أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام الصميعي - بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين














المزيد.....

بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:21
المحور: حقوق الانسان
    


عندما يضيع الشئ العام تصبح الدولة عبارة عن لصوص و قطاع طرق خطرت في بالي هده المقولة التورية التي جائت على لسان القديس قسطنطين مند قرون خلت و انا منهمك في قراءة عشرات البيانات الاستنكارية ومتابعة عشرات الوقفات الاحتجاجية للجماهير الشعبية التي خرجت في جل المن المغربية شاهرتا غضبها و استنكارها ضد الغلاء الفاحش لفواتير الماء و الكهرباء . ولو حدتت هده الفورة الشعبية الغاضبة في دولة تحترم نفسها لقدم الجهاز الحكومي استقالة جماعية من مهامه لأن الديمقراطية الحقيقية في متل هده الانظمة تبتدا من الشعب و تنتهي اليه. لكن في متل هدا النظام المبني على مؤسسات صورية وحيت المواطن لازال يعتبر في حجرها مجرد فرد مقطوع من الرعية لا تؤتر متل هده الاحتجاجات الا بمقدار من يرمي بحصية في بركة آسنة مترامية الأطراف .

الزيادات الصاروخية في فواتر الماء و الكهرباء التي صعق بها المواطنون في الشهور الاخيرة ليس لها من معنى لتفسيرها سوى أن الدولة أطلقت اليد لدئاب غابة الرأس المال الأجنبي بعد تمليكه لرقاب المغاربة من خلال بيعها للخيرات العامة و المؤسسات العمومية و الخدمات الاجتماية في أسواق الدلالة حتى رسا المزاد على هدا الرأسمال المتوحش والمتعطش لجيوب الكادحين. و العملية تمت بكل لباقة تحت شعار الخوصصة و التدبير المفوض التي زمر لها المزمرون مند بدايتها .

و للتنبيه فان عملية الخوصصة هاته لم تكن بواعتها في المغرب اعادة هيكلة النمط الاقتصادي بل ما تحكم فيها هو أولا خدمة الراسمال الأجنبي بشراكة مع البرجوازية المتعفنة محليا والتي فوتت لها الدولة لارضائها وبكرم طائي العديد من المؤسسات بدأ من تمن درهم رمزي اما الباعت التاني فكان نابعا من تفاقم المرض العضال في الاقتصاد و السياسة المغربية أعني بدلك الفساد المالي فبعد نهب المافيا المالية لصناديق العديد من الؤسسات ( القرض القاري و السياحي الضمان الاجتماعي القرض الفلاحي و الوكالات المستقلة للماء و الكهرباء و النقل الحضري) ارتئت الدولة بعد هجمات جراد المال العام و تفاقم العجز المالي الى رفع شعار مؤسسات و خدمات للبيع لملأ عجز الميزاية .

وبعد سنوات لم تقد الخوصصة ( النهب بطريقة فنية) الى تلك الرفاهية التي طبلت لها البرجوازية الهجنة و خدامها الأوفياء في صحافة الاقتصاد اللبرالي المتوحش(ليكونوميست) عندما كانوا يلقون قولا معسولا على مسامع الكادحين من أن العملية ستؤدي الى خفض تكلفة الاستهلاك و تحسين الخدمات بينما قادت في الحقيقة بعد سنوات الى افقار الفقير و اغناء الغني و ضرب القدرة الشرائية لعموم الشعب المغربي و الاجهاز على الحياة الكريمة و الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية للكادحين وما تنامي معدلات الفقر في المدن و الأرياف الا خير دليل على افلاس هدا التوجه الطبقي الكريه.

