أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كاظم حبيب - من أجل تنشيط العلاقة النضالية بين قوى الشعب الكردي وبقية القوى الديمقراطية في العراق!















المزيد.....

من أجل تنشيط العلاقة النضالية بين قوى الشعب الكردي وبقية القوى الديمقراطية في العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 09:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


على امتداد عقود الحكم الوطني من القرن العشرين في العراق وقفت القوى الديمقراطية العربية في العراق إلى جانب القضية الكردية وحقوق الشعب الكردي العادلة, وبشكل خاص في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه المواقف ناجمة عن ثلاث حقائق جوهرية تستوجب الإشارة إليها, وهي:
1. اعتماد مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في النشاط الفكري والسياسي للإنسان يستوجب من حيث المبدأ الاعتراف بالحقوق القومية العادلة للشعوب والقوميات الأخرى, إذ أن أي تنكر لتلك المبادي يعتبر تجاوزاً عليها وفقدان مصداقية الدعوة إلى تلك المبادئ.
2. الوعي بأن النضال في سبيل الحقوق القومية لا ينفصل بأي حال عن النضال في سبيل سيادة مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والدستور الديمقراطي والحياة النيابية والتعددية الفكرية والسياسية. وأن احترام الإنسان للقوميات الأخرى واعترافه الكامل بحقوقها يعتبر تجسداً لاحترام الإنسان لقوميته ونضاله المشروع من أجل حقوقها كاملة.
3. وأن النضال المشترك لكل القوميات في الدولة الواحدة هو السبيل لتحقيق المصالح المشتركة في التقدم والازدهار وفي ضمان الوصول إلى الحقوق القومية العادلة.
ومن هنا يفترض ابتداءً أن نؤكد بأن دعم النضال الوطني التحرري للشعب الكردي من جانب القوى الديمقراطية العربية لم يكن فضلاً أو منة منها على الكرد وقواها السياسية الديمقراطية, كما يحاول البعض صياغة موضوعات خاطئة في هذا الصدد, بل كان واجباً أدركته القوى الديمقراطية العربية وماسته, رغم التباين في ما بين هذه القوى في مدى وعيها واعترافها ببعض أو كامل تلك الحقوق من جهة, وفي مدى اختلافها عن سياسات ومواقف الكثير من القوى القومية اليمينية والمتطرفة إزاء قضية الأمة الكردية عموماً والشعب الكردي في العراق خصوصاً.
وقد كان لهذا النضال المشترك, رغم كل حركته الزكزاكية على امتداد العقود المنصرمة أحد الأسباب المهمة والأساسية في عدد من النجاحات التي تحققت خلال الفترات المنصرمة, رغم الانتكاسات التي تعرضت لها, كما أن النضال المشترك يفترض أن يشكل الأساس المادي لانتصارات جديدة للمجتمع العراقي بكل قومياته في يالوقت الحاضر وفي المستقبل.
لا شك في أن موازين القوى كانت ولا تزال تلعب دورها في نشوء التحالفات السياسية المؤقتة أو المتواصلة لفترات أطول بين مختلف القوى السياسية, وأن هذه التحالفات تتأثر بالسياسات والمواقف وبمدى اعتراف هذا الطرف أو ذاك بالحقوق والمهمات والأهداف التي يناضل من أجلها الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى. وإذا كان هنذا صحصحاً, فأن الصحيح أيضاً هو أن التحالفات السياسية يفترض أن تتحكم فيها ثلاث مسائل جوهرية أيضاً, وهي:
1. المبادئ الديمقراطية التي يعتمدها كل طرف في نشاطه وعلاقاته.
2. الأهداف المشتركة التي تسمح بالنضال والتحالفات المشتركة.
3. الرؤية الواعيةلآفاق العمليات السياسية والا جتماعية والاقتصادية والثقافية الجارية في البلاد وفي المنطقة, في ضوء المعرفة الفعلية بالاتجاهات الفكرية والسياسية للقوى المختلفة. أي أن لا تستند التحالفات إلى رؤية مبسطة أو مسطحة للواقع القائم ولأهداف آنية يمكن أن تقود إلى مطبات ومشكلات على المدى الأبعد.
