أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هشام الصميعي - التلف..زة المغربية في العهد الجديد















المزيد.....

التلف..زة المغربية في العهد الجديد


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 04:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


عادة ما يصنف الخبراء وسائل الاداعة و التلفزيون في الأنظمة الغير الديمقراطية ضمن إطار الأجهزة المحافظة التي تسعى إلى توفير هيمنة السلطة على الجمهور الواسع من خلال تمرير تقافة هجنة تسعى إلى تكريس ماهو قائم وتشكيل وعي يومي سادج لدى المتلقي وهدا هو صميم موضوعنا في هده المقالة التي تنصب حول نقد البنية الوظيفية التقليدية تلك المشكلة لأس المعادلة في التلفزيون المغربي و التي يتم إخراجها بتخطيط من خبراء الداخلية/ الإعلام من داخل الكواليس و تمارس يوميا تحت عنوان إستراتيجية الإعلام في العهد الجديد. طبعا لا أتكلم هنا عن علاقات شخصية استهلكتها الجرائد و الأسبوعيات في المغرب عن محور التقارب بين رئيسة أخبار دوزيم سطايل و الهمة الرجل الثاني في النظام المغربي بل أتحدت عن بنية تحتم خططا و أنماط تقافية تكون في خدمة الأهداف المتوخات من التلفزيون بقناتيه الأولى و الثانية حسب ما تتوخاه طبيعة النظام السياسي .فرجال الصالونات المغلقة يعرفون أن وزير الإعلام و الاتصال نبيل بن عبد الله لا يتمتع سوى بنفوذ ضئيل و شخصية ضعيفة بحيت لا يسيطر على هده الوسائل إلا ضمن المسؤولية الحكومية المخولة له. وفي المقابل هناك لوبيات في الظل هي التي تنفد هده المخططات و تعبت داخل الركح المعتم بدأ من تحديد الخط التحريري للإخبار و التي تشبه النشرات الجهوية لاداعة تانزانيا و نوعية المسلسلات الرديئة و الأفلام الامريكية من درجة تانية إلى التدخل في توظيف الصحفيين و المستخدمين بالقناتين و التي ارتبطت بها زبونية و محسوبية وعلاقات قرابة ضدا على درجات التكوين المهني و المستوى التقافي للصحافيين الشيء الذي كان له تأثير واضح للعيان على جملة من البرامج الوطنية حيت تغيب في مجملها أي حس مهني أو إبداع راقي و تبقى دون المستوى ( وسنعود إلى هدا الموضوع لا حقا) . أول الوظائف التي تجند خبراء الإعلام الجديد في توفيرها يكمن في سياسة التضبيع الشامل عبر خلق و عي زائف في أدهان الجمهور المغربي (أوكما يسميه بورديو لعبة المنع بواسطة العرض) وتمرير واقع يحفه الخيال بعيد كل البعد عن حياة الشعب و هو ما كرس غربة التلفزيون المغربي عن المعاش اليومي للمغاربة من خلال برامج تنشيطية ترهق الأموال العامة و لا تقدم إلا البلادة و الميوعة العوجاء واكبر مثال على دلك هو برنامج أستوديو دوزيم الذي يعده و يقدمه فتى دوزيم المدلل عماد النتيفي المعروف لدى نقاد التلفزيون أنه يهيم في التغنج دلالا أتناء تقديمه للوصلات بحيت يبرك على شفتيه شبقا وليس فنيا لتخرج كلمة أبداا من فمه كأبدان و كولوبان... هدا البرنامج الذي تسرح في أجوائه الباذخة عقول آلاف من الشباب و الشابات إلى لحظات من الفانتازيا المصطنعة غالبا ما يصحون بعد انتهاء شطحات الأرداف المكتنزة و النهود المتمايلة في البلاتو المعتم للبرنامج (كالعلب الليلية) يصحون إلى واقع آخر يختزن الشعور بالغربة في مغرب يكرس الفوارق و تلفزة تتقن فن نشر الاغتراب بحيث يتساءل المغاربة في حيرة من امرهم هل هؤلاء الشباب و الشابات الدين يلبسون أبهى اللباس و يتراقصون بنعمة ظاهرة على هدا البلاتو هل هم من المغرب واش عايشين معانا؟؟ سأجيبكم إنهم أبناء وبنات البرجوازيين و الأعيان من أحياء فلوريدا و كاليفورنيا....من عائلات تعيش في البدخ( واللهم لا حسد) . الاغتراب يتأسس كذلك من خلال قمع الثقافة الأمازيغية كجزأ من الهوية المغربية و تمريرها فقط في فقرات شكلية إخبارية آو بعض البرامج التي يتم اداعتها بالأمازيغية وتتم ترجمتها باللغة الفرنسية في الهامش .و تستتني هده اللغة من النقاشات العامة في التلفزيون و حتى إن قدم الترات الغنائي أو الفني في التلفزتين فهو غالبا ما يكون مجرد لوحات إضافية مختزلة فلكلوريا . معضلة الرقابة و انعدام الاستقلالية تفرض هاجسها بتقل كذلك على التلفزة المغربية و يظهر دلك من خلال أن أغلبية المواضيع التي تناقشها (التلفزة مع نفسها) تكون في الغالب مفروضة مسبقا أو متحكم فيها بمقدار ما يريده صانعوها كما ان شروط الحوار و الاتصال و الزمن بدورها تكون مدروسة بشكل مسبق ليس فقط على المشاركين الدين يأتتون البرنامج بل تفرض نفسها كذلك على الصحافيين الدين يقدمون البرامج بدون إعدادها فهده العملية متروكة إلى كواليس المطبخ . وعلى رأس هده البرامج يأتي برنامج مباشرة معكم على القناة الثانية و برنامج حوار الذي يعده أقدم مسمار من العهد القديم لإعلام الاستبداد المدعو مصطفى العلوي و يلقب بمسقط الطائرات أو بالبراح الكبير ويصح الوجهان. وفي اتجاه تفكيك آليات التثقيف التلفزي نستطيع أن نجزم بأن هدا الأخير تقوم بدور الكاهن المهووس برمي الجمهور بالعنف الرمزي وهو عنف مزدوج يوقع الأدى داخل نفوس المتلقي و اولائك الدي يعملون على انتاجه و تقديمه و لو بدون شعور في نفس الوقت وأولى مظاهر هدا العنف الرمزي يكمن في أن التلفزة المغربية تملأ أوقات الجمهور بأشياء تافهة للغاية فمادا سيستفيد المواطن الغلبان من عرض التكشيطات و الأزياء أو كيفية تحضير وجبة سمك الكالامار الدي يشاهده الغلبان في الأسواق دون أن يقوى حتى على لمسه أومادا سيتفيد المواطن من تمرير زحلقات على الدجيتسكي . وسائل القمع تتعدى هدا المنوال نحو قمع الداكرة الشعبية من خلال تهميش أدوار المقاوميين و الشخصيات الوطنية و الزعماء المغاربة الدين اطروا كفاح المغرب من أجل الاستقلال كالمجاهد عبد الكريم الخطابي الذي لازال اسمه ممنوعا بالذكر في القناتين كما لازال التلفزيون المغربي يرفض استقبال لبعض الفنانين المغاربة كالفنان الساخر بزيز المحاصر. و كل ما يسعى التلفزيون المغربي من خلاله هو تكريس وتقديد بعض الوجوه التيقنوقراطية القديمة الصاعدة من جديد كمزيان بلفقيه و باقي الأسماء من الحلقة الضيقة لمستشاري الملك ومحيط القصر. بعض البرامج التي أصبحت أضحوكة لدى المغاربة ساهمت العديد من الظروف في مسخها منها ضعف تقافة المقدميين لهده البرامج إن لم نقل بسبب دهنياتهم المسطحة حتى أن المتلقي قد يتساءل في حيرته (أشمن)مستوى عند هاد المقدم أو داك؟ و أبلغ مثال على دلك برنامج أبواب المدينة الدي يقدمه شاب لا تكوين له لا في التقديم و لا يتمتع بتقافة واسعة تستدعيها متل هده البرامج التي تسلط الضوء على تاريخ مدن المغرب لكنه تحول إلى نكتة او مجرد عين على السوق بسبب التسلط و التسطيح الفكري . بحيت أصبح بعض المغاربة يلقبون البرنامج السالف بأبواب( الكاميلا) بدل أبواب المدينة نسبة الى (البرهشة) الزائدة لمقدمه حتى ان بعضهم أصبح يتساءل من سلط علينا هدا الغلام ؟ . و في الأخير أتوجه بسؤالي هدا (و بالدارجة المغربية ) إلى و زير الإعلام المغربي دخلنا عليك بالله و سيدي علي بوسرغين و لالة الحمداوية و بكل الأسماء المنيرة مادا سيستفيد المغاربة من المسلسل المكسيكي الغجريات الذي كله اغتراب و ينتر قيم هجنة لا تلاءم مجتمعات متحضرة فبالأحرى مجتمعا متخلفا كالمغرب بحيت أن المسلسل مليء بالخرافة و الشعوذة وقديسات يصنعن المعجزات فضلا عن أنه يشيع تقافة تبشيرية واضحة ؟؟ و إلى غاية أن يجيبني الوزيرعلى جوابي أترككم قريبين لكل أحبائكم بعيدين عن أعين الكاميرات و للموضوع بقية ترقبوا غول المخزن في التلفزة المغربية .