وفي السياق داته جاء على عهد وزير الداخلية المخلوع ادريس البصري وبضغوط من هدا الأخير تفويت توزيع الماء و الكهرباء بمدينة الدار البيضاء لمجموعات أجنبية كبرى و ما يدعو للاستغراب ان هده التفويتات تمت في الظلام و بدون أية دراسة اقتصادية أو اجتماعية (عقلية مول الفيرما) و الفضيحة في الأمر أن الصفقة مررت ليكسب النظام المغربي أوراقا سياسية بفرنسا ارضاءا للوبيات اقتصاية نافدة هناك و تلميعا لواجهته . فكل العارفين بمضمون هدا التدبير المفوض يدركون أن هده الصفقة كانت بمتاب قرار سياسي و ضدا على ارادة المساطر القانونية المتبعة حيت تم من خلالها ضرب قانون الصفقات العمومية بعرض الحائط ومنها أن الصفقة ظلت سرية ولم تعلن طلبات العروض بشكل مفتوح علاوة على انها لم تقم باتباع مسطرة الأفظلية بمراعات المستوى المعيشي للشرائح الاجتماعية الكادحة . ادن فجوهرالاشكال لا ينبع فقط من غلاء فواتير الكهرباء و الماء التي صعق بها المواطنون في الشهورالاخيرة فهدا لا يشكل سوى اعراض للمرض الدي ينخر الجسم المغربي العليل وهده الزيادات قابلة للعودة مجددا و المرض الحقيقي الدي ينبغي استاصاله ومواجهته هو مرض الاستبداد المخزني الدي يقهر الكادحين و يصنع ماساتهم اليومية و يستبيح الخير العام.



ومن المضحكات المقرفات أن أعضاء مجلس مدينة الدار البيضاء المنتخبون في ديموقراطية الواجهة لا يعرفون بدورهم مضمون العقد الدي يربط سكان المدينة بشركة ليديك المحتكرة للصفقة لأن الامر يبقى من صميم اسرار وزارة الداخلية . كما ان من بين بنود هدا العقد كون شركة ليديك تتبوء مقعدا مريحا يضمن لها جني أرباح طائلة من نهبها لجيوب المواطنين وبالمقابل فهي غير ملزمة بأية واجبات وهي في هدا شبيهة بالشركات الاستعمارية التي كانت تصول وتجول في خيرات الشعوب المستعمرة بلا حسيب أو رقيب .


وفي تخريجة لما يحدت من هجوم شرس على القدرة الشرائية للمواطين حدتنا الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية مباشرة من البرلمان وهو للتعريف مسؤول عن وفات عشرات المواطنيين هدا العام لقوا حتفهم تحت سخانات مائية مستورة لا تستجيب لشروط الصحة و السلامة المتعارف عليها دوليا . حدتنا الوزير بطلعته البهية في موضوع الزيادات في الماء و الكهرباء زافا لنا خبرا مفاده أن الحكومة بصدد اعداد دراسات عن استهلاك الماء و الكهرباء مطلع السنة المقبلة ( و الدراسة طبعا ستكلف الملايين)و ما أتارني في حديت الوزير هو أنه اعترف بشكل ضريف بنهب شركات التدبير المفوض لجيوب المواطنين و صرح بعضمة لسانه كون الشركات المعنية لا تقرأ بشكل منتظم العدادات المؤشرة لكمية الاستهلاك . و يال الفضيحة ...



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلام الحلاج
- قريبا على شاشتكم تمثيلية برلمانية
- هل يبوس العتماني الواوااا؟
- عزوف المغاربة عن الانتخابات أم عن السياسة؟
- ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان
- حزب الله انتصر آه ...حزب الله انهزم و نص
- حشيش بجميع الأصناف و الرتب في الأمن المغربي
- دموع الصبايا تغشى أوجه الهجن
- باسم الله المجيد تنهب الأموال باليمن السعيد
- وزير الجحش
- بيان من الشعوب العاشبة
- مدخل لدراسة النظرية البوشاوية
- ذكريات الشقاوة عندما ختنت و عندما أحببت1/2
- مادا يعني أن تكون شابا بالمغرب؟؟
- ميلاد جبهة المعارضة السعودية الديمقراطية
- ما قل و دل من سياسة الرباط
- التلف..زة المغربية في العهد الجديد
- كابوس مرعب
- حكومة عيانة
- أمم متحدة ضد من؟؟


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام الصميعي - بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين