أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - مصالحة على عجل ( النسخة الثالثة)















المزيد.....

مصالحة على عجل ( النسخة الثالثة)


كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد لقاءه مع بوش في عمان ، وبعد صدور توصيات بيكر – هاملتون ، وبعد ان وصل الوضع الامني والسياسي الى مرحلة الاستباحة الكاملة لجميع مقومات الحياة في العراق ، ( أدرك) السيد نوري المالكي رئيس وزراء حكومة الاحتلال ، ان عليه القيام بعمل ما للمحافظة على بقاءه في السلطة واستمراره في الحكم ، خاصة وان اغلب المؤشرات تؤكد أن هنالك توافق في الاجندة الانية لأدارة الاحتلال وبعض قوى التحالف الشيعي والقيادات الكردية ، تتطلب ازاحته وتغير حكومته وتحجيم داعميه من التيار الصدري ، وتحميله مسؤولية ما الت اليه الاوضاع .

فما هي دواعي ادارة الاحتلال لأزاحته ؟ رغم تبجحها الذي لاينقطع بالعملية السياسية الجارية وديمقراطيتها وشرعيتها ونموذجيتها . فالبرغم من ان توصيات بيكر وهاملتون ، ازاحة الغطاء وحددت عمق المأزق الامريكي ، الا انها شكلت بنفس الوقت عامل ضغط اضافي على ادارة بوش ، بعد فشل حزبه في الانتخابات الاخيرة وسيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بمجلسيه ، فأنها استوجبت تغيير المسار في العراق ، والذي يعني بين مايعنيه تأكيد الفشل والاعتراف به والاستعداد للتخلي عن ( المهمة الكبرى وانجازها) والتواضع في قبول بعض (النجاح ) في العراق .
لذلك فأن هذه الادارة تبغي القفز على شرعية عمليتها السياسية المزعومة ، بتغيير الوجوه واستبدال الأداء ، بما يحقق تجاوزآ يحسب لصالحها ، ويغنيها عن الاخذ بتوضيات بيكر – هاملتون كسلةٍ كاملة ، ولكن هذه المرة بأيدي عراقية ضمن اطار المؤسسة التي انتجتها ( البرلمان) ، فكان الالتفاف ، الذي نشط فيه زلماي خليل زادة بتشكيل حلف جديد من المجلس الاعلى بقيادة الحكيم والحزبين الكرديين والحزب الاسلامي وبالتداول مع اياد علاوي ، لأضعاف وازاحة المالكي وداعميه من التيار الصدري .
ولذلك كان لقاء بوش مع الحكيم والهاشمي في واشنطن لتمهيد الطريق لهذا التغييرالذي ترافق مع اصرار بعض صقور هذه الادارة في انجاز( المهمة كاملة) واهمال بعض التوصيات الاساسية في تقرير بيكر – هاملتون لجهة التفاهم مع سورية وايران ، وما لها من تأثير في الحسابات المتعلقة بالملف النووي الايراني والوضع في لبنان ، ولهذا أجل بوش اعلانه لأستراتيجيته الجديدة بشأن العراق لبداية العام القادم ليرى بعض النتائج من الترتيب الجديد للاوراق ، الذي ربما يسمح له بهامش اكبر للمناورة .

أما المالكي فبدوره يستعد لمنازلة سياسية وميدانية ، في مواجهة حلفاء الامس وادارة الاحتلال والوضع الامني ، وهو يعلم جيدأ ان وقت هذه المنازلة محددآ بأسابيع وليس بشهور ، حيث سيحاول من خلالها ان يثبت ، انه الرجل القوي الممسك بزمام الامور ، والقادر على تغيير الاوضاع نحو الافضل ، والمتمكن من مساعدة بوش في محنته الداخلية ، ولكسب رضاه وادارته على أدائه لزيادة فرص بقاءه واستمراره .

فما الذي يمكن ان يفعله المالكي !

