القراءة كاملة (***) ما يلي:
" ألم يتهم البعثيون المفكر البروفسور علي الوردي بأنه فارسي وسجنوه لأنه لم يمجد قادسية صدام المهلكة ! واتهموا العلامة الكبير البروف مهدي المخزومي بانه شعوبي فارسي واخرجوه من الجامعة مع خيرة نوابغ الجامعة دكتور علي جواد الطاهر وصلاح خالص وابراهيم الوائلي؟ وليس ببعيد عنا الدكتور عبد الله الجبوري البعثي والسلفي حين صنع كتابا اسمه الجواهري الفارسي وطبع الكتاب بغلاف اصفر وزعته المخابرات العراقية!"

في تلك السنوات حين اردت يوماً فتح ورشة للإعلانات الضوئية في بغداد, حاولت تسجيل اسمها التجاري "ألخيام" لإعجابي بشعره، فرفض المسؤولون الإسم (بقلق ظاهر) باعتبار ان الخيام ايراني!
تساءلت حينها ماذا سيبقى من الحضارة العربية الإسلامية ان ازيل منها كل من لم يكن عربياً. سنزيل الرازي لأنه من "ري" ( في ايران) والفارابي لأنه من تركستان والخوارزمي من خراسان والكاشي من كاشان والطغرائي من اصفهان وابن سينا الأوزبكي, وغيرهم كثيريون. نعم، حملة اليوم تذكر بحملة الأمس وتحمل علاماتها ونخشى نتائجها.

هل هذه حقيقة مشاعر قومية بالغة وحرص متطرف على العرب ام محاولة غير مباشرة للإساءة الى العرب من خلال فصل العلماء عنهم؟ وسواء كان الحمق وراء السبب او كانت النوايا مبيتة عن قصد فان نتيجة نشر مثل هذه الثقافة العنصرية واحدة: الإساءة الى العرب والمسلمين معاً وانكار دورهم في تكوين الإرث الثقافي والعلمي للمسلمين من غير العرب, والذين نشأوا ودرسوا وعملوا في بيئة عربية اسلامية. ان محاولة تغريب العلماء العراقيين عن العراق والعرب باعتبارهم ليسوا عرباً لهي الوجه "الثقافي" من حملة ذبح العلماء الجارية الآن في العراق. كلتاهما تهدف الى تفريغ الوطن من علمائه.

كذلك فأن من يصرخ ان ثلثي الشعب العراقي ايرانيين, يدعو في الواقع (بدراية او حماقة) الشيعة الى الولاء لإيران وضم العراق الذين هم اكثرية سكانه, الى ايران! إن لم تكن هذه اهداف من يتهم الشيعة بالإرتباط بإيران, فهو احمق لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن ان يحدث ان صدقه الشيعة الذين يهاجمهم! وحتى ان لم يصل الأمر الى هذا الحد, فان من شأن التشكيك بعراقية الشيعة زيادة احساسهم بإرتباطهم بإيران مع كل النتائج العسيرة والخطيرة المحتملة مستقبلاً لمثل هذا الإحساس. ولو كان الشيعة اقلية لكان في ذلك ما يكفي من الخطر, فكيف وهم اغلبية سكان البلاد؟ لو كنت رئيساً ايرانياً وكان لي طموح بضم العراق او جزء منه, لما وجدت خير من ارسال بعض المندسين بمهمة اثارة احساس الشيعة بالإنتماء الى ايران, حتى ان تطلب الأمر بعض التفجيرات, تماماً كما فعلت المنظمات الصهيونية في مختلف البلدان العربية, وخاصة العراق, لدفع اليهود الى قطع ارتباطهم باوطانهم والهجرة الى اسرائيل(****).
الغاء انجاز عمر بن الخطاب

وأما الذي يتهم الإيرانيين بانهم فرس مجوس فيجهد بإعادة عقارب الساعة 1400 عام ليلغي ما انجزه عمر بن الخطاب بتحويل الإمبراطورية الفارسية المجوسية الى الدين الإسلامي, فيحرض هؤلاء على العودة الى مجوسية اجدادهم مادام "المسلمين" لايعترفون بإسلامهم! لو سمعه عمر لقطع له رأسه. والحقيقة ان ايران لا تخلو ممن له مثل هذه الطموحات ولن يجد خيراً من تصريحات الطائفيين والعنصريين من العرب دليلاً يقنع بها المزيد من الإيرانيين لتبني موقفه.

