أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد حنا بيداويد - اهكذا يا عرب؟















المزيد.....

اهكذا يا عرب؟


وليد حنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ صغرنا و قبل توجهنا الى المدرسة الابتدائية كنا نسمع من الوالدين عن الصفات العربية الجميلة و عن شيمتهم و حسن معاملتهم وتسامحهم عدم غدرهم . فضرب العربان من اهل البادية مثالا رائعا عن تلك الصفات من حسن الاخلاق و الضيافة و احترام الاخرين ، وكنا فيما بعد كذلك نشاهد بعض المسلسلات التلفزيونية فى التلفزيون العراقى و التى كان تحكى عن حياة البداوة العربية وصفاتهم الجميلة و كرم الضيافة لدى هؤلاء الاقوام و اتذكر كيف تعرفت انا كاهل شمال العراق و قبل ان اذهب الى المدرسة الابتدائية ، على الشخصية العربية و اللباس العربى التقليدى و بقت تلك الصورة محفورة فى الذاكرة لحد يومنا هذا و كذلك تعرفنا على بعض اكلاتهم الطيبة ذلك من خلال الدعاية للسمن النباتى العراقى انذاك و الشبيه طمعه بالسمن العربى الطبيعى و الشهير ( دهن حر) و لصورة الراعى العربى باللباس العربية التقليدية تلك الصورة التى كانت مطبوعة على صفائح السمن النباتى المختلفة الاحجام والتى كانت تنتجها الشركة العامة للزيوت النباتية العراقية و كانت تسمى (دهن راعى) . فالعرب البغداديون على سبيل المثال يتميزون بالانفتاح اكثر عن باقى اهل المحافظات فالجامعات العراقية و منها المستنصرية و جامعة بغداد لها التآثير الايجابى المباشر على اهل العاصمة فزادتهم ثقافة و طيبة و لم يكن الانسان العراقى يحس بالتعصب او المضايقة او التفرقة ابدا عندما كان يسافر الى بغداد العاصمة لقضاء عمل ما او لمراجعة دائرة ما و اشتهر اهل بغداد بالطيبة و حسن المجاملة و التعامل و الحق يقال، و كان اهل البصرة كذلك مشهورون بالطيبة والكرم و الضيافة و كنا كلما اكلنا التمور تذكرنا البصرة ثغر العراق الباسم و الميناء العراقى الشهير و التى تشتهر بالعشرات من اصناف التمور الطيبة المذاق و اهلها الطيبون ، اما الحلاويون فكانوا مشهورون بالضيافة و الكرم واشيع عن اهل البدو بانهم اكرم العرب و اضيفهم و هكذا اشاع العرب تلك الصفات عن نفسهم و تميزت العرب عموما بالكرم و الضيافة العربية الشهيرة و عدم الغدر بالاصدقاء و الجيران محبة سابع جار وعدم الضرب فى الظهرو عدم خيانة العهد و المعاهده و عدم الاعتداء على النسوة و العزل و الاخلال بها هى طعن بصفات الرجولة و كرامته امام العشيرة و الناس و كذلك كانوا يحمون كل من كان يلتجئ اليهم فى اوقات الشدة و الحروب و اوقات الضيق . وكذلك محبتهم لاهل الكتاب و عدم الاعتداء عليهم و حمايتهم من الاعتداءات واجب و شرف وهذا هو مربط الفرس فى كلامى هنا.
فالصفات من العلاقات و الطيبة و التسامح و الروح الانسانية هى موروثات شعبية و ليست نتيجة لمرحلة ما ، فانها لا تنتهى بانتهاء الانظمة و الاحزاب او الرؤساء او الملوك او الحكومات ولا تموت ايضا نتيجة لظرف سلبى طارئ و زائل مهما طال ، و لا تولد تلك الموروثات ايضا بولادة شخص او حزب ما و لا تنبعث من جديد نتيجة بعث بعض الاسباب لاحقا ان لم تكن هناك موروثات متجذرة و عميقة لتلك الظواهر الجميله و الحية لدى الشعوب الاصيلة.
فما حصل فى العراق نتيجة احتلال الوطن من قبل الاميركان وانهيار السلطة و الحكومة المركزية وما صاحبه ايضا من انهيار القانون والنظام و التشريعات المعمول بها ، بات الوطن على شفير حرب اهلية لا ترحم عقباها ابدا من خلال الوقائع اليومية الحالية ، انها لكارثة كبيرة ما بعدها كارثة اذا حلت بشعب ما فان مصيره الزوال الحتمى و انها لعنة من الله على ذلك القوم .
