أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - السالك مفتاح - خطاب الممانعة ..في مواجهة خطاب المهادنة في الصحراء الغربية ..!!















المزيد.....


خطاب الممانعة ..في مواجهة خطاب المهادنة في الصحراء الغربية ..!!


السالك مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 07:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بتاريخ 21 ماي 2005، تفجرت انتفاضة سلمية ما فتئت تنشر سعيرها ليشمل ‏معاقل الاحتلا ل.. وبعد دخول هذه الهبة الوطنية سنتها الثانية، كان لزاما بعد ‏استكمال الشروط ( الاستمرارية ) والأركان ( التجذر ) من وضع اللمسات الأولى ‏لمشاريع دراساتية وتحليلية للظاهرة السياسية عبر تتبع الحصيلة والأفاق، وكونها ‏فعل جماهيري ومنظومة وطنية ينصهر فيها ما هو موضوعي بما هو ذاتي، فإن ‏ذلك يتطلب إتباعا، طرحها على مشرحة البحث عبر عدة قنوات ووفق مناهج ‏عدة، على اعتبارها ظاهرة مركبة يختلط فيها السياسي بالاجتماعي وبمجالات ‏أخرى،كما صنفها البعض ..‏
‏ ونحن على مشارف الذكرى الواحدة والثلاثين لاعلان الدولة الصحراوية، نود ‏بسرد حصيلة الانتفاضة السلمية، وبما حققته على مستوى كافة الأصعدة، النتائج ‏والإنجازات، ضمن هذه الاطلالة .. ‏
‏ ‏
‏ على المستوى السياسي : ‏
‏ ‏
تمكنت الانتفاضة كحدث سياسي و بامتياز، من جني مكتسبات ثمينة:‏
‏- ضرب الإستراتيجية المغربية في العمق، تلك الإستراتيجية المقامة على ‏المغالطة السياسية ، حيث شكلت الانتفاضة بشروطها وأركانها صفعة لهكذا ‏خطاب، فالمظاهرات اليومية الحاشدة ونصب الأعلام الصحراوية والجدران ‏المرصعة بالكتابة، والمتحدة جميعها حول التشبث بالاستقلال كهدف وغاية ‏والجبهة الشعبية كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، في ظل هجمة شرسة ‏من اعتقالات واختطافات ونفي وأبعاد و قمع وتنكيل وتعذيب، كل ذلك أوجد حالة ‏من عدم الاستقرار البادي للعيان خاصة بوجود تحصينات ذاتية لهذه الهبة، من ‏قبيل الاستمرارية والصمود والتوثيق والمسايرة الإعلامية، والرصد والمعاينة، مما ‏أدخل الدولة المغربية في حالة من العزلة الدولية والفضح على جميع المستويات، ‏بعد أن عملت لعقود تحت غطاء التعتيم على عزل المنطقة وسد كل المنافذ أمام أي ‏فعل وطني بغرض تقزيمه داخل رقعة محدودة ومحكمة التطويق والحصار، كل ‏ذلك قلب المعادلة من جديد فأصبح المغرب في وضعية حرجة تنبني على الدفاع ‏وإيجاد المبررات والإجابة على الكثير من الأسئلة المحرجة التي تتهاطل من كل ‏حدب وصوب . ‏
‏ - توالي التقارير الدولية، الحقوقية بالأساس، والتي وجهت كل اللوم والتنديد ‏والشجب للدولة المغربية على خلفية انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان بالصحراء ‏الغربية، فبعد أن قضت دولة العدو قرابة سنوات من التشدق بما سمته العهد ‏الجديد، وطي صفحة الماضي، والمصالحة مع الجميع، واحترام حقوق الإنسان إلى ‏غير ذلك من الخرجات، انطلقت الانتفاضة في الصحراء الغربية لتكون تلك ‏الصخرة التي تكسرت عليها هذه الترهات، والحامض الذي أذاب كل التضليلات، ‏لتظهر الوجه القبيح للاحتلال وتعري عنه ورقة التوت، أمام الشعب المغربي ‏الشقيق والعالم كله، مما جعل المغرب يتصدر كل الدول المنتهكة والفاسدة ‏والاستبدادية، ويجد نفسه في حرج امام الهئيات الدولية التي اوكلت له ضربات ‏تلقاها من طرف منظمات دولية وازنة (العفو الدولية، هيومان رايت واتش، ‏المنظمات الالمانية، الخط الامامي ..) ‏