استناداً إلى هذه الوجهة في التفكير والتحليل غير المعقد والواضح أود أن أشير إلى أن التحالف الضروري بين القوى الديمقراطية الكردية والقوى الديمقراطية العربية على وجه الخصوص لم يكن قائماً أو بالمستوى المطلوب وخضع لأهداف واعتبارات أنية رغم أهميتها, ولم تؤخذ بنظر الاعتبار بما فيه الكفاية مختلف الاحتمالات من جهة, والأرضية الفكرية التي تستند إليها مختلف الأطراف من جهة ثانية, وفي مدى قدرة هذه التحالفات على مواجهة التطورات اللاحقة على صعيد العراق والمنطقة من جهة ثالثة.
لا استطيع أن أوكد بأن المسؤول عن هذا الواقع هو القوى الديمقراطية الكردية وحدها, كما يشير إلى ذلك الكثير من العناصر الديمقراطية التي أثق بصدقها, بسبب الصعوبات الكبيرة والتعقيدات الأكبر القائمة في الساحة السياسية العراقية, ولكن أستطيع أن أوكد بأن التحالف الكردستاني يشارك بهذه المسؤولية, بسبب الوحدة التي نشأت في صفوف القوى الديمقراطية الكردية منذ سقوط النظام بشكل خاص من جهة, والضعف والتفكك في صف القوى الديمقراطية العربية من جهة أخرى, والتباين النسبي في المواقف إزاء القضايا الكردية من جانب القوى الديمقراطية العربية. وما يمكن تسجيله حتى الآن ودون أن نقع في فخ الاختلاف هو أن التعاون بين القوى الديمقراطية الكردية المتمثلة في قائمة التحالف الكردستاني من جهة, والقوى الديمقراطية العربية, بغض النظر عن وجودها في قوائم أو خارج التحالفات السياسية في إطار المجلس النيابي الراهن, بعيدة كل البعد عما يفترض أن يكون عليه التحالف السياسي بين قوى ديمقراطية وليبرالية وعلمانية عقلانية تسعى إلى إرساء مجتمع مدني ديمقراطي عقلاني في العراق.
لا شك في أن المصالح هي التي تتحكم في العلاقات ليس بين الدول فحسب, بل وبين القوى السياسية في الدولة الواحدة أيضاً, سواء أكانت تلك التحالفات السياسية مؤقتة أم ذات المدى البعيد. وأن التنازلات والمساومات ضرورية في مثل هذه التحالفات, على أن ينظر إليها لا بمنظار اليوم فحسب, بل بمنظار الغد والمستقبل واحتمالات التغير في السياسات والمواقف في ضوء الأساس الفكري لكل طرف من الأطراف.
إن مطالبتي للأخوة والأخوات في التحالف الكردستاني أن يعيروا اهتماماً خاصاً للتحالف مع القوى الديمقراطية العربية في المرحلة الراهنة ناشئة عن بعض المسائل المهمة, وهي:
1. القوة النسبية الجيدة التي يتمتع بها التحالف الكردستاني في الوقت الحاضر وتأثيره الإيجابي في الساحة السياسية العراقية.
2. مواقفه الإيجابية من إقامة مجتمع مدني عقلاني في العراق بعيداً عن الدولة الدينية المماثلة لما هو عليه الوضع في بعض الدول.
3. الضعف الذي تعاني منه القوى الديمقراطية العربية التي تحتاج إلى دعم وإنهاض لصالح الجميع.
4. المخاطر الجدية التي تتهدد تفاقم الصراع الطائفي السياسي في العراق وعواقبه على المجتمع بإسره, وخاصة الدور السلبي المتفاقم للمليشيات المسلحة في مجمل العملية السياسية وتشكيلها عملياً دويلات داخل دولة عراقية اتحادية غير متكاملة وضعيفة.
