أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام فضيل - قتل امام الله














المزيد.....

قتل امام الله


سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 10:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل الناس تمر في حياتهم الكثير من الاحداث التي تظل عالقة في الذهن وتكون احدها الحاضرة في الذهن تستعرضها الذاكرة بين الفينة والاخرى لان ما بعدها لم يستطع تغطيتها ‘ هذا عند اغلب الناس ‘ ولكن العراقي اذا ما توقف لحظة ليسأل الذاكرة عن الحدث ا لاقرب لها تناوله ‘ فتربكه من كثرة الاحداث التي تبعثرها امامه وكأنها لم تجد مكانا يتسع لكثرة توافد هذه الاحداث واصرارها على الوقوف امام بابها وكل ما فتح قفز الكثير منها دفعة واحدة ‘ وكلها تقول انا اول ما يروى ‘ وهذا ‘ لان العراق بلدا وشعبا يتداخل ويتزاحم فيه كل سحر الشرق وجنونة .
كنت مع الكثير من شباب مدينتي ‘ عمال تركو الدراسة مبكرا ‘ مهنيين وجامعين ‘ قد ارسلنا الى مركز تدريب مشاة النجف ‘ للخدمة الالزاميه ‘ وعلينا ان نمر بدورة التدريب الاولى وبعدها نرسل الى جبهات الموت التي زرعها النظام على طول العراق طوال سنوات حروبه العبثية .
وبعد مرور شهرا في التدريب كنت قد تغيبت مثل الكثير ين وصباح يوم خريفي نودي على كل من تغيب خلال هذه الفترة ‘ وبعد قليل وقفنا في صفوف متراصة ‘ ووقف امامنا ضابط ‘ كال لنا بعض السباب ووعد ا ن يجعلنا نتذكر هذا طوال حياتنا ‘ وبعد وجبة السباب والوعيد أمرنا بخلع قمصاننا ‘ ليكون نصف جسدنا الاعلى عاريا ‘ ومن ثم ابتدئت حفلة التعذيب وامتدت حتى العاشرة ‘ وهو وقت الفطور ‘ وترك زملائنا ساحة التدرب ‘ للاسترحة والفطور ‘ اما نحن فارتدينا ملابسنا ‘ ووقفنا في صفوف متناسقة ‘ وقادنا هذا الضابط وهو برتبة نقيب ‘ والمعلمين ‘ المشرفين علينا ‘ وسرنا لمدة نصف ساعة خارج مركز التدريب وفي ارض مفتوحة ‘ حتى وصلنا الى ساتر ترابي لايزد طوله عن مائة مترا وارتفاعه اكثر من ثلاثة امتار ‘ وامامه في الوسط عدة اعمدة مثبته في الارض ‘ قال لنا العريف هذا يسمى ميدان الرمي ‘ واو قفونا على بعد مسافة اقل من خمسين مترا ‘ وبموازات عشرات الكراسي يجلس عليها رجال يرتدون ملابس لونها زيتوني ‘ وتركت مسافة عشرة امتار تقريبا تفصل بيننا وبين رجال الزيتوني ‘ وامرنا بالجلوس ‘ وبعد لحظات وقف باص صغير ابيض ونزل منه ستة عسكرين اثنين منهم يمسكون بشاب رشيق الجسم طويل القامة ‘ يرتدي ثوب (دشداشة ) ابيض معصوب العينين مقيد اليدين الى الخلف ‘ اتوا به من جهة اليمين ‘ وفي هذه اللحظات لم تعد العيون ترى غير هذا الشاب الذي يمسك به اثنين من الجنود المسلحين وخلفه وامامه جنود مسلحين ‘ وتوجهو به الى الاعمدة المثبته امام الساتر الترابي ‘ وخيم صمت رهيب وكأن انفا سنا قد توقفت ‘ والعيون وحدها ظلت تسير معه حتى وصلوا الاعمدة واسندو ظهره على العمود الوسط وربط بحبل من قدميه حتى صدره ‘ وتركوه وتراجعوا فظل وحده وثوبه الابيض يقف بين الارض والسماء الزرقاء والله الذي توسلناه لحظتها كثيرا ظل صامتا يستمع ويراقب كيف نهض احد الجالسين على الكراسي باللباس الزيتوني ‘ وقراءة من ورقة بيضاء قليل من الكلمات ثم طواها وتراجع قليلا للخلف وتقدم مكانه ثلاثة من رجال الزيتوني يحملون بنادق رشاشة ‘ امرهم بالتهيئ مفر د ا سحب الاقسام ‘ ثم رفع يده وانزلها بقوة ومعها صوت ما زال يرن في مسمعي ارمي ‘ فانطلق الرصاص بالمفرد باتجاه صدره فيخترقه باتجاه الساتر تحلاقه دفقات من الدماء وبعد عدة رصاصات تحرك فانحنى ظهره وتدلى رأسه ‘ وصارالرصاص يخترق رأسة ومن ثم صدره ‘حتى فرغ مخزن الرشاش لكلا الاثنين ‘ وتوقفا ثم تقدم من اصدر امر الرمي وسحب مسدسه ووضعه براسة واطلق طلتا واحدة , وتراجع قليلا وشار لاخر كان يقف خلفه قليلا ‘ فحرك الرأ س المتدلي وقال انتهى !
امرنا العرفاء بالوقوف والمسير الى مركز التدريب وقبل ان نتفرق ‘ اوقفنا الضابط ‘ وقال سيكون هذا مصيركم اذا تكرر غيابكم .



#سلام_فضيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتم المسؤولين عن قتل اهلنا يا قفا النظام ويا وجه طالبان
- الانتخابات الهولندية ونجمها لاول مرة الحزب الاشتراكي
- هل هناك وجه للشبه بين قتل الاطفال والنساء الرضع وبين الحرية ...
- كم انتم فاشلين يامن قبلتم بخيار الحرب ؟
- نقول جرح العراق يتسع تحدثونا عن احد مشايخ البلقان ؟
- الله الارض اقل احتراما من الحيوان في بلادنا ؟
- نسال عرابين الاحتلال
- العراق بين ..الاحتلال والمشروع الوطني
- قادة التقسيم ونظرية ديمقراطية (القندرة ) غاضبون من الاعلام ؟
- دعاة التقسيم يتبادلون التهاني بعد تمريرهم الخطوة الاولى لبنا ...
- الديوانية والنضال ورغبة الجيش بقتل شبابها ؟
- السعادة بين الزوجين.. متى تبدء.. واين تنتهي ؟
- دعاة التقسيم يريدون تسليم العراق وقتل العمال
- ياوزير النفط مع من ستقف مع الشركات ام مع الشعب الجريح ؟
- الرئيس جلال يهين البرلمان بطلبه من الاحتلال الاقامة الدائمة ...
- العاصفة ستمر وعندها سوف لن يسامحكم لا الشعب والتاريخ
- عوائل السلطة الحالمين بتقسيم العراق الى امارات متصارعة
- اهلنا جميعا قتلوا تحت هذا العلم لكن ايقاف الدم اهم من تغيره
- اللبرالين العرب الجدد
- مالفارق بين ضحايا المقابر الجماعية وحلبجة وضحايا جنوب لبنان ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام فضيل - قتل امام الله