‏ لقد نبع الماء من الكانون ، بعد سنوات ظن نظام الرباط واهنا إن الملف ‏الصحراوي قد طوي بالكامل، وأن الرهان المتبقي هو رهان تنمية وتعمير ‏المنطقة، لكن الانتفاضة قلبت المعادلة راسا على عقب و أعادت القضية إلى ‏مربعها الأول، بل إلى صلب الاهتمام الدولي والإقليمي، وأظهرت لولاة الأمر ‏بالمغرب أن الملف لا زال مشرعا، ولن يغلق إلا بحل المشكل عن طريق تمكين ‏الشعب الصحراوي من حقوقه الشرعية وعلى رأسها تقرير المصير والاستقلال. ‏
‏ هكذا ، عصفت الانتفاضة بمخططات تستهدف استئصال الهوية الصحراوية ‏وتروم زرع ثقافة الفتنة ، واشاعة حرب الإشاعة والدعايات المغرضة والتشويش ‏وخلق البلبلة، التي كان المغرب يجيد حياكتها وبثها في صفوف الصحراويين، ‏حيث أضحى الشعب الصحراوي أكثر نضجا واتحادا وصمودا بفضل هبة ‏الانتفاضة ومرورها بقوة إلى الطبعة الثانية(انظر الصور والحقائق الموجودة ‏بموقع انتفاضة الاستقلال من داخل المنطقة). ‏
‏ - أظهر الشعب الصحراوي من خلال انتفاضته أنه يد واحدة وجسم واحد إذا ‏اشتكى، منه عضو تداعت له كافة الأعضاء، من الداخلة إلى آسا ومن آسا إلى ‏محاميد الغزلان وإلى المواقع الجامعية المغربية وهذا شكل ضربة قوية لخطاب " ‏الانفصاليين " و" القلة المغرر بهم " و " الشرذمة الواهمة " . ‏
‏ قضت الانتفاضة على عنصر الانتظارية السلبية، بعد ان عجز المنتظم الدولي ‏وامام العبث بقرارات مجلس الأمن أو جولات المبعوثين والممثلين الشخصيين ‏للأمين العام، جاء خطاب الانتفاضة كفعل قادر على فرض خيارات الشعب ‏الصحراوي ، رغما عن انف الاحتلال وتخاذل المنتظم الدولي..ذلك ما ظهر ‏بشكل جلي في هذه السنة، من خلال الزيارات المكثفة للوفود الدولية وإعطاء الأمم ‏المتحدة للملف الصحراوي الأولوية، وكذا إحراج بعض الدول وعلى رأسها ‏فرنسا، أمام وضعية حقوق الإنسان في الإقليم المتدهورة مما جعلها تظهر على ‏حقيقتها كبلد متورط يكشر عن انيابه في مساندة اطروحة الاحتلال في تناقض ‏صارخ مع مثل الديمقراطية وحقوق الانسان . ‏
‏ لقد شكلت زيارة بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتقريرها القوي ‏صفعة كبيرة لدولة الإحتلال، كما كان بمثابة الشهادة الدولية على حقيقة الوضع ‏المزري بالإقليم، ورغم عدم تفعيل توصياته ونشره، إلا أنه كان بمثابة مكسب ‏خالص للانتفاضة السلمية، أظهر للعالم مدى حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق ‏الإنسان بالصحراء الغربية، وأعطى حقائق موضوعية في غاية الاهمية، اذ ابرز ‏أن جميع الحقوق مرتبطة بحق تقرير المصير، ومنح ذلك كفيل وحده بتوفير ‏الحقوق الأخرى، مما أعاد بالقضية إلى مربعها الاول. وكانت شهادة جيمس بيكر ‏كاتب الدولة الامريكي الاسبق عن الصحراويين غاية في الفصاحة..!!‏
