أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - ما هو أبعد من الترجمة كردياً : لالش قاسو ومترجمه المثالي















المزيد.....



ما هو أبعد من الترجمة كردياً : لالش قاسو ومترجمه المثالي


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 03:00
المحور: الادب والفن
    


ترددت كثيراً في كتابة هذه المقالة الطويلة نسبياً، لأن ثمة أكثر من نقطة مستثارة فيها، ولأن الذي أحاول محاورته في الفسحة البيضاء، له عندي مكانة معتبرة:
كونُه قدم عدة روايات بالكردية أعتز بالمدى المفتوح فيها، مهما كان الموقف منها، من الناحية المعتقدية، أو من ناحية رؤية الكاتب الفكرية..
ولأنه في رواياته سعى جاهداً إلى استثمار موهبته كثيراً، معتمداً تصورات ومعطيات تاريخية ومفردات متداولة في بيئته الكردية، أغنى بها اللغة الكردية ذاتها، بغض النظر عن مدى دقتها.
ولأنه بدماثة خلقه في أكثر من منحىً، كما عرفته عن قرب، وكما احتفى بي ، في بيته في ستوكهولم، أثناء زيارتي الأخيرة إلى أوربا، ومن خلال ما دار بيننا من أحاديث شتى، إلى جانب مجموعة من الكتاب الكرد الذين تعرفت إليهم وكتبت عنهم ( حسن مته، أنور كاراهان، خصوصاً)، ترك أثراً في كتابتي عنه، ولا يمكن أن أنسى هذا الجانب فيه، ولعلي في حواري معه، ومن طرف واحد هنا، من خلال أفكار تخص الترجمة وبنيتها الفكرية، لأن الترجمة أبعد من كونها جعل النص المترجَم ناطقاً بلسان لغة أخرى، وشخصية القائم بالترجمة، في الفسحة الضوئية البيضاء هذه، وأنا في الصميم، وموقفه من ترجمتي لروايته الموسومة( أيام حسو الثلاثة)،وصمته اللافت حول الثالثة ( الخراب)، منذ أكثر من سنوات خمس، والضجيج الذي ثار حولها مؤخراً، دون أن يشير هو نفسه إلى هذا الجانب، وما أثاره هو، وذلك في حواره مع الكاتب خالد جميل محمد الذي كتب مقالاً مطولاً عن أخطائي( أغلاطي) في ترجمة الرواية، حيث المقال والحوار نشرا معاً في العدد الأخير( التاسع) من مجلة ( حجلنامه) الكردية، وباللغة العربية التي يصدرها الشاعر محمد عفيف الحسيني في السويد، لتكون الرمية نافذة أكثر في الهدف المرسوم، والغموض الذي يجلو خلفية المادتين، ومن ثم ما دار بيني وبينه ، في مراسلات متعددة في نهاية الشهر السادس سنة 2006، أحاول قد المستطاع أن أبقي الود الشخصي على طرف، هو ود لشخصه، رغم ما تخلله من غموض لافت تالياً، مركّزاً على الجانب الأدبي والنقدي، إنما دون التخلي عما اختطته في ( وعي الذات الكردية)، مفصحاً عن أن البقاء في حدود الكتابة باعتبارها ذات الكاتب الأخرى الذات البعيدة، أو القصية عن ذاته اليومية: السلوكية، إجراء غير مجد ٍ في المدى المنظور، طالما الكاتب نفسه يتحصن داخله، ويعرّف بحقيقته بصور شتى، بوعي ذاتي: شخصي، أو لا شعورياً، وبتصريح منه أو تلميح، أو إيعاز ممن له صلة وصل بموصوله الأدبي، أو الفكري، ولكن بتوسع أكثر، انطلاقاً من الخبرة الزمنية الواجبة ذاتياً، ومخاض العلاقات الجانبية والقولية شفاهة أو كتابة، تلك التي تبدت عليها وبها الفترة الزمنية الفاصلة هذه، مؤكداً في الوقت ذاته، أن ليس من ثبات في المواقف( وهذه تختلف عن المبادىء)، لأن المتغيرات جارية وحاصلة، كما تفصح المتغيرات هذه عن ذلك هنا وهناك، ولأنني ربما أستجيب هنا لدعوته فيما أثاره في حواره بالذات، وحواري يكون معه وليس مع محاوره والمعتبَر عنده : المترجم المثالي، لأن الموضوع يتركز عليه، على تصور وتصرف المتصوّر: الروائي هنا، ولأنني المعني بالموضوع في المجمل، وهذا الموضوع يقوم على اعتبارات عدة:
الكردية كموقف منها لغةً وقيمة.
الكردية من الناحية الاعتبارية، والذي يعتمدها لتأكيد كينونته الثقافية والاجتماعية.
الكردية كمادة حوارية في الترجمة وموقع المترجم فيها.
طريقة تقويم الكاتب( لالش هنا) لكل من المترجم( الذي هو أنا كنموذج)، وناقد المترجم وموضّح أسس الترجمة الستانداردية( النموذجية) ، والمعني هنا الكاتب خالد جميل محمد، في الوقت الذي يجهل فيه العربية( أي لالش)، وإشكالية التقويم إثر ذلك ومغزاه.
ما هو مخفي في العلاقة، حيث لم يسمّه لالش مباشرة رغم تأكيده عليه، وتجاهله لحقيقة الحوار غالباً، سواء أدرك، أم لم يدرك أبعاده المتجاوزة لكونه روائياً أو كاتباً، إنما اسمه الآخر: الواقعي في المجمل، أعني ما يعنيه التداخل بين اسمه الفني حين يكتب به، واسمه الحقيقي، حين يعيش واقعه، أو يقول ما يشكل نأياً عن اسمه الفني.
وعندما أستعد لكتابة المقالة هذه، وفي الوقت الذي أحاول نشرها، أعلمت الروائي مباشرة بالموضوع، ومن يمكنه تحديد مضمونه ، خلاف تصرفه معي تماماً. وأشدد هنا على نقطة، وهي أنني إذ أنشر المقالة فلكي أؤكد للأخ لالش ولسواه عدم خشيتي من كل ما دار بيننا أو ما كتبته، طالما أن الموضوع يتعرض لمادة هي خلافية أساساً، خارج نطاقها، كما يظهر، ومن خلال المستثار باسمها. ولَكَم تعلّمني أخطائي مثلما أتعلم ممن يعتبرون أنفسهم خصوماً أو ( مكايدين ) لي في الكتابة بالذات وفي موضوعات مختلفة هنا وهناك، يعرفها المتابع لما أكتب، حيث أورد في نهاية المقالة نصوص مراسلاتنا، وبوسعه، ووسع غيره، الاستعانة بمن يستطيع المقارنة بين ترجمتي لها( فقد كانت بالكردية ومؤرخة)، وكما جاءت، وهي محفوظة عندي، وأظنها محفوظة عنده، وبوسع القارىء، ودون استئذان، وأنا أعلق على نقاط واردة فيها، رابطاً إياها بتلك التي وردت في نص الحوار معه، وأنني أحاوره فقط( بالعربية التي يعرف أمرها مَن حاولوا أن يكونوا، بمعنى ما: أولي أمر الترجمة، ومنتدبي الروائي)، وليس أياً كان، أن ينطلق مما هو منشور، ويعلق بدوره .

البداية، هل من بداية؟:
ترجع العلاقة بيني وبين لالش إلى صيف 2000، عندما كنت منهمكاً في ترجمة روايته ( أيام حسو الثلاثة)، وهي تشكل الجزء الأول من عمل روائي لا أظنه منتهياً حتى الآن ، بعد أن نشر الجزء الثالث ( الخراب) 2001، بينما كان في الطرف الآخر الكاتب فواز عبدي، وقبلي، بمدة، منهمكاً في ترجمة الجزء الثاني ( نقمة الحرية) ، وكان ثمة من يشاركه في الترجمة دون أن يذكر اسمه إلى جانبه، إنما في الداخل، وكما يعرف هذا المقربون منه، ومَن هم على صلة به، وكذلك من هو في محيط العلاقة هذه، وقد ذُكر إلى جانب قائمة أصدقائه الذين ساعدوه في القراءة وتوجيه الملاحظات، أي خالد محمد، كما كان يُسمى وقتذاك، وهو نفسه خالد جميل محمد المسمى هكذا بعد 12 آذار2004 ، وهو توضيح لا أظنه ببعيد عن خلفيات ما جرى، حيث كان لـه الدور الأبرز في المساعدة، كما هو معروف، وكما يعرف ذلك لالش نفسه، هو ومَن عرض علي ترجمة الرواية في جزئها الأول، أي الكاتب و( " المفكر؟!؟!"، كما رغب أن يسمي نفسه هكذا مؤخراً في حوار نُشر حديثاً، وهو منشور قديماً منذ سنوات عدة): كوني ره ش في بيت أحد الأصدقاء من الكتاب بالكردية، وهو محمد سيد حسين، وهو توضيح آخر، لم يأت إقحاماً من جهة التذكير مؤخراً، لأنه بالمقابل يبرز مغزىً على خلفيات ما جرى وما قبل ذلك، خصوصاً وأن مفهوم ( المفكر؟!؟!) هذا، يضع صاحبه في مواجهة ما يتوقعه : مسؤولية قول، وحساب نتائج وفق المتصرَّف به، فوافقت بعد تردد، أي بعد اطلاعي على الرواية لبعض الوقت، وتحمسي لطريقة كتابتها وفكرتها، رغم وعورة السبك في صفحات عديدة، وحداثة عهدي بهذا النشاط المؤثر، وهنا تكمن الإشكالية الأولى، تلك التي لم تثن عزيمتي ولم تثر بداخلي أي تساؤل، إلا بعد إثارة اللغط الأول، وقد شارفت ترجمتي وقتذاك على نهايتها ، وقرئت صفحات متفرقة من باب المقارنة، وبحضور أحد هؤلاء المسببين للغط وما تلاه، الذي أُعجب بقراءة الصفحات المختارة من باب المقارنة، وأعني مجدداً كون ره ش ذاته، وكان وجه اللغط الأول أن الترجمة غير دقيقة، حيث عُرف من كان وراء هذا اللغط وقتذاك، وبتاريخ 4أيلول2001عصراً، وربما ينسى هنا كوني ره ش كيف أنني حينها( بعد ظهورها مطبوعة) بعد ذلك، قرأت له العديد من الفقرات من رواية ( نقمة الحرية) المترجمة، ومقابلها الكردي، وفي بيتي بالذات، والخطأ الجلي في المنتقى، كما أكد على ذلك، ولكنه لم يخف ما هو وارد قوله، إنما ما صار حسب الحاجة، ولم يعمَل به إلا لضرورة ذاتية ضيقة، بقوله( ليس هناك من لا يخطىء)، وبسهولة لافتة، فتكون العبارة عبَّارة لغيري توقيفاً لما قمت به. وليت العمل توقف هنا نهائياً، حتى يكون هناك مترجمٌ سواي، وليظهر لاحقاً أن الذين أثاروا الموضوع بطريقة لا علاقة لها بالنقد، كما يجب، هم أنفسهم ، من سعوا إلى تحويل اللغط إلى بلبلة، وهم في قامشلو بينما كان لالش في السويد، وقبل ذلك عندما زارنا ( أنا وغيري) بسنتين، وحينها كنت قد ترجمت رواية ( الخراب) بإلحاح لافت منه، ونشرتها لاحقاً، ولماذا تم اختيار الجزء الثاني حينذاك، وأُسنِدت إلي ترجمة الجزء الأول من قبل الموسوم، ومن ثم رغب لالش نفسه، وبإلحاح منه، كما ذكرت، في أن أترجم الجزء الثالث، رغم رفضي الأولي لطلبه، انطلاقاً مما أثير قبلذاك، وشعوراً ذاتياً بأنني لا أريد هذا العبء الإضافي، وما يعرّضني، بما يثير لغطاً ، ربما أكثر بلبلة وجلجلة من الحالة الأولى، ولكنه مارس إلحاحاً، فلم أجد بداً من ذلك، أي إنه، في الوقت الذي كان على علم بما جرى سابقاً، وقيل لـه ما قيل، وهذا تذكير لـه هنا، لم ير سواي متحمساً لترجمة الجزء الثالث، وهذا ما عُرف لاحقاً أيضاً، وفي الوقت ذاته، هذا ما يمكن معرفته، حتى إبان الزوبعة الفنجانية( الفن: جانية) التي أثيرت بين كل من قامشلو من قبل كوكبة من فرسان الكردية الغيارى، وتحديداً من سميتهم، وخالد رأس حربتهم، ولالش في ستوكهولم الذي تحمَّس لفكرة نشر كل ما يخص سيئات الترجمة في روايتي الأولى، دون المساءلة عن حقيقتها، ولا أظنه ببعيد عن محرّكها، وكيفية تفبركها، لقربه، بأكثر من معنىً، مما دار ويدور ، وثار ويثور خفيةً وعلانية، حتى الآن، وهو بدوره أقام الدنيا على أكثر من خط، ويبدو أنه لم يقعدها حتى اللحظة، بينما كنت في الطرف الآخر، كما لو أنني في عالم الموتى، لا صلة لي بما كان يدار، أي لم يعلمني لالش بذلك إطلاقاً، كما أحاول الآن إعلامه، وإنما سواي، وهو الكاتب محمد سيد حسين ذاته، ومجمل ما دار بينهما مسجل لديه:
لأن الصمت الذي رافق نشر رواياته، وفي منطقتنا ، وحوله بالمقابل، صدم الروائي، أو ربما هو لم يتوقع ذلك. إنه صمتٌ لا يمكن تجاوزه دون المساءلة عن السبب، حيث إن ذلك كان مرتبطاً بجملة من الأوضاع السياسية والاجتماعية والحزبية التي يعلمها لالش جيداً، وهو في الصميم غير بعيد عن حراكها، والعمل الثالوثي لا يُبدأ به إلا على هذا الأساس، ووجد الصمت جانباً كبيراً من تفسيره في هذا التحول، داخل المعترك الحزبي الكردي والتحول في المبدأ. فالزمن الطويل الذي أمضى فيه لالش، زمنه النضالي المرصود، أوجد لـه معارضين، وخروجه على مبدأه، شكك فيه من كانوا مخاصميه، باعتبار تحوله غير قابل للتوبة أو الاستغفار، أو ليس بالإمكان غفران ما حدث من جهته، مثلما أن رفاقه لم يغفروا له خروجه الصادم لهم هذا.
وفي الوسط بقي مكتوبه الأدبي، أو ما كتبه، محمولاً أو مدموغاً بالمؤثرات هذه، أي معرَّف به على خلفية من تحوّله المذكور، أي باعتباره كان لزمن ملحوظ ومدوَّن بمجريات أحداثه، كادراً في الـ PKK، ليكون خارجاً على رفاقه. وبما كان قراءة مكتوبه هذا، ما يجلو هذا الجانب.
سأحدد هنا الوجه الأبرز في مفارقة التحول، وكيف تمت الترجمة:
أولاً- من جهة الذين اختاروا الجزء الثاني، كان هذا الاختيار دقيقاً بمعنى ما طبعاً، وبرؤية براغماتيكية صارخة تماماً، ولا أظن ذلك خافياً على أي كان في الوسط المذكور، وبعد مقارنة بين ما تضمنَّه الجزء الأول من أفكار، والفكرة الرئيسة التي قام عليها الجزء الثاني. إن الجزء الأول يغطي مرحلة تاريخية كردية من خلال فسحة جغرافية، تكون ماردين محورها الرئيس، من خمسينيات إلى نهاية سبعينيات القرن الماضي، لحظة بزوغ نجم الـ PKK، ليكون الجزء الثاني والأقل حجماً، مغطياً أكثر من عشر سنوات، أي حضور زخم PKK في الساحة الكردية، وفي تركيا خصوصاً، وهو يتضمن أهم المبادىء التي قام عليها، كما لو أنه بيان ايديولوجي في المجمل، فلا يحتاج العمل إلى كبير جهد في الترجمة بعد ذلك، وهذا ما يدركه قارىء العمل، ودون التقليل من طابع العمل الزمني، إن الحديث يطال المحفوظ في ذهن لالش عما أودعه في أثره الموسوم ذاك ، أم أن لا لش غير متدارك للحقيقة هذه؟
ثانياً- تم اختيار الجزء الثاني لتحقيق مكسب دوغماتيكي( مشوبشي)، على صعيد الترجمة، وتوخياً للسلامة والأمان أكثر، وليس لأي غرض آخر، بينما احتوى الجزء الأول على تصورات لها صلة بالكردية وعياً وانتماء ومسؤولية موقف، وجرأة في الترجمة لحيثيات الرواية، ومن يقارن بين الجزئين لا بد أن يلاحظ ذلك، وهكذا بالنسبة للجزء الثالث، وبصورة لافتة أكثر.
ثالثاً: إن حرص كوكبة النقد وباسم المذكور، وبموافقة لا تخلو من طغيان المصلحة الذاتية المثلومة للالش، على إثارة الزوبعة حول ( كبائر) ترجمتي لروايته، في جزئها الأول( وحرق الثالثة بنار الأولى، كما يقال بالكردية: أي وزرت وازرة وزر أخرى) مؤخراً، والتعتيم على جزئها الثاني، رغم تبياني لأمثلة صارخة في الترجمة المشوهة، عدا عن وجود فقرات أو أسطر أو جمل مُهمة منسية، أو تم التغاضي عنها، في ترجمة ( نقمة الحرية)، حيث كان خالد: مترجم لالش المثالي، كما سنرى، الشريك الخلفي في الترجمة يستند إلى حرب دعائية للنيل مما قمت به، في الكثير مما كتبت عما هو كردي : أدباً وتاريخاً وسواهما، والقصور الكبير واللافت لهم في وعي الكردية، وخصوصاً إثر أحداث آذار 2004،كما لو أن الذي قاموا به، وما زالوا هنا وهناك( هم ومن يشكلون سنداً دعائياً لهم)، هو هبتهم الآذارية المختلفة بمرامها طبعاً، ليكون لالش المستفيد من هذه( الحرب) المصطنعة، كما يظهر، بعد هذه المدة الزمنية الطويلة، وفي هذا الوقت الآذاري المديد، ومن النوع الخاص، بينما كان هو ذاته وسيلة في ذلك، وإن لم يدرك هذا الجانب، كونه تجاهل حيثيات الموضوع، مأخوذاً بفكرة شق الحصار الصمتي المفروض على كتاباته، مهما قُدّمت تبربرات، ممن آثاروا صمتاً لافتاً حول صلب الكردية التي أثير النقع حولها، حيث بدا مستعجلاً تماماً دون الحفر في خلفية الموضوع، أو ربما أثاره ذلك نفسياً، كما تجلى في استهجاله بصدد الكتابة عن اللغة الكردية وحديثه مؤخراً عن ( سورانستان) محل ( كردستان)، دفاعاً عاطفياً ملحوظاً عن الألفباء اللاتينية دون التأكد من حقيقة المثار، كما توضح خلاف تصوره الخاطف، رغم وجود الفارق، وهو أن الحاصل هناك تم بوعي متَّفق عليه، وإن كان لالش يحاول التكتم عليه، من خلال من يجهل حقيقة الموضوع وخلفيته، وربما هو لم يفكر فيما يؤول إليه تفكير كهذا، كما أتعرض له، أما الحاصل هنا ، فقد تم دون التأكد، ودون حساب النتائج ومردودها السلبي على مكانة كاتب ، يراد لها تمايزاً، والحالتان في النهاية تلتقيان في عدم التفكير بالنتائج.، وكنت أكثر من تناول روايته وقدمها للمعنيين في هذا المنحى، لأكون الضحية الكبرى في الموضوع، من جهة لالش ومن استثاروه في المحصلة. ويبقى تجاهل لالش للجزء الثاني نوعاً دامغاً من التأكيد على أنه لا يريد الترويج له، للسبب الإيديولوجي ذاته، كما لو أن العمل لا يخصه، حتى وهو يتعرض لفترة، لا يمكن الكتابة خلاف ذلك، أما حالة التعتيم، فمحاولة لافتة للخروج من تاريخ، هو منتم ٍ إليه أولاً، وتكتمه بالمقابل يُري ما لا يريده، وما في ذلك من صراع، مهادها نفسه وذاكرته، وللقارىء المعني تخيُّل ما يجلوه الصراع هذا قيمياً في الواقع.
رابعاً: ليكن أيٌّ كان على بيّنة ، وهي أن كل ما أورده، ليس محاولة، ولا بأي صيغة، لتخفيف حجم المسؤولية التي تقع على عاتقي فيما حصل، ولا لفت نظر جانبياً إزاء ما تسببت فيه بصدد الترجمة، وما أقدمت عليه لاحقاً، ربما يري ذلك، إنما لمكاشفة لا أدبية، كما لو أن الحاصل جريمة لا تُغتَفر، كما لو أن شخصيتي بقضها وقضيضها تلخَّصت في العمل( الساقط) ذاك، من خلال الهبة الكردوية في قامشلو وقصباتها وما هو أبعد منها، وتحديداً على خلفية الحدث الآذاري، وما أثير في نطاق ( وعي الذات الكردية)، ومن يحاولون الالتفاف على هذه الكردية الناهضة سباقاً أو استباقاً، بكردية مجهَضة لا تُخفى علاماتها الفارقة، كما هم معروفون كردياً، ولالش نفسه على علم بهذا الحدثان الكردي.
في الإطار ذاته، يبدو لالش مغتبطاً للأسئلة السبعة الموجهة إليه، وهي تفتقر إلى الكثير من الرؤية الأدبية النقدية للرواية، طالما أنها جاءت عامة( روزباشية، لمن يدرك دلالة المفردة هذه كثيراً)،كما لو أن المهم عنده هو إجراء الحوار، مهما كان نوعه وفصله، ليبقى السؤال الأخير، هو المحضَّر لـه، ومن أجله كان التحضير للحوار أصلاً. تُرى هل يُعقل أن يجرى حوار مع روائي ، وله روايات أربع، ولا يتناول سؤال واحد، وبأي شكل كان، مضمون الرواية( مثلاً: ماذا كان الدافع وراء تأليف الرواية الثالوثية؟ وما هي إشكاليتها، وما أثير حولها، وكيف يمكن تصورالمختلَف في كل منها، وموقع الكاتب بالذات، ومن تناولهم باعتبارهم أشخاصاً لهم حضور ما، وبأسماء مغايرة في الواقع، أمواتاً صاروا، أو أحياء لا زالوا، وحتى الرواية الرابعة " المتنور" لا تخلو من جانب إيديولوجي، وعلى خلفية الخروج من خانة الانتماء الحزبي)، كل الأسئلة افتقدت نباهة القارىء المهتم بالرواية كفن أدبي، وخطورتها فيما تتمثله، أو جسَّدت شخصية من يلزم (الحيط) بمشيه ويطلب السترة، وهو في مظهر المبارز في الآن عينه، من خلال طريقته في الحوار، إن هذا لم يحدث، ولن يحدث مطلقاً، من جهة من استرسل معه أو معهم، دون السؤال عما وراء الحدث الحواري.
ولأن لالش عندما ألح كثيراً( ويعلم المقربون منه ومني هذا الجانب)، على ضرورة أن أترجم روايته ( الخراب)، وهي تتعرض لجوانب مختلفة من الحياة الكردية وتجلّي دور PKK ، في توتير وتوجيه مجرياتها اليومية، أو تلوين أحداثها، وعندما قبلت لاحقاً بالفكرة، لم يدر في خَلدي أنني سأقوم بعمل دعائي مضاد، أو هكذا تبدى لي لاحقاً، أو سأكون متطوعاً في هذا المسرى، كما فُهم ذلك هنا وهناك، وربما حتى الآن، بقدر ما كانت فكرة معرفةِ ما يجري كردياً، على صعيد التلقي الأدبي، هي المؤثرة، وأن ما كان يتداول في الوسط الكردي وبامتداد ساحته الإيديولوجية، وما كان يُذكَر من أمثلة ووقائع مختلفة ، يفوق بكثير ٍمما ورد في الرواية المذكورة، التي يمكن حتى الآن التعرض لها في مضمونها التاريخي، أو مدى صلتها بالتاريخ، وبنائها روائياً. وأن ما أردته هو تفعيل النقد، وهذا هو ديدني حتى الآن،وما أكتبه هنا يشكل جواباً أو توضيحاً لأكثر من سؤال يخص هذا المنحى في مرحلة عصيبة من تاريخنا بأكثر من معنى، وبصدد موقفي من أي نشاط حزبي أو أي تنظيم حزبي كردي أو سواه، كباحث عن الحقيقة قدر المستطاع. ولأن ما كان سائداً هو التصنيف التحزبي الضيق، فقد طبّق عليَّ ما طبق على سواي، وفي الطرف الآخر، ولربما كان لالش ذاته في اختياره لي، ومن جهة من كانوا يعرفونه قبلي، على علم بهذه الحقيقة، أي لم يجد من يترجم لـه روايته ( الخطيرة: شفرة دافنشيه، بمعنىً ما) بفكرتها وقتذاك تحديداً، وهذا ما اعترف به لأكثر من شخص في وسطنا، بينما تكتَّم على الموضوع كلياً في علاقته معي.
تُرى لماذا لم يقدم لالش وقتذاك، وهو في السويد روايته الثالوثية لآخرين، امتازوا بخبرة في الترجمة، وفي وسطه، كما أشار إلى ذلك في رسالة له؟ أما كان أفضل لـه، وهو الذي قطع آلاف الأميال، لتظهر ترجمة مسنودة إلى أشخاص( وأنا من بينهم بالذات وأولهم)، محدودي الخبرة، كما هو مستنتج من الحوار الفالقي، ولينفق مصاريف كثيرة وغيرها؟ أليس لأن ما ذكره حول وجود مترجمين، وبالصورة التي تحدث عنهم في رسالة له إلي، منشورة في نهاية المقالة هذه كما ذكرت، يفتقد الدقة، هو ما يخفيه الاسم الفني مبتغيات الاسم الفعلي؟
الأكثر من ذلك، ألم يتلمس روائيّنا فيَّ، ومن خلال مَن دله علي( وهو معروف تماماً)، ما يقوم على تصور خاطىء للموضوع، وهو أنني صِدامي( وهذا ليس مدحاً طبعاً)، وأن بالإمكان قبول عرضه، وأن لا بأس أن تظهر ترجمة ولو دون المطلوب، لأن عمله سيأخذ طريقه إلى الشهرة ، وفي ذلك الحين المتوتر في السياق اليومي التحزبي كردياً؟ ثمة استغفال واستعباط في التفكير هذا، ولكن كيف يمكن تدبير وتجسير مجريات الأحداث المرافقة للترجمة المذكورة ( في الجزئين الأول والثالث)؟ وأنا الذي قبِل بالعرض مقابل مبلغ نقدي محدود( رمزي على كل حال)، لأن الفكرة استأثرت باهتمامي، وإلا ما الذي دفع بي، وبمعونة من يهمهم الحوار الكردي الكردي، وحتى الثقافي العام، من كردنا المتنورين مجتمعياً، إلى طبع الرواية ونشرها، بصورة غير مألوفة، ولأن الظرف كان استثنائياً، فقد أثير لغط بصدد عملية النشر، ولالش ينسى أو يتناسى هذا الجانب، من ذلك : لو لم يكن من اندفاع واستعداد ذاتي، وفي الوضع المتوتر المذكور، وتداعيات الأثر لم تتوقف حتى الآن، لما كان في إمكان رواية ( الخراب) أن تبصر النور!
بالمقابل، ما الذي كان الدافع وراء ترجمتي لروايته ( المتنور) مؤخراً، وقد ترجمتها ذاتياً ودون تكليف، مثلما نشرتها دون دعم من أي كان، من لالش أو سواه، وقد أعلمته بهذا عندما كنت في السويد، وأنا على علم أن فواز عبدي هو الذي تكلَّف بترجمتها إلى العربية منذ حين من الدهر، وحتى الآن طي الكتمان أو الصمت!؟

في رحاب حروف ذات نقاط
حتى أستطيع محاورة لالش ككاتب، وفي همٍّ مشترك، وأحقق لـه في الحالة هذه، ما كان طلبه مني، بخصوص ما أثاره في حواره الموسوم، وحتى مساءلته الاستغرابية المستغربة عما وراء ترجمتي تلك ( موحياً إلى أنني تعمدت الإساءة إليه، كما هو واضح في قوله الذي جاء في نهاية حواره المثير للتساؤلات)، وحتى يكون لالش على بيّنة مما أثاره وفداحة الطلب، وتصوره لمقابله ومدحه اللافت لـه، وما خطه لنفسه من خلال تشديده على الكردية، ورهانه القيمي عليها، سأتعرض لعدة نقاط تخللت نص الحوار، وهي التي تمس مضمون الفكرة التي عليها يكون رهان لالش، وبها يريد تقويم مقابله ناقداً ومترجماً، ومن ثم سأتعقب جملة نقاط تخللت نصوص المراسلة فيما بيننا، وأدع هذه النصوص تتكلم للقارىء تالياً.

