أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - لايمكن حماية النصر الا في تطويره















المزيد.....

لايمكن حماية النصر الا في تطويره


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكدت جميع تجارب البشرية عبر التاريخ ان صيانة النصر اصعب من احرازه . وهذه حقيقة تاريخية كبدت البشرية ملايين التضحيات من اجل ادراكها . فكل نصر استراتيجي هو ذروة الصراع بين قوتين متناقضتين رئيسيتين تضم كل منهما حولها العديد من القوى والادوات، تلعب في اصطفافها عوامل متعددة اهمها المصالح الطبقية وما يتفرع عنها وفقا للمراحل التاريخية من مصالح وطنية وحريات ديموقراطية وكرامة انسانية. وكم من نصر حققته الشعوب ضد مستعبديها تم سرقته وتم بناء اشكال جديدة من الاستعباد والاضطهاد على اشلاء الاف الضحايا بل ملايينها . ففي النصر على الفاشية قدمت البشرية عشرات الملايين من الضحايا لتواجه اليوم فاشية جديدة اشد همجية من فاشية هتلر ، هي الفاشية الامريكية والمجهزة بافضع اسلحة الدمار الشامل التي لا تهدد البشرية فقط وانما الكرة الارضية ايضا..
ويحاول اعداء البشرية تصوير هذه العملية التاريخية وكأنها عملية ميكانيكية ليس لها آفاق تدور في حلقة مفرغة اطلقوا عليها نهاية التاريخ. فعلى الرغم من كل تلك التضحيات وعلى الرغم من كل ما حققه اعداء البشرية من قوة وجبروت، استطاع كل نصر وكل تجربة فاشلة او ناجحة خاضتها البشرية بشعوبها تقديم تجارب وخبر مهدت لبلورة الاستراتيجية العالمية ولاسيما تحديد التناقض الرئيس وهو التناقض بين البشرية عموما واقطاب العولمة الراسمالية وتحديد قوى وادوات كل منهما . فاذا كانت القوى الرئيسية للعولمة الراسمالية قطبها الاكبر الامبريالية الامريكية فان قطب العولمة الانسانية الاكبر هم شغيلة العالم وطليعتها الماركسية . واذا كانت ادوات العولمة الراسمالية اسلحة الابادة الشاملة الجسدية والروحية للبشرية والارهاب والتفرقة العنصرية والدينية والطائفية وبث الرعب واليأس لشل طاقات البشرية واهم اساليبها لتركيع البشرية الحروب، فان اسلحة العولمة الانسانية هي الوعي الوطني والانساني وادواتها هي التنظيم الوطني والعالمي وسبيلها هو النضال الجماهيري وتطوير مختلف اشكال المقاومة والربط بين الاهداف الانية والمستقبلية وفقا لتطور مراحل تطور العملية التاريخية وصولا الى تحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وكل اثامها بحق البشرية لاسيما وقد انهت مهمتها التاريخية ولم تعد سوى عائق جبار ليس فقط امام تقدم البشرية بل ووجودها. فقد اثبتت جميع تجارب البشرية بما فيها اعظم انتصاراتها في ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى بان حرف الاستراتيجية العالمية القائمة على ان التناقض الرئيس هو بين العمل والراسمال على الصعيد الوطني والعالمي، الذي تطور الى التناقض بين عموم البشرية والنظام الراسمالي، وليس التناقض بين النظامين الاشتراكي والراسمالي وما تبع هذا الانحراف من تنظيرات ومساومات واصطفاف قوى ادى الى فشل التجربة دون خسارة دروسها وانجازاتها.
نعم ان انتصار الشعب اللبناني على العدوان الامريكي الاسرائيلي هو انتصار تاريخي واستراتيجي على الصعيد الوطني والعربي والعالمي. ولذلك فان حمايته اصعب من تحقيقه لما للامبريالية الامريكية والصهيونية من قدرات جبارة وادوات سياسية واجتماعية واعلامية على الصعيد العالمي والعربي واللبناني. فالركائز الاجتماعية للامبريالية والصهيونية في لبنان التي اخرستها بطولات المقاومة ووحدة الشعب ستجد في كل ثغرة منفذا لانقاذ اسيادها من الهزيمة وتحويله الى نصر والرجعية العربية بانظمتها وقواعدها ستنبري بمختلف المشاريع والادعاءات لتفتيت صفوف الشعب اللبناني السند الرئيس لحماية الانتصار وتطويره. فضلا عن السياسيين المحرفيين الذين يستخدمون كل وسائل التضليل الفكري لحرف نضالات الشعب ووحدته . ومن الجهة الاخرى لايمكن الاستهانة بالقوى التي حققت النصر وبالقوى الوطنية اللبنانية التي حمت الوحدة الرائعة للشعب والحكومة اللبنانية. وبالتجارب الرائعة والدروس القيمة التي افرزها النصر التي تمكن الشعب اللبناني وطلائعه الواعية من تحديد النواقص والايجابيات وما تفرضه من تجاوز النواقص وتعزيز وتطوير الايجابيات انطلاقا من فهم وتطوير ارقى نظرية ونهج ثوري عرفته البشرية : الماركسية. فالمعركة ضد الامبريالية الامريكية والصهيونية لم تنته بعد بل ستعمل بكل قواها وادواتها لاجهاض هذا الانتصار حتى لايكون اشعاعا ساطعا في افق الشعوب عامة والشعوب العربية خاصة في امكانية دحر اقوى اعدائها، من خلال مقاومتها ووحدتها بغض النظر عن موقف حكوماتها، فضلا عن متابعة ازالة العوائق امام تحقيق استراتيجيتها في بناء الشرق الاوسط الجديد. الامر الذي يتطلب دعم هذا الانتصار بانتصارات في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
لقد كان من اهم عوامل الانتصارالتضامن التي قدمته الشعوب العربية وجميع شعوب العالم بمظاهراتها الجبارة المطالبة بانهاء الحرب فورا والمطالبة بتطوير وسائل الشغيلة في عرقلة وسائل دعم العدوان الاسرائيلي والى المطالبة بمحاكمة اسرائيل كدولة معتدية ومجرمة حرب بحق الانسانية فضلا عن المطالبة بمقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية بل والى قطع العلاقات الدبلوماسيةمعها. وتطوير نضالات الشعوب العربية من اجل استخدام النفط والودائع المالية سلاحا في المعركة. الامر الذي يتطلب من الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة ادراك بان نصرهم جزء من العملية التاريخية لتحرير البشرية وتطويره يبقى بحاجة الى هذا الدعم العالمي الجبار من جهة والى دعمه لنضالات جميع شعوب العالم من جهة اخرى والانتقال معها وفي طليعتها من مرحلة الى اخرى وصولا الى تحقيق النصر الحاسم
نعم ان النصر الذي حققه الشعب اللبناني طور ليس فقط وعي الشعب اللبناني ووسائل مقاومته بل ووعي الشعوب العربية وثقتها بنفسها وقدرتها على تنظيم مقاومتها وتحقيق انتصارها على مستعبديها من محتلين وحكام كما اسهم النصر في تطوير وعي البشرية ووسائل كفاحها ضد اعدائها وعزز ثقتها بقدراتها على تحقيق النصر.
المجد كل المجد للمقاومة اللبنانية في نضالها من اجل حماية نصرها بتطويره من خلال تطوير نفسها
والمجد كل المجد للشعب اللبناني الذي بوحدته حقق هذا النصر وبتعزيزها يمكنه حماية النصر وتطويره
والمجد كل المجد لشهداء الشعب اللبناني عامة وشهداء المقاومة خاصة