‏ وهكذا اتحد الحقوقي بالسياسي حول حقيقة الصراع وفتح الباب على أرضية، ‏قوامها الدعوة لاحترام المشروعية الدولية. ‏
‏ و شكل التقريرين الأخيرين للأمين العام، أرضية مهمة وسابقة من حيث ‏تضمينهما لواقع الحركية السياسية ووضعية حقوق الإنسان بالإقليم، مما يعني أنه ‏اعتراف دولي وشهادة على الوضع الحقوقي والسياسي بالمنطقة، وحرص من ‏أعلى هيئة أممية على وضعية حقوق الإنسان بهذه الأخيرة مما أثار حفيظة الدولة ‏المغربية الغازية، كل ذلك بفضل زخم الانتفاضة وتداعياتها وكشفها لحجم ‏الانتهاكات المغربية المهولة والمروعة، كل ذلك دعم مطلب الشعب الصحراوي ‏في ضرورة توفير الحماية للمدنيين لصحراويين بالمناطق المحتلة، عن طريق ‏توسيع صلاحيات " المينيورسو " أو أية آلية أخرى من شأنها تحقيق هذا المطلب . ‏
‏ لقد دقت الانتفاضة آخر مسمار في نعش الإجماع المغربي المصطنع حول قضية ‏الصحراء، حيث برزت أصوات مجاهرة باحترام حق الشعب الصحراوي في ‏تقرير المصير ، لتفضح حقيقة هذا الإجماع المعلب، مثل حزب النهج الديمقراطي، ‏الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وبعض الصحف والأقلام النزيهة كالصحفي ‏علي لمرابط، وبعض الشخصيات كإدريس البصري وآخرين، مما أوجد حالة من ‏البلبلة لدى دولة الاحتلال التي طالما تشدقت بكون كل الصحراويين يؤيدون ‏الموقف الرسمي، فكانت الضربة من داخل المغرب نفسه، فما بالك بالشعب ‏الصحراوي الذي هتف في وقت واحد بكلمة لا للإحتلال في انتفاضة سلمية . ‏
خلقت الانتفاضة موجة من الحراك السياسي، على المستوى الداخلي وكذلك ‏الخارجي، من خلال إعادة ضخ دماء جديدة في الحركة التضامنية العالمية، بوجود ‏مواد حية متدفقة من المناطق المحتلة وجنوب المغرب، تساعد على الاشتغال ‏والحركية، مما أعطى للعمل التضامني دفعة قوية، حيث منحت الانتفاضة لكل ‏المنظمات والجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي الرافعة السياسية لمزيد ‏من العطاء والوقوف إلى جانبه. ‏
شكلت الزيارات الميدانية لأبطال الانتفاضة وبطلاتها للعديد من الدول ومخيمات ‏اللاجئين، محطة جديدة من التواصل بين مبعوثي المناطق المحتلة بقية العالم، ‏حيث كانت زيارات علي سالم التامك ومنتو حيدار والغالية أدجيمي لعدة دول ‏فرصة مهمة من أجل تقريب الصورة الحقيقية للوضع بالإقليم المحتل وإعطاء ‏شهادات حية عن الواقع المعاش هناك، كما كانت الجوائز التي منحت لهؤلاء ‏الأبطال بمثابة تكريم للشعب الصحراوي ولصموده وعطائاته ولانتفاضته السلمية ، ‏كما أعطت زيارة سيدي محمد ددش دفعة مهمة للاجئين الصحراويين لمزيد من ‏الصمود والتعرف عن قرب على حقيقة الوضع بالمنطقة. ‏
‏ على المستوى النفسي : ‏
‏ غيرت الانتفاضة في نفوس الصحراويين ما لم تستطع سنوات تغييره، حيث ‏أعادت إليهم الدفء من جديد والأمل بالخلاص، كما كان لها الدور الكبير في ‏تخليص الإنسان الصحراوي من بعض العقد والترسبات النفسية التي عمل ‏الاحتلال على تكريسها ، حيث تجاوز الصحراويون ، عقد الانتظارية والاتكالية ‏والخوف والرعب، وانتقل من وضعية الدفاع عن حقوقه ومكتسباته إلى وضعية ‏الهجوم والتحدي والاستثمار والقطف والمراقبة والانتشاء . ‏