الكلام الذي يطلب نظيره:
فرِح هو لالش بمحاوره، وبأسئلته، وهو يفيض له بما عنده بخصوص الكردية ودور الرواية في مجتمعه، وقدرة محاوره على فهمه من الداخل . إنه فرَح خاص به، لكن الفرح هذا عندما يرتبط بالآخر، والآخر يرتقي به المتحاور إلى مستوى الصورة التي رسمها لـه، هنا لا يعود الفرح مجرد شعور مرافق أو عابر، وإنما هو شعور يغلب الرؤية الفكرية للموضوع، ويكشف النقاب عن أمور كامنة في لاشعور الكاتب بالذات.
ما هو مؤكَّد بداية، أن أياً كان، حين يدخل في حوار مع سواه، لا بد من وجود نوع من الندّية في التفكير، في الأفكار التي تشغلهما، في معرفة تدعهما على قدم مساواة نسبية، لتكون المسافة التي تحدد موقعيهما قابلة لقراءة بينية، وأظن، وبعض الظن يقين، أن لالش في محظور الشعور النفسي بمقابله، وخاصية الندية هنا.
حين يغوص معه، في تبيان سبب اختياره الكتابة بالكردية، وسخطه على الذين يعتمدونها ( أعلى الخط، كما يسمي هو)، من كرده وهم قلة، يثمن دور الكتاب الكرد الذين يكتبون بالكردية ( أدنى الخط، أو جنوبه، كما يسمي هنا ثانية)، كما لو أن محاوره من هؤلاء المأخوذين بالكردية بالصورة التي حددها لالش، والوضع ليس كذلك، فما نشره لا يعدو أن يكون كتابين بالعربية، وأنه في محاولته المستمرة التنطع لمهمة كشف الجرم الكبير لأغلاطي ( القومية)، في أمكنة مختلفة من ( ديرتنا)، وبالعربية الفصحى وليس بلغة لالش التي يراهن عليها، في وسط كان يُفترض في حالته تلك مقابلة كرده المعنيين بالثقافة الكردية التحدث بالكردية، أي إبراز الأغلاط بالكردية، وليس بالعربية لتكون الفائدة في مسارها المرتقب، وهنا يمكن أن يقال ما لا يهدىء من روع المؤلف ومقابله ، ومن ثم يصدم ناقده النموذجي، وقد كان بوسعه ذلك، ولم يكن في وسعه ذلك أيضاً. في الحالة الأولى : قدرته الجلية في التحدث والكتابة بالكردية، وفي الحالة الثانية حساب ما لا يسرُّ، ولا داعي للتسمية، كما تؤكد مجريات الأحداث الخاصة بنا حتى الآن . ويتحرك الاثنان في الظل الآمن مما هو ثقافي متداول، كما هو ملحوظ، هذه من ناحية أخرى، أما من ناحية ثالثة، وهي الأكثر إثارة، فلها صلة مباشرة، بالمحرك الرئيس للحوار معه، أعني بالترجمة، وكيفية الدفع بالحوار ليتوقف عند ترجمتي، والجدية، وكذلك الدقة والنزاهة في الترجمة تلك التي صارحه لالش عليها باعتباره خير من يوضح ماهية الترجمة ونوعية المترجم المطلوب لكرده في مجاله.
في الحيّز ذاته، أذكر إشارته إلى مترجمه المثالي في رسالته إلي، وهو يحاول لفت نظري، بأنه لا زال في أول عمره شاباً، ولا مجال للمقارنة بيننا، ومن ثم هو ينسى اندفاعه في التفوه بكل ما عنَّ على باله بصدد الكردية: ثقافة وانهماماً بها، واشتغالاً عليها، كما لو أنه المتلقي المثالي لما يريد قوله، وإيصاله إلى سواه عن طريقه، وفي موضوع ، يتجاوز حقيقة الترجمة.
فهو لم يكن ذلك المترجم المرسوم في ذهنه، وكما جاء في النص الكردي وليس العربي، أعني هكذا:
Kurdê herî bêşeref ew e ku bi zanatî zarokên xwe ji zimanê kurdî bi dûr dixîne û wan bi zimanê biyaniyan perwerde dike. Ew kesanan ji Atatirk, Xumeynî, Hafiz û Seddêm jî dijmintirên kurdan e.
هذه الفقرة مستلة من نص الجواب الأول، وكما هو مرسل إلي، وجاء المقابل العربي هكذا في المجلة المذكورة:
( الكردي الأشد رذالة هو ذاك الذي يبعد أبناءه عن اللغة الكردية، عن دراية بذلك ووعي، ويربيهم ويعلمهم بلغات الأجانب، أولئك الأشخاص أشد عداء للكرد من الأنظمة الشمولية).
هنا أركّز على اللافت في المقطع هذا، إذ جاءت عبارة ( الأنظمة الشمولية) بتصرف في غير محله من عنده، وهي تخالف المعنى المرصود في الأسماء التي حددها، وليس من تبرير لهذا التصرف ، والتفسير جلي،، تُرى لماذا لم تذكر الأسماء، ولو بصيغة تقريبية، ووضعت محلها العبارة ُالمذكورة العامة، والتي تشمل أسماء كثيرة خارج سياقها، ولا يمكن أن تذكّر بما أشار إليه الكاتب أليس من باب الاستئثار بالسلامة، رغم أن الموضوع يخص الترجمة، ومن باب الأمانة وليس شيئاً آخر؟، وفي الوقت الذي نبهت ُلالش إلى ذلك، لم يعلق على ذلك، فأين هي نباهة الكاتب ونزاهة ناقده هنا؟ فهل حقاً كان لالش يقابل من يريد مشاركته أفكاره أو شعوره بمن يكون الخصم، ومن يكون الكاتب الاعتباري النموذجي؟
من جانب آخر، لا أظن أن لالش في قوله هذا يتحدث ككاتب روائي، وينشغل بما هو أدبي فقط، وإنما يتحدث على عتبة السياسي، ووفق تصور فكري وثقافي سياسي كذلك، وأن محاوره لا بد أن يكون في المنحى التقويمي ذاته، خلاف ما يعرّف ويبرر به صمته الآذاري أنه ناقد أدبي، وليس بسياسي، وكأني بلالش الكردي في الصميم، كما تقوله كلماته غير معني بذلك في رحاب المتلوَّن آذارياً، إنما ما كتبه فقط في المحيط الزورافي تخصيصا من باب الدلالة حصراً، حيث أن المتصرَّف به عن عمد، وما تلا ذلك من إجراء آخر مسلكي عقائدي، هو وغيره، وفي سياق آذاري وتحت تأثيره تحديداً، أبعد من حدود الوعي الأدبي والنقدي، إنه مدماك سياسي تسويقي، والخوف مما هو سياسي يفتقد الإرادة القادرة على تبصرة المترتّب عليه، فيلتقي الاثنان في نقطة واحدة، رغم وجود اتجاهين معاكسين لبعضهما بعضاً: لالش فيما يتداركه، ومحاوره فيما يتجاهله ويتعامى عليه بإدراك ملحوظ، وأن المتاجرة بـ( سحارة) أغلاط الترجمة هنا وهناك، أبعد من حقيقة الأدب بصفته أدباً، كما هو التسابق لانتهاز فرص رسمية، مثاب عليها، حيث لا يكون الأدب هو الحاضر ، إنما القفز على عصا زان السياسة البراغماتيكية النطَّاطة ، ويظهر أن كلاً منهما يسمي أفكار الآخر في صمت، ولكنه صمت محتسَب: صمت الخارج من معمعان سياسي عملي مكثَّف، ويحمل ندوباً، مثلما هو مظهرها في رواياته، وكأنه هو وليس هو، وصمت المتجنب للسياسة اللاذعة والمراقبة، فيسمي نفسه دون وعي منه.
في سؤاله الأخير المتعلق بترجمتي لروايتيه، وليس رواية ( أيام حسو الثلاثة) وحدها، ثمة أكثر من نقطة تستحق التذكير بها وكذلك التعليق عليها، على ما ليس لـه علاقة بالترجمة ( النزيهة) أو ( الدقيقة).
في النص العربي المنشور، ومن خلال محاوره ومترجمه، يطلب مني لالش ما يلي :
( مطلبي من السيد ابراهيم محمود(( ومن جميع الأصدقاء والمعارف)) هو وقف نشر الكتاب.
باختصار، السيد ابراهيم محمود لم يوفق في ترجمته ((وعلاوة على ذلك فإنه قد نكس الرواية خالطاً الحابل بالنابل.))
مطلبي منه هو أن ينشر ((على وجه السرعة)) بياناً توضيحياً حول ترجمته. ((وكفى)).
في النص الكردي كان ثمة زيادة وتصرف بالمعنى السلبي المقصود، لأسباب لم تثر انتباه لالش، أو ربما أرادها ضمنياً، ليترك مترجمه المثالي وأسباب التصرف اللامسؤول، وقد وضعتُ الزيادة وما تم التصرف به خطأ قصداً، بين قوسين كبيرين للتمييز، ويمكن المقارنة بين ما جاء سالفاً وما هو وارد تالياً، وفي النص الذي أرسله لي لالش، وهو مؤرَّخ عنده، بينما في النص العربي لا يوجد تاريخ، أيضاً لأسباب لا تخفى على الفطين:
! Daxwaziya min ji birêz Mehmûd ku kitêbê belavtir neke.
Bi kurtî, birêz Birehîm Mehmûd di wergera xwe de bi ser ne ketiye. Daxwaziya min ji cenabê wî ew e ku di derbarê wergera xwe de daxuyaniyekê bide.

11 02 06 Stockholm
أعلمت لالش في مراسلتي أن لا دقة في ترجمة الحوار، فلم يعر انتباهاً إلى ملاحظاتي المحددة، كما لو أنه كان يتحرك وفق خطة: رغبة معينة، كما لو أن لالش كان معنياً بتهويل الحدث، وعى لأبعاد الموضوع أم لا، وأن ثمة من يشاركه مصابه؟ في ذلك، وكأن لا علاقة لـه البتة بكيفية ورود النص العربي، رغم أنه ألمح إلى ذلك، منذ بداية أول رسالة، وإذ أقول ذلك فليس لتبرير أي خطأ مرتكَب من جهتي، إنما للتشديد على سمة العلاقة القائمة بين الروائي ومن يقدّمه: يزكيه خير من يدرك الكردية عربياً، بين ما يفكر فيه وبه من خلال كتابته وموقفه منها حصراً.
فهل لالش حريص على الترجمة، أي ترجمة، أم ما يهمه هو، بالمعنى الضيق فقط؟ وهل لالش حقاً كذلك معني ٌّ بما يقول، وبوعي، ويريد بناء شخصية كاتب لـه حضوره، غير مأخوذ بما هو دعوي أو رعوي استزعاماً؟

تعقيبات على نقاط حوارية:
لالش مأخوذ بالهم الكردي، وبحيوية اللغة الكردية، وضرورة اعتمادها، والكتابة بها ، وكذلك الإخلاص لها، فهل ما جاء في الحوار تجاوب مع ما مقصوده، رغم صعوبة تحديد المقصود هذا، سوى أن المصرَّح به يستثير أكثر من سؤال وتساؤل هنا؟ لم ينتبه لالش مطلقاً إلى مفارقات أسئلة مترجمه المثالي وناقده، بقدر ما كان يهمه، كما يظهر، أي كيفية ممارسة التهويل؟ فلنتحدث عن الانصاف الذي يشدد عليه :
المناسبة:
لم يثر تفكير لالش تاريخ الحوار والمغزى منه، ولماذا هو وليس غيره، مثلما أن المناسبة لم تثره إطلاقاً، وفي سياق الكلمات المحمومة، وكيل المديح المتبادل.
عندما يتحدث إليه، ومنذ البداية، كما لو أنه يحادث من يفهمه في العمق وقد ألفه، كما لو أن عملية الكتابة والترجمة لا علاقة لها بمتغيرات الأحداث، بالمستجدات الكردية، وكل واحد فيما جرى : انشغال همٍّ ودور ٍ أيضاً.
ربما يقال، أو يُحتَج على أن الموضوع هو خارج سياقه، كونه يخص الترجمة! وكأنني أحاول البحث عن مبررات لأغلاطي الحاصلة، وهو ما حاولت التركيز على عكس هذا التصور، كما في الاعتذار المقدَّم والترجمة المختلفة، ولكن هنا فلأقل :حسن إذاً، متى كانت الترجمة مجردة من تاريخها الاجتماعي والسياسي والاجتماعي والأخلاقي؟
لماذا هذه الهبة اللافتة، ومحاولة إعادة الاعتبار المزعوم لمن تحسَّس أنه مغبون ومُساءٌ إليه، بعد هاتيك السنين( بعد سنوات خمس)؟ وكأن كلاً منهما لا علاقة لـه بمجريات الأحداث، كما ذكرت، وكما أكدت الأحداث المؤخرة ذلك بجلاء، كأن لالش الذي يريد إنصافاً، ويشدد على الحقيقة هنا ( حقيقة ماذا؟)، قد وجد ضالته في مترجمه المثالي، ومن هُم حوله!
ماذا عنَّ على بال لالش بعد هاتيك الفترة، ليجد في من ذكرتهم ما يداوي فيه كبرياء كتابته المجروحة، و( ينتقم) من مترجمه( المغرض)، وهو أنا، وكأن حيلة الكردي في وسيلته الموسومة، وأن ما يجري لا دخل له فيه، وليس من داع للخوض في غماره بالمقابل؟
لماذا لم يعلق لالش على التصرف اللامسؤول في تحريف كلماته، كما في عدم ذكر الأسماء التي ذكرها، ولم تذكر نهائياً في النص العربي؟ سيقول أنه لا يعرف العربية! حسنٌ مجدداً، لماذا لم يحرك ساكناً ، حين أعلمته بما جرى، وكيفية الخلط بين ترجمتين تحديداً، وكأنهما واحدة، وكيف يتاجَر باسمه هنا وهناك؟ أيريد لالش من قارئه، ومني أنا، القول بأن الموضوع لا يحتمل كل هذه التفسيرات، والأخطاء ( الأغلاط القاتلة ، إن جاريناه) واضحة ؟
أيريد لالش أن يقول من جهته، على أن الاهتمام بتعقب الأغلاط القاتلة في ترجمتي لروايته، من قبل مترجمه المثالي، وكان من طرف واحد، كأن ليس لـه به علاقة، وهو يحاول تأكيد هذا الجانب، وبعد هاتيك السنين، وليس لأمر آخر؟
إذا كان لالش حريصاً على ما هو كردي وثقافي تحديداً، لماذا لم يتصل أو يجري اتصالاً واحداً بي، أو لم يستفسر عن الترجمة التي قمت بها بصيغة ما، وهل من محاولة تنقيح معينة مثلاً؟ طبعاً هذا لم يتم البتة.
أما كان أولى الاتصال بي بطريقة ما، وقد نشرت الرواية المستهدفة بنقد لا علاقة لـه بالنقد حقيقةً، على حلقات في عفرين . نت؟ وهو لم يعلّق على ذلك البتة، على الأقل شعوراً منه، أن ما أثيرَ ليس في خدمة الثقافي والأدبي. أليس هناك ما يتجاوز النقد المذكور؟
يؤكد لالش أنه حريص على العلاقة، وأنه مهموم ومتضايق جداً إزاء هذه الحساسيات بين الكتاب الكرد، في وسطنا، وأنه بذل المستحيل، ليكون الوضع هادئاً، وكأن ليس لـه من دور فيما جرى، كأنه حقاً أراد الإيحاء إلى أنه فوق المنازعات وما وراء المنازعات، وبعيد أيضاً عن انتهاب الفرص أو استثمارها بسلبية مؤكَّدة، وهو كان المدماك الجلي فيما تقدم!
أغبى الأغبياء من يصدق أن كل ما تردَّد في السياق الموسوم، هو من باب الحرص!
أعتقد أن صاحب العلاقة هو أنا، وليس أياً كان، على الأقل لأنني ترجمت روايتين( وها هي الثالثة قد نشرت، وقد ترجمتها ونشرتها وفق قناعة خاصة، وليس لأنني أبتغي صيتاً من خلال اسم الكاتب بالتأكيد)،
وأن المثير للاستغراب هو عندما يطلب مني لالش أن أوقف نشر الرواية( أظن أن التاريخ الذي تم فيه الحوار، هو 2 شباط ، عام 2006، وفي شهر شباط هذا، وقد بدأت بنشر رواية ( أيام حسو الثلاثة) على حلقات، في الموقع المذكور، وقد أوحي إليه، وبطريقة تستثيره، كما ورد في السياق، أن الرواية نشرت كما هي، وإلا لماذا هذا المطلب المستغرب، أيريد روايته مترجمة بدقة أكثر حقاً، أم أنه يريد نوعاً من تصفية حساب ما مع تاريخ، أُدرجت فيه ولم أكن كذلك، وتبقى الرواية آخر ما يمكن التفكير فيه، كما هو حاصل؟ فأنا، وبصفتي مترجم الرواية، أرى من واجبي أولاً إزاء لالش ككاتب لها، هي وغيرها، أن أنشر ترجمة أدق، وكوني أول من ترجمها، أما مطلب إيقاف النشر، فلا يفسّره سوى أمر واحد، وهو إثارة البلبلة، والإساءة الشخصية، سواء وعي لالش لذلك أم لا. وأن بوسع أي كان بالمقابل، أن يقوم بترجمة هذه الرواية أو غيرها، ووفق ما حصل، بدا وكأن ليس لأي منهما، اطلاع ومعرفة بطبيعة العلاقة بالترجمة ، إلا في جانبها ( التآمري) الموسوم!؟
طبعاً لم يُبد ِ رأيه في الترجمة المنقحة التي قمت بها، ولم يعلق أيضاً، كما ذكرت، لا في رسالة ولا حتى عندما كنت ضيفاً عليه، وهذا أيضاً يثير أكثر من تساؤل، من مثل: ماذا يريد وراء هذا التجاهل يا ترى؟ لقد ترجمت روايته بالاسم، ولم أسطُ عليها تأليفاً أو تحريفاً دون ذكر اسمه.
في الوقت نفسه، طالب بوقف نشر ترجمة الكتاب، وأظن المقصود هو ما حاولته في المرة الثانية، وقد ترافق إجراء الحوار مع البدء بالنشر الكترونياً، ليتم نشر الحوار لاحقاً في المجلة المذكورة. لماذا؟ من أعلمه بذلك؟ ولماذا يجب وقف نشر الكتاب، أليس لأن هناك حقيقة لا يريدها من تودَّدوا إليه، ومترجمه المثالي ومن معه متكاتفين في محنته بدايةَ ؟، وهي لكي لا يصار إلى الاستفادة من الرواية، والمقارنة بين النص الكردي عند البعض، والمنشور عربياً، وحتى عدم انتشار اسمه بالصورة التي يستحقها أدبياً، فهل لالش مدرك ٌ لخطورة المطلب هذا، والاستجابة اللامسؤولة إزاء المترتب على دعواه اللافتة؟
ثمة الكثير مما يمكن أن يقال بصدد هذه النقطة( الطلب)، بأي صيغة ، مثلاً، يكون طلب وقف النشر، وكيف تهيَّأ الكاتب لذلك، وهل انتبه إلى مضمون الطلب، ولو مرة واحدة؟
هل قيل لـه أن النص الأول هو ذاته منشور على حلقات، مثلما ردد للذين جالسهم" أي مترجمه وناقده المثالي" أن ما بني على فاسد ، هو فاسد. فساد ماذا وفساد مَن في الحالة هذه، بهذه الروح الانتحارية اللامسؤولة؟ أي جنحة ضمير في هذا الالتفاف، ولو بأي طريقة خارج دائرة الأدب، الدائرة التي استحوذ مناخها على واعية الروائي تماماً، وهو يطالب( بأي لغة: تهديد، أم وعيد، ووفقاً لأي بند من بنود النقد هنا؟). كان أولى على مترجمه المثالي، أن يقدم ترجمة، نموذجية لكتاب ما، للرواية ذاتها، ويكف عن ممارسة هذا الاستعراض العقيم منذ بدايته، إذا كان لديه الجرأة في الترجمة، وقبل كل شيء، إذا كان غير مشارك في ( الأغلاط القاتلة) التي وقع فيها شريكه المترجم الآخر، والظاهر حقيقةً: المترجم الوحيد لرواية ( نقمة الحرية)!؟؟ وإذا ما حاوال إظهار هذه ( الأغلاط) هل سيقول هي أخطاء عابرة، متجاوزاً ومتجاهلاً الأمثلة التي تناولتها، أم مفنداً إياها، وقد أوردتها بالعربية والكردية، ولو صح الاعتراف، كيف سيكون الموقف المحتد والفارط إزاء أحادية الموقف مما ترجمته أنا؟ وقد بدا منذ البداية، متحاملاً، وهو يشير بطريقة لاأدبية إليَّ فعلاً( أعني خارج سياق النقد الأدبي)، بصدد أغلاطي، بالدرجة ذاتها في روايتيَّ، وليس من إشارة إلى التي كان له دور فيها، حتى لو حاول صاحبه أنه هو وحده وليس غيره، من ترجمها، غير عابىء من جهته بما أشار إليه، وبتعميم، إليه مع غيره في الصفحة الداخلية!؟
أذكّر هنا( وبوسع لالش أن ينكر ذلك، إذا أمكنه ذلك)، أنني عندما كنت في فاستروس السويدية، ضيفاً على الصديق كاميران حاجو، وجرى اتصال به للإعلام بوجودي، حيث رحَّب بي فعلاً، سألني حينها، عن الشخص الذي تطرَّق إلى رواية( أيام حسو الثلاثة)، وهو يمدحها، ويؤكد أنه اعتمد على الترجمة المنقحة المنشورة انترنتياً، وأعني به الكاتب هيثم حسين، ومن يكون هذا، فعرّفته باسمه، ولكنه لم يعلق بعد ذلك، وبدا وكأنه ما كان يريد كتابة كهذه، فما الذي جرى وقتذاك، وماالذي ألزمه هذا الصمت والتجاهل، وماذا يريد من روايته ومن مترجمه الأول ومن يكتب عنها وعنه بالمقابل؟. أترك الإجابة هنا للالش!
يظهر لالش كأنه هو الروائي الوحيد، وأنني الدخيل على الترجمة، ومن جهة الإساءة إليه، وكما صوّر له، ولعله من باب الاستغراب القول: كيف يفتح باب حوار مع مترجمه المثالي، ويغلقه مع الآخر، وهو أنا، وكل من يحاول الكتابة عن الرواية المترجمة من قبلي!؟
ثمة عشرات، لا بل مئات الروايات التي تُترجَم خطأ، أو دون دقة وتدقيق، وتظهر ترجمات أخرى( على الأقل عربياً)، إضافة إلى كتب فكرية وغيرها، ولا يتجاوز الأمر حدود النقد في الصحافة، أو في كتب متخصصة، لكن مع لالش ومترجمه المثالي ، الوضع مختلف، فهو لا يني يذكّر بأن روايته تلك المذكورة آنفاً قد شوّهت، وهو يشكو أمره إلى القارىء ( أي قارىء)، ومن خلال من يعتقده الأبرز في فهم تقنيات النص ووعي الكردايتي كذلك، في حيلة لا تنطلي على القارىء المعني، كما أرى،، وليس القارىء الذي لم يقرأ الرواية، أو غير المطلع على حيثيات الموضوع وتفرعاته، وهي أن لالش يريد ترويجاً لروايته هذه، بمثل هذه البراغماتيكية وليس سواها، محاولاً خداع ذاته، مصوراً أنه الحريص على العلاقة المتوازنة بيننا، وهذا لم يحصل، ليكون له دور في التوترات وليس في تهدئتها، كما يزعم، وكما هو محصَّل نتيجة !
في هذا السياق، هل حقق له، من ، ربما، يراهم مشوبشين له، ما يصبو إليه؟ ماذا أضافوا هنا، ماذا كتبوا عن روايته، ماذا قالوا فيها، كيف تحدثوا عن لالش الكاتب والانسان والموقع في الرواية الثالوثية؟ وهم لم يتجاوزوا ما من شأنه جعله وسيلة، وقد ارتضاها ليكون غاية، في معترك ذات غير واعية لتاريخها، أو هكذا تلبَّست عليها وقائع تاريخها. ماذا تلا كل هاتيك البلبلة والصلصلة، وقد ساد صمت ما، شهوراً، لتنتهي المهمة في حدودها: قيودها الكردية المولَّفة؟
لالش يشد على كل كلمة يقولها مترجمه المثالي وناقده, في حواره، وبصورة مجانية، دون أي التفاتة إلى مضمونها، مثلاً عندما يشير إلي بعبارة( على يد هذا المترجم) وفي النص الكردي، كما لو إن إثما كبيراً قد ارتكب، حيث العبارة تفتقر إلى الصياغة الأدبية، يمدحه، حين يقول لـه على أنه يعرف تاريخ حياته، ليوحي للقارىء أن لا صلة عن قرب بينهما، بينما كان لهما صلات كثيرة، في زيارتين له إلينا، عدا عن الاتصالات المستمرة. كأن عقداً من الكلام الممكن قوله، وكأنه عمل مسرحي، وماذا يمكن أن يقول كل منهما، كيف يكون السؤال، وكيف تكون الإجابة .
الأنكى من كل ذلك، حين يبرز لالش نفسه مدركأ للترجمة وللدور الريادي لمترجمه، حين يمدحه، ويقول لـه على أنه في نقده، قد بيّن للمترجم الحقيقي أصول الترجمة الفعلية. وهذا شطط ما بعده شطط، مزاودة ٌعلى المكشوف.إذ إن الجهل بالترجمة، حتى لو أن لالش قرأ صفحات مما كتب عني نقدياً، لا يخوّل لـه مثل هذا التمادي، لا بل هذا البيان غير المسؤول، وبنوع من الوصاية( أن يكون معلم أصول الترجمة، لمن يريد ترجمة فعلية)، حسن إذاً، لماذا لم ينتبه إلى دوره في ترجمة ( نقمة الحرية)، إلى أغلاط هذه الرواية، وقد استخرجتُ منها الكثير، ولم يعلق عليها؟ لماذا تجوهلت هذه الرواية، وتم التركيز على الرواية الأولى، وقوَّم الثالثة مثلها، وهذه غلطة قاتلة من لالش ذاته! أعلمني أن مترجمه المثالي بصدد تعقب مثالب الترجمة في الروايات الثلاث. هذا عمل ثقافي، ولكن ما لا يريد لالش الاعتراف به، هو أن ذلك لم يحصل عفو الخاطر، مثلما تم التساوي بين روايتي اللتين ترجمتهما، بينما تجاهل هو وإياه الرواية الثانية، ولم يعلق هو ذاته على ملاحظاتي الخاصة بالثانية، فهل لالش مناشدُ إنصاف أم إتلاف؟
كان على مترجمه المثالي أن يكون هو المترجم ، مثلاً، لروايته الثالثة( الخراب)، طالما هو ممدوحه هكذا، ومنذ البداية، وثانية أؤكد على أن لالش يضع نفسه في خانة المتجاهل لكل ما يحدث باسمه، ومن خلاله، ليطيح بكل جماليات الرواية، والفكرة التي أراد التعبير عنها أدبياً في رواياته.
لا لالش ولا مترجمه المثالي، أو سواهما في مربَع تفكيرهما المعتقدي، كان معنياً بما جرى من أحداث، بقدر ما إن كبائر الترجمة التي حصلت باسمي، كانت أكثر دسامة، وخطورة من كل ما هو جار ٍ كردياً، والترجمة والموقف من الترجمة، كما هو التأليف والكتابة الأدبية، شؤون قيمية لا تنفصل البتة عن سياق الهم الانساني والاجتماعي والثقافي الكردي، وما أثاره ويثيره لالش يثير تساؤلات تخص بنية الرواية عنده، وغائيتها كذلك، عدا عن طبيعة علاقته بمضمون المثار فيها، ومن جهة المصداقية، مثلاً: إلى أي درجة يمكن للكاتب أن يتحرى حقيقة ما، أن يحدد شخصيته من جهة المسؤولية مما هو مثار، انطلاقاً مما كتبه هنا وهناك؟
لا أظن لالش فكر في الجانب هذا، كما يجب، وفي سياق تاريخي، وكما هو وارد في الحوار معه، وكذلك رسائله الإيميلية إلي، كما سيرى القارىء،
لنتوقف عند الترجمة، والمهوَّل فيها مجدداً، من قبل لالش، ومن خلال أمثلة مختارة عن طريقه:
بداية أقول، في الوقت الذي يكون من حق لالش، كما هو من حق أي كاتب روائي مثله، الحديث عن روايته، ليس من باب الدفاع، وإنما من باب الإفصاح عما قام به، وعما يريد، لأن مكتوب الكتاب هو ساحته، موقعه الذي من خلاله يعرّف بذاته الكاتبة، وموقفه مما يجري، ولمَ هو هكذا وليس خلاف ذلك، كما حاول لالش التعبير عما أراد إظهاره، في نقاط يحق لـه ذلك، فإنني في مسعاي حاولت التعريف بما كتبه لالش، لا بل به في ضوء مكتوبه، ومن خلال استعادتي المستمرة، في أكثر من مكان، لاسمه، وفيما أثاره هنا وهناك كردياً وعربياً، ما لم يستطعه ولا يستطيعه هو فعله، وأظنه على علم بذلك، مثلما هو على علم أن الذين يلتفت إليهم، وخصوصاً من يعتبره مترجمه وناقده المثالي، لم يحققوا له شيئاً من جهة المسؤولية الكتابية ومدى ارتباطها بالمجتمع بأوسع معنى، وإنما حاولوا من خلاله ضرب عصفورين بحجر واحد: الإيحاء إليه، على أن ما قمت به أساء إليه كثيراً، وإلى أدبه، ومن باب الصيد في الماء العكر، وإلا لكيف تفسَّر الاتصالات المستمرة به، كما يعلم هو، وبصدد روايته الأولى، ومكوكيات الندوات لمجموعة من المتحزبين مجيَّشي الوعي الكردوي، وسواهم، ومن لم يقرأوا لا الرواية الكردية ولا الترجمة، بدعم من أطراف حزبية كردية ومن يوالونهم اعتباراً مصالحياً ضيقاً، الذين كانوا أبعد الناس عن متحولات الأحداث، وبالدرجة الأولى من يعرفهم لالش جيداً، ومن أرادوا اقتناص الفرص الرخيصة حتى بالأمس القريب، في الوقت الذي يهدد لالش بالويل والثبور من يحاول ترجمة أي ٍّ من رواياته إلى التركية، دون المضي قدماً إلى الأمام ،أي بخصوص ما يجب أن يكون عليه مقابل في العربية، وهذا ما يتناساه أو يريد نسيانه، كما تحدثنا في ذلك مطوَّلاً في بيته في ستوكهولم، وكأن الكتابة لا علاقة لها بالمجتمع والعمل للتأكيد على مصداقية الكتابة، وهذا يعني أن كل ما كتبه لالش لا يعدو أن يكون ذراً للرماد في عيون من؟ عيون من يريد التأكيد على وجوب الربط بين القول والفعل، أي الذين كانوا يثيرون الشبهات حول من كتبوا آذارياً، وساهموا على قدر استطاعتهم الكردية، بين خلان لالش التزموا الصمت، وظلوا مخلصين لشبهاتهم، ومن ثم لم يصدقوا، في بعض منهم، حيث واتتهم فرصة الظهور نسوا ما قالوه، وخرجوا من دائرة صمتهم، كما لو أن شيئاً لم يحدث، وكأن العملية هي في جوهرها بمثابة ( إقلاع عن التدخين) التشبيه الطريف والمر الذي استخدمه لالش رداً على تعليق أحد أصدقائه، ونحن نتحرك بالسيارة في شارع ستوكهولمي متوجهين إلى بيته، وهل حقاً يكون المبدأ والتخلي عنه بالبساطة هكذا؟ هل تحتاج العملية إلى الكتابة في درجة الصفر، لسبر ما وراء تشبيه مؤلم كهذا، بالنسبة له ولمن دشن لهم وداً ،لا يعفى من السؤال بصدد أرضيته التي يقوم عليها!. ربما لالش يعترض على هذا بصفته إقحاماً، ولكنني أذكّره بما كان يتردد بيننا حول نقاط من هذا القبيل، ولماذا هو أصلاً انتهى به مصيره إلى السويد، لماذا توجه إلى السويد مضطراً، فقط برغبة ذاتية، دون أن يكون للموضوع علاقة بما هو سياسي أم لا؟، وأعني بذلك، إن الترجمة لا تنفصل عن جملة من الإحداثيات الأخلاقية والاجتماعية، لا بل هي أحياناً أشد خطورة من ذلك، لأنها تتطلب كيفية خلق تعايش، بين ثقافتين، أي توسيع ساحة الرؤية الفكرية هنا.
وهنا، أتساءل، إلى أي درجة كان لالش محقاً، في تهويل أخطاء وقعتُ فيها، إذا قارناها ببنية روايته الأولى بالذات، ومن جهة أخرى، لماذا صمت إزاء روايته ( الخراب)، وكيفية ترجمتها، والظروف التي أحاطت بها؟
لعل المثال الصارخ، هو فيما استثناه كثيراً، وأعني بذلك، كيف أنني حاولت ترجمت كلمة lîçek، بـ( مخاط) وليس( لقمة) أو قليلاً من الطعام)، ليسهب في التعليق على ما تقدم، ولعل في ذلك حقاً من حقوقه، ولكن هذا على صعيد اجتماعي ضيق، وليس بالصورة التي حين يقرأ القارىء تعليقه هذا، ومن خلال الكلمة هذه تحديداً، يعتقد وكأن الرواية تألفت من بضع صفحات، وأن محور الرواية هو في هذا الخطأ( الشنيع) المتكرر.
نعم كنت مخطئاً في تحديد المقابل، بصدد المذكور وغيره، وكنت آمل ألا يمضي الكاتب كثيراً في تعليقه، وكأنه يمارس هزءاً وسخرية:
أولاً، وبالرغم من أنني قدمت للرواية، وقوَّمتها في أكثر من مكان، ولازلت، فقط لأنها تشكل علامة لافتة في الرواية الكردية، وليس خارجها، وتعرضت لها في مجموعها، وليس في التعرض لخاصية العلاقة السوية، وكيفية تعرض الكاتب لشخصيات روايته، وهنا أرى أن طريقة صياغته لشخصية ( ساره)، كانت أكثر نجاحاً من شخصية ( حسو)، إن حسو وبالطريقة التي تعرض لـه فيها، بقيت دون جمالية الشخصية المتماسكة، فجة، غير مقنعة، أي إنني عندما استخدمت المفردة تلك، كنت أنطلق من موقع حسو العام في الرواية، وكيفية الهزء به، ومن قبل ساره بالذات، وكأن ما قيل له، كان في موقعه.
أكثر من ذلك، لا أظنني قليل الحيلة والوسيلة فيما ذهب إليه، بصدد كلمة كهذه، حيث أن الذي سألت عنه في وسطي، كان يؤكد أن الكلمة مثلما ترجمتها، وأن الكلمة الواردة غير متداولة أو مألوفة كردياً هنا، وأن المستخدم، مثلاً حين يقول أحدهم لسواه: أعطني ما يكفيني لباناً" علكة"، والمقابل بالكردية، هو : Ka qîçek benîşt bide min.
أقول هذا، لأذكّر مجدداً، أن ثمة أخطاء ارتكبتها، لا يبررها سوى عدم تركيزي عليها، وما علَّقت عليه يخص المهوَّل والإشكالي عند الروائي، وبحمية لافتة.
ثانياً، آمل ألا يذهب لالش في تفكيره عن العلاقة بين الرجل والمرأة في وسطه الكردي بعيداً، وكأنه يتعرض لحالة عائلية تعنيه مباشرة، لا! كما لو أنه يتحدث عن أشخاص ( قوالب) يعرفهم جيداً، وكتب عنهم، ولا يريد لأي كان أن يمسهم بسوء، في وازع عشائري، متراجعاً عن لالش الكاتب، متابعاً نايف الشخص: المكان والزمان، وفداحة المتصوَّر فنياً، إثر ذلك في الرواية. الموضوع أبعد من ذلك، أي ليس بهذا التهويل، من جهة النتيجة، حين تواجه امرأة ما زوجها في منطقته هكذا، لأننا أبناء وسط واحد، ونعرف هذا الوسط جيداً، وثانية أقول ذلك، أما هو فكأنه يتخلى عن كونه روائياً، ليكون شاهداً على واقعة فعلية، والوضع مختلف.
ثالثاً، إذا كان ساخطاً على وضع الترجمة هكذا، لماذا لم يلتفت إلى نقدي لروايته الثانية، رغم وجود أخطاء فاحشة تماماً، في الوقت الذي لم يصدر أي تعليق من الطرف الآخر، ولم أحاول ممارسة البلبلة هنا وهناك؟! هل الذين وقعوا في مصيدة الأغلاط، تلك التي أبرزتُها في نقدي المذكور( جناية الكردي في الترجمة)، لا علاقة للكاتب قرابياً بهم، وهل لأن الرواية في جزئها الثاني لا تهمه إلا كتاريخ لم يتعرض لـه إلا اضطراراً، وأن من تعرَّض إليهم، يعرفهم على أ{ض الواثع جيداً، فلا يريد هنا التوقف عندهم لأسباب شتى...؟
عندما يطلب مني لالش توضيحاً بصيغته التهويلية تلك، فكأنه يرفع علي دعوى، وهي أنني أذنبت، وتصرفت بعمد، وهي من غرائب الدعاوى، كما لو أنني أتلفت روايته، وهي موجودة، كان يكفيه أن يوضح موقفه، وليس أن يتوجه بنبرة السخط الاستغرابية، وعن طريق من يتلمس فيه مواساة، في الوقت الذي يعلمني على أنه شاب في مقتبل العمر، وأنني رمز ثقافي، لا يستحق الوضع كل هذا الضيق، ثم من خلاله ينسى ما قاله في البداية، مثلما ينسى من له دور في وقوع أغلاط لا تُغتفر في روايته الثانية.

الانتقام من أي تاريخ:
في ضوء المثار، وبخصوص موقف لالش مما تقدم، وما هو مثار في حواره البعيد المدى ، هل يريد الانتقام من تاريخه الشخصي والحزبي الذي كان، وعلى مدى سنوات؟ وهذا ما يمكن تلمسه في الرواية الثالوثية، وسواها. إنه جزء من الرواية، من التاريخ الذي يمكنه الخروج منه بسهولة، وهو إذ يهوّل الموضوع، فكأنني داخل التاريخ هذا ومحكوم به وليس هو، كونه هو الذي يتناوله في بعد من أبعاده روائياً ، وليس من مواقع مختلفة، وهو في إجرائه الفني: التخيلي تحديداً، لا يمكنه أن ينفصل عما كان، عندما يحاول أحدهم تناول الرواية في ارتباطها بالتاريخ وموقع الروائي فيها، من الناحية الرمزية: أي ماض وأي مستقبل يتجليان، بينما هو الخارج، كما لو أنه ليس الاسم الفعلي الذي يُعرف به هويةً مكاناً وزماناً، وليس لالش الاسم الحركي أو المنتقى من قبله لسبب قد تحدد الرواية( في جزئها الأول) إجابته تبريراً ما، وكأنه يمارس تصفية حسابات، وكأنني أداة من أدواته، ووسيلة له للنيل من الآخر، ممن آخذ منه هذا الموقف الحدي، وربما لهذا تصور الموضوع، وخصوصاً حين أرادني مترجماً لروايته الأخرى ( الخراب)، وأظنه لا هو ولا كل الذين يفكرون على طريقته، بقادرين على التعريف بي وتقويمي هكذا: تسويقياً.
أن أكون مترجماً لأي عمل، لا يعني أنني أتبنى فكرته، بقدر ما أتعرض لجوانب مختلفة مما هو مكتوب في جوانب مختلفة، ولالش أخفى هذا الجانب، ولازال يخفيه، كما أرى، ويحتاج إلى نقد ذاتي لما كان، وليس أن يمارس انقلاباً على تاريخه، فيكون وجه تطرفه في الحالة هذه، ربما أكثر إيلاماً في الحالة الأولى لأن هذه تشكلت تاريخياً، أما تلك، فقد تجلت لا تاريخية، طالما هو لا يعترف بذلك.
لالش يعتبر نفسه فوق الأخطاء، وهو ينطلق من تصور، أقله أنه دون الاعتبار الثقافي الذي ينشده، إنما في خانة عشائرية، وهو يعرّف بنفسه بعيداً عن الحساسيات، وكأن ما حصل لا علاقة له بما جرى، وما زال يجري، وحين يعتبرنا متهماً، نحن( في منطقتنا) متخاصمين ومتنازعين، وهو داعية وئام وسلام، وكأن ليس له خصومات، كأن المحيط بكتاباته، والذين يتعامل معهم، أو يعرفونه، لا يوجد بينهم من هو على خلاف معه.
ينسى ما قاله أحد الكتاب من أصدقائه، وكنت في كافتيريا بقلب ستوكهولم صباح الاثنين 17، نيسان، 2006، وهو أنه بمجرد أن وجَّه نقداً إلى كاتب من منطقته ، استمرت الخصومة بينهما لمدة سبع سنوات!؟
أظن أن لالش حين يتحدث في أمور اجتماعية، ويبدي رأيه في خصومات الكتاب بالذات، يتصرف أحياناً وكأنه جالس لابس الدشداشة في مضافته القروية( Zorava)، يفض المنازعات هذه، ويتخلى عن دوره ككاتب، عن تاريخ من الخلافات والخصومات، وكما هو حسو الذي يضيء أكثر من جانب تاريخي لما يتفكره ويتدبره !
هنا أذكّر لالش من جديد، أن الذين تلمَّس فيهم ما يحقق مرامه، في نوع من العشائرية المكوكية بأطرافها ومواقع الأطراف هذه، من جهة الذين ذُكروا، ومن لم يُكروا اسماً، كما لو أن لالش نايف هنا، وأنهم كما همو قرويو قريته في مضافته، ومن يتبعونه مقامياً خارجها، في مشهد رينجبري، أي Rênciber، مسيل للعابه، من خلال ما قاموا به، وفي مدد مرصود ومحدود، لاذوا بالصمت بعدها، طالما حققوا، كما تهيَّأ لهم ما أرادوه بلبلة وعليه بالذات، وربما سُفت ُ في المنحى ذاته، لكنني أعلمه أنني، ملبٍّ طلبه، إنما دون نزعة الرينجبرية التي قد تستفزه، ولكنها حقيقة المثار والمستثار هنا وهناك، وهو يطلب صيتاً لما كتبه، وذيوع صيت بالمقابل، هأنذا، وسط هذا الصمت اللافت أخرج لالش على سطح الأحداث، هو وما كتبه، ليذاع صيته بما كتبه في منحىً، ربما لا يريده بصورة ما، ولكنه لا يستطيع تجاهل اتجاهه المترتب على ما ارتضاه بدايةً، وفيما سكت عنه، وهو مأخوذ ببهرجته.