كتبت في مقالات عديدة سابقاً موضحاً فكرتي ان مروجي الطائفية الأساسيين ليسوا طائفيين. وكتبت كذلك ان صدام لم يكن طائفياً (كان اسوأ). الطائفيين رغم خطورتهم احياناً, مجموعة من الحمقى لا اكثر, اما مروجوا الطائفية فلا تدل نجاحاتهم على نقص عقلي, وان كانت تدل على نقص اخلاقي شديد. مروجوا الطائفية الأساسيون محتالون استخدمهم صدام ثم غيره بتخطيط, لترويج مفاهيم طائفية مزيفة, ضرورية لتمزيق الشعب العراقي. ولا ادل على زيف كلامهم من سرعة تغيير "مشاعرهم" القومية والطائفية متى ما هبت رياح سياسية مختلفة. فإن اردنا تصديقهم, وجب علينا ان نصدق ان الإيرانيين يبدلون دينهم بين المجوسية والإسلام كل بضعة سنين!

فحين كانت ايران تدعم تمرد الأكراد كانت عدوة العراق والعرب وكان الحديث عن تحرير الأحواز و الجزر الثلاثة، حينها كانت ايران فارسية مجوسية.

وفجأة تنازل صدام في الجزائر عن نصف شط العرب للشاه عام 1975, فلم يحتج احد لتسليم عربي لجزء من بلاده الى المجوس, بل تبين ان لديهم أشياء جميلة مثل كوكوش التي جاءت تخلب الباب العراقيين بدلعها ورقصها الفاتن وصوتها المثير. لم يبق للمجوس من اثر, ولم يبق من "المشاعر العنصرية القومية" حتى ظلالها، بل صار الفرس المجوس فجأة, جيران مسلمون!

ثم جاءت الثورة الأسلامية, فاغلقت سفارة اسرائيل وفتحت سفارة لفلسطين محلها, فاذا بالأيرانيين يعودون بقدرة قادر, مجوساً! بقي الأيرانيون مجوساً ثمان سنوات قاسية من تأريخ العراق, بل تحولوا الى وحوش كما كانت اغانينا تقول: "ذولة اصلاً مو بشر".

وحين توقفت الحرب ودخل صدام في اشكالات مع اميركا بعد حربه مع العرب هذه المرة, ترك المجوس ديانتهم "المخيفة" ليصبحوا مسلمين اتقياء وجيراناً نثق بهم اكثر من اخوتنا العرب فنرسل اليهم طائراتنا المدنية ليحتفظوا لنا بها امانة خوفاً ان تقصفها اميركا!

ثم جاء الأمريكان الى العراق فإذا بالإيرانيين يبدلون دينهم مرة ثانية ويعودوا "مجوساً" خاصة بعد دعمهم للعرب المسلمين في لبنان وفلسطين بمواجهة العدوان الإسرائيلي, ويصبح الشيعة العرب "صفويين".

ومادام دعم المسلمين يجعل من الأيرانيين مجوساً, فيمكننا بالقياس ان نستنتج انهم لو عادوا يدعمون اسرائيل, واعادوا سفارتها بدلاً من السفارة الفلسطينية كما كانت سابقاً, لصاروا "مسلمين" وجيراناً احباباً لنا مرة ثانية!
ومن يظن منكم اني اقصد النكتة فهو مخطئ.