يعلم المالكي وبطانته السياسية ، ان اعمال القتل والترويع والتهجير الطائفي ، تتم برضى واشراف المخابرات الامريكية ، وبفعل الموساد الأسرائيلي ، الذي يوجه المهمات الاساسية وجغرافيتها لفرق الموت الجوالة ، في بغداد وضواحيها ، وهو يعلم جيدآ ان كل ذلك يتم وفق أجندة الاحزاب الطائفية والقيادات الانفصالية العاملة ضمن حكومته ، في تنظيف بغداد الصغرى من السنة العرب ، لللأنتقال فيما بعد لفك ( الطوق) السني المحيط ببغداد الكبرى ، والذي يعني بما يعنيه اجبار السنة العرب بالهجرة الى الغرب لتكريس العزل السكاني الطائفي ، تمهيدآ لتمرير مشاريع فدرالياتهم واقطاعياتهم ولضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة الوطنية ، والتخفيف من حدة ( التمرد) اي المقاومة والتقليل من خسائر المحتلين .
لذلك فأن مهمة المالكي المباشرة وعلى مدى اسابيع مقبلة ، هي اعادة انتاج للمعالجات الامريكية القديمة الجديدة ، والتي تتضمن حزمة من الحلول لتسهيل انجاز المهمة الامريكية في العراق ، وتمهيد الطريق لتمرير مطامح القيادات الطائفية والانفصالية ، والتي لازالت لا تخرج عن منطق الترهيب والترغيب للقوى الرافضة والمناهضة للعملية السياسية .
وهذا ما يتطلب فك تحالفات المالكي بالصدريين ، او اقناعهم بحل جيش المهدي والاعتدال في مواقفهم المعلنة من المحتل ومسايرة العملية السياسية والعدول عن الاستمرار في تعليق عضويتهم في السلطة التشريعية والتنفيذية ، اضافة الى النجاح في استثمار نتائج مؤتمر المصالحة لجهة كبح العنف واضعاف (التمرد) ضد قوات لاحتلال .


وهذا ما اكده المالكي يوم الجمعة 15-12-2006 في اتصاله الهاتفي بالرئيس بوش قبل البدأ بمؤتمر المصالحة الذي عقد السبت 16-12-2006 ، بأنه مصمم على تحسين الوضع الامني في بغداد وضرب واستهداف مصادر العنف ، بما فيها المليشيات والتمرد ويقصد المقاومة الوطنية ، وبذلك فأنه اكد تعهده امام الرئيس بوش ، الذي قطعه سابقآ ، مضيفآ بقطعية نجاح مؤتمر المصالحة الذي تم الاعلان عنه على عجل في عمان اثر لقاءه ببوش .
ربما الشكوك بنجاح المالكي في الوفاء بألتزاماته امام بوش ، لا تاتي فقط من كونه لايمتلك من امر قيادته الاسمية للقوات المسلحة شيئآ ، بل من التناقضات مع حلفاء البيت الشيعي وخاصة المجلس الاعلى بقيادة الحكيم ، الذي يسعى جاهدآ لللاطاحة بالمالكي وحلفاءه من الصدريين ، وكذلك فأن اتساع نشاط المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ، وازدياد خسائره بالمعدات والجنود حتى ضمن المناطق المحاصرة في مناطق الصينية وهيت وحديثة والفلوجة ، يشير الى ان الاحتلال وبكل ما يملك قد استنفذ جهوده العسكرية والمحلية دون طائلِ يذكر عدا القتل والتدمير والخراب .

