أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - جهاد نصره - موقع الحوار المتمدن.. وتسونامي الإعلام..!؟















المزيد.....

موقع الحوار المتمدن.. وتسونامي الإعلام..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:34
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


لم تعرف الشعوب العربية الإسلامية فضيلة الحوار منذ ما بعد محاورة إبليس اللعين مع توأمه الرحيم إلى أيامنا هذه..! وهكذا، بقي إبليس بجلالة قدره المشئوم يحمل صفة المحاور الوحيد في تاريخها المديد..! ولأن إبليس وفقاً للعقائد السماوية دفع ثمناً باهظاً لفعلته الحوارية الشريرة تلك، فقد اتعظت هذه الشعوب من يومها، وركنت إلى حوار ( إملاء ) الطرف الواحد الذي أراده صناع هذه العقائد..! أي حوار مدرسة الإملاء التي تعتمد منهج الترهيب والترغيب وهو منهج تربوي متكامل دعامته الأساسية الصلوات المتواصلة ليل نهار، والخشوع الدائم المعَّبر عنه بالسجود والركوع ابتغاء رضى الله ومن بعده رضى خلفاءه ونوابه على الأرض..! وعلى هذا النحو، مضى قرنٌ بعد قرن من عمر الشعوب الإسلامية وهي تقبع رهينة في مدرسة الطاعة، والتلقين، والتحفيظ، والقداسة، وصولاً إلى الزنزنة ( من الزنازين ) في أيامنا هذه..! هذه المدرسة العريقة، أشادها باقتدار أصحاب وسدنة الأديان السماوية منذ تدشينهم حقبة التاريخ الرباني التي انتهت إلى سيادة الأساتذة الإسلاميين بعد فتوحاتهم الظافرة و اللامحدودة..! وقد استثمر هذه المدرسة على أفضل وجه جميع الخلفاء الذين حكموا الأمصار والمصائر، وفي كل مكان حطت فيه جيوشهم الغازية إلى حين تحققت مقولتهم ( وعلى الباغي تدور الدوائر ) في الثلث الأول من القرن الماضي حيث انهارت الخلافة الإسلامية لتبدأ مرحلة الاستعمار الكولونيالي وصولاً إلى الاستقلالات المجزأة التي سلَّم الاستعمار المنسحب خلالها مقاليد الأمور إلى الجيوش المحلية في بعض البلدان المستحدثة، وإلى رؤساء العشائر والقبائل في بلدان مستحدثة أخرى.!
في الثلث الأخير من القرن الماضي، وبفضل المنجزات العلمية المتسارعة، توفرَّت وسائل اتصال وتواصل مدهشة كالبث الإذاعي، والتلفزيوني. وفي العقد الأخير منه، بدأ العرب يتعرفون على شبكة الإنترنت المذهلة، وهكذا، وبفضل مبتكرات التواصل التقني، صار بإمكان نخب هذه الشعوب المغلوبة على أمرها أن تتطلع على أحوال البشر في باقي أنحاء الأرض، وأن تتعرف فيما بعد من جملة ما تعرفت عليه على فضيلة الحوار بين معتنقي المذاهب الفكرية المختلفة التي تعنى بقضايا الإنسان والحياة على الأرض..! و بدأت طلائع النخب العربية تمارس بدورها حواراً ساخناً حول مقارباتها المختلفة لقضايا العرب المركزية وذلك من خلال هذه الوسائل الجديدة المتاحة، وقد تركزت السجالات الفكرية والسياسية في أوساط هذه النخب حول موروثات الماضي، وقضايا الحاضر، وآفاق المستقبل.! وهكذا، ظهرت ثقافة الحوار وبدأت تعم، وتتوسع، و راح الناس يتعرفون على غير ما تقوله الأديان السماوية..! و يمكن تلمس ذلك من خلال تزايد اهتمام الجمهور العريض بمتابعة الحوارات والسجالات السياسية والثقافية أينما وجدت وبخاصة على القنوات الفضائية التي ظهرت حديثاً حيث لا يتطلب منها ذلك بذل جهد كبير كما هو الحال مع الوسائل الإعلامية الأخرى..! لكن، الذي حدث على أرض الواقع وبما يخص المشهد الإعلامي العربي مكتوباً ومبثوثاً، هو أن مشايخ الحجاز الأثرياء، وجيرانهم من المتحالفين أوالمنافسين في باقي الدول النفطية وبخاصة مشيخة دولة قطر، تمكنوا من تخليق تسونامي إعلامي اجتاح الفضاء العربي جارفاً في طريقه من جملة ما جرفه، تلك النويات الحوارية والنقدية التي وقف خلف بعضها النهضويون، والعقلانيون، والتنويريون العرب، والذين كانوا ولا زالوا يحاولون وعلى أرضية الاختلاف والتعددية تخليق ثقافة حوارية تنتج توافقات على الحدود الدنيا وبما يخدم قضايا النهضة والتقدم والحداثة وقبل كل ذلك العدالة ..!