‏ لقد ارتاح الصحراويون من وساوس الخشية والتربص والشك والريبة من ‏الجميع، بعد أن عاشوا ردحا من الزمن على إيقاع سماسرة الاحتلال. ‏
انتقل الصحراويون من التستر على المواقف والقناعات إلى المجاهرة بها، من ‏خلال الاستماع للإذاعة الوطنية وشرائط الثورة جهارا نهارا، و المشاركة في ‏المظاهرات، وفي المرافعات في المحاكم والسجون التي تحولت الى منابر ‏لمحاكمة الاحتلال وفضح جرائمه ، والتخلص من كابوس الخوف والرهبة ‏والهواجس . ‏
بفضل هذه الانتفاضة تولدت التربة الخصبة والحافز لكل أشكال الإبداع الذاتي، ‏لظهور وبروز ملكات الشعر الدفينة والخطابة والبلاغة والكثير من الأقلام التي ‏كانت تلفها الحيطة والخشية والحذر . ‏
‏ ‏
على المستوى الإجتماعي : ‏
‏ ازداد التضامن بشكل غير مسبوق بين كافة الشرائح والفئات، والقضاء على ‏أشكال التمييز القبلية والعشائرية والإقليمية، وبرز ذلك من خلال الإعداد ‏والتحضير للمظاهرات وباقي الأشكال النضالية، والمشاركة فيها ، حيث أصبحت ‏التعبئة عن طريق الأحياء السكنية هي الركيزة الأساسية، و أضحت ساكنة الحي ‏بمثابة العائلة الواحدة ، كما أن الجميع يبدي تضامنه مع الجميع، والأولوية ‏للضحايا والمعتقلين السياسيين من خلال عيادتهم وزيارتهم ودعمهم ومساندتهم ‏ومؤازرة عوائلهم، حيث تتدفق الجماهير الصحراوية من كل صوب من الأحياء ‏الأخرى ومن المدن الصحراوية الأخرى، كما أصبح هناك سجال جميل بين ‏الجميع، المعتقلون يتضامنون مع الجماهير، هذه الأخيرة تتضامن مع أولئك، ‏وهكذا دواليك . ‏
عصفت الانتفاضة بالكثير من مظاهر الانحلال والتفسخ الأخلاقي التي اطرلها ‏الاحتلال وحاول توظيفها اذ أصبح هم الجميع هو النضال ضد المحتل، وأضحى ‏الكثير من الأبطال ، يوثرون الابتعاد عن الشوائب والشبهات، لأن الانتفاضة ‏كساحة وطنية فتحت المجال أمام الجميع دون استثناء، لتضع القطار على سكة ‏الطريق الصحيح، يشارك فيه الجميع : نشطاء الانتفاضة في الشوارع والأزقة، ‏التلاميذ في المدارس والمؤسسات التعليمية، الطلبة في الجامعات والمعاهد، ‏المعتقلون السياسيون بالسجون والمعتقلات ومنابر المحاكم،وانتفى الفراغ الذي كان ‏يعشش لزمن ويتسبب لبعض الشباب في نهج طرق منحرفة مشبوهة، وظهر ا ‏الأفق منبلجا ، وأضحى الكل يجد ذاته ومكانه في الساحة الوطنية ...! ‏
‏ أوجدت الانتفاضة العديد من الأسماء والأبطال الذين كان يلفهم النسيان، و ‏ارخت لحركة واسعة قادرة على استيعاب الجميع، حيث أضحى الشعب في كل ‏مكان يحفظ عن ظهر قلب أسماء الأبطال والبطلات، ويتفاخر بانجازاتهم ‏وبطولاتهم، باتت الساحة الوطنية تعج بأسماء لرجال ونساء، لم يسمع بهم من ‏قبل، يكن لهم الجميع الاحترام والتقدير ويتداولون ملاحمهم وعطاءتهم.. كل ذلك ‏اعاد للقضية الكثير من الايجابيات، فلم يعد الاحتلال بقادر على احتوائهم أو ‏ترهيبهم، مثل ما كان يفعل من قبل ، كما أن تعدد هؤلاء خلق نوعا من التنفيس ‏على المناضلين الذين كانوا من قبل محط أنظار ومراقبة الاحتلال حيث تشتت ‏جهوده ولم يعد قادرا على ضبط الخريطة والرقعة والفاعلين . ‏
