أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام الصميعي - ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان















المزيد.....

ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يمكنه اليوم الا ان كان على عينيه شيئ من القش بأن يدافع عن ماسمي زورا , و بهتانا, بالمشروع الأمريكي حول الديمقراطية في الشرق الأوسط, حتى متقفي المارينز العرب الدين كانوا متحمسين للمشروع بالأمس ,وملئوا بكلامهم الشاشات, ونشدوا المعلقات مدحا في الدور الأمريكي, عندما كانت تلقي طائرات مجرم الحرب رامسفيلد بكل حرية بآلاف القنابل العنقودية و الفسفورية على رؤوس الأبرياء اتر غزوها للعراق, حتى هؤلاء المارينز الدين حاربوا بأقلامهم علىالجبهات المتقدمة مع الغزاة بهتوا اليوم, وما فتئت أن خفتت أصواتهم , و ولوا الأدباريائسين, خائبين ,من المواقف الأمريكية و تصرفاتها على الأرض بل هم اليوم كالأيتام يتلوون في حسرتهم, و يضربون أسداسا في أخماس, غير ملومين على سنوات التشبت بالسراب بعد ما تيقنوا بأن واشنطن خدلتهم ,و تخلت عنهم على الجبهة كما يتخلى المنهزمون على المرتزقة عادة من غير استأدان, و بدا لهم أن المشروع برمته في نهاية المشوار كان بمتابة لهاية تلقي بها الأم الشاطرة في وجه طفلها كي يكف عنها بصراخه .
و بديهيا ومن غير العودة الى دروس التاريخ , يظهر أن قوة تميل الى الغطرسة و فرض السيطرة المجنونة على الشعوب بمتل ادارة بوش لا يمكنها أن تكون مبشرة بالحرية, كما أن قوة تشرعن الحرب العدوانية بالكدب و بخاصية عنصرية و مقيتة اسمها الاستعلاء الحضاري لا يمكنها و الحال عليه أن تتحول الى نبراس للديموقراطية يلتف حوله المعدبيين في ممالك الاستبداد, ولا يمكن بقدره أن يتحول مسخ تمتال الحرية بنيويورك الى امراة جميلة تنشد السلام شعرا وتنتر الرياحين في منتجعات اوسلو و مدريد التي طوتها الدبابة الاسرائيلية . و السبب في دلك مقدر على الجملة الاسمية التالية الحكومة الأمريكية يحكمها كدابون و تجار حروب محترفين يحنون الى الحروب الصليبية, ويحلمون بعودة مسيحهم المزعوم مبجلا بدماء الابرياء, يمشي مختالا فوق الجتت لينشر العدل بين الأموات.
ليست هده نظرتي لوحدي كعربي مسلم لأني في عرف نبي الحرب بوش قد أكون فاشيا لا يملك الا أن ينقم على السياسة الأمريكية المتحضرة للغاية, بل هدا الموقف يكاد يجمع عليه معضم خبراء العالم عندما يؤكدون أن غزو العراق أدى الى فوضى عارمة في العالم و غدا سببا مغديا لتناسل الخلايا الارهابية التي أصبحت تهدد كل البقاع وتتوالد, وتنتشر ,كما تتناسل الأورام السرطانية في الجسم العليل , بل ان التدخلات الأمريكية في أنحاء من العالم جعله غيرمستقر, وما نعيشه اليوم هو مجرد فوضى عارمة منظمة, ومحروسة, بالغطرسة على النمط القيصري .
يقول قائل مع فرانسيس فوكو ياما لقد أخطأت أمريكا فرصتها مع التاريخ و كان من الممكن باعتبارها القوة الأولى التي انفردت بقيادة العالم بعد انهيار نظام القطبية التنائية, أن تتدخل لجعل قيم الخير, و العدل تنتصر في النهاية, و أن تعمل على نشر قيم الديموقراطية التي يؤمن بها مواطني الغرب لتخلد هدا الوجه الحضاري في سجل تاريخ الأمم المتقدمة بكل امتنان بين الاجيال. ويضيف قائل كف عن قراءت صاموييل هانتنتنغ لكنها عكس دلك اختارت قيادة العالم بطريقة أسوء من القياصرة الرومان. كسبت معارك بالحديد و الدم و التكنولوية الحربية لكنها خسرت الحرب الحضارية. غزت, وانتصرت بسهولة على الطغيان, وجائت بالبديل الأسوء في العراق.. جائت باللصوص, و ميليشيات القتل, أيقضت هولاكو من قبره, و بوئته كرسي لحكم بغداد, صاحت في ظلماتها بالديموقراطية بيد أنها لم تجني التمار السياسية المرغوبة فحصدت بدلك لعنة العداء الشامل. و يختم بقوله اننا نعيش زمن الصدام الحضاري ولعله و بكل صراحة أزمنة تكسير العضام لحمل العبد على الطاعة و الحضارة بريئة من الحروب ومن مدابح الأباطرة .