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الف تحية للفنان العراقي المبدع والموسيقار المناضل نصير شما
- الحروب الامبريالية تعمق تناقضات العولمة الراسمالية وتطور اصط ...
- هل يمكن ان يكون النصر اللبناني حاسما
- مسرحية الحرب الاهلية اداة لابادة العراقيين وترسيخ الاحتلال و ...
- التجربة العراقية اغناء لتجارب الشعوب والبشرية في نضالها المع ...
- الشعب اللبناني يقدم نقلة نوعية في العملية التاريخية لتحرير ا ...
- معركة واحدة من فلسطين الى العراق مرورا بلبنان
- الوطن الام يناديكم
- التجربة الاولى في مجابهة العنجهية الامريكية والاسرائيلية في ...
- قضية الجندي الاسرائيلي الاسير والاستقطاب الطبقي على الصعيد ا ...
- نشوء الدينية والعلمانية والصراع بينهما
- مصطلح اليسار السلمي اكثر قبولا من مصطلح الاشتراكية الديموقرا ...
- ابادة العناصر الحيوية للشعب العراقي
- مهرجان انسحاب قوات الاحتلال من السماوة بعد مهرجان الزرقاوي
- الامبريالية الامريكية ومكافحة الشيوعية - ضياع اخر فرصة لطلب ...
- تحية للمؤتمر الثالث لحركة الانصار العراقية
- سجن غوانتنامو وسجون الامبريالية البريطانية في العراق
- صرخ هدى يستصرخ ضمير البشرية ويدمي القلوب ويمزق الاكباد
- مهرجان مقتل الزرقاوي لاخماد الغضب العراقي والعالمي على جرائم ...
- رسالة حب وتقدير لكل امرأة عراقية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - لايمكن حماية النصر الا في تطويره