‏ ‏
على المستوى الإعلامي : ‏
‏ إعلام العدو : أمام الزخم الكبير الذي ولدته الانتفاضة، وأمام بشاعة القمع ‏المغربي للمظاهرات السلمية، وما يرافق ذلك من متابعة و توثيق ذاتي، وتغطية ‏إعلامية دولية، لم يعد من الممكن للإعلام المغربي مواصلة التستر والتضليل ‏وتكرار الخطاب الرسمي، حيث أضحى بعضها يعرج على الحقيقة، فتغير خطابها ‏تدريجيا، فبدل التماهي الكامل مع الدولة أصبحت تعترف تدريجا بوجود حركية ‏سياسية مناهضة للإحتلال ، وأضحت تقر بوجود غالبية صحراوية تؤيد خيار ‏الاستقلال والجبهة الشعبية، فأصبح يقال دعاة الاستقلال بدل الانفصال، والمعتقلين ‏السياسيين الصحراويين بدل السجناء، وأخطاء الدولة والتجاوزات والانتهاكات، ‏وطرفي الصراع، والجمهورية الصحراوية ... إلخ، هذا على مستوى بنية ‏الخطاب، أما المضمون فهناك صحف تحاول الوصول إلى الحقيقة انطلاقا من ‏التغطية في بعض الأحيان، وإجراء لقاءات مع نشطاء حقوقيين وفاعلين في ‏الانتفاضة دون وضع مقص الرقيب أو الرقابة اللاحقة . هذا بالنسبة لبعض ‏الصحف المستقلة، أما على مستوى الإعلام المرئي والمسموع، فليس هناك أي ‏تحسن يذكر، فلا زال هذا الإعلام تتحكم فيه الدولة المغربية ، بل مجرد بوق ‏تنفث من خلاله السموم ، وتفرخ الاكاذيب . ‏
‏ على الصعيد الدولي: ونحن نحتفي بذكرى الدولة الصحراوية الواحدة والثلاثين ، ‏
نقف بعد سنتين من العمل ومن المرافقة المستمرة للفعل الصحراوي الذي لعبت ‏فيه الانتفاضة ، دور المحرك، كونها الفعل الذي فرض القضية الصحراوية على ‏الأجندة الدولية ، وخلق ديناميكية دبلوماسية وزخما اعلاميا وسياسيا للقضية ‏الصحراوية في الداخل وفي الخارج..!! ‏
ذلكم أن الانتفاضة صاغت، هذه المرة وبطريقة غير مسبوقة منذ وقف اطلاق ‏النار، خطاب الدولة الصحراوية،عبر رسلها الذين جابوا العالم شرقا وغربا، ‏وبقوة صرخة الشعب الصحراوي المدوية، للعالم واحتلت قضيته الصدارة ‏واستقطبت الأنظار، بل صارت جسر العبور لهذه الحقيقة في تكسير حجب التعتيم ‏وطمر اطروحات التوسع. هنا برز رواد ملحمة الاستقلال أبطالا بدون منازع في ‏الفعل الذي كان وقعه على الاحتلال،قاسيا و تأثيره مباشرا في فرض الحقيقة ‏الصحراوية وعلى الأرض .. هذا الفعل الذي دونها في وثائق وشهادات دولية ‏كبيرة ووازنة على الصعيد الدولي.. بل أنها وثقته ودونته بقوة التحريك ‏الجماهيري والتضحيات الجسيمة والتجند من حولها. هذه الحقيقة كانت واضحة ‏جلية في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة ومداولات لجنة تصفية الاستعمار ‏والجمعية العامة ولوائح مجلس الأمن ، وإفادة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق ‏الإنسان وغير ذلك من الإفادات والشهادات الدولية التي كان أخرها وفد البرلمان ‏الأوربي ومنظمة الخط الامامي واعترافات منظمات دولية كبيرة مثل منظمة العفو ‏الدولية وهيومان رايت واتش..!! وأكثر من هذا ويزيد أن الانتفاضة ، فرضت ‏نفسها على الرأي العام المغربي ( بعض القوي، الصحافة المستقلة) واخذت تؤسس ‏لنفسها إطارات ذاتية للعمل متماشية والهوامش الممنوحة في ظل الاحتلال مثل ‏تأسيس هائيات ومنظمات صحراوية حقوقية وانسانية ذات اهدف سياسية، من ‏داخل الارض المحتل وعبر مواقع اليكترونية ومن خلال آليات جديدة للمواكبة من ‏داخل المدن المحتلة ومن كافة تواجدات الجسم الصحراوي !!.. ‏