لمادا أصبحت أمريكا محورا لقوة تستقطب الكراهية من كل الشعوب؟ و يكفي للتدليل على دلك أن زيارة بوش لأي بلد أسيوي أو عربي يكلف البلد المضيف غاليا, بل تكون الزيارة بمتابة اعلان لحالة طوارئ, وصفارة اندار لاستنفار قوات مكافحةالشغب لكبح حشود الجماهير الغاضبة . ليست هده نتيجة لأخطاء الآلة العسكرية الأمريكية, فحسب كما يقول السياسيون بواشنطن تضليلا للرأي العام الأمريكي وتعليقا أمام الأنظار للفشل على مشجب الجنرالات, و لا هي خلاصة لفشل ادارة واجهة الاعلام المتأمرك الدي كلف العديد من الاستراتيجيات وملايين من الدولارات و تحول في الأخيرالى متل عملية تجميلية على وجه بشع لاتنفع فيه مشارط الطبيب, ولا الماشطة, لترميم وازالت ملامح قبيحة كستها الحروق و الدماميل, انها بكل بساطة محصلة سوء فهم و ضعف شديد في ادراك العالم و شعوبه من طرف المحافضين الجدد هدا الغباء المبين هو الدي كان له السبق في تحديد معالم الفشل الاستراتيجي, الدريع الدي منيت به السياسة الخاريجية الأمريكية المعاصرة. ولن يتسع لكوندي حتى آخر سقوطها المدوي اخفاء صروحه المنهارة وراء ابتساماتها الماكرة أمام العدسات المهدات الى جرائد التزيين .
في تصريح تلفزيوني لمواطن أمريكي حول القانون الجديد الدي سنه بوش حول حرية التجسس ,و اعتقال المشتبه فيهم بالارهاب, استوقفتني بلاغة ومضمون هده الكلمات التي تفوه بها مواطن أمريكي لقد قال و بالحرف لا يمكننا بعد اليوم أن نطلب من حكومات دول العالم أن يتوقفوا عن العمل بأشياء تمس بحقوق الانسان في دولهم بينما في دولتنا تمارس تدابير أسوء منها لقد أصبحنا نشعر بالخجل انتهى تصريح المواطن الأمريكي .
الضعيف يتأتر دائما بممارسات القوي و يحاول تمتلها بالايحاء هدا ما تؤكده مسيرة التبادل الحضاري ,و العلاقات بين الشعوب , وادا كان القوي غير عادل فالضعيف يتحول الى متوحش, ولا يمكن للناكر للعدالة ان يطالب بتطبيق القسط انها خلاصة فلسفية لتصريح هدا المواطن الأمريكي المخلص لقيم الغرب العقلانية و تفسير الخلاصة هي على الشكل الآتي الحكومة الأمريكية أعطت متالا سيئا لحكومات العالم بمعتقل كونتانامو وبما وقع من فضاعات بسجن أبو اغريب , كما ضربت الادارة الامريكية بعرض الحائط القانون الدولي عندما استخدمت القنابل الفسفورية ضد المدنيين بالعراق. أمريكا أصبحت تعاني من فصام بين القيم التي تؤمن بها ككيان جمعي و سلوكها النشازعلى الأرض. المحافظون الجدد أدخلوها الى متاهة عبادة القوة الخالصة وهدا هو أصل الورطة الأخلاقية التي تعاني منها أمريكا والتي ستمضي بها حتما الى الزوال و الانهيار المحتوم.
و صارفي ظل نظام القوة الغير العادلة , بوسع مسؤول عربي أن يقول بلا استحياء أمام المايكروفون لدينا 4000 معتقل سياسي فقط فهم على الأقل في دهنه يقبعون في سجون حكومية, و لا يعانون من الجحيم كما يعاني منه المعتقلين بكوانتانامو تحت اشراف رائدة الديمقراطية الأولى في العالم متلما صار لرؤساء الحكومات الاستبدادية أن يجهروا بكل فخر بالقول لدينا سلاحا نوويا .