ان المالكي الذي تغطي حكومته عمل ونشاط المليشيات ، لايمتلك إلا ان يعول على النسخة الثالثة لمؤتمر المصالحة الذي دعا له ، وهو مؤتمرهم للتصالح ، اي انهم يتصالحون مع انفسهم ، حيث تصدرت الصفوف الاولى فيه نفس قيادات (العملية السياسية) للمحتل ، مع جلب ودعوة بعض الذين لاتأثير لهم سياسيآ وميدانيآ ، ليكونوا الديكور الضروري لهكذا جلسات معروفة الغاية والهدف ، لقد ولد هذا المؤتمر ميتآ ونتائجه لا تختلف عن المؤتمرات السابقة ، حيث يفتقد مفهوم المصالحة ، التوافقية ، الضرورية بين فريقين ونهجين وخندقين في النظر وكيفية معالجة الوضع العراقي .
ان ضرب التمرد الذي يعنيه المالكي ، هو ضرب المقاومة التي تقتل جنود الاحتلال وتدمر الته العسكرية ، وبما ان الاحتلال هو من يتحكم بشؤون البلاد والعباد ، فأن الاحتلال نفسه هو من يقف حجر عثرة في طريق المصالحة الحقيقة المفترضة والذي لم يرد له ذكر جدي في كلمة المالكي او كلمات اقرانه من اصحاب العملية السياسية .
لقد تراجع المالكي حتى عن مبادرته السابقة التي طرحها في النسخة الثانية من مؤتمر المصالحة ، والتي تضمنت 24 بندآ ، والتي ايضآ لم تكن بعيدةَ عن لمسات ودعم خليل زادة ، لاسيما وان ادارة بوش قد شجعت الكثير من الوساطات لمحاورة فصائل المقاومة وهيئة علما المسلمين وشخصيات ورؤساء عشائر مناهضة للاحتلال ، لغرض عقد صفقات محلية معها ، ومن ثم لأحتوائها .
ان المالكي يطالب بالمصالحة مع الاحتلال وافرازاته ونتائجه ، وهي محاولة جديدة ، تؤكد مأزق الاحتلال وادواته ،وتعكس انهيار بورصته السياسية .
و بغياب القوى الفاعلة الحقيقية من المقاومة الوطنية والمؤتمر التأسيسي وهيئة علماء المسلمين والقوى والشخصيات والمراجع المناهضة للاحتلال ، فأن تأشيرة الفشل قد ادمغت مؤتمرهم هذا ، والذي اتبع بأنسحاب وعدم مشاركة حتى بعض القوى المساهمة في عمليتهم السياسية كالصدريين وجبهة الحوار وجماعة الوفاق التابعة لعلاوي .
لقد كان منطق المالكي ، هو منطق التماهي مع الوضع القائم والقبول به ، وإلا فالعصى لمن عصا ، ان رئيس حكومة الاحتلال الفاشلة في بغداد في عجلة من امره ، وفي سباق مع الزمن لأرضاء سيد البيت الابيض ، وإلا فالتغيير قادم ، وهو ما يخشاه رئيس حكومة الاحتلال



#كاظم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة مكشوفة في التوقيت والمكان
- مهمة التحرير والبديل الوطني العراقي
- المتغيرات واستراتيجية حزب الله
- هل حملت زيارة رايس أي معاني استراتيجية ؟
- القرارات الدولية وهستيريا العبث الأمريكي
- فاشية المسلمين ! أم فاشية رأس المال الأمبريالي
- معالم ما بعد قرار مجلس الأمن المنتظر
- معالم ما بعد قرارمجلس الأمن المنتظر
- قراءة في متغيرات التكتيك الأمريكي وفرص نجاحه
- ضربة الردع المحدودة
- التوقيت الأمريكي لغياب الزرقاوي !
- الديمقراطيات الوطنية خيار اصيل لمجتمعات الشقاء
- حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت
- المنتفضون ! ليس السُنة من يحابيهم زلماي خليل زادة !
- الحالة العراقية بين الواقع والطموح
- العراق الى اين ؟ سمات المشهد العراقي
- وانقلب السحر على الساحر
- المواجهة المؤجلة ومصير المشروع الامريكي
- مشروع ليبرالي عالمي ام ديمقراطية وطنية
- الترشيد الامريكي لتداعيات الانتخابات العراقية


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - مصالحة على عجل ( النسخة الثالثة)