لقد تنبهت الأسر الإسلامية العربية التي تسلمت من الكولونياليات الغربية المنسحبة إدارة شؤون الحكم في البلدان التي تم رسم كياناتها الجغرافية على الخرائط والمصورات وبما يلبي أولاً مصالحها، إلى أهمية وخطورة الإعلام بشكله الحديث وبخاصة من جهة تصنيع أو التحكم بالرأي العام، فسارعت إلى إقامة مؤسسات إعلامية مهنية كبيرة تسِّوق ثقافتها الفقهية التسلطية التي تكرس ديمومتها السياسية القائمة على ركيزة الدين، وصدرت عن تلك المؤسسات العديد من الصحف والمجلات انطلاقاً من العواصم الغربية لضمان الاستفادة من التقنية التكنولوجية، و أقامت قنوات إخبارية فضائية متخصصة وعلى درجة كبيرة من المهنية لخدمة أجنداتها وتكريس هيمنتها المطلقة، وأسست قنوات دينية تلقينية عديدة لكي تتسع لجمهرة الدعاة، والفقهاء، والمشايخ المسترزقين على أبواب تلك الأسر الحاكمة، وقد عملت جميع هذه الوسائل بلا كلل ووفقاً للتوجيهات الأميرية، والملكية، والرئاسية، على تقديم خطاب إعلامي، وسياسي، وفقهي، يناسب عواطف الجمهور العربي المتدين بحيث يبقى أسير مدرسة التلقين والطاعة والمشاعر الإيمانية المجردَّة التي يرثها جيلاً بعد جيل..! وبهذه الصورة، تمكنت الأسر الحاكمة من تشويه، وحرف، وضبط، ثقافة الحوار أولاً، ومن ثم تغييب العدد المحدود من العقلانيين الحداثيين والتنويريين على اختلافهم، وقد جرى تكفير بعضهم، أو تخوينه، وذلك بهدف تنفير الجمهور منهم، واستبعادهم من المشهد الإعلامي كليةً ليحل عبيد الماضي وحراسه بكل صنوفهم الأصولية ضيوفاً دائمين، ومنتجين، ومرتزقة معتاشين، في هذه المؤسسات الضخمة العامرة بالخيرات..! وبالتالي تمَّ برمجة جميع حالات وأشكال الحوار المرغوبة وتوجيهها بما يخدم تلك الأجندات من جهة، ويحافظ على ديمومة المصالح من جهة أخرى بحيث لم يعد هناك حوار تفاعلي حقيقي.! وكل ذلك تم تحت عناوين إعلانية وإعلامية تلفيقية من قبيل حرية التعبير، واحترام الرأي الأخر، والرغبة بالمشاركة، وغير ذلك..!؟
إن موقع { الحوار المتمدن } الذي كان سباقاً في توفير فسحة انترنيتية جادة لفعل حواري ديموقراطي رصين بين الجمع المتنوع والمختلف، لا يزال بالرغم من كل المعيقات وأكثرها خطورة سلاح الحجب، مستمراً في أداء الرسالة في الوقت الذي عجزت فيه مئات المواقع الأخرى عن الاستمرار بنفس المصداقية وحرارة العطاء.