فنتيجة التطاحن بين الفئات السياسية على الساحة العراقية المتنفذة فى الوقت الراهن ونتيجة المرض الخبيث الذى جلبه الاميركان منذ ساعة احتلالهم لارض الوطن و تغذيته من قبل اصحاب الشآن ذو الارتباطات الخارجية و المخابراتية العميلة تستفحل المشكلة كل يوم اكثر لصالح هؤلاء ذوى الارتباطات الخارجية ، فما تسمى بالحكومة العراقية فانها عاجزة كليا عن الخروج من هذا المآزق الكبير الذى يعيشه شعبنا و تغذيه بعض العناصر السلطوية الحالية ايضا المشاركة فى الحكومة هدفه تآسيس نظام عميل لاحقا يمكن الحاقه بنظام اسيادهم فيما بعد لو سنحت لهم الظروف و الارضية المناسبة بذلك رسميا و هذا ما يسعون اليه من خلال طرحهم لفكرة الاقاليم.
فانهيار فى مؤسسات الدولة العراقية و قوانيها على يد هؤلاء الاوباش و العملاء صاحبه انهيار فى الاخلاق الموروثة الشعبية و فى كرم العرب وطيبتهم و عدم الاعتداء على الجيران و اهل الكتاب والصابئة كشعبين اصيلين و المحافظة على بيوت العبادة للمسيحيين و الصابئة كما يوصيهم القرآن و الاحاديث النبوية و السنة البنوية الاسلامية المقدسة، فالان بدآت موجة ارهابية حاقدة وشعوبية ترافقها ريح صفراء جديدة ليست من شيمة العراقيين الاصلاء ابدا ذلك باختطاف رجال الدين المسيحيين وذبحم و رميهم على قارعة الطرقات.
فالمسيحيون و الصابئة او بالاحرى اللذين لا يدينون بالاسلام دينا فى العراق يدفعون الثمن باهضا الا وهى حياتهم كل يوم اكثر وتقوم عناصرالميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والتى فقدت ادنى مقومات الشرف فى محافظات الوسط و الجنوب و الموصل ام الحقدين تحديدا و كركوك ايضا بالاعتداءات اليومية على دور العبادة للمسيحين و الصابئة و على رجال الدين و على كل من لا يدين بالاسلام دينا و كذلك يقوم بعض جيران المسيحيين و الصابئة فى الوسط و الجنوب و الموصل ام الحقدين مستغلين ضعف السلطة و لتوافر مقومات الاعتداء فى ظل الحكومة المريضة واللاقانون و الفوضى السائده فى كل مرافق الدولة العراقية ، يقومون هؤلاء برمى اوراق التهديد داخل بيوت المسيحيين والصابئة و امهالم و تخويفهم بترك بيوتهم وسياراتهم ومحالهم و مصالحهم التجارية لصالح هؤلاء و يفتى ائمة المسلمين بعدم شراء تلك الممتلكات من المسيحيين لانهم سيتركونها تحت تهديد السلاح ، و اذا ما رفض المجنى عليهم عن تنفيذ تلك التهديدات سيتعرضون للقتل لا محالة و هذا ما يحصل فعلا كل يوم و يقوم بعض آئمة المسلمين و بتبريك افعال هؤلاء المجرمون و المنحطون اخلاقيا و يصدرون الفتاوى بتحليل تلك الاعمال المشينة و المخالفة لكل التعاليم السماوية من قبل الميلشيات المسلحة المتنفذه والبعيدة كل البعد عن الاخلاق والشرف و الانسانية وكذلك تصنيف المسيحيين و الصابئة بالكفره فمحاربتهم و طردهم واجب دينى على عاتق كل مسلم على اضعف الايمان هذا ما يفتى به رجال الدين المسلمون العرب علنا فى خطب الجمعة . هكذا يبارك رجال الدين المسلمون العرب تلك الاعمال الاجرامية بحق كل من ليس مسلما يا ايها العرب الشرفاء !
ليس هذا وحده فقط و انما اعمال القتل و اغتصاب الفتيات المسيحيات و الصابئة امام مرئ و مسمع قوات الشرطة و الحكومة العراقية المشلولة ومن مرئ اعضاء الاحزاب التى لا تعد و لا تحصى التى يزدحم بها الشارع العراقى ( احزاب لا تحل و لا تربط و يافطات و شعارات شبع من العراقى منها و اكلها الدهر وشربها ، مقرات ، سيارات فارهة ثم نهب من الخزينة) هذه الاعمال التى يندى لها جبين الانسانية و شرف المبادئ الحزبية و الوطنية والمدفوعة من قبل ائمة المسلمين ايضا فى كل من بغداد و البصرة و الموصل ام الحقدين حسب الوثائق ( صورة و صوت و تبليغات ) التى وصلت الى اوروبا و تحليلها ( حلال) للقيام بها من قبل هؤلاء زادت من الامور تعقيدا و فوضى .