ويبدو مفيداً أن أشير إلى ملاحظتين مهمتين, وهما
• أن ضعف القوى الديمقراطية العربية في العراق ليس أزلياً, بل حالة مؤقتة يمكنها أن تتغير في الفترة القادمة لصالح بناء المجتمع المدني الديمقراطي التعددي في العراق. ولكن مثل هذا التغيير لا يحصل بصورة عفوية وبنداءات فقط, بل عبر جهود مشتركة من جانب القوى الديمقراطية العربية والقوى الديمقراطية الكردية وبقية القوى الديمقراطية في القوميات الأخرى في العراق. أي نحن بحاجة إلى جهد مشترك لصالح أهداف مشتركة.
• وأن التهديد بأن تفاقم الصراع الطائفي وسيادة الفوضى في العراق سيدفع الكرد بالتفكير الفعلي بالانفصال لا ينفع أحداً ولا في محله, إذ أن من حق الكرد, تأسيساً على حق تقرير المصير, ممارسة ذلك بدون تهديد. ولكن التهديد في مثل هذه المرحلة وبين فترة وأخرى لا يشجع القوى الديمقراطية العربية على التعاون في ما بينها, بل ربما يزيدها تعقيداً وتفككاً, كما أنه ينعش القوى السياسية اليمينية في العراق وفي الدول العربية, التي ترى في كل تحرك كردي انفصالاً عن العراق ومأساة لا تطاق!
إن الدعوة إلى التحالف بين القوى الديمقراطية على صعيد العراق كله لا تنطلق من رؤية تكتيكية فجسب, بل من رؤية استراتيجية أيضاً, كما أنها لا يستثني بأي حال التحالف بين القوى الديمقراطية العربية والكردية وبقية القوى الديمقراطية في القوميات الأخرى من جهة, والقوى الإسلامية السياسية المتفتحة التي تعمل على أسس ديمقراطية ولا تلتزم الطائفية السياسية أساساً في الهوية, بل روح المواطنة المتساوية والآخاء القومي والديني والمذهبي والفكري من جهة أخرى, وهي القوى التي تعترف بحقوق الإنسان وحقوق القوميات. إذ أن على القوى الديمقراطية في المجتمع العراقي أن تدرك بأنها تواجه مرحلة استثنائية معقدة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً تستوجب تحالفات واسعة وذكية وذات آفق إنساني وعقلاني, إذ بدون ذلك سنجد أنفسنا خارج التاريخ نراوح في مواقعنا دون أن نعي المهمات الملقاة على عاتق القوى الديمقراطية العراقية في المرحلة الراهنة, عندها سيعاقب التاريخ من يأتي متأخراً أو يدرك الحقائق بعد فوات الآوان.
أواخر آب/أغسطس 2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب المختلفة في العر ...
- أخبار بغداد الموحشة!
- هل من معالجة جادة لمطالب شعب إقليم كردستان؟
- حوار مع الدكتور ميثم الجنابي حول رؤية مس بيل للعرب! 1 & 2
- حذاري حذاري من نموذج حزب الله في العراق!
- حوار ما يزال مفتوحاً حول مضامين رسالتي إلى الشيوعيين العراقي ...
- المرأة العراقية وحقيقة أوضاعها في المجتمع الذكوري الإسلامي ا ...
- العرب والأحداث الجارية في المنطقة!
- هل في الوضع الأمني الراهن مجال للبحث في استراتيجية للتنمية ف ...
- ما هي أبعاد الجانب السياسي في خطة التنمية في إقليم كردستان ا ...
- المصارحة والشفافية والوعي بمصالحنا هي السبيل الوحيد لانتصارن ...
- هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان الع ...
- الاستقرار وقوى الإسلام السياسي في إقليم كردستان العراق !
- هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟
- خسأ المجرمون وشيخهم, لن ينجحوا في تفجير حرب طائفية في العراق ...
- هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إ ...
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كاظم حبيب - من أجل تنشيط العلاقة النضالية بين قوى الشعب الكردي وبقية القوى الديمقراطية في العراق!