أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - ((اجتياح لطهران ودمشق من شمال وجنوب غزة))















المزيد.....

((اجتياح لطهران ودمشق من شمال وجنوب غزة))


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

تتسارع الأحداث الدامية والأزمات السياسية في الميدان الفلسطيني, والأنظار شاخصة صوب صناع القرار في بلاد الغربة والمنفى, مخاض عسير للقرار الفلسطيني عبر غرف العمليات المركزية المتنقلة برحلاتها المكوكية, بين طهران ودمشق والدوحة, يخطف القرار من ميدان المعركة إلى بلاد الغربة والضياع, وهذه طامة كبرى حلت بالشعب الفلسطيني الذي حافظت قيادته عقودا كاملة على استقلالية القرار الفلسطيني, وكان لهذه الاستقلالية الاستراتيجية ثمنا باهظا, من الحقد والدموية والفتنة الفلسطينية المستوردة من هنا وهناك.

إن ما يدور خارج الساحة الفلسطينية من مؤامرة وقرصنة والتفاف على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني, لهو عار ما بعده عار, والتاريخ يعيد نفسه ولا نريد أن نعتبر, فتنة الزعتر تعود متنكرة بحلتها الجديدة لتعبث بحرمة الدم الفلسطيني, وصادر عنوان القرارات السياسية بأيدي فلسطينية.

إن ما يجري في تلك العواصم لهو تدخل سافر ومقيت في الشأن الفلسطيني, متجاوزا حدود الدعم الذي يعتبر فرض عين على كل عربي ومسلم للمرابطين في الخندق الأمامي حماة شرف العروبة والإسلام, شرف الرباط هذا حدده نبينا المصطفى المختار المبعوث للعالمين, ببيت المقدس واكناف بيت المقدس, فكيف لنا أن نتنازل عن هذا الشرف العظيم, لنرابط في غير عرين التشريف والتكليف الرباني, ويصبح القرار الفلسطيني ككرة رخيصة تتقاذفها الأهواء والمصالح السياسية, بين هذا التلف العربي الإسلامي, وبين ذاك التحالف العربي الصهيوني, والمصيبة إننا نعي جيدا مخاطر ذلك التقاذف العبثي, ومصلحة كل طرف من أطراف الاستقطاب, والسعي باستماتة لامتلاك عنق القرار الفلسطيني ومحاولة بيعه أو مقايضته في سوق النخاسة السياسي, الممتد مابين واشنطون وتل أبيب, وقد تكبدنا جراء ذلك الاستقطاب التاريخي آلاف الضحايا, ورسمت تلك الأيادي العابثة حدودا شاسعة على خارطة الفرقة والتشرذم الفلسطيني, فالقرار الفلسطيني ملك شعب, مرابط, مجاهد, قدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى, ومازال يعطي بغزارة ولا يبخل بجود النفس والمال والبنون, من اجل إعلاء كلمة الله وتحرير الأقصى الشريف الذي اعتبره بعض أقطاب الردة في زمن العولمة السياسية والأيدلوجيات الخارجة عن أصول الدين, انه مجرد مسجد أو بنيان لا يقدم ولا يؤخر!!!فتبا لكل من تطاول على معراج النبي الحبيب محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم, وتبا لكل من تطاول على قدسية قرارنا الفلسطيني الذي هو ليس للبيع ولا للمقايضة ولا للمساومة.

فمتى تكون قياداتنا التي تدعي المسئولية الوطنية على وعي ببواطن وأبعاد التدخلات الخارجية في ثياب وطنية, لتستهدف القرار الفلسطيني وتستثمره في غير مكانه المقدس وطنيا متى؟؟!!