كل ذلك ساهم في إحداث شرخ في خطاب "المسيرة " الرسمي المغربي بفعل ‏مساهمات مناضلي ومناضلات الانتفاضة (في العيون، السمارة، بوجدور، ‏الداخلة..) وفي المواقع والتواجدات الصحراوية داخل المغرب(مراكش، الدار ‏البيضاء، اكادير..).. هنا تمكنت الانتفاضة بفضل فصاحة خطابها وقوة حقائقها ‏ان توضح الغامض وتكرس الدولة الصحراوية برموزها السياسية كهوية متميزة ‏وكينونة ثقافية ممتدة في كل المنطقة .. وأسهمت في الرد على الاطروحات ‏والمغالطات المغربية بمد الصحراويين بمناعات جديدة في مواجهة التحديات التي ‏يروجها خطاب المغرية والمخزنة الراعن في البحث عن خلق انظمة موازية ‏والضرب على اوتار الفتنة والتشتيت للصحراويين عبر حرب بسيكولوجية.. وهي ‏التي ساعدت في التأسيس لنقلة نوعية تخلق الإجماع الوطني ، ترسخ وحدة ‏الصحراويين من حول هدف الاستقلال وتقرير المصير .. تضخ دماء جديدة، تتخذ ‏من التبصر والحنكة، اسلوبا ومن الابداع والتجديد كل ذلك ضمن سيولة ‏المعلومات وجعل الجسم الصحراوي يتوحد وجدانيا في لحظات الشعور بالخطر ‏في مواجهة الدخيل ..هنا لعبت الانتفاضة في مد الحركة الوطنية، بذخيرة حية ‏لمواجهة زبانية الاحتلال المغربي وفضح جرائمه وتعرية اساليبه .. وغذت الهبة ‏الصحراوية ، كفاح الشعب الصحراوي بأساليب جديدة من الابتكار ضمن ديمومة ‏المقاومة المنسجمة مع خطاب العولمة الذي ينبذ العنف ويرنو في أبجدياته نحو ‏حرية التعبير وحق تقرير المصير ويحتضن في أدبياته المرابطين في ساحات ‏العمل الرافعين لأعلام حقوق الإنسان والديمقراطية ..!! كذلك استطاعت وعبر ‏مجمل وسائط الإعلام، ان تترجم هذا الخطاب في مواجهة حرب التشويه ‏والأكاذيب والحرب النفسية، التي تشن بمناسبة وبدونها على كل أبطال الانتفاضة ‏وفعلها المتجدد الذين حاول المغرب رميهم بشتى صنوف الحرب القذرة ..!!‏
وبالنسبة لانتفاضة الاستقلال التي نقف الآن على مرور سنة ونصف عليها كانت ‏الفعل المتميز (بدون منازع) الذي كان مستمرا حاضرا وبقوة في المظاهرات ‏والوقفات والايماءات وفي الملاحقات والاعتقالات وفي المحاكمات وفي شتى ‏مناحي الفعل وحتى في المدارس وفي الجامعات .. هذا الفعل الذي لم ينقطع طيلة ‏وعلى مدار السنة .!! والتي تحتل فيها رموز االدولة الصحراوية(اعلام ، ‏شعارات، مطالب.. تترجم الانضواء تحت لواء الجبهة الشعبية)، الصدارة ، بل ‏هي راس الحربة بفعل رسوخ اهدافها وقربها الوجداني وتفاعلها الحقيقي المتناغم ‏،وتبنيها الحقيقي للانشغالات الصحراوية ..!؟ ‏
وهكذا، اتخذت الجبهة الشعبية ، سياسة تضع الاولويات لهذا الفعل الصارخ من ‏تحت الاحتلال وضع الانتفاضة في موقعها الحقيقي كونها فعلا وطني صحراويا ، ‏يرقى لمستوى ملاحم الشرف التي خاضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي في ‏مواجهة الاحتلام و الاستعمار.. !!‏