كيف يبدو الانسان العربي اليوم في ظل نظام قوة غير عادلة تسيطر على العالم وما المطلوب ؟ بجرة قلم دبحت الادارة الامريكية أحلام النخب الديموقراطية على هيكل مصالحها القومية الامبريالية, و لم يبقى أمام قوى التغيير الديموقراطي في العالم العربي سوى الاستعانة بقوتها الداخلية في مواجهة الاستبداد الدي أصبح ,اما محروسا من قبل الغطرسة الأمريكية, أو مضغوطا عليه, بواسطتها من قبل معارضات عميلة مهيئة في الخارج ان لم ينصت جيدا لتعاليم الامبراطورية ويقدم تنازلات. و المطلوب تغيير ديموقراطي شعبي بعيدا عن أمريكا و نخبها العميلة يحصد أخطاء السياسة الخارجية للحكام العرب الدين ارتموا في أحضان أمريكا بتآمرهم على القضية الفلسطينية, وسقطت عنهم ورقةالتوت في المواجهة الأخيرة بين حزب الله و اسرائيل وكشف مخططاتهم وفضحها من جهة و الاستفادة من حركية الجماهير العربية التي أبانت في السنين الأخيرة عن نضجها والتفافها حول مطالب التغيير الديموقراطي كبديل للاستبداد وانظمته التي اضحت تعاني اليوم من العزلة و الهشاشة, بكل وضوح المطلوب تحرك شعبي يراهن على انتفاضة الجماهير .
مادا تعني الديموقراطية اليوم؟ في العرف البوشي كلمة الديموقراطية لا تعني سوى نخب حاكمة مغتربة قابلة للترويض بالضغوطات من جهة, ومكلفة باطاعة الأوامر تسهرعلى تليين تدفق النفط الى الأسواق العالمية و مصلحة اسرائيل تأتي على رأس الأولويات . ومن المآسي الصارخة بصور الظلم أن يكون الشعب الفلسطيني هو أول ضحية بعد الشعب العراقي لهدا النظام المتأمرك. فبعد أن أعطى هدا الشعب المناضل من أجل حريته , و العريق في التاريخ أنبل الدروس في الديموقراطية المعاصرة فانتخب بشفافية يمكن مقارنتها بالديموقراطية السويسرية حكومة منتخبة سيدة تمتله. و بدل تشجيعه للمضي على هده السكة عن طريق دعمه من طرف العالم الحر عكس كل دلك جعلته أمريكا يندم على تطبيقه للخيار الديموقراطي, فجاء حصار غزة و القطاع جاهزا بعقاب جماعي ,يندر بالمآسي التي عاشها و يعيشها اليوم في وضع الحصار الشعب الفلسطيني ويترجم اليوم بما يعيشه الفلسطينيون من ظروف قاسية , و مدابح على ايدي الصهاينة و لا يمكن لهدا الخيار الأرعن و الجبان الدي فرضته الخطة الصهيو أمريكية للاجهاز على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني وتركيعه لا يمكن لهدا الاجراء العدواني الجائر, أن يكون الا خزانا مظلما لتقوية الأصوليات و تأجيج الكراهية والكفر بالديموقراطية. والمطلوب هنا تحرك شعبي للشارع العربي للمطالبة برفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني قد تسئلوني في الأخير عن موقفي من الديموقراطية الأمريكية فلا اجد ما اقول الا قولي ألا ان ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان . فاجتنبوه



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله انتصر آه ...حزب الله انهزم و نص
- حشيش بجميع الأصناف و الرتب في الأمن المغربي
- دموع الصبايا تغشى أوجه الهجن
- باسم الله المجيد تنهب الأموال باليمن السعيد
- وزير الجحش
- بيان من الشعوب العاشبة
- مدخل لدراسة النظرية البوشاوية
- ذكريات الشقاوة عندما ختنت و عندما أحببت1/2
- مادا يعني أن تكون شابا بالمغرب؟؟
- ميلاد جبهة المعارضة السعودية الديمقراطية
- ما قل و دل من سياسة الرباط
- التلف..زة المغربية في العهد الجديد
- كابوس مرعب
- حكومة عيانة
- أمم متحدة ضد من؟؟
- أخبار غير عادية من المغرب
- غجري أنا في و طني
- أكذوبة العهد الجديد بالمغرب
- نساء و فتاوي عن تحرير الرجل و زواج المسيار
- نداء لكل المثقفين الأحرار


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام الصميعي - ديموقراطية الأمريكان رجس من عمل الشيطان