نعم نحن ومن خلال موقعنا في الخندق العربي الإسلامي المتقدم نذود عن حياض الوطن الكبير بأرواحنا, نعم نحن بحاجة إلى تظافر جميع الجهود العربية والإسلامية والدولية, من اجل مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم, ‘لكننا سنكون مسخة إذا ما سمحنا بمصادرة قرارنا الوطني المستقل, لكي يتم إعادة صياغته بلغات وطلاءات باهتة لا تتناسب ولون ميدان المعركة الحقيقي, فهكذا نخون العهد والقسم ودماء الشهداء, فالشعب الفلسطيني مهما ادعى الصهاينة والقراصنة, فانه يستطيع حكم نفسه بنفسه لكنها المؤامرة المتواترة منذ 1917 ومرورا بتصنيفه من الفئة(أ) في العام 1929 القادر على حكم نفسه مع الحاجة إلى تأهيل, لكنها المؤامرة دائما استهدفت القرار الفلسطيني, بقوة المال والتأثير السياسي وابتزاز قيادة هذا الشعب عندما تستضيفها بلاد الشقاق والنفاق.

والجريمة المضاعفة إننا ورغم جحيم المعركة وخذلان الأشقاء, أراد الآخرون الإجهاز على تاريخ ورصيد هذا الشعب العظيم المرابط ليجردوه من كل عوامل القوة, ويقصوه عن أماكن التصاقه بالوطن الأم ويشتتوه خلف البحار وفي المنافي السوداء, ولم يكتفي هؤلاء بالفرجة الرخيصة على المجازر الصهيونية بحق أطفالنا ونسائنا وشبابنا, وصمتوا كأصنام قريش, بل أرادوا جمع الغنائم السياسية اعتقادا منهم بوهم سبق وان اعتنقه الصهاينة من قبلهم, أن الهزيمة والاستسلام حلت بالشعب الفلسطيني, وعليهم أن يسلبوا القرار الفلسطيني من بين الركام مقابل حفنة من الدولارات الأمريكية القذرة, أو مقابل إيواء بعض قياداتنا في غربتها القاسية, فقد خسيء كل من ساورته نفسه بان هذا الشعب يقهر, حتى لو شاركوا في حرف المعركة والتناقض الرئيسي مع الاحتلال, ليحل مكانه الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني, فلن ينالوا قيد أنملة من هذا القرار الفلسطيني المعمد بدماء الشهداء الأبرار, وقد قارع هذا الشعب الكنعاني المرابط الصهيونية على مدار مئة عام, ومازال بنفس الروح والإصرار على كنس الاحتلال وانتزاع الاستقلال.

إن من يراهن على استلاب القرار الفلسطيني لكي يجلب الأنظار السياسية, كي تكون عاصمته الغراء قبلة للسلام الرخيص فهو واهم ولن يجني إلا السراب.

ومن اعتقد بان الشعب الفلسطيني في أقصى درجات ضعفه وإرباكه ملوحا باستخدام القرار الفلسطيني الخارجي لإحداث فتنة وتصعيد ليمتلك مفاتيح الحلول فهو كذلك واهم بأحلامه, فقد فشلت كل أجهزة الصهاينة من الشين بيت وحتى الموساد في إحداث تلك الفتنة لامتلاك القرار الفلسطيني وفرض أجندات مشبوهة, فمن فكر بهذا النهج فهو واهم وسيجني الخزي والعار.
ومن عاد إلى رشده ليعلم إن المراهنة على شخص يستضيفه أو مجموعة قيادية حالت ظروف القهر الصهيوني دون التحاقها بميدان الشرف في فلسطين الحبيبة, فهذا رهان مكشوف ومفضوح وخيانة عروبية وإسلامية, فمن عاد إلى رشده ليقرأ التاريخ جيدا فقد فاز بسطور بيضاء في قاموس الشرف الفلسطيني.

فهذا الشعب منذ أمد بعيد اقسم بدماء شهداء الأبرار, أن يسقط شبح الوصاية من أي كائن كان, ويرحب بأخوة الإسلام والعروبة لدعم الوفاق الوطني, لا تصدير الفتنة واستثمار التصعيد حتى ينقض المحتل على شعب تنهك قواه الأعمال الإجرامية الدموية, التي سيندم كل من تلطخت يداه بدماء أبرارنا بتعليمات الانتهازيين والمارقين من أنظمة الاستثمار الدموي والمرجعيات الغير فلسطينية.
ورغم أن الاحتلال المتغطرس والمتربص بشعبنا دائما, لا يحتاج إلى مبررات كي يكمل مسلسل الجريمة والهمجية والمجزرة المتجذرة في الأصول الصهيونية وبروتوكولاتها السوداء, لكننا نسمع ونقرأ ونرقب يوميا أن الجبهة الفلسطينية ستتعرض لعملية اجتياح واسع النطاق, بحجج واهية أولها قضية الأسير الصهيوني(شاليط)والأسلحة المتطورة التي حصلت عليها التنظيمات الفلسطينية, والإشارة إلى ازدياد النفوذ الإيراني السوري, وعرقلة صفقة تبادل الأسرى, والتشكيك بالضمانة المصرية, وإفشال المبادرة القطرية, وبعض هذا حقا يراد به باطل من قبل قوات الغزو الصهيوني.