اخبار يفترض ان تريح عدنان الدليمي..ولكن

على اية حال هناك اخباراً يفترض ان تريح القوميين العرب الكارهين للإيرانيين, فهناك "ايرانيين حقيقيين", سيطردون من العراق على ما يبدو. فقد تجرأت الحكومة ان تقرر طرد المنظمة التي اذاقت العراقيين الموت ايام الإنتفاضة ووقفت مع صدام في قمعها في الشمال والجنوب.
كان صدام يرعاها فتعيد له الجميل، وعندما جاء الأمريكان, وجدوا مجاهدي خلق, مجموعة تزيد على 4000 شخص واقعة في المصيدة وقد اضطرت للتخلي عن اهدافها "الإسلامية الماركسية" الخاصة وصارت مضطرة لبيع "خدماتها" لمن يملك السلطة في العراق. كانوا عصابة مثالية جاهزة لمن يريد ادخال العراق في دوامة الإرهاب, ولسبب ما, "نسيت" اميركا تهمتها السابقة للمنظمة بالإرهاب وسمحت لها بالبقاء في العراق!

ويبدوا ان المنظمة عادت ثانية وهي تحت الحماية الأمريكية الى ممارسة الإرهاب ضد الشعب العراقي مثلما مارسته عندما كانت تحت رعاية صدام. فقد ذكر جرائم مجاهدي خلق بحق الشعب العراقي العديد من المسؤولين مثل نائب رئيس مجلس محافظة ديالى، حيث مقر «مجاهدي خلق», الشيخ ضاري الفهد الاسدي، الذي طالب بطرد عناصر هذه المنظمة التي «تمارس اعمالاً ارهابية ولها علاقات متميزة مع فرق الموت والخطف والتعذيب والقتل»، مضيفاً: «ان سكان المحافظة لن ينسوا الجرائم التي ارتكبها عناصر المنظمة اثناء قمع الانتفاضة في الجنوب وانتفاضة الاكراد في الشمال».

كذلك يقول فاضل الشويلي, مستشار وزير الأمن الوطني: " إن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية -الموجودة بالأراضي العراقية- لها اليد الطولى في نزف دماء أبناء الشعب العراقي."

طيب..اين كنتم؟ لم تكن الشكوك حول مجاهدي خلق وليدة اليوم فلماذا تنبهتم لها اليوم؟ هل امسكتم بها في حوادث محددة الآن فقط؟ كلا الجميع يعرف السبب: المنظمة قدمت قائمة بـ 30 الف عراقي (يبدوا ان معظمهم من الحكومة) على انهم عملاء لإيران ويتلقون الرواتب منها! القصة صعبة التصديق, فالحصول على هذا الجيش الهائل من العملاء ليس بهذه السهولة اولاً, وثانياً اين كان هذا الجيش المتنفذ في الحكومة ولم فشلت ايران في تفعيله لتقديم احتجاج قوي عندما اختطفت القوات الأمريكية دبلوماسييها مثلاً؟ لم لم يتمكن هذا الجيش من العملاء من طرد منظمة مجاهدي خلق قبل الآن وهي من اهداف ايران؟
ثم ان منظمة في وضع مجاهدي خلق الصعب لن تلجأ الى الإصطدام بحكومة يساندها 30 الف عميل بكشفهم وتهديد نفسها بالطرد الى المجهول..ولا يدل تأريخ المنظمة في العراق على مبدأية عالية اجبرتها على قول الحقيقة!
لكن نفي التهمة لايبرأ الحكومة من تهم اخرى: لماذا لم تلجأ الحكومة الى طرد المنظمة عندما كانت تمارس الإرهاب على العراقيين, ولم انتظرت حتى "تتدخل المنظمة في الشؤون العراقية؟" هل ان هذا التدخل, ولنقل انه كذب تام, اكثر اجراماً من ذبح العراقيين؟ هل كنتم ستتركونهم يمارسون المزيد من الإرهاب لو لم "يتدخلوا في الشأن العراقي"؟ اجزم بأن الجواب "نعم"!
الستم مجرمين مثلهم في ترك هذه "اليد الطولى" تعيث فساداً لحد هذا اليوم؟