صخب المراسلات:
يعتقد لالش، وأنا أراسله، كما لو أنني أتوسل إليه، لينقذني من ورطة، كنت المسؤول الأول والأخير فيها.
في كل ما كتبته، كما هو مقروء تالياً، حاولت التركيز على نقطة رئيسة، وهي الجانب الأخلاقي في الموضوع، وليس الدفاع عن الخطأ، أو التهرب من النقد، لأن لا لالش ولا الذي معه، حالة أولى أو أخيرة لي على صعيد المواجهة النقدية، فيما إذا كانت نقدية حقيقةً، كما تهيَّا له، أو حاول ذلك، إذ إنه لم يتوقف عند أي من النقاط التي أشرت إليها، وهي التالية:
ما جرى ليس عفو الخاطر.
وأن الذي جرى ولازال يجري، لـه يدٌ فيها، طالما هو يمارس سكوتاً على ما كان مستفهماً، وتطلَّب توضيحاً منه.
وأن لالش الذي تعالى على الموضوع: المشكل، لم يشأ إلا أن يبقيه، كما هو وبرغبة منه.
وأن صيغة الكتابة، تري مدى التعارض بين ما يمارسه لالش كتابة في الجانب الأدبي: الروائي، وما هو عليه على أرض الواقع، وخصوصاً حين يعلِمني كتابةً، أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار في الحوار، وأنه بذل المستحيل لئلا تكون هناك خلافات، بينما جوهر الخلاف والاستمرا ر في التصعيد به، كان بعلم منه، لأنه صاحب المشكل، والطرف الرئيس فيه، وهو بيني وبينه.
لم أكن يوماً مع ما كان لالش يعتقده أو يتدبره، ولا ضده، بحيث تكون ترجمتي تعبيراً عن إيمان بمضمون العمل الذي قام به، وكأنني أوقّع إيجاباً،وبالعشرة، على مُراده الايديولوجي، هذا لم يحصل ولن يحصل معه أو مع غيره، كمن كتبت في مقالات كثيرة، ولعل مجموعة الفصول التي نشرتها وهي تخص القصة الكردية، وكتابها كرد مختلفو المشارب ( فواز حسين، حليم يوسف، كاميران حاجو، حسن مته، أنور كاراهان، رضوان علي ... الخ)، تري هذا الجانب، وأخشى ما أخشاه، وباندفاع شعوري محض، أن يكون لالش في حمى الدفاع عن روايته، وهو يستجيب لمحاوره، بعد تمهيد يسطره نوع الحوار ومساره، قد قال ما قال مغتبطاً بالمطروح عليه أسئلة، انطلاقاً مما أنا فيه من ابتعاد عن الجو الثقافي الكردي( الموبوء)، وربما ما أنا عليه من وحدة يدركها محاوره الجمعي، ويتجاهل حقيقة هذا الحوار غير البريء إطلاقاً، أعني بذلك التحرك في خانة التكتلية العشائرية أو تكيتها ذات العلامة الفارزة، أعني خضوع الروائي باسمه الفني للسليل العشائري في اسمه الفعلي !
أعني أخيراً، وليس آخراً، ذلك الصراع الذي يظهر ويختفي بين الاسمين، بين رصانة الرواية وهي تبدو مراحلية في مساحتها، وواسعة النطاق، ومبرّرها الانتقامي في المحصّلة !
يحاول لالش خداعي، حيث القارىء المتابع للموضوع، لا علم لـه بحقيقة الموضوع، أن كل ما يجري هو بعيد عنه، بينما هو على بيّنة مما جرى ويجري، من خلال صلات تمتد إلى ما قبل الآن.
لأن لالش لم يطلب مني البتة، ونحن في دوام علاقات، ضرورة النظر في الرواية هذه أو تلك، أو ما إذا كان بالإمكان إعادة ترجمتها، وإنما كان التواصل مع الطرف الذي تلمس راحته فيه، رغم إعلامه بأن ثمة ما يجب تصحيحه في الطرف الآخر، وأن البلبلة الحاصلة لا علاقة لها مباشرة بكتابته وإنما بما وراء كتابته، وأن الظروف التي مرت بها عملية الترجمة وهو شاهد عليها، ينساها تماماً، ولا يجيب عن سبب سكوته على الأخطاء القاتلة بالمقابل ، تلك التي بينتها في دراسة لي عن رواية من يجد الآن ضالته فيهم، ولا أي تعليق، أو توضيح لي، إذا كان هو معني بسلامة رواياته، ويكون حريصاً على العلاقة الأدبية حقاً.
ثمة استظهار للاستخفاف بالمادة المرسلة والمتضمَّن فيها، واحتقار مزعوم أكون أنا مسميه !
عندما ألححت عليه بضرورة إظهار بيان عما يجري، من جهة اتخاذ مادته : روايته وهي مترجمة من قبلي، متكأ للنيل مما حاولته ترجمةً، هنا وهناك، باعتبار ذلك أبعد ما يكون عن النقد الأدبي، وكل ما يتم نشره في موقع الكتروني أو منبر ثقافي مثلاً، ليس في وسع أي كان الاعتراض عليه، إلا بالتعرض له نقدياً، في كيفية المادة، واستخفَّ بطلبي( بيان حول ماذا؟) كما لو أنني أطالبه في أن يدين فيما قام به مترجمه المثالي وناقده، وعندما اعتبر تشديدي على نقاط لم يعبأ بها، احتقاراً لـه، وهذا مروَّع في التفسير والتسمية، وفي الوقت ذاته، عندما صرَّح أن لم يعد بالإمكان الاستمرار مع من يفتقر إلى القدرة في الحوار والتحاور...!؟
أي احتقار، وأنا أشدد على ما شدد هو عليه في ارتباط المادة بتاريخها، في تحديد علاقة الشخص مع ما يتعرض له وكيفية تناوله لذلك. وأي تأفف من حوار، كما لو أنني أتلمس في لالش الهدف الصعب للارتقاء باسمي.
بوسع لالش أن يرد هنا، فيما إذا كان مترجمه المثالي ومن معه، معه فيما أثاره وتعرَّض له في روايته الثالوثية، ولو أن ذلك صحيح لماذا الاكتفاء بالجزء الثاني، ومن ثم التعتيم عليه إعلامياً؟
ليس لالش سوى مادة إعلامية استُثمرت كثيراً هنا وهناك، لنيل مكانة معتبرة، في الوقت الذي كان هو( ناقده المثالي هنا)، ومن معه من بين أكثر الذين حاولوا التهرب من مواجهة واقع، لا يمكن فصل مضمون الرواية رمزياً عنه، ليكون هذا الاستنفار اللاأدبي نوعاً من إعادة اعتبار، من خلال من تحمس للفكرة دون التمعين في المضمون، أو هو ذاته لم يخلص لفكرة الرواية التي كتبها، وليس تجاهله لكل إشارة مني إلا تأكيداً على ما ذهبت إليه، واستمراء لما جرى، وعلى مدى شهور، لتكون كردية لالش ومن وجد ضالته الإشهارية فيهم، في صلب ما تم تداوله، وليس الالتفاف إلى مكر المثار وسذاجة المتداول، في ظروف صعبة كردياً أهمِلت قيمة..
يجد لالش متعة كبيرة إذاً، في الاستجابة السريعة لكل ما يقوله ويزخرفه لـه محاوره بصدد الرواية المعنية( مسمار جحا البراغماتيكي)، بينما يلتزم الصمت والاستغراب من مواجهته بما يجري، في منحى لاصلة له بروايته أو به، إلا باعتباره عكازة لمسافة مؤقتة.
يعلن لالش عن استحالة الاستمرار في التحاور عن بعد، فيما هو لم يجاوب عن استفسار واحد، رغم الالحاح عليه، واعتبار مقابله، وهو أنا، غير قادر على تفهمه، كوني بعيداً عن روح النقد والأدب ( أو ليس هذا اتهاماً بالدونية في الفهم، والتعالم في الذات على الآخر؟!)، مفصحاً عما توقف عنده مستأنساً بما خطه وخططه لنفسه، وبنوع من التحدي .
يواجهني لالش بمثال، فيما إذا ترجم أحدهم كتاباً لي مثلاً إلى التركية، ثم وُجد من لديه القدرة، في تبيان مزالق الترجمة، وكيف أنني سأفرح بذلك، كما هو موقفه مما قام به مترجمه المثالي.
إن أبسط ما يمكن قوله، هو أن هذا المثال غير قابل للأخذ به قياساً على صحة ما تقدم:
أولاً، لأن الذي جرى، كان بعلم منه، ومنذ البداية.
ثانياً، وأن النقد اقتصر على جزء دون آخر، ليكون ذلك مراءاة وتشويهاً.
ثالثاً، لأن الأسلوب الذي تم التعامل معه، كان بعيداً عما هو نقدي، وفي الظروف التي أشرت إليها، وكيفية تجاهل مزالق الترجمة في الجزءالثاني، وهو شريك بصورة ما فيها، وإن لم يسمّ نفسه، ولا داعي لذكر الحجج، أو المستمسكات، على طريقة( حارتنا ضيقة ونعرف بعض)، وعلى الصعيد الدعائي يكون لالش منتمياً إلى الحارة هذه، لكل مقوماتها الافتئاتية.
رابعاً، وهذا هو الأهم، إنني سأدين بشدة، كل من يحاول نقد ترجمة أي مادة لي، مثلما لن أسمح له هنا، إذا علمت به بالطريقة هذه، ، سواء عرفته أو لم أعرفه، ليتحدث باسمي، أو حين أعلم به، فأكون مادته، وهو يقرأ المعتبَر نقده إلى الآخر في غرف مغلقة، أو مجالس خاصة، أما أن ينشرها في منبر ثقافي مباشرة، فهذا أمر آخر. وأعتقدني قمت بعمل كهذا، حين نقدت ترجمة الكاتب " عبدالناصر حسو" لـ" مم آلآن" وتحديداً، مقدمة د. نورالدين ظاظا، بعد تقديري لجهده، حيث وجدت أغلاط مروّعة، ولكنني ذكرتها دون تهويل، واكتفيت بنشرها في منبر الكتروني، ولم أزد على ذلك شيئاً مطلقاً.
أما في حال مترجم لالش المثالي، وكما يعلم المستعين بقياس يرتد إليه بسلبيته، فالوضع مغاير كلياً، عدا عن المعرفة المسبقة، لكل ما كان يقوم به، حتى قبل التحرك الهباتي ذاك.
هنا، أقول، لا يهمني من لالش سوى جانبه الأدبي، واعتباره الأدبي محفوظ عندي، كما كتبت عنه أكثر من مرة، ولكن هذا السكوت، وبمثل هذا التجاهل السافر، يدفع بي، وكما ألمحت في بعض النقاط سابقاً، إلى التعرض للجانب الذاتي: السيكولوجي، ومدى صلة كل ما كتبه ويكتبه لالش، بخاصية وعي الذات الكردية، كما تطرقت إلى ذلك في كتابي ( وعي الذات الكردية).
إن تهويل عثرات الترجمة، وفي نوع من الالتفاف الجمعي اللافت على الموضوع وتسييره، كما هو متصوَّر عنده قبل كل شيء، لا يعود ذا قيمة يمكن الاستفادة منها، بقدر ما أن الموضوع التحويري، يخرج عن سياقه، ويظهر مدى فاجعة الأدب بأهليه الذين يظهرون حرصهم على وعي الكردايتية وعلى ارتباط الأدب بمجتمعه وليس بجماعته والرفع من شأن هذا أو ذاك محسوبياً أو وفق اعتبارات جانبية، تكون الذاكرة العشائرية هي الضامنة لاستمراريتها، كما هو جار الآن، على قدم وساق، ولالش قاسو في الصميم، خصوصا، حين يظهر في رسالته الأخيرة ما يعتبره هو المطلوب قوله ( افعل فينا ما تشاء) وللأسف الشديد الشديد، وبلغة الجمع، وكأنني حقاً أعد عدتي لما تفكَّره، وهو قول لا يقال إلا لأن قائله يعيش هاجسه ولو لاشعورياً، ذاتياً، أو من خلال من زخرفوا له القول، وهو أقسى قول مسنى في الصميم، بمضمونه القيمي طبعاً، وليس لفتح معرفي ما، خصوصاً حين يصاغ بالطريقة هذه، ويؤكد نزعة تكتلية يفضلها لغاية في نفسه .
باختصار شديد، يمكنني القول، وبألم جلي: إن حسو( الشخصية الروائية اللافتة بطبيعتها وتقلباتها ومكائديتها)، لم يمت رمزياً، وأن هذه الإشارة يدركها لالش جيداً، وأنا أشدد عليها هكذا.
أكثر من ذلك، إن موقف لالش هذا، كموضوع بحثي مسلكياً وفكرياً وأدبياً، يذكرني بما خطط له حسو في رواية ( أيام حسو الثلاثة)، وهو يريد نسف قصر أخيه جرجيس، اعتماداً على محبّي البلبلة والمكائدية مأخوذين بميوله، وأعني بذلك كنيرKenêr،و سموSimo،( بدءاً من صفحة 296، في النص الكردي) وما تلا ذلك من فضائح، والمزيد من الاحتقانات وحالات التشرذم، حيث حسو حاول بدايةً، إنكارحقيقة ما جرى، بصفته ( مهندس) الخطة. وأرى أن المثال لا يحتاج توضيحاً.
هذه رسالة إلى العزيز مقاماً بشخص لالش قاسو، وما فيها من مواجهة نقدية، إنما مكاشفة علاقات تستشرف الأدبي فينا كردياً، ومدى الحمولة الاجتماعية في ذلك، وكذلك ، ومجدداً،استجابة لنداء مكاشفة من نوع آخر، أرادها لالش قاسو الروائي، وهأنذا لم أتردد في فعل الاستجابة، وموقفي مما جرى.