لكن تلك التقاطعات والتدخل الذي بلغ مداه في إدارة الأزمات الفلسطينية ثبت أنها تزيد السيئ سوءا لان تلك الجهات تتعاطى مع احد أطراف المعادلة وتدعمه في مواجهة الطرف الفلسطيني الأخر, وتعطل كل مبادرات الوفاق الوطني ومعالجة القضايا العالقة بأيدي فلسطينية, فقد بدا واضحا على كل المسارات التأثير الإيراني السوري في غير مصلحة الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية.

فمن يعتقد أن غزة كما جنوب لبنان ستكون الميدان الثاني للحرب بالوكالة بين طهران ودمشق من جهة, وبين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى, فهو لا يجيد الحسابات, مع اختلاف بعض مقومات النصر والهزيمة, داخل قطاع مساحته كملعب كرة قدم أو نادي سباق للخيل السياسية, وهو الأعلى كثافة سكانية في العالم, فهذا الاعتقاد خاطيء لان الميدان للمعركة الحقيقية معركة التحرير وليس منازلة من اجل أهداف سياسية غير فلسطينية, والاحرى بهم أن يوسعوا جبهة القتال إلى امتداد الجولان كي نقاتل على جميع الجبهات, ورغم ذلك فإننا لسنا من اليوم بل منذ أزل المنازلة نمثل كل العرب والمسلمين في معركتهم المصيرية, دون أن يكون العنوان سياسيا وأدواته امتلاك تلك العواصم للقرار السياسي والوطني الفلسطيني, لإدارة أزمة الاجتياح القادم لا محالة إلى غزة قاهرة الغزاة ولن يكون الاجتياح إلى دمشق أو طهران, إلا إذا تزامن مع الاجتياح الدموي الصهيوني القادم, مساندة صاروخية من طهران ومن دمشق لتوقف المجزرة الوحشية!!!!



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة متعددة التسميات...أزمة بلا حدود !!!!
- (( انفصام الخطاب السياسي وازدواجية شرعية الاحتلال))
- انتخابات مبكرة = كارثة مبكرة
- حماس وقبول الدولة الفلسطينية العلمانية!!!
- حرب المنازل جَبانة!!
- الأحد الأسود((غزة برميل بارود مشتعل))؟؟؟!!!
- مناشدة للرئيس محمود عباس - لنزع فتيل انفجار اللحظات الأخيرة
- سحقاً للحكومة وللرئاسة لسنا قطعان متسولين !!!
- أمراء الحرب...لا تصدقوهم...لا تناصروهم !!!
- مبادرة حماس ((حديبية ثانية بعد 1378 عام ؟؟؟ أم أوسلو جديدة ب ...
- الإنفجار ؟؟؟!!!
- جمعية اقرأ والندوة العلمية(( الشباب آلام وآمال
- تداعيات الهجوم على السفارة الأمريكية في دمشق ؟؟؟
- **الدعم المطلق والحَذِر لحكومة وحدة وطنية**
- قراءة مجردة((إذا كان الخطأ بشمولية وفتح الإضراب فالخطيئة في ...
- أما آن لفتح أن تَتَرَجل..أن تتحرر؟؟؟
- نقطة نظام:البرلمان الفلسطيني إفراز تعاقد فلسطيني_إسرائيلي؟؟؟ ...
- سؤال استراتيجي: ماذا لو تم احتواء إيران؟؟؟!!!
- التخبط الإسرائيلي والعقوبات الجماعية
- خمسة جبهات بإرادتين !!!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - ((اجتياح لطهران ودمشق من شمال وجنوب غزة))