غير أنه لا بد من لفت الانتباه إلى أن الطابع الإيديولوجي التنظيري الإنشائي يسم نتاجات كثيرة ظهرت على صفحاته الأمر الذي لم يساعد على تبلور حالة حوار بالصيغة المنشودة..! أي حوار علمي منتج يتلمسه ويتفاعل معه جمهور القراء وجلهم من المهتمين بالشأن العام ذلك لأن لمثل هكذا حوار متطلبات موضوعية وذاتية كانت تغيب إلى درجة كبيرة بسبب الرواسب التي تخلفها العقائد الإيديولوجية التي أصبح بعضها بمثابة الأديان السماوية..! أو بسبب الارتجال، أو التسييس السلبي.! لذلك، كان عدد كبير من الكتاب والمفكرين وبدلاً من محاولة إنتاج أفكار جديدة لتقديمها كمواد حوارية في هذا المنبر، كانوا يعيدون عرض مقولات وموضوعات إيديولوجياتهم وموروثاتهم بهدف ترويجها..! وهي مقولات، وموضوعات، باتت معروفة ومكررة إلى درجة الإملال من واقع كونها متداولة لزمنٍ طويل وبان عقم بعضها نسبياً في غير مكان، وقد عمل بعضهم كما هو ملاحظ، على بذل جهد إعلاني في محاولة لتكريس معتقداته الإيديولوجية بهدف جذب ما تيسر من القراء نحوها بدلاً من الاهتمام الكلي بمسألة تخليق حوار علمي مع الآخر المختلف وهو ما يرنو إليه الحوار المتمدن..! وقد حدث أحياناً أن عمد البعض إلى محاولة تقريع، أو تخوين، أو تسفيه، هذا الآخر المختلف بله الحط من شأنه ومحاولة تصغيره..! ويكمن في مثل هذه المحاولات نسف كلي لمبدأ الحوار من جهة..! وانكشاف حقيقة افتقاد القدرة على إدارة الخلاف والاختلاف بروح العصر من جهة ثانية.!
واليوم، وقد أصبح عمر هذا الموقع خمس سنوات طافحة بجهد استثنائي من أسرة صغيرة العدد..! لا بد من الوقوف باحترام وشكرها لما بذلته وما حققته من نجاحات ملموسة يدلل عليها حقيقة استقطاب الموقع لأكبر عدد من جمهرة القراء والمتابعين العرب بما فيهم مختلف أنواع أجهزة العسس لأهداف لا تخفى على أحد.! وقد يكون مفيداً أن نلفت انتباه هذه الأسرة المنتجة إلى ضرورة البحث عن آليات جديدة لتفعيل حوار علمي مفتوح بين كتاب الموقع حول مختلف القضايا الحيوية بدل الاستمرار في تقديم كم كبير من المواد المكررة التي تخلو مضامينها من أي جديد ملفت مع التنويه إلى أهمية الملفات الخاصة التي جرى تقديمها.! وقد يكون من المقدمات المطلوبة على هذا الصعيد ملاحظة أنه صار من السهل على الكثيرين تدبيج المقالات كيفما اتفق انطلاقاً من استسهالهم لمسألة نشرها..! وقد يكون مطلوباً الوقوف عند الكتابات التي تطرح الأسئلة لا تلك التي تقذف أجوبة تنظيرية يجري تداولها منذ عشرات السنين فمثل تلك الكتابات التي تطرح أسئلة أكثر مما تطرحه من أجوبة تصلح دائما لأن تثري الحوارات وتزيد من فرص إنتاجيتها..!