و هكذا انهارت كل تلك الصفات الطيبة العربية التى اشيعت عنهم قديما بانهيار السلطة المركزية و اشاعة الفوضى العارمة من كل النواحى. فجزم الكثير من المهتمين بالسياسة و من المثقفين العراقيين و العرب و من مختلف الاتجاهات و الافكار ان الامور قد تتحسن كثيرا نحو الافضل بعد زوال النظام و احتلال اميركا للعراق ولكن ما حدث كانت نتيجته بالحسبان بالنسبة لى انا على الاقل ولم اتفاجئ بها ابدا.
فبعد وصولى الى الدانمارك سنة 1997 آحتكيت بالعرب الموجودين فى هذا البلد بصورة مباشرة و بشكل كبير اكثر مما كنت بغداد و الموصل تحديدا
ان ما اقوله هنا لا اقصد منه الاساءة للعرب ابدا و لا طعنا بهم ، بقدرماهى حقيقة عن بعض العرب و ليس كلهم بطبع الحال.
لم اشاهد طيلة السنوات الماضية و انا فى الدانمارك الا وما ندرعربيا لم يصلى و لا يصوم و صافي القلب إلا و يملئه الحقد الاسود و الدفين على كل من لا يدين بالاسلام دينا و على الدانمارك و شعبه الذى فتح لهم قلبه و بابه و حماهم وتعامل معهم بلطف و انسانية ، لم اشاهد و لم المس عربيا يمكن ان يثق به الا و خان فى النتيجة و غدر بصاحبه و صديقه ، لم اشاهد و لم اسمع ان عربيا يرحم ابدا، لم اشاهد و لم اسمع بعربيا متسامحا و طيب القلب، لم اشاهد عربيا يحب غيره من المسلمين الا وغدر بهم.
يظهر ان الحكومات العربية تتعامل مع شعوبها بيد من حديد و بلا هوادة و تنفذ القوانين الصادرة من الدوله على هذه الاسس ولوجود اسباب و مقومات و بعضها تم ذكره اعلاه يستدعى ذلك واقعيا.
فالتعامل العربى الرسمى بصورة عامة بين الدول العربية ايضا هو خير مثال على الشخصية العربية و الانسان العربى الذى لم يتطور ابدا نحو الرقى ، لم يستفاذ الشعب العربى من الموروث الحضارى الاصيل و كذلك الدينى الذى يومن به إلا و خالفها و ناقضها.
فالمسيحيين و الصابئة باتوا وقودا لحروب العرب المتاسلمين من سنة و شيعة و كلما اشتد القتال بيما بينهم يدفع المسيحيون و الصابئة ضريبة تلك الحروب و الان شرد المتاسلمون العرب اكثر من ثلاثة ارباع المليون مسيحى من ديارهم الاصلية ومن وظائفهم و مناطق سكناهم فى البصرة و العمارة و بغداد و الموصل مدينة ام الحقدين و كركوك. ذلك باتجاه الشمال حيث كانوا قديما معا فى شمال الوطن جنبا الى جنب مع الكورد.
هذه هى حقيقة و شيمة العرب المتاسلمون يا ايها العرب، ذبح اهل الكتاب الصابئة و اغتصاب الفتيات و الفتك بالنساء والاعراض.
لكن التاريخ لا يرحم ابدا و سيكتب عن اعمال هؤلاء السفلة المشينة و المخلة بالشرف و البعيدة كل البعد عن كلام الله و على صفحات سوداء ، لعنة التاريخ و لعنة الله و البشر على هولاء المنحطون و الدونيون. فهؤلاء ساقطون دينيا و مفلسون سياسيا ، عصابات لا تملك ادنى مقومات الشرف و الانسانية ، انهم كالمكروبات يجب عدم الرحمة بهؤلاء من قبل الشرفاء وحاملى المبادئ الشريفة.
عاشت الشعوب الحرة الاصيلة المتعطشة للسلام و الامان والسلام والى الطمائنية و التقدم.
الموت ولعنة الله و لعنة الشعب و الوطن على الظلامين المتاسلمين القتلة اعداء الله و البشر و التقدم و الانسانية.



#وليد_حنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن فى نظر بعض الشيوعيين
- علموه الرماية،
- نصب تذكارى للبطل شافيز
- نگرة السلمان جديدة اسمها الدانمارك
- مؤتمرات و مهرجانات
- الى رجل الاعمال السعودى حسن المهدى بعد التحية
- العراق و الزمن الاخر


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد حنا بيداويد - اهكذا يا عرب؟