المراسلات المتبادلة:
الأخ لالش، نهارك سعيد، آمل أن تكونوا جميعاً في هناءة عيش ، أنت وأم فرمان وبقية أفراد الأسرة، وكذلك أصحابكم ومعارفكم . غادرتكم بقلب مفرح ومنعش، خصوصاً حين تحدثنا أنا وإياك حول مشكلة الترجمة تلك وشؤون أخرى، لكن للأسف فإن هؤلاء وخالداً بالذات، أجرى معك ما يشبه الحوار، ونشره دون تأريخه في مجلة ( حجلنامه)، ثمة أشياء مزعجة فيه، بخصوص أمور متعلقة بالترجمة وسواها، وثمة مطالب معلنة فيه باسمك، من خلالهم، ثمة ظنون تُثار حولي ، نشرت بالعربية، لذا، وكما تفهَّمنا الوضع معاً، أريد أن تظهر توضيحاً، أو توصله إلي، حتى يتسنى لي بعد ذلك نشر تعليق حوله، كما قلت لك، اليوم يحدث ما هو مؤذ ٍ، إنني أفتح قلبي للنقد الموجه إلي، لكن ما لا يمكنني غض النظر عنه، عندما يحاول أحدهم البحث عن الشهرة الاسمية باستغلالي، وأعتقد أنك تدرك إلام أرمي، لا بد من وضع النقاط على الحروف. ثرى هل صحيح أن ما يتداوَل في البيوت وغيرها، بصدد ترجمتي لروايتك هو نقد حقاً؟ الكل يعلم أنني أعدت ترجمتها منشورة، ويقيناً أنت تعرف جيداً ماذا وراء هذا الأمر، عندما يسعى هؤلاء مثل فريق واحد هنا وهناك، من عدا ما هو منشور باسمهم من ملاحظات في مجلة ( حجلنامه)، وأعلم أنك لا تعر انتباهاً إلى هذا الضجيج، لكنني لا أريد أن تضعف العلاقات فيما بيننا ، أو أكثر من ذلك، لذلك أرغب أن توضح رأيك على وجه السرعة، إن أردت، وأنا بانتظار رسالتك، ومن جديد، أنا والعائلة نسلم عليك وعلى عائلتك.- 26 حزيران، 2006

-----------

أمسيتك بخير
يبدو أنك متضايق من العمل الذي قام به خالد بخصوص دراسته المتعلقة بالترجمة، وكذلك بسبب الحوار الذي أجراه معي. صراحة وحتى لا تتضايق كتبت لخالد كثيراً وقلت له بأنك قمت بعمل جميل، لكنني ألححت عليه على ألا يعمد بعمله هذا إلى مضايقة الاستاذ ابراهيم محمود، أنا وإياه صديقان، هو لم يقصر فيما قام به، تلك هي استطاعته .
خالد ( قبل الاسم ثمة كلمة ناقصة، غير واضحة) أرسل إلي ،أخطاء الترجمة ، في قرابة أربع عشرة صفحة، وبدوري عرضت ترجمتك على بعض الأصحاب الذين يتقنون العربية، والأخطاء التي أظهرها خالد منها مقارنين بينهما. بصراحة كان ثمة أخطاء كثيرة، بعدها أراد أن يجري حواراً معي وأنا تجاوبت معه.
نص الحوار المكتوب عندي ، وسأرسله إليك، اقرأه ، وانظر ماذا قلت، في النص العربي المقابل ماذا عملوا( هكذا جاء الفعل çi kirine، وليس ماذا عمل çi kiriye، وأظن الفارق فيه ما هو أبعد من خطأ عفوي)، أنا لا أعلم بذلك، لكنني مسؤول عن كل ما ذكرته في الحوار معي بالكردية، والذي أرسله إليك أيضاً.
من جهة أخرى، تريدني أن أظهر توضيحاً، التوضيح بصدد ماذا؟ كما قلت منذ البداية لخالد، بأنني لا أتشيع لأحد. إنني أعتبر كافتنا عائلة واحدة، تيقَّن أنني أتألم كثيراً للحساسيات xirecir، الموجودة والمعلومة بين مثقفي جنوب الخط Binxetê( يقصدنا نحن).
من القلب والروح أسلم عليك وعلى عائلتك، وآمل أن تطب نفساً. لا تنسى أنك مثقف كبير عندنا، وكل مثقف هو واسع الصدر. يا استاذ يجب أن يكون هناك فرق بينك وبينهم، ولهذا يفترَض أن تكون أنت المسامح. إنهم شباب، إضافة إلى ذلك هم ليسوا في مستواك علماً. 27- حزيران ، 2006
ملاحظة: أرسل نص الحوار معي مرفقاً !

---------


الموقَّر لالش، نهارك سعيد، وسعيدة هي أوقاتكم جميعاً
لا أدري فيما إذا كانت رسالتي بالأمس وصلتك أم لا، آمل إعلامي من جانبكم، لأنني في انتظار جوابك، حتى يتسنى لي إنجاز دراسة ونشرها بالعربية والكردية.
مقالي المكتوب بالعربية، أخذته من موقع ( عفرين – نت)، وهو منشور في الشهر الثاني( سنة2006)، أي عندما كنت تحضّر الأجوبة المتعلقة بأسئلة الحوار معك.
آمل أن نتعارف جيداً، أعرفك كما أنت صاحب الرواية، وأرى أنك هكذا بلا ريب، لأنني سأدرس النقطة هذه كثيراً. يا ترى عندما تكتب إلي بأن الموقَّر خالد لازال في مقتبل العمر، كيف ترى الأمر، وتقبل ذلك على نفسك إذاً، حين تقول في إجابة لك ( العزيز خالد ، بداية أعززك على عملك القدير هذا)؟ وكيف أنه بعمله المذكور قد بيض صفحة وجهك وروايتك. يا ترى أليس هذا قولاً خطيراً؟ معنى ذلك أنني قمت بعمل مشين ومهين، أي أنني جهلت صفحة وجهك وروايتك ( خلاف الموسوم)، أنا لا أسمي الكلمة، لأنها ثقيلة الوطء. قلت له: أنت تعرف حياتي جيداً، أليس بسبب العمل ذاك ؟
يا ترى ، وفق أي قناعة تتكلم هكذا: لقد أظهرت للمترجمين الكرد كيف تكون الترجمة الفعلية؟
أليس هذا انزلاقاً؟ ترى ماذا قرأت له في هذا المجال، حتى تصرح بمثل هذا الاعتقاد الخطير؟ بمعنى: ماالذي أُهدر معنىً، في ( أيام حسو الثلاثة)؟ أي أنك صنفت الترجمة الغلط لكلمة lîçek، وبقية الأغلاط الأخرى في الترجمة جانباً، وأهملت أغلب الرواية في الجانب الآخر، وهي تنيف على أربعمائة صفحة. لا أيها الأخ لا، هذه ليست بإجابة صاحب رواية ( أيام حسو الثلاثة)، إذ ابتعدت ذاتياً عن نفسك، تكلمت بأحاسيسك. الرواية عرّفت من خلالي، رغم أنها كانت نسخاً محدودة، من جهة الكم، دون أن أقلل من شأنك، مَن قرؤوها أدركوا مضمونها جيداً، رغم وجود أغلاط كبيرة فيها، وأنت بأسلوبك هذا أذيتني كثيراً، ما يجري هو متاجرة باسمي وطعن فيه. يا ترى، إذا كان العمل الذي يمارس من خلال اسمك، على شهور عدة، وبصور لافتة، بطريقة كيدية، ألا يكون متاجرة، وأنت تعلم بذلك جيداً؟ وأدرك متيقناً أنك تعرف ما أقصد. قل لي من حاول التعريف بـروايتك( نقمة الحرية)، تُرى لماذا لا تُذكَر رواية ( الخراب) بالعربية، حيث قرئت كما تريد أنت؟
ترى ماذا تقول، وبصدد الحوار معك، والذي بدلاً من الأسماء المذكورة ، وضع المقابل بالعربية ( الأنظمة الشمولية)، وعلى لسانك، كما أرسلت إلي نص الحوار، جرت زيادات وإضافات، إذ بدلاً من الطلب الموجه إلي، أضيف : المعارف والأصدقاء، وما يخص الأمور الأخرى، تلك المتعلقة بأغلاط الترجمة، قد سميتها لك، وقد نُشرت،؟ ترى هل وفاء المثقفين يكون هكذا، أهكذا تتعرف على مثقفك؟ وتصر على أنك لا زلت تنظر باحترام إلى شخصي؟ ولو كان الأمر خلاف هذه النقطة ( الخاصة بالترجمة)، هل الفوضى المثارة كانت ستحدث، حيث إن الحوار في أساسه جرى معك من أجل السؤال الأخير( الخاص بترجمتي)،( إذ الأسئلة المطروحة ليست بالمستوى اللافت فنياً، إنها كلاسية جداً، بتركيبتها ومضمونها كذلك)،وثمّنت من قِبَلك، حيث باسمك تعرف بصاحبها، وهو يتحدث بلسانك. أليست هذه مكائدية روايتك بالذات، حيث أنت غير مدرك ٍ لها؟ بالرغم من أنني قلت لك، آمل أن تظهر توضيحاً، وكيف أن ما يجري، هو تشهير باسمي، وأنت تقول لي : توضيح حول أي شيء؟ إنني أتوجه إليك لا إلى أيٍّ آخر، مواجهة رجل لرجل جهد نفسه في الحياة وفي الأدب، ولن أقبل أبداً، في أن أُستغفَل، من قبل أحدهم، إثر عمل لي، وهو يسفهه دون منهجية وبمكائدية، ومن خلال من لازلت مؤملاً فيه رجلاً، وروائياً مبدئياً.
أرسلت إليك انطباعاتي هذه، لتكون على بيّنة في أنني سأتوقف عند هاتيك النقاط كافة، وآمل أن يظهر كل ذلك سريعاً، معنى ذلك، ليس أنني سأنشر توضيحاً واحداً، كلا، إنما سأتفرغ لذلك قدر ما أستطيع، لأن من يحاول أن ينشر اسمه من خلال اسمي، في ظل اسم آخر، لا يمكن أن يحصل ذلك، ولن يحصل هذا.
سلمتَ.
أ. م