على اية حال, نعود الى عدنان وجماعته ورعبهم الشديد من كل ايراني بل وكل من فيه رائحة ايراني حتى وان كان عراقياً. نعود لنتساءل كيف سيكون موقفهم إذن امام "ايرانيين حقيقيين"؟ بل ايرانيين مسلحين حتى آذانهم بالدبابات والأسلحة الثقيلة ومدربين على حروب الشوارع والإرهاب؟ ربما تتخيل ان عدنان الدليمي وربعه سيطالبون بسحلهم في شوارع بغداد ويسببون لنا فضيحة كبيرة!
لكن لا داع للقلق من الفضيحة... فالأخبار تقول بغير ذلك!
الأخبار تقول ان الدكتور صالح المطلق أجرى في باريس اتصالات مكثفة مع مسؤولين كبار في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية! وفي بروكسل قال صالح لفينوس فائق قبل ايام :" أنا أتفق معك أن العراق أولاً ، لكن هذا لا يعني أننا نتنازل عن قيمنا و مبادئنا في حماية الضيف". والنعم بهذه القيم! ولم لا؟ الم يوشك احد الأنبياء ان يذبح ابنه من اجل الضيف؟ فما ضير ان يذبح "ضيوفنا وجيراننا" بعض ابناءنا؟ صحيح "العراق اولاً" لكن "الضيوف" قبله, السنا عرباً؟ لاتنسوا الدكتور "المضياف" هذا في الأنتخابات القادمة!

حكمة في الجنون

النائب محمد الدايني الناطق باسم «جبهة الحوار الوطني» أعلن رفضه اخراج «مجاهدين خلق» من العراق او اعتبارها منظمة ارهابية، وقال لـ «الحياة» ان «هذه المنظمة تساهم في استقرار العراق، ولها دور كبير في المحافظة على التوازن الاقليمي»
لحسن حظ العراق والصدفة السعيدة ان جاءته مجاهدي خلق، من كان سيمنحه كل هذا "الإستقرار" الذي ينعم به لولاها؟ وتخيلوا ما كان سيكون حال "التوازن الإقليمي" بدون رجوي وزوجته! كان "الإقليم" سيتأرجح طبعاً ذات اليمين وذات الشمال وينقلب!
استمعوا.. "النائب" الدايني لديه المزيد: «لا يمكن للحكومة او البرلمان اخراج مجاهدين خلق او اعتبارها ارهابية لان الحكومة لا تملك السيادة التي تمكنها من ذلك، والبرلمان لا يمثل سوى اقل من 40 في المئة من الشعب العراقي". هنيئاً للشعب العراقي بممثليه!

لكن اتهام الدايني بنقص الذكاء ليس مناسباً تماماً, فوراء هذا الهوس "حكمة". يكتب جواد بشارة في الحوار المتمدن (عدد 1828):
"....البرنامج الشهير " الاتجاه المعاكس" حيث يتخندق كل طرف خلف متاريسه الفكرية والأيديولوجية والعقائدية والسياسية والطائفية والعرقية وينظر للآخر كعدو وليس كشريك له في الوطن وأنصع مثال على ذلك هو موقف وسلوك النائب البرلماني العراقي محمد الدايني الذي كان وراء مشروع الفيلم الوثائقي البريطاني تخطيطاً وتنفيذاً وكان هو المشارك الرئيسي في برنامج فيصل القاسم حيث لم يتردد في عرض صورة فوتوغرافية مفبركة ليعرض عملية تعذيب شخص في مسجد براثا كما يقول وبحضور رجل دين إيراني ولم يعرف أن رجل الدين الإيراني المعني هو السيد محمد خاتمي الرئيس الإيراني المعتدل الذي لا يمكن أن يشارك في مشهد مثير للسخرية كالذي عرضه السيد الدايني"

وبالمناسبة فقد شاهدت الفلم من الإنترنيت بتوجيه من احد الأصدقاء, وهو يعرض الإرهاب بشكل طائفي متحيز تماماً حيث يوحي بأن السنة وحدهم هم الضحايا, لكن المخرج (ربما لأنه كان بريطانياً) لم ينتبه في احد مشاهد التوابيت, وجود تابوت كتب عليه انه ملك لإحدى الحسينيات!

