أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبدو عبدو - بازار ٌ على الجسد














المزيد.....

بازار ٌ على الجسد


محمود عبدو عبدو

الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


الطب والعلاج باعتبارهما الحل الإنساني للألم الجسدي والنفسي , والطبيب ذاك الحامل مفاتيح الراحة بأنامله وعلمه, إذا عمل وفق تعهده وكلمة قسمه الطبية الإنسانية ووصية الأولين له " ابقراط " ,.
الذين حلفوا , هنا نذكّرهم بـ " قسم الطبيب " الذي أدلوا به نعيده عسى أن تنفع من نسي كل حروفه أو بعضاً منه
: ((اقسم بالله العظيم أن أتقي الله في مهنتي وأن أقوم بما استطيع في اختيار أنجع الطرق من أجل التخفيف عن المريض ومساعدته على الشفاء وأن لا أقوم بأي عمل يكون ضرره على المريض أكثر من نفعه وأن احترم كرامة الإنسان حياً وميتاً وأن أحفظ سره واستر عورته وأن أثابر على طلب العلم واحترم وأتعلم ممن هو أعلى مني أياً كانت صفته وألا اكتم علماً اعرفه وأن أتعاون مع كل من يعمل في المهنة الطبية لمصلحة المريض والله على ما أقول شهيد )) .
و للعظماء الذين لا يزالون على قسمهم باقون هؤلاء الأطباء حملة شّعلة المعالجة والنور عبر التاريخ .
بينما الثمن الذي يتقاضونه يظهر ويبرز أنيابه حالياً كحدٍ وفاصل بين الطبيب ووظيفته الإنسانية والسبب هو تعلقه بالمادة أكثر من رسالته .
وهذا الفاصل " الثمن " الذي يكبر مُبعداً إياه عن دوره الحيوي الرفيع في تحويل الألم إلى فرح كما كان الشاعر والطبيب الهندي طاغور يدعوإليه ويفعله ممارسة ً .

فوق الجسد يجتمع مرافقو المريض والطبيب والثمن !!!
تتأرجح اللغة بين أخذٍ و رد ٍ , ويتضح وينتفخ الثمن وتنتفخ معها أحقاد الحاضرين وقلوبهم كبورصة للعملات النقدية
بازارٌ حقيقي أبطاله بعض الأطباء , والمكان المشافي الخاصة والعامة والعيادات , ولوحة البازار والتحفة هي جسد المريض وألمه

بازارٌ على الجسد

الطبيب المختص هو ربّانُ هذا المشهد البازاري " إن جاز التعبير " الذي يمارس بازاراً مختلفاً مكانه الجسد المسكين " طبعاً " باعتباره الضحية والأساس في هذه اللعبة والمسابقة المحمومة
وكذلك العيادة الخاصة فالطبيب لا يدخل على المريض /الجسد , حتى يقبض ثمن فعله الإنساني!! .
أو متابعته في المشفى الحكومي التي توافيه أصلاً أجره شهرياً مُدّعياً بأنه وفـّر عليهم براكين الأسعار في المشافي الخاصة .

لكنه!!؟
مارس بازاره بصورة مختلفة , موحياً بأنه يخدم الجسد الممدد في المشفى بفعلته تلك , فقد يقوم أحدهم بالطلب من أحد مرافقي المريض بمراجعته في العيادة أو المريض المسجى نفسه , بدعوى الكشف وفتح القطب لعملية كان قد أجراها في مشفى حكومي أو أجراه احد تلامذته المتمرنين ليقبض هو الثمن , مقابل تحريك المشرط وعدة قطب ليقبض آلافاً من الليرات السورية , وما شابه ليبرز صوته البازاري في الطلب والمتاجرة بمعرفته .

وهنا لا ننفي عنهم بأنها مهنتهم ومصدر رزقهم ولكن ؟!
عندما يتعدى الأمر المهنة إلى فعل تجاري وجمع للمال فهنا للحديث كلام آخر .

عندما يوجهك طبيب ما لمشفى خاص , بدعوى إنها أوفر خدمة وأنظف , ليدخل في البازار حينها , كلٌ من المشفى والمخدر و المخبري والصيدلي والممرض وكافة العاملين في صراع القيم هذا فكأنه يصطاد سمكة /مريضاً/من بحر الروتين و المشافي الحكومية وأمثال هؤلاء يسمون المراجع المريض زبوناً .
طرح المرحوم الكبير طاغور ديانته الشعرية واسماها " ديانة الشاعر " ليلزم الشاعر الإنسان بالمساعدة وتفضيل إنسانيته على الفردية والجشع , أين طبيبنا من ديانته وقسمه الأبقراطي هذا
أين هم من عبارة تشيخوف الذي قال في رسالته الأخيرة لأخته :(( ساعدي الفقراء , أحفظي الوالدة , عيشوا بسلام )) .
التي حبذا لو علـّقها أمامه كلما بازر على الجسد
وحبذا لو عُلـِّق في مدخل كل مشفى حكومي وخاص عبارة عملاق الإنسانية ميخائيل نعيمة القيّمة علـّها توقظ فيهم شيئاً
: (( من حقر إنساناً احتقر نفسه , ومن بغض إنساناً بغض نفسه , ومن حاول أن يهضم حق الإنسان لا يهضم إلا حقه نفسه ))
عوضاً عن تحديد ساعات الزيارات والفرجة وما شابه من توجيهات عامة لا تفيد ولا يتقيد بها احد .
وهو ما نلمسه ونعيشه في المشهد الصحي والعلاجي , الذي لا زال يحمل الكثير من هذه القصص الملحمية المبكية الدالة على جشع البعض واستهتارهم بأبسط القيم الآدمية .

هذا الجسد بين أيديكم لا تحيلوه مزاداً لشهواتكم المادية
وها نحن نقلد الشاعر الألماني ماورر إذ قال

: (( كي يمتلئ برميلك المثقوب بالماء ألق به في التيار ))

وها نحن نلق هذا البازار وهذه المعضلة في تيار الصحافة الهائج !!!.
ديرك11/8/2006



#محمود_عبدو_عبدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص بحجم حبة الكرز
- برمجة ُ البسمة
- الموت تحت أقدام الصغار
- قصص قصيرة جدا .........جداً
- عولمة الجوارب
- لحن واحد إلى وردة الكوثر
- السلال قديماً وحديثاً
- وتريات كردية
- حديثُ الأنامِل
- دمعة سخيفة في حضرة دم الشهيد
- أنثى الجِّهات الأربع / 1-4/
- حديث الحيوانات
- المُتكوِّر في الغابة
- صاحب الظلال الواقفة -ميخائيل عيد
- تجارة الرقيق -صفحات من التاريخ الأسود للبشرية
- التحدي العولمي والحراك الثقافي
- قصص قصيرة جدا ...جدا
- غرفة محشوة بالأماني


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبدو عبدو - بازار ٌ على الجسد