واخيرا فان فصاحة خطاب الانتفاضة اعطى سخونة للقضية الصحراوية على ‏الصعيد الدولية في الدعوة لحل النزاع عبر الاحتكام للمشروعية الدولية وفي وضع ‏الية لحماية حقوق انسان بالصحراء الغربية ، الا ان بعض القوة المتنفذة في مجلس ‏الامن (فرنسا) حالت دون ذلك ووقفت بالمرصاد في وجه الحديث عن الموضوع ‏في مواجهة صريحة ، الا ان الراي العام الدولي وبفعل الحضور الذي منحته ‏الانتفاضة للقضة اعلاميا وسياسيا ، قد فضح اساليب ومكر العدوان المغربي ، ‏وشهره بجرائمه القذرة في الارض المحتلة وجنوب المغرب ، وفي كذلك اكتشاف ‏للشعبين الصحراوي والمغربي انهما جاران ينبغي عليهما التعايش في امن ‏واطمانئية بعيدا عن الحسابات و المزايدات السياسات الخسيسة التي تريد لهما ‏الفنتة والتطاحن.. وهي رسالة الانتفاضة للمستوطنين وللراي العام المغربي بان ‏حرب الصحراء الغربية اراد بها النظام السياسي تحقيق مطامح بعينها على حساب ‏الديمقراطية والرفاهية الاجتماعية في المغرب وفي الصحراء الغربية. الشئ الذي ‏كان واضحا في رد فعل بعض القوة في المغرب مثل حزب النهج الديمقراطي و ‏وبعض منظمات وهئيات المجتمع المدني المغربي وفي خروج الصحافة المستقلة ‏عن خطاب المسيرة القديم في الاقتراب من الحقيقة الصحراوية واستضافة النشطاء ‏بل ان بعضها تجرأ على اجراء لقاءات مع اعلى هرم في السلطة االصحراية. ‏



#السالك_مفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات جيمس بيكر- الشعب الصحراوي لم يلجأ قط للارهاب -
- جيش البوليساريو : مهام .. تحديات..!!
- وقف اطلاق النار : استرا حة المحارب ..!! ‏
- جيش البوليساريو.. سنوات الفرصة...!!
- ما بعد التفاريتي
- لاجئوا الصحراء الغربية ..يستغيثون ..!؟
- مغرب 2007 ...بين مطرقة حق تقرير المصير في الصحراء الغربية .. ...
- هيومان رايت واتش الامريكية ..عين على حقوق الانسان في الصحراء ...
- البربر في الصحراء الغربية.. بين حقيقة التاريخ والواقع السياس ...
- البترول في الصحراء الغربية جبهة جديدة في نزاع قديم متجدد..!؟
- الانتفاضة الصحراوية : صاغت خطاب البوليساريو سنة 2006
- لماذا يخشى نظام الرباط .. منطق الديقراطية ...وهل بالامكان ال ...
- في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الانسان: الضمير الصحراوي يستصرخ ...
- البوليساريو ... حقيقة على الارض ..تخشى الرباط منافستها في ال ...
- اتفاقية مدريد لتقسيم الصحراء الغربية : اعطى من لايملك لمن لا ...
- مزالق ومغالطالات الحكم الذاتي في الصحراء الغربية على النظام ...
- !!.. . بعد15 سنة من وقف اطلاق النار وما يراه الظمآن ماءً
- المساعدات الانسانية للاجئيين الصحراويين ..تدخل على الخط في ا ...
- ... انها الحرب النفسية..!؟
- العلاقات الصحراوية الموريتانية : شعب في بلدين ..!!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - السالك مفتاح - خطاب الممانعة ..في مواجهة خطاب المهادنة في الصحراء الغربية ..!!