ربما لو كنت شيعياً لما كان مناسباً ان اكتب ذلك لكني من الجانب الآخر لذا اجد من واجبي ان اتساءل ان كان السنة عاجزين عن تقديم من هم افضل من امثال الدايني والدليمي لكي يمثلهم. واتساءل لماذا يسمح لهؤلاء بترويج احتيالهم وسعارهم الطائفي باسم السنة, مثلما سمحوا لترويج ان صدام كان يحتكر الحكم من اجل السنة؟ هل فقدت كل المقاييس ولم تبق سوى صفة "السني" و "الشيعي" لإتخاذ موقف من اي شخص؟ وحتى ان افترضنا ان الطائفية اصبحت القياس الأساسي, الا تستطيع الطائفة ان تجد لها محترمون من طائفتهم لكي يمثلونها؟ الا يمكن توجيه هذا "الحب الطائفي" الشديد الى رجل محترم من الطائفة؟

إذن, حقد المطلك والدايني وعدنان الدليمي موجه الى "صفويي" العراق فقط, أما مجاهدي خلق, فيبدو انهم عرب اقحاح, ولذا فلا يمكن ان يصدر منهم ما يخيف الدليمي من تهديد قد "يمتد الى البلدان المحيطة بالعراق" ولن يكون هناك "ساعة مندم" ولايعقل ان يحاول احفاد العرب الأعاربة هؤلاء اعادة "ايجاد الإمبراطورية الفارسية" ولذا فلاتوجد في "قلبه لوعة.. قلبه لوعة" لأن "بغداد احمد بن حنبل...ستبقى" ولن تأت " بغداد الصفويين! ...بغداد بغداد البويهيين!.. بغداد القرامطة الجدد!".


(*) http://www.irakna.com/adnan.mp3

(**) انظر مقالتي "علي فردان ودفع الشيعة العراقيين باتجاه الطائفية":
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=43350

(***) http://www.alnoor.se/article.asp?id=2137

(****) في الفلم الوثائقي "انسَ بغداد" يقول احد الأدباء من اليهود العراقيين المهاجرين انه لم يتوفر دليل رسمي على تبني المنظمات الصهيونية مثل تلك التفجيرات لكن الجميع متفق ان هذا هو ما حدث فعلاً.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام المدن بلا محاكمة
- الهنود الحمر يجيبون وفاء سلطان
- وفاء سلطان: -عدنان القيسي- العلمانيين
- أرهاب بريء من الطائفية
- البحث عن راحة الإستسلام: رد على هجوم زهير المخ على مبدأ السي ...
- الوحي زار حاكم العراق في المنام
- مسرحية الإعدام ودفع العراقيين لخيار بين الجنون واحضان الإحتل ...
- إعدام ومقاييس مختلة -1
- محاكمة العراق الناقصة، قمة عالمية في العدالة يصعب تكرارها
- مقطعان ملفتان للنظر من رسالة صدام حسين الوداعية
- الخوف من محاكمة الحقائق- رد على سامر عينكاوي
- ارهابيي الرياضة والرمز: وعي متقدم لاطائفي
- دفع المالكي الى الإنتحار
- القابض على الجمر: مراجعة للتهم الموجهة الى جيش المهدي
- ثلاثة افكار من اجل رد ثقافي على الطائفية والإرهاب
- عادل امام يصالح السنة والشيعة
- الإعتقال المطول السابق لتوجيه الإتهام نوع من التعذيب
- ذكرى مقتل جون لينون, الخنفس اليساري الذي ارعب اقوى رجل في ال ...
- البعث يدافع عن مجتثيه
- إنتقم من الخطأ


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صائب خليل - شيعة العراق صفويين ومجاهدي خلق عرب اقحاح