أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟














المزيد.....

الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تثار العديد من المشاكل والأزمات بين الدين والعلم وعلي وجه شديد في الخصوصية الطب والدين , فما زال التشابك قائماً بين أنصار العلم وأنصار الدين , من جانب أن الدين فيه كافة الحلول للمشاكل والأزمات والمصائب الخانقة والماحقة للإنسان ولكن بسبب البعد عن الدين وعدم الإلتزام بتعاليمه كان الخسف والمسخ والبلايا والأمراض بسبب واضح وجلي وهو الإبتعاد عن الله سبحانه وتعالي وعدم إتباع رسالات الأنبياء والمرسلين وما أتت به من هدي وهداية للناس الذين تغافلوا عن هذه التعليمات السماوية والآداب الربانية ومن ثم كانت الأمراض والإبتلاءات , ومن هنا كان أساس الأمراض غضب إلهي غيبي لايمكن للإنسان أن يتوقعه أو يتجنبه لأن من يفعل ذلك يكون معانداً ومحاداً لإرادة الله سبحانه وتعالي وذلك حسب المفهوم الديني لأنصار الدين في مواجهة العلم , ومن ثم كان التداوي والعلاج فيه محادة لله وعناد لإرادته التي لاتقبل هذا التحدي وهذا العناد !!
وهذه المفاهيم الخاطئة معطلة ومثبطة لحركة العلم والطب لأنها تبني علي أسس غيبية ليس للإنسان شأن فيها مادامت المرجعية العليا هي لله , ومن ثم تنعدم إرادة الإنسان وتتناهي أما م إرادة الله , لأنه ما أراد الله له أن يكون فهو كائن , وما لم يرد له أن لايكون لايكون البته !!
وذلك من باب ماشاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن !!
والمشكلة أن مشيئة الله العليا لاتريد للإنسان أن يعطل عقله أو تفكيره في إستخدام العلم والتحضر والتقدم في الطب والأدوية والعلاجات الحديثة التي تزيح المرض وتبعده سواء بإستخدام الأمصال أو اللقاحات أو الأدوية والعلاجات المزيلة للألم أو المخففة له , أو الأدوية التي تخدر بوابات الألم لدي الإنسان .
فإذا لم يكن هناك علماء في الطب وفروع العلم الأخري , فكيف يكون حال البشرية الآن بدون مخدر البنج الذي يستخدم في العمليات الجراحية , أو نقل الأعضاء أو إزالة الأورام الخبيثة أو الحميدة من جسم الإنسان ؟
كيف يكون حال البشرية الآن بدون المسكنات للألام التي يتألم منها البشر في حالة ألم الأسنان أو الرأس أو المعدة أو الكلي أو أي عضو من أعضاء الجسم ؟!!
ماذا يمكن أن يكون رد أو إجابة أدعياء أن الدين وكتبه المقدسة عالجت كل مشاكل البشرية ومنها الأدوية والعلاجات الحديثة التي لم تعرفها الكتب المقدسة ولم تتعرض لها إلا بالحث علي طلب العلم وطلب التداوي والعلاج من الأمراض , مع العلم بأنه توجد بعض النصوص الموضوعة والمحرفة والتي ما أنزل الله بها من سلطان تحرض علي التكاسل والإتكالية علي الغيب والقدرة الغيبية الخفية التي ترمي إليها بكافة الألام والآمال دون طلب أو بحث لتداوي أو علاج من باب أن اله هو مسبب المرض وأن الله هو الشافي منه , دون بحث أو أخذ بالأسباب في إكتشاف الأدوية والعلاجات التي يزيح الأمراض أو تتوقع حدوثها ويتم التحصن منها ومن هجومها المستقبلي علي الإنسان , وهناك العديد والأمصال واللقاحات التي تحصن الإنسان من الأمراض التي يمكن أن يكون لها آثار مرضية ضارة في المستقبل , كالتحصن ضد الجدري , والكوليرا , والكبد الوبائي , وهذا علي سبيل المثال لا الحصر !!
وإذا كان المفهوم الديني يقرر بأن : ما خلق الله داء إلا وخلق له الدواء :
فمفاد ذلك أن جميع الأمراض والعلل مرجعها إلي الله سبحانه وتعالي , ولكن من الملاحظ أن الله لم يكتب روشته علاجية لكل الأمراض التي خلقها الله وأوجدها للبشر , ولم يبين أنواع الأدوية والعلاجات للأمراض التي خلقها , مما يكون معه هناك تساؤل علي هذه الخلفية مؤداه : أنه لو خلق الله الداء وخلق وأوجد معه الدواء فماذا يكون دور الإنسان في هذه المسألة من الأساس ولماذا خلقهما معاً وعرفنا بهما معاً ؟! أعتقد أن هذا لم يحدث ولم يكون لأن البحث بواسطة العلم والكشف والتجربة للبحث عن الأدوية والعلاجات للأمراض المتعددة والمختلفة وتحديث الطب والتداوي , فإن هذا مايمثل إرادة الله التي يغفلها العديد من المنتسبين للدين بالجهالة والتخلف دون معرفة حقيقية بمرادات الله في البحث والعلم والتجربة .
بل إن البحث والعلم والتجربة بعيداُ عن إرادة الله يشترك فيه كل من يجتهد ويعمل عقلة وبصيرته , وإلا فماذا يمكن أن نوصف المجتمعات والدول الغير منتسبة لدين من الأديان السماوية كاليابان والهند والصين , بل وأوروبا العلمانية التي جعلت للدين دولة تسمي الفاتيكان ونحت العلم عن الدين , والدين عن العلم وتقدمت في كافة العلوم والفنون جميعها وأرست قواعد للعلم والحضارة والنهضة والتقدم ؟
بل إن العلم ليس دين أو وطن أو جنسية أو بطاقة هويه , لأن العلم إنساني عالمي , من يعمل العقل والمنطق ويأخذ بالأسباب يكن له التقدم والإذدهار ويجني ثمار جهده ومجهوده !!
فلماذا نلصق الدين بالعلم والعلم بالدين ؟!!
ولماذا نعتمد في تفسيراتنا العلمية والطبية والكونية علي الخلفية الدينية والغيبية ؟
إن الدين ليس له شأن بالطب سوي في المسائل والأمور الأخلاقية الإنسانية التي يشترك فيها كافة البشر العاملين بمهنة الطب والجراحة وما يتصل بهما من مهن وما يتمثل في ميثاق الشرف الطبي المهني بين جميع الأطباء علي مستوي العالم , أما النواحي العلمية الخاصة بالبحث والتجريب والنتائج العلمية الطبية فما شأن الدين بها من الأساس ؟!!
بل إذا حدث أمر من الأمور المرضية التي تصيب أحد المنتسبين لدين من الأديان وكان الدين يحرم هذا التداوي أو العلاج مع فرضية أن الطب قد أوجد العلاج الناجح الناجع لهذه الحالة المرضية وأن الشفاء بالتداوي والتطبب بهذا الدواء أو هذه الجراحة به الشفاء الصادق , فماذا يكون الموقف ؟ وأيهما يكون حاكم للمسألة ؟ الدين أم العلم ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟
- لمن العيد ؟ عن السجون والمعتقلات : ماذا يعني العيد ؟
- !!والعار ليس إمرأة
- عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟
- الحائر
- معذرة !! : لا أريد جنتك: عن الدين والآخر
- عن مؤتمر الحزب الوطني : ماذا يريد مبارك الإبن ؟
- الدين والسياسة : دلالات تصريحات بابا الفاتيكان : هل هي دينية ...
- فقه التغيير: بين الرادع السياسي والرادع الإجتماعي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