رسالة الأمس
المحترم لالش، ثانية، وباستمرار، نهارك سعيد، آمل أن تكونوا سعداء، بصراحة ، أنا مغتبط، لأنني سمعت صوتك، وأنت ترسل إلي ما أنت متيقن منه تجاهي.
الأخ لالش، لتكن على بيّنة، على أنني عندما يممت شطر الكتابة، وبالكردية خصوصاً، وقبل ذلك، جانب الترجمة، لم أتعال مطلقاً على النقد، أبداً! أنا أراك وإياي في ساحة واسعة،لهذا أريد أن أتعلم.
لقد قيَّمت عمل خالد، بصدد ترجمتي، أنا بدوري أقدره، لكن هناك أمراً آخر : على ماذا؟ كما تحدثنا معاً في بيتك ( مؤخراً) في ستوكهولم، كيف تقيّم موضوع نقد ترجمة رواية ترجع إلى سنوات خمس، وسط هذه الفوضى الحاصلة، وهي تتفاقم؟ كيف تنظر إلى الحركة التي تتم باسم نقد الترجمة هذه، وعلى مدى شهور، من قبله ومن معه، في مدن منطقتنا، ودون كلل أو ملل، باسم الثقافة الكردية؟ أو ترى أن نهضة الكرد في هذا المسعى؟ أم أن هناك أمراً آخر، حيث إن هذا الناقد، الموقر خالد، قد أخرج نفسه من التاريخ الكردي، من جهة مسؤولية الكردايتي، هو ومن معه؟ بالله عليك ،أولم يكفهم نشرها في المجلة؟ ترى من مِن كردنا لديه الرواية، ليعقد مقارنة،، حتى بالنسبة للنسخة العربية أيضاً؟ تُرى عندما ألجأ أنا، قبل هذه النشاطات الممارسَة، خارج مسار النقد السوي، أكتب مقدمة جديدة، وفيها أعتذر من الروائي( أنت)، ومن القارىء، وتكون ترجمة جديدة، وتُنشَر على الانترنت، بالله، ماذا يبقى ثانية ؟ عندما يقال أن الترجمة المغلوطة على الانترنت، وروايتك بالكردية ليست في حوزة القارىء، ماذا تقول أنت؟ أو ليس هذا العمل بحاجة إلى مساءلة الغرض منه، ذاك البعيد عن الأدب؟ أليس هذا يندرج في خانة البلبلة؟
هنا أتوجه إليك يا الأخ لالش، حيث أنت غافل عنه.
من جهة أخرى، هل صحيح أن ترجمتي لم تُقرأ، لم تقدَّر؟ هلا قلت لي من نشر انطباعاته، ممن نعرفهم في وسطنا، حول روايتك صراحة، قبل أي شيء آخر؟ هل صحيح أن ترجمة ( الخراب) مثل سالفتها. إن الزوبعة التي ثارت حولها، كانت باسمي، والذين تمنوا أن تتوزع رواية ناقدة مثلها، وثانية، أنت تعلم ماذا جرى تماماً، ومن كانوا راءها عداءً. الذين كانوا مقربين منك بالذات، أم لماذا لم يهتموا بأمرها؟ ألا أين هي سوية النقد؟ من جهة ثالثة، الموقر خالد هذا العاشق للغة والثقافة الكرديتين، حتى الآن نشر كتابين باللغة العربية، أين هي كرديته؟ من جهة رابعة، كما حددت لك في بيتك، لماذا لا يتوقف عند رواية ( نقمة الحرية)، حيث له دور كبير في ترجمتها، إنه شريك الموقر فواز تماماً. أحدد نقدي لأمثلة صارخة تخص ترجمتهما العربية، وأرسله لك،كما عرفت ترجمتي، هكذا ستعرف خاصتهم تلك أيضاً، وستعرف أيضاً أين هي موضوعة النقد.
ولأتوقف عند نص الحوار الذي جرى معك، وكيف الصحيح تجلى بذاته، والذي أُسقط عنه تاريخه في مقابله العربي، وعندك، كان جرى في 11 شباط، 2006، وهذا مؤثر أيضاً، إذ الأسئلة أُرسِلت إليك، وأنت أعطيت الإجابات الخاصة بها، كما هو ظاهر فيها، أم لا؟
في إجابتك على السؤال الأول، في النص العربي، وبدلاً من أسماء كل من : أتاتورك والخميني وحافظ وصدام، كتب هكذا( هذه الأنظمة الشمولية)، وباعتقادي هذا ليس مقصدك، إنه الخوف كبير. سؤال الموقَّر خالد، والمهم والجوهري الذي أعدَّ لهذا الحوار معك، عندما ترجمت روايتيك، يضعهما في المستوى ذاته، وأنت متجاهل لذلك، هذه واحدة، وعندما يقول ( على يد هذا المترجم...)، وهذه ليست كلمة أدبية ، وهنا بالمقابل، لم تقل شيئاً.
وعلى لسانك في النص العربي، والذي نُشِر في مجلة ( حجلنامه) العدد الأخير( التاسع)، هكذا كان المقروء( مطلبي من السيد ابراهيم محمود ومن جميع الأصدقاء والمعارف هو وقف نشر الكتاب(، أما في النص الكردي فالموسوم هو أنا وحدي، والذي لم يسم عندك هو هذا كذلك . ( وعلاوة على ذلك، فإنه" أي أنا" قد نكس الرواية خالطاً الحابل بالنابل،( وفي نهاية النص العربي، جاءت النهاية هكذا( مطلبي منه هو أن ينشر على وجه السرعة بياناً توضيحياً حول ترجمته، وكفى)، وعندك ليس الوضع كذلك، كلا أبداً. ثانية أنا في انتظار جوابك يا الأخ لالش، بخصوص هذه الملاحظات، وبصدد انتقاداتي الموجهة حول ترجمة( نقمة الحرية)، حيث أنا متضايق بسبب ما تقدم، كون الجاري في وضع مشكوك في أمره.
مجدداً أسلم عليك وعلى عائلتك وأصحابك ومعارفك.
ملاحظة: يمكن أن تعرض ما أرسلت على الموقَّر سلام، وسواه أيضاً، لكن ما يهمني يا العزيز لالش هوأن ما تقدم ليس عملاً مكائدياً، والتاريخ سيظهر ذلك على حقيقته.
في 26 حزيران ، 2006.
ا. م.
-----------

الاستاذ ابراهيم محمود،نهارك سعيد
عزيزي، يبدو أننا مهما تحادثنا، لن نتفاهم، لأن ما يجري يقلل من شأني أيضاً. ما كنت أتوقع منك أن تقول لخالد( العزيز خالد)، وغير ذلك، لذلك عندما يصل الأمر بصاحب لي إلى هذا المستوى، يبقى من الأفضل عدم الاستمرار.
أيها العزيز، آمل أن تفهمني. كما قلت أكثر من مرة، أقول مجدداً، شكراً مراراً وتكراراً، إذ ترجمت كتابي َّ إلى العربية، حيث أجهدت نفسك في الكتابين كثيراً،وحتى تكون ترجمتك فالحة، لم تدخر في ذلك جهداً.لكن للأسف، من خلال دراسة خالد، بدا أن الترجمة لم تكن موفقة، لذا وحتى تهدأ نفسياً، لا بد أن أصارح بأن في السويد ثمة جهات تختص بالترجمة،تدقق في ترجمات المترجمين، أي مثل خالد، يدققون إلى أي درجة كانت الترجمة ناجحة. نعم، خالد قام بعمل مؤثر. ترى عندما يترجم أحدهم كتبك إلى التركية، وعندما يعثر سواه على أغلاط في ترجمتها،ويسمونها لك، ألا يكون إيجابياً؟ ولكنك أقمت القيامة، لأن خالد أنجز ما قام به، وأنا سررت بما قام به. هذا لا يجوز يا أستاذ. عندما أعلمني خالد بما يقوم به، رجوته في أن ينظر في ترجمة ( نقمة الحرية) ، وكذلك( الخراب). هو بدوره أخبرني على أن الروايات الثلاث بين يديه،والآن بلغ نصف رواية ( نقمة الحرية).
أستاذ، إن من يقوم بما يقوم به خالد، يغتنون سريعاً،ويمنَحون مكافآت. لذا دون أن أعرف خالد، وأكافئه، الشهم هو من تطوع ذاتياً في قراءة كتبي،وأظهر الأغلاط الموجودة.
وطبعاً سأسمعه الكلام الأحلى، ومن ناحية ثانية، ربما توجد مشاكل جانبية فيما بينكما، فجنَّبني هذه المشاكل. لقد توقفت عند أغلاط الترجمة فقط. وليكن الله شاهداً وإيميلاتي، حيث أنني من أجلك، أعلمت خالداً،وبأعلى صوتي حتى الصراخ، في ألا يسيء إليك، أن يبقى مقدّراً لك، وألا تكون كتبي مناسبة للمكائدية.
1- أستاذ، كلمتي الأخيرة: مرة أخرى أقول، شكراً لك كثيراً، إذ ترجمت كتابيَّ، وشكراً لخالد بالمثل، إذ انهمَّ بالكتب الثلاثة، مظهراً الأغلاط فيها.
2- وإذا كنت تطلب مني توضيحاً، بوسعك اعتبار هذه السطور بمثابة توضيح.
3- ولأنك عرفتني في منحى الغلط، ادرِك المزيد من ذلك فيَّ، واكتب عني سيئاً.
4- قبل أن تكتب عني وعن خالد، وتنشر ذلك في المجلات، اقرأ إيميلك الثاني، هذا الذي أرسلته إلي سابقاً،ورديت عليك، وبعد ذلك، افعل فينا ما بدا لك.
أسلم عليك وعلى أفراد العائلة كافة، متمنيا دوام النجاح.
لالش قاسو، في 28 حزيران، 2006.


في تعقيبي الأخير، أعلمت لالش، أن الوضع خلاف ذلك، وأن الكتابة بنيّة الخصام ليست هدفي، ولهذا سأمتنع عن الكتابة في هذا المجال، والمؤسف فيما سماه، وبوسعه أن يعلق إن لم يكن الوضع كذلك. ولاحقاً، تبدى لي أن الموضوع، وخصوصاً بعد صمت ظاهري من جهته، يستحق كتابة عنه، كما قدَّرت أنا، وأن ما أثير في تجاوزه لحدود وأمصار ولغات، لا يجوز التكتم عليه.
خصوصاً وأنه لم يعلمني فيما كان اضطلع على مادتي( جناية الكردي في الترجمة)، كما طلبها مني، أم لا، الأمر الذي ولَّد عندي تساؤلات أخرى لها صلة أعمق بحيثيات الحوار والعلاقة القائمة بيننا، باعتبارنا كتاباً، وأننا نريد الكتابة حقاً مواجهة لواقع، نبتغي التحول به نحو الأفضل.
وسواء كان الموضوع يتطلب كل هذه البانورامية البينية أم لا، فقد تناولت ما جرى وفق اعتبارات خاصة بي، وللقارىء، مثلما لأي كان تقديراته للمثار هنا، أو ما يشبهه، تقديرات أخرى بدورها.
إن أقصى ما يهمني، هو أن تكون الكتابة قادرة على استجلاء ذات كل منا، كما لو أنها حقيقتها الفعلية قدر المستطاع، في مواجهة ذاتية، أو محيطية، وفي الحالتين تكون الشخصية الثرة للكاتب ذي الصلة بواقع لا يمكنه تجنب متحولاته ومستجداته، وبائس من يفصل كينونته عما يكتب، مهما كان نوع الكتابة: ابداعاً أدبياً، أم انشغالاً فكرياً، أم تنوعاً: قولياً- فنياً... الخ.
- - - - - - - - - - - - -



ملاحظة:
قبل اسبوعين أرسلت الموضوع هذا، لأحد الأصدقاء المشتركين في استوكهولم، ليقرأه للأخ لالش، باعتباره يعرف العربية بدقة ملحوظة، وفي 7أيلول أعلمت الأخ لالش بما جرى من باب الاستفسار أيضاً، وعلى أنني سأنشر الموضوع قريباً، وفي وقته، وفق تقدير خاص بي، وأن ترجمتي لروايته الجديدة نسبياً ( المتنور) قد أبصرت النور فرحب بالفكرة، إنما دون أن يعلق البتة على ترجمة روايته الجديدة، رغم أنني أعلمته أنها جاهزة للطبع حين كنت في زيارته في ستوكهولم قبل شهور عدة، حيث تحمَّس للفكرة هذه، وهنا بدا تكتمه مثيراً للتساؤل، وليعلمني أن الصديق ذاك، لم يعلمه، ربما لأسباب أو ظروف خاصة به، ويطلب مني إعلامه عند نشره، وهذا ما سعيت إليه، إذ أرسلته إليه، في الوقت الذي أرسلته إلى موقع ( عفرين. نت)، حيث أضفت فقرات جديدة وتوضيحات أخرى إلى النص، كل ذلك في محاولة لتعزيز علاقة حوارية أمتن وأرحب مباشرة.
إن أقصى ما أريده هو المكاشفة لذاتي التي يهمني توسيع حدودها، ولعل ما أثرته آنفاً، يشكل دخولاً من جديد في بعض مناخات النقد والنقد الذاتي في مقالات مختلفة نشرتها هنا وهناك



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف الكردي
- ما هو أبعد من العلم العراقي
- المثقف الكردي المشعوذ
- ثرثرة مفلس
- الصراع الكردي - الكردي: رؤية أدبية، عبر ترجمة فصل من رواية : ...
- مستقرات السرد في الرواية - رومانس المكان-: هيثم حسين في رواي ...
- قلبي على لبنان
- - Mijabad رواية أوديسا الشاعر الكردي- المقام الشعري في رواية ...
- نقد العقل القدري الكردي
- مكائد الأمكنة: حسين حبش وشعرية المكان
- أعلام الكرد الخفاقة
- موسم الهجرة الطويل إلى جنوب كردستان
- الكردي مؤرّخاً
- الدوغماتيكي رغم أنفه
- -النقلة باعتبارها تمرداً في الأدب: سليم بركات في روايته الجد ...
- أهي نهاية المرأة ؟
- منغّصات الترجمة
- الكردي الرشيد: رشيد كرد
- مغزل الكردي
- هل يصلح الرمز الديني موضوعاً للسخرية؟


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - ما هو أبعد من الترجمة كردياً : لالش قاسو ومترجمه المثالي