لقد كان موقع الحوار المتمدن وفياً لقضية الحرية حين احترم مسألة التنوع والاختلاف لكن، حتى اليوم، لم يستطع المتنوعون والمختلفون أنفسهم من الذين وفَّر لهم هذا المنبر فرصة ذهبية، إدارة حوارات وسجالات ثرية ومنتجة فيما بينهم وبما يعزز فعلياً ثقافة الحوار وإدارة الاختلاف بين الآراء المتنوعة والخلافية بروحية متحضرة..! هذه الثقافة التي عمل على تشويهها ولا يزال إمبراطوريو الإعلام الأسروي، والسلطوي، والمافيوي..!؟ بحيث بقي حال هذه الحوارات كحال الحوار العقيم الذي يديره سدنة الأديان السماوية فيما بينهم منذ فترة طويلة.! لقد ظهرت كتابات كثيرة دون مستوى الطموح نظراً لسطحيتها أو ضحالتها أو إنشائيتها، وهي، لا تتلاقى مع الأهداف المعلنة للقائمين على هذا الموقع المتقدم الأمر الذي يستدعي بعض الغربلة، والتدقيق، وإن كان هذا يتطلب جهداً إضافيا بسبب ( الزحمة ) من جهة، ولكونه يقلل إلى حدٍ ما من مساحة الحرية التي أخلصوا لها أيما إخلاص من جهة ثانية..! ويكفي أسرة الموقع فخراً، تلك الحملات التي نظمتها للدفاع عن المعتقلين و المضطهدين في كل مكان و بغض النظر عن الجنسية، والانتماء السياسي..! وكذلك الجهد المتواصل الذي بذلته لدفع قضايا المرأة المتمحورة حول قضية انعتاقها من القيود العديدة التي تكبِّلها نحو الأمام، وتفعيل الحوار حول مختلف الجوانب المتعلقة بحقوقها المستلبة.!
بقي أن نقول في هذه العجالة التي لم تخلو من بعض الملاحظات النقدية النابعة من تقدير مبدأي لأهمية، وفعالية، ونضالية، القائمين على موقع { الحوار المتمدن } الذي نعتبره موقعنا الحميم.. ومنبرنا الجريء، والتي تجيء بمناسبة الاحتفاء بمضي خمس سنوات حافلات بالصخب الجميل:
نعم لموقع ( الحوار المتمدن ) كرأس حربة في معركة معرفية ثقافية سياسية شاملة كانت وستبقى حضارية بكل المقاييس..! ونتطلع إلى مزيد من العطاء في مواجهة حراس الظلام الماضوي والاستبدادي المديد.!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل عورة الرجل العربي..!؟
- خر.. بر* الشيخ أبو درع.. والديموقراطية التلفيقية..!؟
- الرسول ( صلعم ) يتمشى في القاهرة..!؟
- حين يقلق الأوباش..!؟
- الشرف لمرة واحدة..!؟
- العميانيون الجدد..!؟
- النصر الإلهي..!؟
- الرأي العام بين الجاذبية والمصداقية..!؟
- الليبرالية بين جاذبية المصطلح وإشكالية المضمون..!؟
- العلم والعمل والتغيير المستحيل..!؟
- تفكيك الانتصار..!؟
- هرقل العرب.. والتسول الدولي..!؟
- حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟
- إذن: ننام على عسل..!؟
- فرسان ( الشنق ) الأوسط الجديد..!؟
- القلاب غير الصالح في الشرق الأوسط..!؟
- حول الوسواس والاستئناس..!؟
- الليبرالية البدوية..!؟
- حاخامات آوادم ومشايخ أخر زمن..!؟
- المختصر في علم المساطيل.. وما يدهش الرعية..!؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - جهاد نصره - موقع الحوار المتمدن.. وتسونامي الإعلام..!؟