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كابوس مرعب
- حكومة عيانة
- أمم متحدة ضد من؟؟
- أخبار غير عادية من المغرب
- غجري أنا في و طني
- أكذوبة العهد الجديد بالمغرب
- نساء و فتاوي عن تحرير الرجل و زواج المسيار
- نداء لكل المثقفين الأحرار
- مناصب شاغرة بالمغرب..مطلوب مفتي سينمائي وممثلين بلحى طويلة
- سيناريو لحكومة أصولية بالمغرب 2007
- الهوامل و الشوامل


المزيد.....




- بايدن لـCNN: ترامب لا يعترف بالديمقراطية ولن يتقبل الهزيمة ف ...
- البنتاغون: أمريكا ستبدأ بإرسال المساعدات لغزة عبر الرصيف الع ...
- البيت الأبيض: عملية عسكرية كبرى في رفح ستُقوي موقف -حماس- في ...
- رئيس الوزراء البولندي يعترف بوجود قوات تابعة للناتو في أوكرا ...
- إسرائيل تسحب وفدها من مفاوضات القاهرة لوقف النار مع حماس ومس ...
- بالفيديو.. -سرايا القدس- تستهدف جنودا من الجيش الإسرائيلي مت ...
- مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع ” الرمضاني” مساء يوم ا ...
- -محض خيال-.. تركيا تنفي تخفيف الحظر التجاري مع إسرائيل
- RT تستطلع وضع المستشفى الكويتي برفح
- رئيس الوزراء: سلوفينيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول منتصف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هشام الصميعي - التلف..زة المغربية في العهد الجديد